تحليل: ما هو مصير الهجوم التركي على الأكراد في سوريا بعد قمة طهران؟

%d8%af%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9-%d8%b1%d9%81%d9%82%d8%a9-%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%af-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a7%d9%86

يرى محللون أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد يكون انتزع من نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي خلال قمة طهران غطاء لتنفيذ عملية محدودة في شمال سوريا، لكنه لم يحصل على “ضوء أخضر” كان يسعى إليه لشن هجوم واسع يهدّد به منذ أسابيع ضد المقاتلين الأكراد.

وأكد إردوغان خلال القمة التي انعقدت الثلاثاء عزم بلاده مواصلة “القتال قريباً ضد المنظمات الإرهابية”، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في سوريا. فما هو حجم العملية الممكنة؟ وهل سيغير التحرك التركي، إن حصل، الوضع على الأرض في منطقة أعلن فيها الأكراد منذ سنوات إدارة ذاتية، وتتداخل فيها مصالح النظام السوري وروسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة?

– هل حصل إردوغان على ضوء أخضر؟

انتهت قمة طهران بتأكيد الدول الثلاث تصميمها على “مواصلة تعاونها القائم للقضاء في نهاية المطاف على الأفراد والمجموعات الإرهابية” في سوريا.

وبرغم تأكيد البيان الختامي “رفض كل المحاولات لخلق وقائع جديدة على الأرض تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، بما يشمل مبادرات الحكم الذاتي غير القانونية”، في إشارة الى الإدارة الذاتية الكردية، لم تحظ تركيا على الأرجح بتفويض لشن هجوم واسع، وفق محللين.

وسبق لموسكو وطهران وواشنطن أن حذّرت تركيا من مغبّة شنّ هجوم جديد.

وأكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي خلال استقباله إردوغان أن عملية عسكرية تركية “ستعود بالضرر” على سوريا وتركيا والمنطقة.

وتعتبر أنقرة المقاتلين الأكراد “إرهابيين”، وتبرّر إيران وروسيا تدخلهما لصالح النظام في سوريا بمواجهة مجموعات “إرهابية”، هي، بالنسبة اليها، فصائل المعارضة والمجموعات الجهادية.

وقال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في طهران التي زارها غداة القمة، إن إردوغان لم ينجح في “تحقيق الأهداف التي كان يسعى إليها”.

وتقول الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية دارين خليفة لوكالة فرانس برس “لم تمنح القمّة إردوغان الضوء الأخضر” للمضي في هجومه. لكنّها تذكّر بأن تركيا “أطلقت مراراً عمليات عسكرية في سوريا من دون ضوء أخضر” ورغم اعتراض قوى رئيسية بينها موسكو وواشنطن.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الخميس إن تركيا “لا تطلب الإذن مطلقا” من أحد قبل شن عملية عسكرية في سوريا، مضيفا “يمكننا تبادل أفكار، لكننا لم ولن نطلب مطلقا إذنا لعملياتنا العسكرية ضد الإرهاب”.

وتابع “يمكن أن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، بشكل غير متوقع”.

وتُرجح منى يعقوبيان من “معهد الولايات المتحدة للسلام” ألا تثني القمة إردوغان الذي يتحضر لانتخابات رئاسية في 2023، “عن القيام بخطوة رمزية تتيح له الإدعاء بأنه قام بتحرك، ولكن من دون شن هجوم عسكري واسع”، خصوصاً أنه يعتقد أن هجوماً في سوريا وربطه بمسعى إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم سيكسبه “تعاطفاً” قبل الاستحقاق.

وشنّت تركيا بين 2016 و2019 ثلاث عمليات عسكرية في سوريا لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركياً، عن حدودها. وتعد أنقرة الوحدات امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.

وتشكّل تل رفعت ومنبج اللتان تهدد تركيا باستهدافهما جزءاً من “منطقة آمنة” بعرض 30 كيلومتراً تريد إقامتها قرب حدودها الجنوبية.

