كشفت قوات سوريا الديمقراطية عن تفاصيل القضاء على ما تسمى “خلية البيتلز” الداعشية وقالت القوات في تقرير إن اسم فريق “البيتلز” التّابع لتنظيم “داعش” روع السُكّان في سوريّا والعراق، حيث نشر التَّنظيم صوراً ومقاطع فيديو رهيبة لذبح رهائن مدنيّين وغيرهم من قبل عناصر هذه الخليّة.
وبحسب التقرير ظَلَّت قضيّة “خليّة البيتلز” موضع اهتمام قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة ووسائل الإعلام العالميّة، فضلاً عن أجهزة الاستخبارات، وخاصَّةً في كُلٍّ من بريطانيا والولايات المتّحدة، “نظراً للأعمال الوحشيّة” التي ارتكبتها الخليّة، بين أعوام 2012 و2015.
أربعة عناصر من داعش يتحدَّثون الإنكليزيّة بلُكنَةٍ بريطانيّة، كان الأربعة مسؤولين عن احتجاز الرَّهائن الأجانب كالصحفيّين وعمال الإغاثة وتعذبيهم وإعدامهم وطلب الفدية مقابل الإفراج عنهم، حيث أعدمت الخليّة الصحفيَين الأمريكيَّين “جيمس فولي و”ستيفن سوتلوف” وعاملي الإغاثة البريطانيَين “بيتر كاسيغ” و”كايلا مولر”.
أطلق الرهائن على جلّاديهم الملثَّمين الأربعة اسم خلية “البيتلز” نسبة إلى فرقة “روك” بريطانيّة مشهورة، وذلك لتمييزهم عن باقي الإرهابيّين، فقد كان هؤلاء الجلّادون الأربعة يتحدَّثون نفس اللُّكنة ويمتازون بتنفيذهم عمليّات إعدام وحشيّة، وباستخدامهم أساليب تعذيب نفسيّة مرعبةٍ كالإعدامات الوهميّة والإيهام بالغرق.
بعد تحقيقات مطوَّلة من قبل عدّة جهات، وخاصَّةً قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة؛ تَمَّ تحديد الهُويّات والأسماء الحقيقيّة لأعضاء فرقة “البيتلز” الإرهابيّة، وهم:
1 – مُحمَّد أموازي: ظهر بفيديو وهو يقوم بإعدام/ ذبح الصحفيَّين الأمريكيّين “جيمس فولي” و”ستيفن سوتلوف” بالقرب من مدينة الرِّقَّة. تَمَّ القضاء على “أموازي” بضربة جوّيّة أمريكيّة بالرِّقَّة في نوفمبر/ تشرين الثّاني عام 2015، واستهدفته أثناء مغادرته إحدى المباني والدّخول لإحدى المركبات.
ولد “أموازي” بالكويت، وانتقلت عائلته إلى بريطانيا عندما كان عمره 6 سنوات في عام 1988، درس برمجة الحواسيب في جامعة ويستمنستر، وتخرَّج منها عام 2009.
كان “أموازي” المعروف باسم “الجهادي جون» قائد فرقة البيتلز، وغالباً ما يشار له بـ”جون السجَّان”.
2 – الكسندا كوتي: وعرف باسم “جورج”، واسمه الحقيقي “عبد المجيد عبد الباري”، وينحدر من غرب لندن وله أصول غانية ويونانية قبرصية. عرف كأحد عناصر فرقة البيتلز، وكان يستعمل الاسم الحركيّ “أبو محارب” ضمن التَّنظيم سافر إلى سوريّا مع “مُحمَّد أموازي”.
مطلع العام 2018، تمكَّنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة من إلقاء القبض على “جورج” و”الشَّفيع الشّيخ” عندما كانا يحاولان الهروب إلى تركيّا، يقيناً منهما أنَّها – أي تركيّا – ستقوم بحمايتهما. والأخير، أيضاً عنصر آخر من الفرقة كان انضمَّ إلى التَّنظيم، وفقاً للتقرير.
