هكذا كانت الطقوس الرمضانية بكركوك في الزمن الجميل

كركوك/ رزگارشواني

كان لشهر رمضان ابان السبعينيات من القرن المنصرم نكهة خاصة في مدينة كركوك لكون ان المدينة تتعايش فيها مختلف القوميات المتآخية المسترشدة بعادات وتقاليد أجدادنا العظام.

ففي هذا الشهر الفضيل كانت المدينة تزدحم فيها الأسواق الشعبية وبالأخص أسواق القيصرية وجوت قاوه والحصير والقورية ورحيم آوه و شورجة والمصلی وتبه ملا عبدالله وجسر القلعة ، بالصائمين وهم يشترون ما لذ وطاب لموائد الإفطار .

ففي الماضي كانت المقاهي الشعبية في المدينة وبالاخص في ايام رمضان تزدحم بالناس كبارا وصغارا على شكل جماعات وهي تنشغل في لعبة (الصينية) و(المحيبس)..

الى جانب وجود صواني كبيرة من الحلويات (البقلاوة) توزع على المشاركين في تلك المقاهي.. و كانت تمارس لدی الكورد لعبة تراثية وخاصة في ليالي رمضان وهي لعبة (القبعات) وتسمى بالعامية (كڵاوێن) وهي لعبة مشهورة حيث تجري مباريات حامية بين الجماعات التي تشارك اللعبة من كبار السن والتي تستمر حتى ساعة متاخرة من الليل ، وكذلك کانت تمارس في الأحياء الكوردية اللعبة الشعبية الفلكلورية، وتسمى بـ (دامة) التي تشبه لعبة الشطرنج وهناك محترفون في الأحياء الشعبية يجيدون هذه اللعبة ويتسابقون فيما بينهم أمثال الشيخ ستار البرزنجي أطال الله في عمره وملا شكر خليفه ساله يي وآخرون وکانت هذه اللعبة تمارس في أحياء آزادي وزيويه وامام قاسم وشورجه.

وفي ليالي رمضان كانت العوائل الكركوكية بمختلف القوميات والأطياف تتبادل الزيارات فيما بينها وهي تنشغل بالأحاديث الممتعة والشيقة عن الذكريات الجميلة التي عاشتها مع هذا الشهر الفضيل أيام زمان في كركوك، في السابق كان الطبالون والزمارون يطوفون الأزقة وأحياء المدينة لإيقاظ الصائمين لكي يتسحروا.. ويقف بين هؤلاء الزمارين والطبالين المطربون الشعبيون الراحلون امثال صلاح داوده وأحمد داوده وكذلك المطرب فائق داوده الذي لايزال على قيد الحياة.

المصدر: المسرى

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

You May Have Missed