وتل رفعت في الأساس مدينة ذات غالبية عربية، وبات يقيم فيها عدد كبير من الأكراد الذين دفعهم هجوم تركي في منطقة عفرين للنزوح العام 2018. كما تُعد منبج ذات غالبية عربية، ويتواجد أكراد فيها وفي محيطها بشكل أساسي.

في دمشق، بدا مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بسام أبو عبدالله أكثر تفاؤلاً، إذ يقول لفرانس برس إن “فتيل العملية العسكرية التركية التي كانت ستعقّد الوضع في الشمال، قد نُزع تماماً” على ضوء مقررات قمة طهران.

– ما هي الخيارات والتحديات؟

وترى يعقوبيان أن إردوغان قد يختار “شنّ توغل محدود جداً من حيث النطاق والمدة” أو “ضربات محدودة من طائرات مسيرة”.

ويوضح الباحث في معهد “نيولاينز” نيك هيراس لفرانس برس أن إردوغان “يتمتع بضوء أخضر” لشن ضربات جوية ضد أهداف كردية محددة، على غرار ما يحصل في العراق المجاور حيث تستهدف أنقرة قواعد حزب العمال الكردستاني في مناطق جبلية.

وهناك تواجد عسكري روسي ولمجموعات إيرانية وأخرى تابعة للنظام السوري في المنطقة التي تهدّد تركيا باستهدافها، فيما تتواجد قوات أميركية في شرق وشمال شرق سوريا، ما يضع عراقيل إضافية أمام اي عمل عسكري تركي واسع.

ويقول هيراس “إذا بقيت الولايات المتحدة في سوريا، ليس هناك الكثير الذي يمكن لتركيا وإيران وروسيا فعله لتغيير واقع أن هناك مساحات واسعة ستبقى تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية”.

ويُعتبر دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد بمثابة صمام أمان لهم، وإن كانت ثقتهم بها اهتزت بعد هجوم تركي في 2019 حصل بعد انسحاب القوات الأميركية من مواقع حدودية.

– ما هي تداعيات عملية محتملة؟

ستكون لأي تحرّك عسكري تركي في منطقة سكانية مكتظة، وفق خليفة، “عواقب إنسانية وخيمة (…) وسيؤدي تجدد الصراع حتماً إلى نزوح جماعي ومعاناة”.

وإثر اتفاق روسي مع الأكراد، تُعزز قوات النظام منذ أيام انتشارها في مناطق حدودية، خصوصاً قرب منبج، في سيناريو شبيه بما قامت به خلال هجوم 2019، للحؤول دون توسع تركي، وإن كانت السيطرة الفعلية على الأرض بقيت في يد قوات سوريا الديموقراطية.

ويرى أبو عبدالله أن “ما من خيار أمام قوات سوريا الديموقراطية سوى التفاهم مع الدولة السورية”.

واصطدمت محادثات أجراها الأكراد سابقاً مع دمشق بحائط مسدود، مع إصرارهم على الحفاظ على مكتسبات إدارتهم الذاتية، الأمر الذي ترفضه دمشق.

وتقول خليفة “من المحتمل أن يؤدي أي هجوم تركي إلى مزيد من الترتيبات الدفاعية بين قوات سوريا الديموقراطية ودمشق، لكن ذلك قد لا يُترجم باتفاق/تسوية أوسع بين الطرفين إزاء مستقبل شمال شرق (البلاد). على الأقل لم يحدث ذلك في الماضي”.

المصدر: فرانس برس

بايدن بعد إعلان إصابته بكوفيد-19 يؤكد أن حالته “جيدة جدا”

%d8%ac%d9%88-%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%86

أكد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس في تغريدة على موقع “تويتر” أن حالته “جيدة جداً”، بعد إعلان البيت الأبيض إصابته بكوفيد-19.

وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أنّ الرئيس البالغ 79 عاماً يعاني “أعراضاً خفيفة” وسيواصل القيام بعمله أثناء فترة عزله.

وقال بايدن عبر تويتر “أصدقائي، أنا بحالة جيدة جداً (…) منشغل دائماً”. وأرفق التغريدة بصورة له أثناء قيامه بعمله.

