الأحد, يناير 5, 2025

وزيرة الخارجية الألمانية: بدء محادثات مع “قسد” تُعتَبَر إشارة مهمة للإدارة السورية الجديدة

قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن ألمانيا تعرف من أين تنبثق “هيئة تحرير الشام” آيديولوجياً، وما فعلته في الماضي. لكنها أشارت في المقابل إلى أنه يمكن أيضاً رؤية الرغبة في الاعتدال والتفاهم مع جهات فاعلة أخرى مهمة، مضيفة أن بدء محادثات مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي يهيمن عليها الأكراد تُعتَبَر إشارة مهمة في هذا الاتجاه.

وقال وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا إنها سيلتقيان أحمد الشرع قائد الإدارة السورية الجديدة خلال زيارة لدمشق يوم الجمعة نيابة عن الاتحاد الأوروبي.

ووفقا لوزارتي خارجية البلدين، وصل الوزيران بشكل منفصل إلى دمشق صباح يوم الجمعة ومن المقرر أن يلتقيا أيضا بممثلين للمجتمع المدني وأن يزورا سجن صيدنايا السجن الأسوأ سمعة في سوريا.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية عن الوزيرة أنالينا بيربوك قولها قبل مغادرتها إلى دمشق “رحلتي اليوم، مع نظيري الفرنسي ونيابة عن الاتحاد الأوروبي، هي إشارة واضحة إلى السوريين مفادها أن البداية السياسية الجديدة ممكنة بين أوروبا وسوريا وبين ألمانيا وسوريا”.

وأكدت بيربوك أنها تسعى لمساعدة سوريا على أن تصبح “دولة قادرة على القيام بوظائفها وتسيطر بالكامل على أراضيها”.

وقالت إنه رغم “الشكوك” حيال هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفاً من فصائل معارضة أطاحت بالأسد، مطلع ديسمبر (كانون الأول)، فعلينا ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري في هذا المنعطف المهم.

وحدَّدَت بيربوك شروطاً للحكام الفعليين الجدد في سوريا لاستئناف العلاقات مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، وقالت: “من الممكن حدوث بداية سياسية جديدة بين أوروبا وسوريا، بين ألمانيا وسوريا”، مضيفة أنها تأتي إلى العاصمة السورية رفقة نظيرها الفرنسي، وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي “بهذه اليد الممدودة، ولكن أيضاً بتوقعات واضحة من الحكام الجدد”.

وقالت بيربوك: “لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أفسح المجتمع السوري الجديد لجميع السوريين (نساء ورجالاً وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية) مكاناً في العملية السياسية، ومنحَهم حقوقاً، ووفَّر لهم الحماية”، مضيفة أن هذه الحقوق يجب حمايتها و”لا ينبغي تقويضها عبر فترات طويلة للغاية لحين إجراء انتخابات أو اتخاذ خطوات لأسلمة نظام القضاء أو التعليم”.

وأشارت بيربوك إلى الرغبة في دعم سوريا، خلال انتقال سلمي للسلطة والمصالحة في المجتمع، وإعادة الإعمار؛ ذلك إلى جانب المساعدات الإنسانية التي تم تقديمها للشعب في سوريا بالسنوات الأخيرة.

وأكدت بيربوك أنه لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا تمَّت معالجة الماضي وإرساء العدالة وتجنُّب الأعمال الانتقامية ضد فئات من الشعب، مشددة على أنه ينبغي ألا يكون للتطرف والجماعات المتطرفة مكان في سوريا.

وقالت بيربوك إن ألمانيا وشركاءها الدوليين ملتزمون بضمان عدم تعطل الشؤون الداخلية السورية بسبب التأثيرات الخارجية، ودعت روسيا إلى مغادرة قاعدتيها العسكريتين في سوريا.

وأضافت أن الهدف الآن هو أن تصبح سوريا مرة أخرى عضوا يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي.

وبيربوك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو هما أول دبلوماسيين كبيرين من الاتحاد الأوروبي يزوران سوريا منذ سيطرة المعارضة على دمشق في الثامن من ديسمبر كانون الأول، مما أجبر الرئيس السوري السابق بشار الأسد على الفرار بعد أكثر من 13 عاما من الحرب الأهلية لينتهي حكم عائلته المستمر منذ عقود.

وعبر بارو بعد وصوله إلى دمشق عن أمله في أن تصبح سوريا دولة “ذات سيادة ومستقرة يسودها السلام”، وزار السفارة الفرنسية التي أغلقت أبوابها منذ عام 2012.

وكالات

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية