زاوية نقاط على حروف*
شغف الاحتفاء بعيد نـوروز يتجدد في نفوس الكُـرد كلّ عام، مهما كانت الظروف، رغم حلول ذكريات مآسي وفظائع في شهر آذار والتي وقعت بهم هنا وهناك… الملايين على أرض بلادهم كردستان التاريخية، وفي الشتات داخل دولهم وبلدان الاغتراب، يحتفلون برفع شعلة نـوروز والخروج إلى الطبيعة، بالألبسة والأغاني والدبكات الفولكلورية، يرسمون حضورهم على خريطة العالم البشري، فيُسقطون روايات الطغاة والعنصريين عن إنكار وجودهم وطمس هويتهم وتاريخهم؛ لا يحملون مشاعر تعصبٍ قومي أو شعارات تُسيء للغير، بل يسعون لتجسيد معاني نـوروز في السّلم والحرية والمساواة، يُطلقون رسائل المحبة والأخوة والنضال للانعتاق من الظلم والاستبداد، بإرادة قوية وإصرار على العيش بحرية وكرامة.
اعتادت أنظمة الحكم منعهم وقمعهم ورفع سوية التعامل الأمني معهم، بهذه المناسبة الغالية على قلوبهم سنوياً، أو سعت لتشويه مظاهر ومعاني نـوروز… وقد شاهدنا، هذا العام، كيف الاحتلال التركي أوعز إلى وكلائه وميليشياته بالسماح للاحتفال بالعيد دون أن تعلنه عطلةً رسمية، بعد حظره لخمس سنوات، في الوقت الذي تستمر فيه الانتهاكات وارتكاب الجرائم بحق عفرين وأبنائها، ومحاولة تمرير شعارات ورموز لا تمت إلى نـوروز بصلة، فضلاً عن محاولة تحسين صورة الاحتلال وميليشياته السورية المرتبطة بالائتلاف السوري – الإخواني، التي اسودت من الموبقات التي تفضحها تقارير محلية ودولية حقوقية وإعلامية مراراً، فيما هناك جهات كردية تنساق مع الاستخبارات التركية وبالواجهة في استغلال احتفالات نـوروز لتجميل الواقع المعاش وقبول الاحتلال وإعطاء صورة مصغّرة عن الانتهاكات والجرائم المرتكبة وإرجاع المسؤولية عنها إلى «بعض الفصائل» وأعمال فردية وعدم تحميل تركيا المسؤولية عنها بتاتاً.
نـوروز يرمز إلى انتماءٍ عام، هوية الكُـرد القومية وصيرورتهم القيمية الحضارية، إلى جانب بعده الإنساني لدى كافة الشعوب التي تحتفي به، فلا يليق به إطلاق الأوهام ورفع شعارات جوفاء أو تجييره لتعزيز ولاءات وانتماءات حزبوية.
كما يشوب العيد ممارسات مُضرّة للبيئة والإنسان، مثل إشعال الإطارات داخل الأماكن المأهولة بالسكّان ورمي الأوساخ والمخلفات ضمن الحقول وفي قارعة الطرقات وأماكن الاحتفالات.
لا ننسى تلك التضحيات الجسام التي قدّمتها الجماهير الكردية في الدفاع عن نـوروز وحمايته… سيبقى نـوروز شعلةً ورمزاً نضالياً متقداً!
* جريدة الوحـدة – العدد /345/- 04 نيسان 2024م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=40378