من جهته، أوضح طبيبه كيفن أوكونر في بيان أن نتيجة الرئيس كانت إيجابية لأول مرة الخميس بعد اختبار المضادات، الأمر الذي جرى تأكيده لاحقا عبر فحص “بي سي آر”.

وأشار إلى الأعراض التي ظهرت مساء الأربعاء على الرئيس، هي “سيلان الأنف” و”الإرهاق” و”السعال الجاف العرضي”.

وكالات

المزارعون في شمال شرق سوريا يواجهون عاما سيئا مع قلة الأمطار ونقص الوقود وارتفاع أسعار الأسمدة

%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%85%d8%ad-%d8%b4%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7
northeastern Syria July 1, 2022. REUTERS/Orhan Qereman

مع قلة الأمطار ونقص الوقود وارتفاع أسعار الأسمدة، يواجه المزارعون في شمال شرق سوريا عاما سيئا إذ يبدو أن محصول القمح المخيب للآمال سيوجه ضربة أخرى للإمدادات الغذائية في بلد يعاني من تغير المناخ والحرب، وفقاً لوكالة رويترز.

قال المزارع محمد حسين إنه زرع حوالي خُمس المساحة التي كان يزرعها عادة هذا الموسم بسبب الصعوبات التي تفاقمت مع ارتفاع أسعار الأسمدة العالمية، أحد الآثار الجانبية لحرب أوكرانيا.

وأضاف حسين (46 عاما) “عم بنعاني من المازوت، شُح المازوت، أسمدة غالية”. وكان يشكو حاله فيما كانت آلة الحصاد تشق طريقها عبر حقل قمح خلفه في قرية قرب مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا.

ويعتبر شمال شرق سوريا حيويا لإنتاج الحبوب في البلاد، لكن السلطات التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على المنطقة لا تتوقع أن يلبي محصول هذا العام احتياجات منطقتهم، ناهيك عن إمداد أجزاء أخرى من البلاد.

ويزيد هذا من قتامة الصورة عن إنتاج القمح السوري الذي تراجع منذ اندلاع الحرب في 2011، مما أثار مخاوف بشأن الأمن الغذائي في بلد تقول الأمم المتحدة إن الاحتياجات فيه وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.

وصرح عمران رضا، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، لرويترز، أن المؤشرات الأولية تنذر بموسم زراعي سيء آخر بعد انخفاض محصول عام 2021.

ومثلما حدث لمحصول الموسم الماضي، قال رضا إن الحصاد تأثر بتأخر بداية هطول الأمطار، وفترات جفاف موسمية طويلة، وانقطاع مبكر للأمطار كانت له آثار مدمرة.

كما تأثرت المحاصيل بالتغيرات المناخية بما في ذلك الصقيع والارتفاع الحاد في درجات الحرارة.

وقال رضا لرويترز “ارتفعت تكاليف الغذاء بشكل كبير وانخفض الإنتاج والإمدادات، ومؤشرات حصاد الموسم المقبل مُثيرة للقلق. نحن قلقون للغاية بشأن الوضع العام للأمن الغذائي”.

من نعمة إلى عبء

انخفض إنتاج سوريا من الحبوب من متوسط سنوي بلغ 4.1 مليون طن قبل الأزمة، وهو ما كان يكفي لتلبية الطلب المحلي، إلى ما يقدر بنحو 1.05 مليون طن في عام 2021، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة.

وبلغ الإنتاج في عام 2020 زهاء 2.8 مليون طن.

وفي حين أن واردات القمح من روسيا، حليفة الحكومة السورية، سدت شيئا ما من الفجوة، فإن انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد الممزقة أصبح أكثر حدة من أي وقت مضى منذ بدء الحرب، بسبب عوامل من بينها انهيار الليرة السورية.

يقول برنامج الأغذية العالمي إن 12.4 مليون سوري، أو ما يقرب من 70 بالمئة من سكان البلاد اليوم، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وقالت نبيلة محمد رئيسة هيئة تطوير المجتمع الزراعي التي يقودها الأكراد الذين يديرون شمال شرق البلاد، إنه تم حتى الآن حصاد 379 ألف طن من القمح هذا العام في المنطقة.

