لماذا ترفض القيادات الكوردية الحزبية أي رأي مخالف لهم؟

جواد إبراهيم ملا

تهاجم القيادات الكوردية الحزبية الوطنيين الاحرار بكل شراسة وخاصة الذين يكتبون عن مخاوفهم من وقوع الصحوة الكوردية الحالية في فخ الدول التي تحتل كوردستان كما حدث سابقا وانتهت كافة الثورات الكوردية بإعدام القائد أو إبعاده أو سجنه.
ولكننا مهما كان سنكتب ونرفع صوتنا لأننا لا نريد تكرار المآسي، واتذكر في اعوام الاقتتال الكوردي-الكوردي، حينما كنت أقول وأكتب للقيادات الكوردية الحزبية كفى للاقتتال الكوردي-الكوردي، فكنت اتعرض للهجوم من دراويشهم… ولكني كنت أبتسم وأقول لهم يا اعزائي انا لم أشارك في الإقتتال الكوردي-الكوردي… وان كان عندكم نخوة هاجموا الذين يقتلون الكوردي ويتقاتلون فيما بينهم منذ القرن الماضي.
واليوم لا يتقاتلون فيما بينهم ولكن إن عدم وحدة إدارة السليمانية وإدارة هولير وعدم وحدة الادارة الذاتية في غرب كوردستان مع الفيدرالية في جنوب كوردستان ليست سوى اقتتال من نوع آخر يؤدي إلى هدر الامكانيات ومضيعة للوقت كما هو الحال في الاقتتال الكوردي-الكوردي تماما.
ومن الخطأ الإعتقاد أنه يمكن حماية دماء وكرامة الكورد دون تشكيل دولة، وبدون دولة كوردية ستبقى دماء وكرامة الكورد مهددة إلى يوم القيامة.
نعم، هناك صعوبة في الحصول على الدولة الكوردية ولكنها ليست مستحيلة، كغيرها من المطالب التي يمكن الحصول عليها بسهولة، ولكن من المستحيل حمايتها والحفاظ عليها.
كما إن الدول الديمقراطية يمكن أن تكون دولا استعمارية في نفس الوقت، والتاريخ مليء بالأمثلة، فأكبر وأقدم مجلس ديمقراطي للشيوخ في العالم كان مجلس شيوخ الإمبراطوريتين الرومانية واليونانية، لكنهما كانا أكبر القوى الاستعمارية في عصرهما.
وكذلك إن الديمقراطية البريطانية من أعرق الديمقراطيات في العالم ولكنها في نفس الوقت كانت أكبر قوة استعمارية في العالم. وفي هذا الصدد أود أن أقول إن سوريا والعراق وإيران وتركيا إذا أصبحت دولا ديمقراطية فإن الشعب الكوردي لن يحصل على حريته لأن النضال من أجل الديمقراطية ليس له أية علاقة بالتحرر القومي على الاطلاق.
فشعارات حق تقرير المصير وحقوق الإنسان والديمقراطية تم فبركتها لخداع المستضعفين والضعفاء في العالم، وقبل بها الضعفاء لكي يستروا بها ضعفهم أمام شعوبهم.
فالخلاصة: إن قضية الشعب الكوردي قضية قومية ووطنية بحتة، لذلك لا بد من فكر قومي ووطني كوردستاني لبناء الدولة الكوردية وحمايتها.

Scroll to Top