الثلاثاء, أكتوبر 8, 2024
آراء

كردستان قاب قوسين فلا تضيعوا الفرصة

بير رستم

يوم الأول من تشرين الأول 2024 . قام القومجي التركي؛ “دولت باهجلي” وهو المعروف بعنصريّته وتشدده ضد الكرد، بمصافحة أعضاء حزب “DEM” بارتي الكردي وذلك في افتتاح البرلمان وقائلاً لهم ما يلي: “نحن ندخل مرحلة جديدة. و بينما نطالب بالسلام في العالم، يجب أن نحقق السلام في بلدنا”. وكذلك فإن أردوغان وفي خطابه بافتتاح البرلمان التركي كان قد صرح بما يلي: (إن هدف إسرائيل هو محاربة تركيا وتأسيس دولة كوردية في شمال العراق وسوريا). (الخبر منقول بتصرف من صفحة الأخ؛ رامان يوسف).

إن الخبر السابق يؤكد ما قلناه في أكثر من مقال وبوست خلال الأيام الماضية حيث أكدنا؛ بأن هناك صراع إقليمي دولي بالمنطقة بين عدد من الأجندات والمشاريع السياسية وأهمها المشروع الأمريكي في شرق أوسط جديد ديمقراطي تعددي فيدرالي وبين المشاريع الإقليمية لهذه الدول الغاصبة لكردستان وفي المقدمة منها تركيا وإيران وذلك للحفاظ على كياناتهم ودولهم المركزية الإستبدادية ولذلك سنجد محاولات هذه الدول وقياداتهم في استمالة الكرد أو على الأقل دفعهم للحياد في ظل هذا الصراع الإقليمي والدولي وذلك بهدف جعلهم خارج المعادلات السياسية وحرمانهم من تحقيق شيء، بل والاستفراد بهم بعد تهدئة الأوضاع لارتكاب المزيد من الجرائم الجينوسايدية ضد شعبنا!

باختصار هم يريدون أن يضحكوا علينا للمرة الألف وواحد، كم علق عليه الأخ رامان في سياق تعليقه على الخبر، فمتى كان الذئب -بالأحرى الكلب المستئذب- صديقاً للإنسان، ليأتي أمثال باهجلي وحكومة أردوغان الإخوانية والمتوغلين بجرائم حرب ضد الكرد ويقولوا؛ بأن علينا أن نحقق السلام في بلدنا، طبعاً السلام في عرف هؤلاء هو الإستسلام لهم والأفضل وفق ذهنية ومنهجية هؤلاء الطغاة العنصريين هو أن يكون الكردي ميتاً حيث يكون بالنسبة لهم هي أفضل حالات السلام، ثم ها هو سيده أردوغان يصرح في البرلمان وبشكل صريح؛ بأن المشروع الجديد الشرق أوسطي يعمل لانشاء دولة كردية.

طبعاً كلام الرئيس التركي ليس دقيقاً وهي فقط بروباغندا إعلامية لتحشيد الغوغاء والرعاع ضد الكرد وذلك بالمزيد من التجحيش لهم بالقول؛ أن الأكراد وإسرائيل عملاء أمريكا وهذه الأخيرة تفتت المنطقة بواسطة هؤلاء مع أن تركيا ثاني دولة من حيث عدد قواتها في الناتو وقاعدة أنجرليك تعتبر أهم قاعدة عسكرية أمريكية لردع أي طرف من العمل ضد مصالح الأمريكان، لكن ورغم كل هذه الحقائق فإن أردوغان ومن خلال البروباغاندا الإسلامية قادر وللأسف على تجحيش وتجييش الكثيرين ضد الكرد وجعلهم عملاء أمريكا

بالمناسبة جزء من كلام أردوغان صحيح في خطابه أمام البرلمان التركي، لكن ليس حرفياً وذلك بخصوص محاولات أمريكا -هو يقول إسرائيل- بأن ينال الكرد بعضاً من حقوقهم ويصبحوا شركاء في الشرق الأوسط الجديد، لكن لا أعتقد على شكل دولة كردية، كما يدعي أردوغان وليته لو كان صادقاً في ذاك الادعاء، بل نعتقد بأن سقف العملية السياسية، مرحلياً على الأقل، هي جعل هذه الدول فيدرالية تشاركية على غرار النموذج العراقي بحيث تحقق لكل مكون حقه في المشاركة السياسية والتخلص من ذهنية الاستبداد والمركزية وحصر السلطة بيد حزب أو مكون مجتمعي سياسي دون الآخرين.

وللعلم أحلام وطموحات الشعوب تتحقق وللأسف مع الأزمات والحروب وهذه فرصة تاريخية قد لا تتحقق مجدداً للكرد ولذلك على شعبنا وحركتنا الوطنية أن لا تفوت الفرصة وتقف في الجهة الصحيحة، وبأن لا يضحك علينا الأعداء مثل كل مرة كما حدث في الماضي وذلك عندما وقف أجدادنا مع الطرف الخاسر في الحرب ومن ثم غدروا بنا العثمانيين وبعدهم الكماليين ولنحرم من انشاء دولتنا المستقلة مثل باقي أمم وشعوب المنطقة والعالم وها هي الفرصة تسنح من جديد وإن مصلحة شعبنا هو مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي العربي المطبع وليس مع مشاريع إيران وتركيا في بقاء هذه النظم التوتاليتارية القمعية والغاصبة لكردستان

نعم “ممر داوود” سيكون في خدمة كردستان، إن عرفنا كيف نلعب اللعبة بحرفية مع مختلف الأطراف والقوى وبالتالي ليس من مصلحة شعبنا معاداة الغرب وأمريكا ومشاريعهم السياسية أو الجيوسياسية، بل يجب أن نكون جزء منها ولا ننخدع ببعض الكلام المعسول والمدسوس بالسم والقطران والذي ينقطه لسان بعض العنصريين أمثال بهجلي حيث نعلم مدى حقد هؤلاء وعنصريتهم تجاه شعبنا وقضايانا الكردستانية.. بالأخير نقول للجميع؛ بأن كردستان قاب قوسين وإن لم نقدر أن نحققها في هذه المرحلة فلا تلوموا الغرب والأمريكان، بل علينا حينها أن نلوم غباءنا وحماقاتنا وبأننا شعب ساذج يضحك عليه أعدائه في كل مرة.

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين

شارك هذه المقالة على المنصات التالية