والكمية المتوقعة 450 ألف طن، وهي أقل من 600 ألف طن قالت نبيلة محمد إنها ضرورية لتلبية احتياجات المنطقة، مما يعني أنه لن يكون هناك فائض لتزويد المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية.

وأوضحت أنه في العام الماضي كانت الأمطار قليلة وفي العام الجاري هطلت أمطار لكن ليس في الوقت المناسب للزراعة. وأضافت أن الحرب الأوكرانية أثرت أيضا على المزارعين مع ارتفاع أسعار الأسمدة المستوردة.

وتابعت قائلة إنه تم حصاد مساحة صغيرة من المناطق التي تعتمد على الزراعة البعلية، بينما يعتمد المحصول في الغالب على الأراضي المروية. وأشارت إلى أن حصاد هذا العام في الشمال الشرقي كان أفضل من العام الماضي بسبب إصدار مزيد من التراخيص لحفر الآبار.

وقالت منظمة الفاو إن المزارعين في المناطق التي تعتمد على الزراعة البعلية في سوريا فقدوا معظم محاصيلهم للعام الثاني على التوالي.

وشكا محمد أحمد (65 عاما) من أنه تعرض لخسائر فادحة بسبب الجفاف، واصفا أرضه بأنها عبء أكثر من كونها منفعة.

وقال إن الأرض كبدته خسائر لعامين متتاليين مضيفا أنه سمح للرعاة برعي ماشيتهم فيها.

المصدر: رويترز

زيباري في تعليقه على قصف زاخو: القصف تم بمدافع ١٥٥ ملم وربما من داخل تركيا

%d9%87%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%b2%d9%8a%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d9%8a

في أول تعليق له على القصف المدفعي التركي الذي استهدف منتجعاً سياحياً في زاخو بمحافظة دهوك في إقليم كردستان قال وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري إن “القصف المدفعي تم بمدافع ١٥٥ ملم وربما من داخل تركيا”.

وقال في تغريدة على حسابه في تويتر “ما لا يفهمه المسؤولون الاتراك في استهداف منتجع سياحي مدني في زاخو ان جميع الشهداء الابرياء هم عراقيون عرب من جنوب العراق جاؤا للسياحة و الاصطياف الى ابعد نقطة من بلادهم و القصف المدفعي تم بمدافع ١٥٥ ملم وربما من داخل تركيا! الافضل تشكيل لجنة تحقيق عراقيه تركية واقليم كردستان”.

 

وقالت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إن الحكومة قررت في اجتماع أمني يوم الأربعاء استدعاء القائم بالأعمال العراقي لدى تركيا للتشاور بعد اتهامها أنقرة بشن غارة على منتجع جبلي في شمال البلاد.

وأضافت أن الحكومة قررت أيضا وقف إجراءات تعيين سفير جديد لدى أنقرة بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثمانية سياح وإصابة 23 آخرين في دهوك بإقليم كردستان شمالي العراق.

وذكرت الوكالة أن الحكومة كلفت وزارة الخارجية باستدعاء السفير التركي لدى بغداد للاحتجاج على الهجوم وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن.

كورد أونلاين – وكالات

الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 10 سوريين متهمين بتجنيد مرتزقة لروسيا

%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a8%d9%8a

وسع الاتحاد الأوروبي شبكة عقوباته يوم الخميس لتشمل عشرة سوريين أُضيفوا إلى قائمته الخاصة بتجميد الأرصدة ومنع الدخول بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا قائلا إنهم مسؤولون عن تجنيد مرتزقة للقتال قي صفوف القوات الروسية.

وأعلن الاتحاد الأوروبي ذلك في سياق الكشف عن عقوبات جديدة ضد موسكو تستهدف البنك الرئيسي سبيربنك والذهب الروسي والمزيد من الشركات والأشخاص، وكذلك فرض المزيد من القيود على التصدير.

وجاء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي “يقدم النظام السوري الدعم، بما في ذلك الدعم العسكري، لحرب روسيا العدوانية غير المبررة ضد أوكرانيا”.

