الخميس, سبتمبر 12, 2024
آراء

لم ما زالت كردستان مستعبدة دولية؟

بير رستم

يبدو أن قول الحقيقة بات يزعج الكثيرين؛ يعني على الضحية أن لا تصرخ وهي تذبح حيث نجد أن البعض ينزعج عندما نقول: بأن الأيزيديين تعرضوا لحملات الأنفال على يد المسلمين مع أن الواقع والتاريخ، بل كتبهم ونصوصهم الشرعية والتاريخية تؤكد على هذه الحقائق والكوارث.. ثم أنحن نفرق أم خطباء المسلمين وهم الذين ينادون يومياً على المنابر جموعهم لقتل الآخرين وسلب أموالهم ونسائهم وأولادهم بعد كل صلاة للجماعة، بل ها هو أردوغان وجماعة العدالة والتنمية ومعهم التنظيم العالمي للاخوان المسلمين رفعوا شعار الكفر بحق أهلنا في عفرين وحشدوا الجموع لغزوها واحتلالها، كما كان يفعل المسلمين الأوائل مع الأمصار والأقطار والدعوة لغزو الكفار وأرجو أن لا يخرج البعض ويقول؛ بأن هؤلاء -أي أردوغان وحكومة العدالة وتنظيم الاخوان المسلمين- ليسوا بمسلمين ولا يمثلوهم مع أن المسلمين أجمعين، إلا من منعهم السياسة وخلافات نظمهم السياسية مع تركيا، من الموافقة والانجرار خلف أردوغان في غزوهم لديارنا في عفرين وباقي مناطق كردستان.

إذاً دعونا لا نكذب على أنفسنا وأن نسمي الأشياء بمسمياتها ونقول؛ بأن الكثيرين من أمثال أردوغان استخدم الإسلام لذبحنا وفي المقدمة منهم الأخوة الأزداهيين، وهذه ليس خطاباً ضد أحد، بل تسمية الأشياء وعدم ممارسة سياسة النعامة وطرحنا للمواضيع بهذه الشفافية والوضوح هو ليس لزيادة النعرات والخلافات بين أبناء الأمة والشعب الواحد، بل لكي ندرك بأن هناك من يستخدم الدين ليحلل ذبحنا ونحن نرفضها ونطالب بوقفها تماماً! نعم نعلم بأن أردوغان قد سوق وسيّق البعض تحت شعار “محاربة الإرهابيين الانفصاليين” الكرد وهذه بذمة جماعة المجلس الوطني الذين يقولون: بأن الإدارة الذاتية “لا علاقة لهم بالكردايتية”، وبالتالي كان عليهم إفهام “شركائهم” بالإئتلاف الاخواني؛ بأن هؤلاء “لا علاقة لهم بالأكراد” وإسقاط الشعار حتى لا تكون حجة بيد تركيا لغزو مناطقنا، لكن حماقتهم وجبنهم وإرتزاقهم وحقدهم على الإدارة دفعتهم لأن يصمتوا، بل ويوافقوا أردوغان على ما هم يدعون عكسه تماماً بحيث كان الشعار ذاك إلى جانب أن هؤلاء -“الأكراد الملاعين هم ملاحدة وكفار”- حيث وجدنا عشرات الخطباء المسلمين وهم يدعون ل”الجيش الإسلامي” بالنصر في عفرين.

وبعد كل هذا وذاك يأتي ليقول لنا البعض؛ أنت تثير النعرات الطائفية، يعني أن نذبح وتحتل أراضينا هي ليست بجريمة وإثارة للنعرات الطائفية، لكن فقط أن نصرخ من الألم ونقول؛ كفوا عن غزو مناطقنا وقتل شعبنا وتهجيره هي إثارة للنعرات الطائفية، ومن منّ؛ من البعض من أبناء شعبنا، فهل رأيتم درجة الانسلاخ عن الهوية لدى بعض كردنا ويقولون بالأخير؛ لم نحن للآن بلا كيان سياسي ولم كردستان ما زالت مستعبدة دولية.. الجواب وبكل بساطة؛ ما زلنا بدون هوية وشخصية كردستانية حيث الكرد منسلخين عن هويتهم وثقافتهم الوطنية الكردستانية لصالح هويات أخرى؛ إما وافدة مصطنعة بفعل قوى الاحتلال؛ مثل الهويات الدينية المذهبية وأكثرها تأثيراً الهوية الإسلامية السنية! أو من خلال الانسلاخ لصالح هويات أيديولوجية سياسية، منها الوافدة كالشيوعية ومنها التي أنبثقت مع المرحلة الجديدة لنضال المنظومة العمالية الكردستانية وقضية شعار “أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية” حيث فهمها البعض، حتى من أنصارها وكوادرها، وكأن القضية تنكر وانسلاخ عن الهوية والأمة الكردستانية لصالح “الأمة الديمقراطية”.

أو أن الأخيرة بديل عن الأولى مع أن الطرح هو بالأساس ل”التآخي بين الشعوب” ولا يمكن تحقيق هذا التآخي دون أن تكون هناك شعوب وأقوام وهويات وطنية عدة ومنها الهوية الكردستانية، وهكذا فالأمة الديمقراطية هي المرحلة الأخيرة وبعد تحقيق هوية الأمة الكردستانية ومن ثم يكون التآخي مع الشعوب والهويات الأخرى لتحقيق الأمة الديمقراطية، ولو أن الشعار لا يقل طوباويةً عن شعار الأمتين الإسلامية والشيوعية، لكن بكل الأحوال علينا جميعاً أن لا ننسى بأن حتى المناداة بهذا الشعار الطوباوي؛ الأمة الديمقراطية، لا يعني الغاء الهوية الوطنية الكردستانية أو القفز عليه حيث دون تحقيق تلك الهوية الوطنية للشخصية الكردستانية لا معنى أساساً ل”تآخي الشعوب وللأمة الديمقراطية”، فحينها مع من ستتآخى إن لم تكن هويات وطنية متعددة.. ولذلك لا بد من تحقيق الهوية الكردستانية أولاً ومن ثم الانتقال لتحقيق الهويات الأخرى؛ الإسلامية، الشيوعية ومؤخراً هوية الأمة الديمقراطية وهذه رسالة لكل الأيديولوجيات التي غزت وتغزو كردستان؛ بأن لا بديل عن هويتنا الوطنية وإنما التكامل مع الهويات المجاورة دون طمس والغاء لهويتنا الكردستانية

الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين