كورد أونلاين تنشر التعديلات التي أجرتها السلطات الجديدة في سوريا على المناهج الدراسية
أعلنت وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة التي تقودها هيئة تحرير الشام عن إجراء تعديلات على المناهج الدراسية من الصف الأول وحتى الثالث الثانوي للعام الدراسي 2025 م.
وأثارت التعديلات التي أجرتها السلطات السورية الجديدة جدلا واسعاً في الشارع السوري وتعددت الانتقادات حول حذف نظرية التطور من كتاب العلوم، واعتباره خطوة إلى الوراء، وكذلك حذف كلمة “قانون” واستبدالها بـ “الشرع، أو شرع الله”.
وفي المرة الأولى التي نشرت فيها وزارة التعليم التعديلات عبر فيسبوك كانت تحتوي على الصفحة الأولى من القرار قبل أن تختفي تلك الصفحة من منشور وزارة التعليم لاحقا وكذلك منشور وكالة الأنباء السورية، وفقاً لموقع سي إن إن.
وجاء في مقدمة تلك الصفحة أنه بناء على مقتضيات المصلحة العامة، قرر وزير التربية والتعليم ما يأتي: تحذف الدروس والعبارات والصور التي تمجد النظام البائد وبعض الملاحظات الأخرى وفق الآتي:
1- اعتماد علم الثورة بدلا من العلم القديم أينما وجد
2- اعتماد عبارة الحكم العثماني بدلا من عبارة الاحتلال العثماني أينما وجدت
3- حذف مادة التربية الوطنية كاملة
بالإضافة لحذف الفقرات المتعلقة بالنشيد الوطني السوري، واعتبر متابعون أن هناك سعي من أصوات في الإدارة السورية الجديدة لطمس ذكر “شهداء السادس من أيار 1916″، إرضاءً لتركيا، ورأى أغلب المتابعين أن هذه الحكومة لا تملك الصلاحية لتعديل المناهج بوصفها “حكومة تصريف أعمال”.
ومن هذه التعديلات، حذف وحدة “أصل التطور والحياة” من كتاب العلوم في الصف الثالث الثانوي، وحذف فقرة تتناول تطور الدماغ بـ “الكامل” من أحد الدروس.
كما قضى التعميم بحذف عدة إشارات للآلهة وأسمائها في الميثيولوجيا القديمة من كتب التاريخ التي كان يتم تدريسها في صفوف مختلفة في المناهج السورية المعتمدة حتى سقوط حكم بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
وحذف جملة “إعدام قادة الحركة الوطنية في السادس من أيار 1916” من كتاب التاريخ في الصف الثالث الثانوي الأدبي، والتي تشير إلى ما يعرف بـ “شهداء السادس من أيار” الذين شهد جمال باشا المقلب بـ “السفاح” إعدام عددٍ منهم في أواخر العهد العثماني، بساحة المرجة في دمشق، وتحمل الساحة نصبًا تذكاريًا يحمل أسماؤهم.
بالإضافة إلى حذف كل ما يشير إلى بشار الأسد، أو زوجته أسماء، أو “الحركة التصحيحية” التي قادها والده حافظ الأسد في 1970، وأشار التعميم إلى استبدال اسم “حرب تشرين التحريرية” ضد إسرائيل بـ “حرب 1973”.
واستبدال مفهوم “الشهادة” من في “سبيل الوطن” إلى “في سبيل الله”، من كتب التربية الإسلامية في كل الصفوف، وعبارة “يحكمه قانون العدل” بـ “يحكمه شرع الله”، و”مبدأ الأخوة الإيمانية” بدلاً من “الأخوة الإنسانية”، في كتاب الصف التاسع، واستبدال عبارة “ومن يفعل الكبائر مستحلًا لها، فجزاؤه في الآخرة” بـ “ومن يفعل الكبائر مستحلًا لها فقد كفر وجزاؤه في الآخرة النار” في أحد الدروس من كتاب الصف الأول الثانوي”، وحذف كلمة “القانون” من عبارة ” الالتزام بالشرع والقانون” من أحد دروس التربية الإسلامية في الصف الثاني الثانوي.
ونصّ التعميم على حذف صور منحوتات وتماثيل من كتب اللغة الإنجليزية، في عددٍ من الصفوف، وحذف “الفكر الفلسفي الصيني” من كتاب الفلسفة في الصف الأول الثانوي، ودروس وصفحات كاملة من مقررات الفلسفة في منهاج الثانوي الأدبي في سوريا.
كما نص على حذف الفقرات المتعلقة بالنشيد الوطني السوري “حماة الديار عليكم سلام” من كتب اللغة العربية، رغم أن النشيد لم يتم الإعلان عن إلغائه رسميًا، بالإضافة لحذف كل ما يمجد بما تم وصفه في التعميم “بجيش النظام البائد أو المخلوع”.
وفي كتب التاريخ والفلسفة، أُزيلت الفقرات التي تناولت الآلهة القديمة والرموز غير الدينية، واستُبدلت بأخرى تركز على ما وصفته الوزارة بـ”القيم العلمية والثقافية”.
وشملت التغييرات التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل اعتبار زنوبيا شخصية خيالية وحذف تاريخ الآراميين والكنعانين وحذف تاريخ الآلهة القديمة.
ونقلت صفحة الوزارة على “فيسبوك” عن وزير التربية والتعليم نذير القادري قوله: “قررنا إلغاء مادة (التربية الوطنية) الحالية من المناهج الدراسية والامتحانات لهذا العام، نظراً لما تحتويه من معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الأسد المخلوع وترسيخ قواعد حزبه”.
وأضاف: “ستُعوّض درجات مادة التربية الوطنية بمادة (التربية الدينية) الإسلامية أو المسيحية، أي أنه ستُعاد مادة التربية الدينية إلى المجموع العام وتدخل في مجموع الشهادة الثانوية العامة بفروعها”.
ولاحقاً وبعد الجدل الذي أثاره قرار وزارة التربية قال القادري “نؤكد أن المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها حتى تُشَكِّل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها، وقد وجهنا فقط بحذف ما يتعلق بما يمجد نظام الأسد البائد واعتمدنا صور علم الثورة السورية بدل علم النظام البائد في جميع الكتب المدرسية، وما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد البائد في منهاج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة، فاعتمدنا شرحها الصحيح كما ورد في كتب التفسير للمراحل الدراسية كافة”.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=59390