وكان من بين من شملتهم العقوبات محمد السلطي القائد العام لجيش التحرير الفلسطيني واثنان من قادة قوات الدفاع الوطني وهي جماعة مسلحة موالية لسوريا وضابط سابق في الجيش السوري وكذلك مدير شركة الصياد لخدمات الحراسة والحماية والشريك في ملكيتها.

المصدر: رويترز

ماهي بنود اتفاق “بنس – أردوغان” لوقف إطلاق النار في شمال سوريا

%d8%a8%d9%86%d8%b3-%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%88%d8%ba%d8%a7%d9%86
في الـ 9 من أكتوبر/ تشرين الاول 2019, بدأ الجيش التركي والفصائل الموالية له بشن عملية عسكرية استهدفت مدينتي تل أبيض وسري كانيه/ رأس العين والمناطق المحيطة بهما بمسافة تقدر بأكثر من 130كم على طول الحدود السورية التركية, وبعمق يصل إلى 30 كم.

وأثار الهجوم التركي يومها غضباً شديداً في الولايات المتّحدة، حتّى في أوساط حلفاء الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، ممّا دفع بنائبه مايك بنس إلى زيارة تركيا حيث أبرم اتفاقاً في الـ 17 من أكتوبر/ تشرين الأول 2019 مع الرئيس التركي رجب إردوغان لوقف القتال.

وأصدر الجانبان البيان الذي يحمل اسم “البيان الأمريكي-التركي المشترك حول شمال شرق سوريا” وجاءت بنوده كالتالي:

1. تعيد الولايات المتحدة وتركيا تأكيد علاقتهما كحليفين في الناتو، وتتفهم الولايات المتحدة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا على حدودها الجنوبية.

2. توافق تركيا والولايات المتحدة على أن الظروف على الأرض، ولا سيما شمال شرق سوريا، تتطلب تنسيقاً أوثق على أساس المصالح المشتركة.

3. تظل تركيا والولايات المتحدة ملتزمتين بحماية مناطق الناتو وسكان الناتو من جميع التهديدات بفهم متين لـ “واحد للجميع والجميع لواحد”.

4. يؤكد البلدان التزامهما بدعم الحياة الإنسانية وحقوق الإنسان وحماية المجتمعات الدينية والعرقية.

5. تلتزم تركيا والولايات المتحدة بمحاربة أنشطة داعش في شمال شرق سوريا، وسيشمل ذلك التنسيق بشأن مرافق الاحتجاز والمشردين داخلياً من المناطق التي كان يسيطر عليها داعش / قبل ذلك، حسب ما يقتضيه الوضع.

6. تتفق تركيا والولايات المتحدة على أن عمليات مكافحة الإرهاب يجب أن تستهدف الإرهابيين وحدهم ومخابئهم ومآويهم ومواقعهم والأسلحة والمركبات والمعدات.

7. أعرب الجانب التركي عن التزامه بضمان سلامة ورفاهية سكان جميع المراكز السكانية في المنطقة الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية (المنطقة الآمنة)، والتأكيد من جديد على أنه سيتم ممارسة أقصى درجات الحرص حتى لا تقع أي أضرار للمدنيين، والبنى التحتية المدنية.

8. يؤكد البلدان التزامهما بوحدة سوريا السياسية ووحدة أراضيها والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى إنهاء النزاع السوري وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

9 – اتفق الجانبان على استمرار أهمية إنشاء منطقة آمنة ووظيفتها “معالجة شواغل الأمن القومي لتركيا”، بما في ذلك إعادة جمع الأسلحة الثقيلة من وحدات حماية الشعب وتعطيل تحصيناتهم وجميع مواقع القتال الأخرى.

10- ستنفذ القوات المسلحة التركية المنطقة الآمنة في المقام الأول وسيزيد الجانبان تعاونهما في جميع أبعاد تنفيذها.

11. سيوقف الجانب التركي عملية “نبع السلام” من أجل السماح بسحب وحدات حماية الشعب من المنطقة الآمنة خلال 120 ساعة، سيتم إيقاف عملية “نبع السلام” عند الانتهاء من هذا الانسحاب.

