بيان إلى الرأي العام:

ست سنوات عجاف مضت وها نحن على أعتاب السنة السابعة منذ شن الدولة التركية عمليتها العسكرية الشعواء على عفرين السورية بمشاركة الفصائل السورية المسلحة تحت ما يُسمى عملية (غصن الزيتون)، والتي لم تجلب سوى القتل والدمار لسكان المنطقة الأصليين.

وبعد مرور قرابة الشهرين من العدوان تم إحكام السيطرة على منطقة عفرين بالكامل مخلفة تهجير ما يزيد على ثلاثمائة ألف شخص من ديارهم باتجاه مختلف المناطق السورية الأخرى، وبدأت معاناة من تبقى من سكانها الأصليين الكرد والعرب، حيث أطلقت الدولة التركية يد هذه الفصائل المسلحة بكل ما تحمله من بطش تجاه هؤلاء المتبقين في ديارهم ومنازلهم واراضيهم، ومارست هذه الفصائل كل أنواع الانتهاكات والجرائم بحق البشر والحجر والشجر من خطف وقتل واحتجاز قسري وتعذيب وعنف جنسي وسرقة الممتلكات الخاصة والعامة ونهب الآثار وقطع الأشجار وفرض الاتاوات ومحاربة المواطنين الأصليين بلقمة عيشهم.

وكل ما سبق يصب في إطار سياسة الدولة التركية المحتلة لهذه المنطقة وغايتها المنشودة في تحقيق التغيير الديمغرافي وتتريك وجه المنطقة ذات الغالبية الكردية، ولم تكتفي وترتوي من سفك دماء المدنيين وتهجيرهم بل أتبعتها في عام 2019 بعملية عسكرية أخرى في شمال وشرق سوريا تحت مُسمى (نبع السلام) مستخدمة كل أنواع الأسلحة الجوية والبرية والمحرمة دولياً للسيطرة على منطقتي سري كانيه (راس العين) وكري سبيه (تل أبيض) السوريتين.
وبعد إحكام السيطرة عليهما اتبعت نفس السياسة المتبعة في منطقة عفرين السورية من تهجير سكانها الأصليين واستبدالهم بآخرين موالين لها ولتلك الفصائل المسلحة التي عاثت في الأرض فساداً ودماراً، ولم يرتوي حقدها بعد حيث تقوم بمهاجمة المهجرين من ديارهم قسراً في مناطق النزوح بشكل شبه يومي عبر عمليات القصف الصاروخي والمدفعي والذي خلف عشرات الضحايا من المدنيين ومئات الجرحى جُلهم من الأطفال والنساء.

وها هي تهاجم مناطق شمال شرق سوريا الآمنة بطائراتها الحربية والمُسيرة وتستهدف الاعيان المدنية من المنشآت النفطية والغازية والكهربائية والمرافق العامة التي تخدم ملايين المواطنين المدنيين بغية إفقارهم وتهجيرهم مرة أخرى وكل ما حدث ويحدث أمام مرآى ومسمع العالم بالأجمع بل والاتفاق مع بعض القوى الإقليمية والدولية وفق صفقات المصالح المشتركة على حساب أبناء الشعب السوري بمختلف مكوناته.

ونحن كمنظمة حقوقية عاملة في مجال حقوق الانسان:
نناشد المجتمع الدولي عامةً وهيئة الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الامن الدولي من أجل القيام بواجبها القانوني والأخلاقي والتدخل العاجل لوقف هجمات الاحتلال التركي على كل المناطق السورية ووضع حد لمعاناة الشعب السوري بالأجمع، واتخاذ التدابير الفورية والعاجلة لإنهاء الاحتلال التركي لكل المناطق السورية وانسحاب كافة القوات التركية المحتلة ومحاسبة كل المتورطين بالجرائم والانتهاكات بحق المواطنين السوريين أياً كانت صفتهم وتقديمهم للعدالة الدولية، وتأمين عودة المهجرين إلى ديارهم عودة آمنة وبرعاية أممية وإعادة إعمار هذه المناطق التي دمرتها آلة الحرب التركية وأدواتها من الفصائل السورية المسلحة.

18/1/2024

منظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

تابعونا على غوغل نيوز
تابعونا على غوغل نيوز