أكد منسق منظمة مراقبة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” في الأمم المتحدة، لويس شاربونو، أن القوات التركية والجيش الوطني السوري “يطردون” الأكراد من مناطق عفرين، ويستقدمون بدلاً عنهم العرب “من المناطق الأخرى في سوريا”، رافضاً اعتبار ذلك تغييراً ديموغرافياً “ممنهجاً”.
ونوّه في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، إلى أن الأكراد يتعرضون إلى “سوء معاملة” في عفرين، مشيراً إلى ” سوء معاملة في السجون، وتعذيب، وعنف جنسي، واعتقالات تعسفية، بما في ذلك اعتقال الأطفال”.
حول الوضع في إيران التي شهدت احتجاجات كبيرة بعد وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني عقب اعتقالها من قبل شرطة “الأخلاق” في طهران، قال شاربونو: “لم تكن صدفة. لقد كانت مهسا أميني كردية”.
أدناه نص المقابلة:
رووداو: تؤكد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في تقريرها ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا، في حين تقول منظمة مراقبة حقوق الإنسان إن كل شيء في سوريا يخضع لتهديد السلاح..
لويس شاربونو: الرسالة الرئيسية للتقرير، كما ذكرت، هي أن سوريا تواجه الكثير من أعمال العنف. فقد زاد مستوى الهجمات على المدنيين كثيراً منذ الخريف الماضي، في أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني.
تشكلت لجنة تحقيق في عام 2011، والآن نحن في عام 2024. وثقت اللجنة عدداً كبيراً من الجرائم والانتهاكات ضد القانون الدولي وتقول إن الوضع يزداد سوءاً. لقد شهدنا زيادة في أعمال العنف في الماضي، لكن تقرير اللجنة هذا على وجه الخصوص يحتوي (يوثق) على الكثير من أعمال العنف.
تشير اللجنة إلى أن العالم يركز الآن على الوضع الرهيب في غزة والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار؛ لذلك تم التخلي عن الوضع في سوريا. الشعب السوري متعب، لقد قضوا نحو 13 عاماً في مشاهدة أخبار العنف والانتهاكات، بينها هجمات بالأسلحة الكيمياوية، واختطاف وتعذيب وصعود وسقوط تنظيم داعش.
الحقيقة هي أن اللجنة تقول بوضوح: لا يزال داعش يمثّل قوة في سوريا ولم ينته بعد. صحيح بأنهم فقدوا جزءاً كبيراً من سوريا، لكنهم ما زالوا هناك ونعلم أنهم قادرون على ارتكاب الكثير من أعمال العنف.
يقوم داعش بذلك بالتوازي مع ما تقوم به روسيا. واصلت روسيا ارتكاب كل أنواع الإساءات في أوكرانيا خلال العامين الماضيين. تواصل روسيا العمل مع الحكومة السورية لارتكاب الجرائم والفظائع في الأراضي السورية. وهناك وضع في شمال سوريا، حيث الخشية من العمليات التي تنفذها تركيا. هذا وضع رهيب جداً للمدنيين الذي لا يعرفون إلى أين عليهم أن يلجأوا. كما رأينا إعادة السوريين إلى بلادهم، إلى وضع محفوف بالمخاطر، ولا يوجد أي مبرر لذلك.
رووداو: نعم، كنت سأسأل هذا ذلك. في شمال سوريا، خاصة في عفرين، وبعد سيطرة تركيا على المنطقة، نرى قطع أشجار الزيتون، والعنف، والاعتداء النساء. هل سجلتم تلك الانتهاكات في تقاريركم؟
لويس شاربونو: تعمل القوات التركية مع الجيش الوطني السوري التابع للجيش التركي. تركيا تغض الطرف عن الجيش الوطني السوري والقوى الأخرى المتحالفة معها. لقد شهدنا العديد من الانتهاكات هناك، ليس على يد الجيش الوطني السوري وحسب، بل على يد القوات التركية أيضاً، وهي مستمرة منذ فترة طويلة. لقد سألت عن أشجار الزيتون. نعم نعلم أن القوات التركية سمحت بقطع هذه الأشجار و(الاستيلاء على) محصول الزيتون الذي تشتهر به عفرين. نعلم أن منتجات الزيتون تباع في تركيا، والتفسيرات التي سمعناها لا يمكن اعتمادها. يقولون إنهم لو لم يفعلوا ذلك، لكان حزب العمال الكوردستاني سيحصل على أرباحها.