12. بمجرد إيقاف عملية “نبع السلام”، توافق الولايات المتحدة على عدم مواصلة فرض العقوبات بموجب الأمر التنفيذي الصادر في 14 أكتوبر 2019 ، بحظر الممتلكات وتعليق دخول أشخاص معينين يساهمون في الوضع في سوريا، وستعمل وتتشاور مع الكونغرس، للتأكيد على التقدم المحرز لتحقيق السلام والأمن في سوريا، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

بمجرد إيقاف عملية “نبع السلام” وفقًا للفقرة 11 ، تُرفع العقوبات الحالية بموجب الأمر التنفيذي المذكور.

13. يلتزم الطرفان بالعمل معًا لتنفيذ جميع الأهداف المحددة في هذا البيان.

وقال بنس للصحافيين بعد محادثات مع اردوغان استمرت اكثر من اربع ساعات انه “خلال 120 ساعة، سيتم تعليق كل العمليات العسكرية في اطار عملية نبع السلام، على ان تتوقف العملية نهائيا ما ان يتم انجاز هذا الانسحاب”.

وبدا ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وافق على الهجوم التركي قبل ان يحض انقرة على انهائه ويجيز فرض عقوبات على تركيا على وقع غضب حلفائه الغربيين.

وقال ترامب، إنه “لم يعط تركيا الضوء الأخضر” للقيام بالعملية العسكرية في شمال سوريا، لكنه اعتبر في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بالرئيس الإيطالي، حينها في البيت الأبيض أن “التهديد الإرهابي” لحزب العمال الكردستاني، أكبر من تهديد تنظيم الدولة الإسلامية داعش.

وأوضح ترامب، “لم أعطهم الضوء الأخضر للغزو”، مستشهدًا بخطاب أرسله لنظيره التركي أردوغان، بعد محادثة هاتفية بينهما حول العملة العسكرية التركية.

كورد أونلاين

تقارير صحفية: إسرائيل طلبت من أمريكا الضغط على أردوغان لعدم مهاجمة الأكراد شمالي سوريا

%d8%b9%d9%84%d9%85-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84

افاد موقع “والا” الإخباري نقلا عن مسؤولَين إسرائيليين بأن إسرائيل بعثت خلال الأسابيع الأخيرة رسائل هادئة إلى الإدارة الأمريكية تشمل طلبا بأن تمارس الولايات المتحدة ضغوطات على تركيا حتى لا تطلق حملة عسكرية ضد المنظمات الكردية شمالي سوريا، وفقاً لموقع i24 news الإسرائيلي.

وذكر التقرير أنه خلال السنوات الاخيرة قدمت إسرائيل مساعدة ديبلوماسية للأكراد في واشنطن وايضا مساعدة بمجالات إضافية.

وبحسب التقرير أن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ايال حولتا قال لنظيره الأمريكي جيك سوليفان إن أي غزو تركي جديد لشمال سوريا سيضر الأكراد بشكل كبير، وسوف يفيد على المدى البعيد جهود تموضع ايران في سوريا، في حين أن مسؤولين إسرائيليين آخرين بعثوا رسالة مشابهة لنظرائهم الأمريكيين في الفترة الأخيرة.

وعلى هامش قمة قادة حلف الناتو نهاية حزيران/يونيو حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس التركي رجب أردوغان من الخروج لحملة جديدة ضد التنظيمات الكردية شمالي سوريا. وفقاً للتقرير.

ونقل الموقع عن مسؤول في الإدارة الأمريكية إن الغزو التركي في شمال سوريا سيكون له “عواقب إنسانية خطيرة وسيشكل خطرا كبيرا على محاربة الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا”.

كورد أونلاين

دراسة في أدب الفولكلور الكردي…الحلقة السادسة 1/ 2…الحكاية الشعبية

حيدر عمر%d8%ad%d9%8a%d8%af%d8%b1-%d8%b9%d9%85%d8%b1

الحكاية الشعبية هي إحدى أنواع الأدب الشعبي، و نتاج معتقدات الناس و عاداتهم و عواطفهم، و هي ” عريقة و موغلة في القِدَم “([1])، إذ يربط الباحث الكردي محمد بوزكويان ظهورها بظهور البشرية،فيقول”يمتد تاريخ ظهور الحكاية الشعبية إلى تاريخ ظهور البشرية، و مهما كانت ثمة اختلافات بين حكايات الشعوب،فإنها تشترك في الوجود مع أول وجود للبشرية”([2]). و هي كذلك على رأي عادل أبو شنب الذي يراها أوغل قِدَماً في التاريخ الفكري للبشرية من القصة المكتوبة([3]).

