مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية
افتتح حزب البارزاني في قرية بارزان صرحاً لمصطفى البارزاني ودعا الى مراسم الإفتتاح العديد من الشخصيات الكردية والعراقية والإيرانية وغيرهم . الصرح المذكور تم البناء عليه منذ عام 2020 وبتكلفة باهضة الثمن بلغت الملايين من الدولار ! .
هذا في حين يمر إقليم كردستان العراق والشعب الكردي المضطهد منذ سنوات بأزمات إقتصادية ومالية ومعاشية وآجتماعية كثيرة وكبيرة ، وذلك نتيجة للإستبداد الراسخ والفساد العام الضارب أطنابه في حزب وحكومة البارزاني .
الشيخ محمود الحفيد البرزنجي ومصطفى البارزاني :
لاشك في أن الشيخ محمود البرزنجي [ 1878 – 1956 ] هو أول مَنْ قاد الحركة الكردية في كردستان العراق ، وهو أول مَنْ دعا ونادى وناضل للإستقلال وتأسيس الدولة الكردية في كردستان العراق ، وهو أول مَنْ أسس الحكومة الكردية في كردستان العراق أيضاً ، في بدايات القرن العشرين المنصرم ونصَّب نفسه ملكاً على كردستان العراق ، مع الموافقة الكاملة لمجلس الوزراء .
ما ورد هو متفق عليه في التاريخ الكردي وغير الكردي من الذين كتبوا عن تاريخ الحركة الكردية في كردستان العراق من المؤرخين والكتاب الإنجليز والروس والفرنسيين والباكستانيين والفرس .
أما الذي هو في غاية الأسف والأسى هو إن حزب البارزاني والعائلة البارزانية قد حرَّفت وزورت الحقائق والوقائع لتاريخ الحركة الكردية في كردستان العراق ، بخاصة المتعلقة بالشيخ محمود الحفيد البرزنجي ونضالاته الكبرى في سبيل حرية وإستقلال شعبه ووطنه .
إن حزب البارزاني جعل من مصطفى البارزاني [ 1903 – 1979 ] الرمز الوطني الكردي لكردستان العراق ، في حين لم يكن مصطفى البارزاني إلاّ جندياً يومها في إحدى السرايا العسكرية لقوات ملك كردستان الشيخ محمود الحفيد البرزنجي في مدينة السليمانية .
عليه لم يكن لمصطفى البارزاني دور يُذكر في ثورة الشيخ محمود الحفيد ولا في حركته وحكومته ، لأنه كان شاباً في مقتبل شبابه يومذاك أولاً ، وثانياً لأنه كان قليل التعليم فلم يتمكن من إحراز منصب في حكومة الشيخ محمود ولا في ثورته بطبيعة الحال .
حتى إن مصطفى البارزاني لم يكن فقيهاً لعدم إتمامه العلوم الإسلامية ، بل إنه درس بضعة شهور لا أكثر في مدينة السليمانية لدى فقيه أو إثنين ليس إلاّ .
كان الشيخ عبدالسلام البارزاني ] 1887 – 1914 ] علمياً ومعرفياً بعكس مصطفى البارزاني ، إذ إنه كان فقيهاً وتتلمذ على عدد من العلماء الكرد المشهورين يومها ، في مقدمتهم العلامة الشيخ أحمد عبدالخالق عقراوي إمام جامع مدينة زاخو الأسبق [ توفي في المستشفى الملكي في بغداد عام 1958 ] ، وهو عم والد كاتب هذه المقالة ، وهو ، أي الشيخ عبدالسلام البارزاني أخذ الإجازة العلمية منه وجعله مستشاراً له فيما بعد حتى إعدامه عام [ 1914 ] في الموصل من قبل العثمانيين ! .
في هذا الصدد نحن لسنا بصدد إنكار دور ونضال مصطفى البارزاني بالكامل ، فهو أيضاً قد ناضل للحركة الكردية والثورة الكردية ، لكن مع ذلك كان له أخطاء وسلبيات كبيرة غير قليلة كان بإمكانه تجنبها إزاء الحركة الكردية وإزاء مخالفيه وحقوق الإنسان بشكل عام ليس في كردستان العراق ، بل في الأجزاء الأخرى منها أيضاً ! .
أخيراً نتسائل : كيف يصح ويجوز أن يكون الجندي أعلى قيمة ودرجة من القائد ، وكيف يصح ويجوز أن يتم تقديم الجندي على قائده وزعيمه وملكه ورئيس حكومته ورائد ومؤسس فكرة الإستقلال في كردستان ..!؟
إن الحقيقة التاريخية الدامغة والساطعة كالشمس في رابعة النهار ، هي إن الشيخ محمود الحفيد البرزنجي هو الرمز الوطني الأعلى والأجدر لكردستان العراق لا غيره على الإطلاق ، بل إن الشيخ محمود ملك كردستان هو بمثابة جورج واشنطن لكردستان العراق .
إن حزب البارزاني قد حرف تلكم الحقيقة عن الشيخ محمود الحفيد ، حتى إنه جعل كل شيء بآسم مصطفى البارزاني ، مثل تأسيسه مؤسسة تحت مسمى : [ مؤسسة البارزاني الخيرية ] ، وهذا عجيب وغريب في الوقت نفسه ، فحزب البارزاني لم يجعل حتى هذه المؤسسة بآسم باني إستقلال كردستان ورائده الشيخ محمود الحفيد البرزنجي ، هكذا يتضح بأن حزب البارزاني قد حصر كل شيء بآسم العائلة البارزانية التي تتناقض سيرتها وتصرفاتها مع قيم العدالة الإجتماعية والديمقراطية
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=23656