سلب المصادر الضرورية لمعيشة بعض السكان ليس مبرراً. لقد رأينا أموراً أخرى أيضاً، مثل سوء معاملة السجناء، التعديب، العنف الجنسي والاعتقال العشوائي، من ضمنه اعتقال الأطفال. على السلطات التركية أن توقف هذه السلوكيات. في الحقيقة، لقد وجّهنا رسائل إلى السلطات التركية قبل أن ننشر تقريرنا، قبل أسابيع، لكننا لم نتلق أي رد، ومازلنا نأمل أن نتلقى رداً.
رووداو: هل هناك تغيير ديموغرافي ممنهج؟
لويس شاربونو: لا أعلم ما إذا كان يجب تسميته ممنهجاً أم لا. لقد حدث بعض التغييرات الديموغرافية المتعمدة والواضحة. تقوم القوات التركية والجيش الوطني السوري بإبعاد الكورد من تلك المناطق، وتستقدم بدلاً عنهم عرباً من مناطق أخرى في سوريا، وهذا شيء ينبغي ألا يحدث. هم أهل المنطقة وينبغي المساح لهم بالعودة إلى ديارهم. كما رأينا أنهم طردوا سوريين من تركيا ونقلوهم إلى تلك المناطق. لقد سمحت تركيا بدخول عدد كبير من اللاجئين إلى أراضيها، والآن على حد علمنا، يعيدون العديد من أولئك اللاجئين وأقاموا مناطق باسم “مناطق آمنة” في سوريا، وهي مناطق غير آمنة. تقوم القوات التركية بطرد العوائل الكوردية إلى خارج مناطق معينة، وتستقدم بدلاً عنهم آخرين، وهذه محاولة واضحة للغاية للتغيير الديمقراطي في تلك المناطق.
رووداو: أود أن أطرح بعض الأسئلة حول إيران. كما تعلمون فقد حدثت انتهاكات لحقوق الإنسان، وخاصة خلال الاحتجاجات المرتبطة بوفاة مهسا أميني، وكما يقول التقرير فقد ارتكبت الانتهاكات ضد حقوق الإنسان في ذلك الوقت. نعلم أيضاً أن إيران ترتكب الكثير من أعمال العنف ضد الأقليات. كيف تقيمون هذه التقارير والمعلومات؟
لويس شاربونو: هذا سؤال جيد. لدى إيران بعض الأرقام القياسية عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع المكونات، وخصوصاً مكونات معينة. الموت المفجع لمهسا أميني أدى إلى خروج تظاهرات في جميع أنحاء إيران و(من قبل) حركة حقوق المرأة، لتسليط الضوء على العنف والانتهاكات التي ترتكب من قبل ما يسمى بـ “شرطة الأخلاق”. ما لم يكن صدفة هو أن مهسا أميني كوردية. لذلك، تم قمع التظاهرات والمناطق الكوردية في إيران من قبل السلطات الإيرانية. مرة أخرى، من الصعب جداً أن نتخيل أن ذلك كان مجرد حادث.
لو تحدثنا عن المكونات، فقد نشرنا مؤخراً تقريراً عن سوء معاملة الطائفة البهائية. البهائية هي أكبر ديانة غير معترف بها في إيران وهي مكوّن ديني. منذ فترة طويلة، يتعرض البهائيون للتمييز والقمع بشكل منهجي، واستمر هذا منذ القرن التاسع عشر عندما تأسست الديانة البهائية. ينبغي على إيران أن توقف ذلك، وأن تتأكد من سيادة القانون، لكننا لا نعرف إلى أي مدى ترغب السلطات الإيرانية في القيام بذلك.
على الحكومات التي لديها محاكم دولية وبإمكانها محاكمة الأشخاص، أن تقوم بجمع معلومات كي تتمكن من تقديم المسؤولين الإيرانيين عن هذا القمع إلى المحاكمة. أعتقد أن هذا سيبعث برسالة واضحة إلى السلطات الإيرانية مفادها أن العالم يعمل بجدية على سوء معاملة المكونات في إيران.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=41367