و على رأي الكاتب السوري ميخائيل عيد، يمكن أن نجد أثرها أو أثر أسلوبها في مختلف ميادين الكتابة و العلوم، إذ يقول ” منذ أكثر من خمسين عاماً وأنا أقرأ ما يقع بين يديَّ من كتب و مجلات و صحف… قرأت الكثير من الشعر و الفلسفة و التاريخ و علم الجمال و علوم المجتمع الإنساني و تاريخها، كما قرأت أمَّات الكتب الدينية من توحيدية و غير توحيدية، فلم أجد عملاً جليلاً أبدعه العقل البشري إلَّا و فيه شيئ من الحكاية، أو له حكاية، و ما وقعت على فكرة رئيسة في كتاب أو صحيفة إلَّا وجدت ما يماثلها في حكاية أو أكثر من حكاية.”([4])

و على الرغم من محاولات الأخوين جريم الألمانيين و تيودور بنفي تحديد موطن نشأتها، فلا يمكن تحديد زمن و مكان معينين لظهورها([5]).

و ترتبط الحكاية الشعبية بأفكار و موضوعات و تجارب متعلقة بالإنسان، و هي تحكي حدثاً قد يكون واقعياً، و تتجلى فيها حكمة الشعب و خبراته و نتائج ممارساته و طرق معايشته الحياة. إنها خلاصة تجارب الأجيال مصاغة في قالب قصصي مشوِّق، مليئ بالعبر و القيم النبيلة. و قد تكون من نسج الخيال الشعبي حول حدث ما، يستمتع الشعب بروايته و الاستماع إليه، و لا يُعرف للحكاية الشعبية قائل أو كاتب، و لهذا تُنسب إلى مجموع الشعب، و هي في حركة خلق فني مستمر، إذ تنتقل عن طريق الرواية الشفاهية، من جيل إلى جيل، و من عصر إلى عصر حاملة خبرات و تجارب الأجداد و الآباء إلى البنين و الأحفاد.و يلعب الخيال دوراً كبيراً في صياغتها أحداثاً واقعية، ربما حدثت بالفعل،و أخرى خيالية، فيكسبها قدرة هائلة على جذب انتباه القُرَّاء أو المستمعين.و هي كغيرها من الفنون القولية، تخضع في أثناء انتقالها لتغييرات في الرواية تبعاً لظروف الزمان و المكان، و استجابة لمستوى تطور المجتمع اجتماعياً و اقتصادياً و فكرياً، فيما يشبه إعادة إنتاج. و قد أشار إلى ذلك دارسون كثيرون. يقول حنيف يوسف ” إننا نجد تأثير ظروف الحياة الوضعية الخاصة بكل مرحلة تاريخية على النص، إلى درجة أننا قد نجد إعادة خلق أو انتاج جديد لهذا النص و بذات الاسم و العنوان في كل مرحلة تاريخية على حِدة. و هكذا قد نجد تراكمات عديدة لمراحل مختلفة، و آثار هذه المراحل في ذات النص المتوارث شفوياً “([6]). و من هنا نجد روايات متعددة لحكاية واحدة. و قد نرى اختلافات بين هذه الروايات. يقول حنيف يوسف ” تتعدد الروايات المتعلقة بنص واحد و تتعدد أشكال الاختلاف بين هذه الروايات. في الواقع هناك عدد كبير من الروايات للنص الواحد، تختلف فيما بينها من منطقة إلى أخرى، و من اقليم إلى آخر، و كل رواية تحمل بصمات زمانها و مكانها ضمن تعدد اختلافات البيئة الجغرافية الكردية و التنوُّع الطبيعي في بنية الديموغرافيا الواحدة تاريخياً و في سياق التطور”([7]).

