منذ بداية ظهور العمل المسرحي في مدينة عفرين كان ينمو ضمن إطار ضيق ليسلط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية دون التطرق إلى القضايا الوطنية والقومية.
وكانت العروض المسرحية آنذاك تقتصر فقط على سكيتشات ومسرحيات قصيرة يشارك فيها عدد قليل من الأشخاص ما بين 3 – 4، وكانت تُعرض خلال الحفلات أو أعياد النوروز.
وبقي واقع المسرح على هذه الحال إلى حين انطلاقة ثورة روج آفا وتحرر عفرين من النظام السوري, لتتبدد جميع القيود التي فرضها نظام البعث على تطور العمل المسرحي.
وفي هذا السياق وعن عملية وتطور العمل المسرحي في عفرين أجرت وكالة أنباء هاوار لقاء مع الإدارية في هيئة الثقافة والفن لمقاطعة عفرين وعضوة اللجنة التحضيرية لمهرجان ميتان المسرحي رومت بكو والتي قالت: “تاريخ المسرح في عفرين ليس قديماً، مجمل الأعمال المسرحية كانت عبارة عن سكيتشات تُقدم في الحفلات وأعياد النوروز ضمن نطاق ضيق، وذلك بسبب قمع النظام السوري لأي نشاط كردي كان يخرج للوسط”.
وفي عام 2014 ظهرت فكرة إطلاق مهرجان مسرحي, سُمّي فيما بعد “مهرجان ميتان المسرحي”، وهنا كانت الخطوة الأولى لتطور العمل المسرحي.
مجموعة شبان طموحين من حاملي الشهادات العليا في الاختصاص بدأوا بتطوير المسرح، ولاقت هذه الفكرة إقبالاً إيجابياً وكبيراً من قبل محبي التمثيل المسرحي، وبدأت بتنظيم دورات تدريبية حول التمثيل المسرحي وتأليف النصوص المسرحية.
على الرغم من المعوقات, والصعوبات، وضعف الإمكانات، فقد تطور العمل المسرحي ونُظّمت ثلاث دورات ناجحة لمهرجان “ميتان المسرحي”, إلى بداية العام 2018 حيث شنّت تركيا هجماتها إلى جانب الجماعات المرتزقة على مقاطعة عفرين وأدت إلى احتلال المقاطعة.
وأردفت رومت بكو: “في عام 2014 بدأت فكرة إطلاق مهرجان ميتان المسرحي في مقاطعة عفرين، وعلى إثرها افتُتحت دورات لتعلم العمل المسرحي، وتأليف النصوص المسرحية، ولكن كانت هناك مشاكل عدة منها نقص الإمكانات المتاحة لأجل تطوير واقع المسرح، ووجود خشبة مسرح واحدة في مقاطعة عفرين”.
أدى احتلال تركيا لمقاطعة عفرين إلى تهجير مئات الآلاف من أهالي المقاطعة إلى مقاطعة الشهباء, وضمن ظروف النزوح التي يعيشها الأهالي، قامت هيئة الثقافة والفن بالتنسيق مع حركة الثقافة والفن لمقاطعة عفرين بإنشاء خشبة مسرح “جياي كرمينج” بعدما كان مكاناً مدمراً.
وعلى خشبة هذا المسرح أُطلقت فعاليات مهرجان ميتان المسرحي في موسمه الرابع للحفاظ على تطور مسيرة المسرح التي انطلقت في عفرين المحتلة.
ولفتت رومت بكو إلى أن إطلاق النسخة الرابعة لمهرجان “ميتان المسرحي” في مقاطعة الشهباء وفي ظل الظروف القائمة، هو انتصار كبير، واختتمت بالقول: “بعد هجمات الاحتلال التركي وتهجير المدنيين إلى مقاطعة الشهباء, توقفت عجلة تطور العمل المسرحي وفي ظل هذا الواقع ازدادت المشاكل, من نقص في عدد المسرحيين والصعوبات التي أعاقت إنشاء خشبة المسرح من جديد، لكن رغم كل هذه الصعوبات فإن انطلاق مهرجان ميتان المسرحي في موسمه الرابع يعدّ بالنسبة لنا نصراً كبيراً حيث أعاد أمل إنعاش العمل المسرحي”.
ANHA
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=436