جواد إبراهيم ملا
تعتقد الكيانات التي تحتل كوردستان في أن الكورد يجهلون السياسة لذا تعمل على خداع الكورد في كل زمان ومكان:
1. خدع صدام حسين الكورد في بيان اتفاقية آذار للحكم الذاتي في جنوب كوردستان على أن تصبح قانونا بعد أربعة أعوام، لأن الثورة الكوردية كانت أقوى منه في العام 1970، وخلال الأربعة أعوام تمكن صدام حسين ومن إقامة تحالفات وتسليح جيشه وتجريد الثورة الكوردية من أصدقائها، وعلى سبيل المثال إتفاقية الصداقة السوفيتية مع صدام حسين في العام 1972.
2. خدع “دولت بهجلي” الكورد في شمال كوردستان في إنه سيعمل على تحرير عبد الله أوجلان الذي سيتحدث عن مشروعه في البرلمان التركي مقابل حل حزبه ونزع سلاح مقاتليه… مما أدى إلى خلافات حادة بين الكورد حول مسألة نزع السلاح. وبنفس الوقت لم يتم تحرير عبد الله أوجلان ولم يتحدث في البرلمان التركي، حتى أن مشروعه لم يتم نقله للكورد “صوت وصورة” بل تم نقله عبر فلان لفلان.
3. خدع رئيس الإدارة السورية الجديدة الكورد من خلال عقده اتفاقية مع الجنرال مظلوم عبدي في 10-3-2025 في نفس اليوم الذي إرتكبت الإدارة السورية وفصائلها المجزرة البشعة بحق الطائفة العلوية في الساحل السوري، خوفا من اتساعها طلبت الإدارة السورية الجديدة توقيع الاتفاقية مع الكورد متأخرة أكثر من أربعة شهور، حيث كانت من المفروض توقيعها منذ اليوم الأول لسقوط النظام البائد… وفيما يلي مراحل الخديعة:
– عقدت الإدارة السورية الجديدة مؤتمرا تحت إسم “مؤتمر الحوار الوطني” ولكنها لم تحاور الكورد ولم تستدعيهم لحضور المؤتمر أيضا.
– استدعت الإدارة السورية الجديدة الجنرال مظلوم عبدي على عجل وجعلته يشعر في إنه بين أهله بتبادل الإبتسامات والكلام الجميل من أجل إقناع الجنرال مظلوم في التوقيع على خدعة الاتفاقية، تلك الإتفاقية لقد ذكرت الكورد ولكن لم تذكر حقوقهم القومية لأنها كانت متزامنه مع مجزرة الطائفة العلوية.
– تتالت الأحداث التي قامت بها الإدارة السورية الجديدة بعد التوقيع على إتفاقيتها مع الجنرال مظلوم عبدي ومنها: الإعلان الدستوري وتشكيل حكومة سورية جديدة وغيرها من الأحداث التي لم تذكر الكورد ولا اتفاقية الجنرال مظلوم بكلمة واحدة وأصبحت تلك الاتفاقية ميتىة وكأنها غير موجودة على الإطلاق.
– إن صدور البيان الختامي لمؤتمر وحدة الموقف والصف الكوردي في قامشلو أسرعت أبواق الإدارة السورية الجديدة إلى الاعلان عن مؤتمر قامشلو في إنه إنقلاب على اتفاقيتها مع الجنرال مظلوم عبدي، وفي أنها لا تسمح بتجاوز الحدود الحمراء… وهذا يدل دلالة قاطعة في أن الإدارة السورية الجديدة لا تبتسم للكورد إلا بالضرب كحبة الزيتون التي لا تحلو إلى بضربها.
– لذا على الكورد عقد مؤتمر آخر في قامشلو وإعلان الدولة الكوردية الذي هو حق الشعب الكوردي، عندها فقد ستبارك الإدارة السورية الجديدة مؤتمر قامشلو الذي انعقد البارحة.
تعمل الإدارة السورية الجديدة وبقية الكيانات التي تحتل كوردستان على ممارسة لعبة أفلام ديزني لميكي ماوس الهوليوودية في الضرب والاختباء والمواجهة والتجاهل مع الشعب الكوردي الذي يصدق ويصادق كل من قال له مرحبا مع الأسف الشديد.
وللحقيقة والتاريخ إن رفض الإدارة السورية الجديدة للبيان الختامي لمؤتمر وحدة الموقف والصف الكوردي في قامشلو يمثل عنصريتها تجاه أي حق كوردي في أوقح صورة ميكي ماوسية…
وإني أرفض البيان الختامي لمؤتمر وحدة الموقف والصف الكوردي في قامشلو كما رفضته الإدارة السورية ولكن لسبب آخر وهو أن الحكم الذاتي أو الفيدرالي الكوردي سيتلقى رواتب موظفيه ومقاتليه من الإدارة السورية الجديدة حيث لبضعة سنوات ستمتص الإدارة السورية الجديدة كل شئ ثوري وقومي كوردي في المجتمع الكوردي عن طريق توزيع المناصب والرواتب.
إلا أن دولة كوردستان قادمة مهما حاول المخادعون والمتآمرون.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=67921