3 – “رينغو”: واسمه الحقيقي “الشَّفيع الشّيخ” وهو مواطن بريطانيّ فَرَّت عائلته من السّودان خلال التسعينات. دخل سوريّا في عام 2012 عن طريق تركيّا، “التي سهَّلت وصول الإرهابيّين إلى سوريّا والعراق من جميع أصقاع العالم”. وانضمَّ “رينغو” حال وصوله إلى صفوف “جبهة النُّصرة” الإرهابيّة، ثُمَّ انتقل إلى صفوف تنظيم “داعش” بعد انفصال الأخير عن “جبهة النُّصرة” الأخيرة.
ألقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة القبض على “رينغو/ الشَّفيع الشّيخ” في يناير/ كانون الثّاني عام 2018، أثناء محاولته الفرار إلى تركيّا مع زميله الإرهابيّ “الكسندا كوتي”.
استلمت بريطانيا “رينغو” من قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، وهي بدورها سلَّمته إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة، لتقوم الأخيرة بمحاكمته وتصدر الحكم عليه في 19 أغسطس/ آب من العام الماضي، والتي تصادف الذِّكرى الثّامنة لإعدام الصحفيّ الأمريكيّ “جيمس فولي”. وأصدرت المحكمة الأمريكيّة حكمها على “الشَّفيع الشّيخ” بثمانية أحكام مؤبَّدة.
4 – “بول” وهو العنصر الرابع ضمن الخلية واسمه الحقيقيّ ” آين ليسلي ديفيس”. عيَّنه تنظيم “داعش” حارساً للرَّهائن الغربيّين.
بعد اعتناقه الإسلام، غيّر “ديفيس” اسمه إلى “حمزة”، وتعرف على “مُحمَّد أموازي” (قائد الخليّة)، وانتميا معاً إلى جماعة متطرِّفة في لندن، ثُمَّ غادر “ديفيس” بريطانيا والتحق بتنظيم “داعش” الإرهابيّ في عام 2013، وحَطَّ في المطارات التُّركيّة، ثُمَّ عِبر أراضيها دخل سوريّا.
تمكَّن “ديفيس” من الفرار إلى تركيّا، وتَمَّ اعتقاله في شهر نوفمبر/ تشرين الثّاني من العام 2015. ولكن السُّلطات التُّركيّة أفرجت عنه، بعد محاكمة صوريّة له، ولدى عودته إلى بريطانيا، اعتقل في المطار، وهو الآن يُحاكم فيها بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابيّ.
وأعضاء فرقة “البيتلز” متَّهمون بخطف 27 صحافيّاً وعاملاً في المجال الإنسانيّ من الولايات المتّحدة وبريطانيا وأوروبا ونيوزيلندا وروسيا واليابان.
ووفقاً للتقرير ساهمت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في القضاء على هذه “الخليّة الإرهابيّة”، عبر جمع المعلومات عنها وملاحقة عناصرها في أكثر من مكان، إلى أن تمكَّنت من إلقاء القبض عليهم، وهو ما يُشكِّلُ حلقة من حلقات القضاء على التَّنظيم واجتثاثه من جذوره.
وكانت الخليّة قد تلقَّت كُلَّ التَّسهيلات من تركيّا، عبر استقبال عناصرها في مطاراتها، والسّماح لعناصرها بالوصول إلى سوريّا عبر أراضيها، حتّى أنَّ عناصر من الاستخبارات التُّركيّة كانت تقوم بمرافقتهم وإيصالهم إلى المنطقة الحدوديّة، ومن ثُمَّ عبورهم إلى الأراضي السُّوريّة، وفق ما أكَّدَت مصادر استخباراتيّة دوليّة وكذلك إعلاميّة، حيث نُشرت العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تؤكّد تعاون الاستخبارات التُّركيّة مع التَّنظيم، وكذلك أكَّدَها عناصر التَّنظيم المعتقلين لدى قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في اعترافاتهم.
وهكذا ينتهي ملفُّ “خليّة البيتلز” أحد أكثر جلّادي “داعش” وحشيّة ودمويّة.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=9035