بير رستم

كتب أحد الأصدقاء تعليقاً على بوستي الأسبق يسأل فيه عن حقيقة ما يطرحه بعض الأخوة والمتابعين بخصوص المقارنة بين أوضاع أهلنا في ظل الإدارة الذاتية والمرحلة الحالية، وقد جاء سؤاله على الشكل التالي:

استاذي الكريم لدي طلب قد يبدوا غريبا بعض الشيء
بما انك من عفرين، وبما أنني اثق برأيك واطلاعك على الاوضاع، هل صحيح كانت عفرين وأهل عفرين يعانون في ظل الاداراة الذاتية؟
رغم يقيني أن الكوردي لا يظلم اخاه الكوردي او حتى غير الكوردي مهما تجبر…
لكن أصوات الكثير من اهل عفرين تطن في اذني حين كانوا يقولون نريد الخلاص من حكم الابوجية وووو الخ
والكثير شارك هؤلاء المجاميع المسلحة ودافع عنها بل أنني انا شخصيا تعرضت لضغط منهم في النقاش وكانوا يصورون لي أن عفرين في حين الإدارة الذاتية كانت محتلة…
وللأسف أن صرخاتهم اعلى واسلوبهم في النقاش يستند إلى نقطة مركزية هي أنني لم أكن أعيش هناك لذلك لا اعرف الوقائع…
وكنت اتوقع النتيجة الحالية مسبقا لان من يسب او يقبل المحبة على أخاه الكوردي سوف يستفيد به الأعداء بعد ان تنتهي حاجتهم به…
هل يمكنك بعد اذنك توضيح الفرق في نقاط بين حالة السكان وفرص العمل والوضع الأمني والديمقراطية …الخ بين فترة الأبوجية كما يسمونها ومرحلة الإئتلاف والجيش الحر؟
مع خالص مودتي واحترامي

وقد أجبت بما يلي:
صديقي لا ملائكة في السياسة؛ نعم كانت هناك أخطاء وسلبيات في عهد الإدارة وأنا شخصيًا تعرضت لحالة قمع وتنمر منهم ولكن وبكل الأحوال لا يمكن لأي عاقل ولا أقول كردي وطني، بل أي انسان يملك بعض الضمير والأخلاق أن يقارن وضع شعبنا والمنطقة في أيام الإدارة مع ما نشهده اليوم في ظل الاحتلال التركي الإخواني حيث في ظل الإدارة صحيح كان هناك نوع من القمع تجاه من يعارضهم، لكن كان شعبنا على أرضه وبين حقوله ناهيك عن الأمن والتطور العمراني والاقتصادي للمنطقة وكذلك في الجانب الثقافي واللغة وبناء الانسان الكردي حيث كان أبنائنا يتعلمون تاريخهم وثقافتهم وبلغتهم بينما الآن يكون التتريك والتعريب والتغيير الديموغرافي وذلك بعد أن هجروا نصف شعبنا من قبل هذه العصابات المجرمة والنصف الآخر هو تحت حالة الاستعباد والاستذلال ويمكن لأي مسلح أن يأتي ويطرد أي كردي من بيته وحقله ودون أن يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه وهو ما حصل للكثيرين حقيقةً.. وبعد كل هذا وذاك -مع العلم لم نذكر إلا القليل القليل- فكيف يمكن لمن يملك ذرة من الشرف والضمير والأخلاق؛ أن يقارن بين أيام الإدارة الذاتية وهذه الأيام في ظل الاحتلال التركي الإخواني.. مع خالص المودة والاحترام

شارك هذه المقالة على المنصات التالية