بدل رفو
غراتس \ النمسا
تباغتُني الغربةُ..
تَتَلذّذ بعذاباتي..
كيلا أقرعَ نواقيس السماء،
ويضيع الزمن الشاحبُ في مُفترق دروبي،
كيلا تَصل رسائل شكواي
رغم البرد القارس
ونيران الشكّ تلتهمني في خريف عمري !!
أبحثُ عن أحضان إنسانية ..
عن دفءٍ في شتاءات النمسا..
عن أُنثى يشعُ منها جمال الروح ولذةُ خبز أُمي،
أُنثى بِلون السماء والتراب
وسط ثورات الدنيا والجياع.
أبحثُ عن ريحٍ تأخذني بعيداً
لمدن التاريخ .. لطيبة البشر ،
لعشقٍ يفوحُ مِنهُ عطر قُبلتي الأولى
في سفر العشق !!
أبحث عن جلجامش جديد
لننطلق معاً بمفاتيح المدن العتيقة
ونرسم الخلود في دروب الدنيا
رغم الأبواب الموصدة !!
*** ***
سَئمتُ من طفولتي..
من أفراح الاعياد ومن سراج الحنين،
من بقايا أطياف وجوهٍ لم أعد أطيقها..
من أرض عقيمةٍ وناس أسقط الزمان أقنعتهم،
من سَراديب لا تبتل بالموَشّحات والأغاني.
أسافر وروحي كنز للتاريخ
لعمر لم يُغتصب ،
رغم خياناتٍ تغتال وتستبيح غربتي !!
*** ***
غربةٌ رسمتها عشق خجول..
وشماتٌ على صفحات التاريخ،
رغم أني أمقت الوشوم .
يا صاحبي.. بوسعك أن تكون إنساناً .. ملاكاً ،
وإن رَقَدتَ في العَراء ..
ولا تكُن عاراً وأنت مفعمٌ بالخيانة،
فللموت وجهان أمام بوابة الله :
وجهُ الخوف والجُبن حين تُداهمك النهاية،
ووجهٌ من نورٍ حينَ تحتضنك ملائكةٌ
بعطر اُمكَ وحين يظل في ذاكرة القلب
حين تسلك دروباً طويلة،
كيلا تَتَمرَغ في عرى الليالي،
ولا تغوص حياتك في الأشواك وفي جحيم ازلي !!
*** ***
أُلملم أشلاء قصائدي..
كي تختصرَ الدرب أحياناً،
تغدو بوابات انعتاق وصور
وأحياناً موتاً سريرياً في قعر الدنيا،
ورغم ذلك أبحث في قواميس حزني
عن أنثى تتوق لروحي الحزينة
لأحلامي المؤجلة
لأرسم من جديد خرائط مدينتي الفاضلة،
أتسلقُ أسوارها برهبةٍ وخشوع
على ضوء قناديل العمر
وقمر ضَرير !!
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=77776