معاداة السامية والإسلاموفوبيا ترتفع في الغرب بعد حرب غزة
منذ أن بدأت الحرب في غزة إثر الهجوم غير المسبوق لحماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، سُجّل ارتفاع مطّرد في حوادث معاداة السامية والإسلاموفوبيا في كثير من البلدان منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى.
الولايات المتحدة
شملت حوادث معاداة السامية والإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة الاعتداءات العنيفة والمضايقات عبر الإنترنت.
وأفاد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أنه تلقى 774 شكوى بشأن حوادث مدفوعة بالإسلاموفوبيا والتحيز ضد الفلسطينيين والعرب في الفترة التي تلت الحرب في غزة، وأوضح أن هذا هو أعلى معدل منذ عام 2015.
ويعادل الرقم ثلاثة أضعاف متوسط عدد الشكاوى لعام 2022 تقريبا مقارنة مع الفترة نفسها.
كما أشار المجلس إلى تعرض فلسطيني يبلغ من العمر 18 عاما للاعتداء في بروكلين إلى جانب تهديدات بالقتل تلقاها مسجد، ومقتل طفل مسلم له من العمر 6 سنوات طعنا في إلينوي، وقالت السلطات الأمريكية إن الجاني استهدفه لأنه أمريكي من أصل فلسطيني.
فيما أشارت رابطة مكافحة التشهير أن بياناتها الأولية أظهرت ارتفاعا بنسبة 388 بالمئة في حوادث معاداة السامية في الولايات المتحدة في الفترة من 07 حتى 23 أكتوبر مقارنة بالعام السابق.
وأبلغت عن 312 حادثة من بينها المضايقات والتخريب والاعتداء. وأضافت أن نحو 190 منها مرتبطة بشكل مباشر بالحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت رابطة مكافحة التشهير إن الشكاوى تضمنت رسائل عنيفة خاصة على منصة تيلغرام ومسيرات “وجدت فيها الرابطة دعما صريحا أو ضمنيا قويا لحماس و/أو العنف ضد اليهود في إسرائيل”.
فرنسا
أما في فرنسا أعلن وزير العدل الفرنسي إريك دوبون موريتي يوم الأحد في 29 أكتوبر أنه تم اعتقال أكثر من 400 شخص بتهمة “معاداة للسامية” منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
جاءت تصريحات موريتي بعد يوم من مظاهرة حاشدة في باريس، شارك فيها آلاف الأشخاص دعما للشعب الفلسطيني، رغم صدور قرار حظر أمني أيده القضاء. ومنعت قوة كبيرة من الشرطة موكب المتظاهرين من السير من ساحة شاتليه Châtelet في وسط العاصمة الفرنسية.
كما أثار رسم نجمة داود على جدران بعض المنازل التي يقيم فيها يهود في ضواحي باريس موجة استنكار كبيرة، لأنه أعاد إلى الأذهان هذه الممارسة التي كانت تقع في مرحلة صعود النازية في ألمانيا.
بريطانيا
أعلنت شرطة لندن أن جرائم الكراهية المعادية للسامية وللإسلام تصاعدت في ظلّ الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. وأشارت إلى تسجيل 218 هجومًا معاديًا للسامية في العاصمة البريطانية بين 1 و18 تشرين الأول/أكتوبر، مقارنة بـ15 هجومًا من هذا النوع في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأضافت أن عدد جرائم رهاب الإسلام ارتفع من 42 إلى 101 في الفترة نفسها. وعززت الشرطة دورياتها في مختلف أنحاء العاصمة وفي المدارس الدينية ودور العبادة بعد هجوم حماس.
ومن بين الموقوفين رجل اعتقل للاشتباه في قيامه بتشويه ملصقات لإسرائيليين مفقودين، فيما رجل آخر متّهم في عشر حوادث كتابة على الجدران معادية للإسلام في محطات حافلات.
أكّدت الحكومة البريطانية في هذا السياق أنه لا يجب أن يكون هناك “أي تسامح مع معاداة السامية أو مع تمجيد الإرهاب” في شوارع بريطانيا.
وذكّرت بأن دعم حركة حماس يُعدّ جريمة في بريطانيا وأنّ التعبير العام عن الدعم للفلسطينيين بما في ذلك حمل العلم الفلسطيني ليس بجريمة جنائية.
ألمانيا
شهدت ألمانيا مجموعة حوادث معادية للسامية بعد هجمات السابع من تشرين الأول/أكتوبر التي شنّتها حركة حماس على إسرائيل وردّ الدولة العبرية بقصف عنيف لقطاع غزة.
يوم الأحد في 29 أكتوبر تظاهر آلاف الأشخاص في برلين دعما لإسرائيل، في حين تعهّد المستشار الألماني أولاف شولتس وضع حد لحوادث معاداة السامية التي تتزايد في البلاد منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس الفلسطينية.
وأفادت الشرطة إن نحو عشرة آلاف متظاهر تجمّعوا عند بوابة براندنبرغ تضامنا مع إسرائيل وتنديدا بمعاداة السامية، علما بأن المنظّمين قدّروا عدد المشاركين بـ25 ألفا.
وقال الرئيس الألماني فرانك- فالتر شتاينماير مخاطبا الحشود إنه “لا يمكن احتمال أن يعيش اليهود اليوم مجددا في الخوف خصوصا في بلدنا”. وتابع “كل هجوم على يهود وعلى مؤسسات يهودية هو عار على ألمانيا. كل هجوم يملأني خجلا وغضبا”.
في وقت سابق، كان المستشار الألماني أولاف شولتس قد وجّه رسالة مماثلة لدى مشاركته في تدشين كنيس جديد في مدينة ديساو، وشدّد على وجوب “عدم التسامح على الإطلاق مع معاداة السامية في ألمانيا”.
وأضاف شولتس أن ألمانيا “ستدافع عن حياة اليهود وستحميها”، معربا عن صدمته إزاء تفشي معاداة السامية ” في جميع أنحاء العالم، وبصورة مخجلة أيضا في ألمانيا”.
وفي إطار الأعمال العدائية، وضعت على بعض منازل اليهود في برلين رمز نجمة داود، وألقى مهاجمون قنبلتي مولوتوف على كنيس في المدينة.
وشدّد المستشار الألماني على وجوب عدم غضّ الطرف “عندما لا يكون اليهود آمنين في شوارع ألمانيا، وعندما تلطخ المنازل برموز نجمة داود، وعندما يتم إلقاء قنابل حارقة على كنس”. كما دعا مواطنيه إلى إبداء التضامن مع السكان اليهود في البلاد وضمان سلامتهم، ودان الحوادث التي وقعت خلال مسيرات مؤيدة للفلسطينيين.
وعزّزت ألمانيا حماية المؤسسات اليهودية في كل أنحاء البلاد، معتبرة أن من مسؤوليتها حماية الحياة اليهودية منذ الهولوكوست.
قبل أحداث غزة الأخيرة، كانت ألمانيا قد أفادت في شهر أيار/مايو بأنها سجّلت العام الماضي عددا قياسيا في الجرائم ذات الدوافع السياسية، بما فيها زيادة بنسبة 29 % تقريبا في الجرائم المعادية للسامية بلغ عددها 3027 جريمة.
المصدر: مونت كارلو الدولية
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=31740