و قد تندرج القصة الخرافية تحت التسمية نفسها، و لكنها تختلف عنها في أن أحداثها تدور في عالم خيالي غير واقعي، و يغلب عليها العنصر الخارق، الذي يؤثر في تنامي أحداثها و تطورها. و يختلط فيها العجيب و الغريب، فترى فيها الضعفاء ينتصرون على الأقوياء، و الفقراء يصيبون من الغني، بحيث تراهم انتقلوا من أكواخهم إلى القصور، يحيط بهم الخدم و الحشم، و هي لا تتقيد بالزمان و المكان، و أغلبها ينتهي نهاية سعيدة، كأن يتزوج البطل من أميرة، أو أن ينال الأشرار عقابهم و الأخيار ثوابهم. و أهم سمة لها أنها تُحكى غالباَ على لسان الحيوانات،و تهدف من حيث المضمون إلى غاية تربوية أخلاقية.

لم تتحرر الحكاية الشعبية من آثار الأسطورة بالسرعة التي يمكن أن يتخيلها المرء، بل تظل تلك الآثار تطل برأسها في بعض القصص و الحكايات في مراحل لاحقة، تبعاً لتطوَّر الوعي البشري. و لعل هذا ما دعا رائدَيْ الفولكسكوندة الألمانية الأخوين جريم إلى اعتبارها ” حطام أساطير أو بقاياها “، أو أنها ” موروثات باقية للأساطير القديمة “([8])، بينما ذهب الدكتور عزالدين مصطفى رسول إلى أنها ” تطوير تاريخي للأسطورة،أو هي الأسطورة في عهد تاريخي جديد”([9]). و قد رجًّح باحثون آخرون هذا الرأي، فأعادوها إلى أصل أسطوري.([10]) فنحن نجد الأسطورة واضحة في بعض الحكايات التي جمعتها رقية أُوزْمَن تحت عنوان ” قصص الأمسيات ” كقصة “عفاريت الجن.”([11])

تدور أحداث هذه القصة عن ابن عجوز فقيرة يعمل راعياً، يجد ذات يوم خاتماَ،و حين يضع الخاتم في اصبعه، يظهر له عفريتان، يمتثلان لأوامره. يبني العفريتان له و لأمه قصراً بناءً على رغبته. و يرسل الفتى أمه العجوز إلى قصر الملك لتخطب له ابنته و يعطيها الخاتم، لتستعين به، فيشترط الملك ثلاثة شروط ، إن حققتها العجوز، فسوف يوافق على هذا الزواج، و إلَّا فسيقتلها.

أول تلك الشروط، هو أن تحمل العجوز وعاءين مكشوفين مملوءين حليباً، و تصعد على السلالم إلى الطابق الأعلى، ثم تنزل بالطريقة نفسها، دون أن تسقط قطرة واحدة من الحليب على السلالم، و أما الشرط الثاني، فهو أن تبني العجوز له قصراً أجمل و أكبر من قصره، و أما الثالث، فهو ألَّا تتعرض ابنته لأشعة الشمس حين تأخذها عروساً إلى بيتها.

كانت العجوز تستعين بالخاتم في اصبعها لتنفيذ كل شرط، فيظهر أمامها عفريتان يمتثلان لأداء طلباتها، و حققا لها الشروط الثلاثة، ففي تحقيق الشرط الأول، لم يُرَ أثر قطرة واحدة من الحليب على السلالم، و في الثاني حمل العفريتان قصر الفتى و وضعاه بجانب قصر الملك، و في الثالث، طلبت العجوز من العفريتين أن يزرعا المسافة بين قصرها و قصر الملك أشجاراً و وروداً، بحيث تحجب الشمس عن العروس حين تمشي إلى قصر عريسها. و تزوج الفتى ابن العجوز من ابنة الملك، و عاش الثلاثة، الفتى و عروسه و أمه العجوز، في القصر الكبير الذي بناه العفريتان، إلا أن الفتى فقد الخاتم ذات يوم، فزال القصر بحدائقه و أشجاره المحيطة به، و عاد الفتى إلى عمله السابق راعياً يقود قطيعه إلى المراعي.

تذكرنا هذه الحكاية بقصة ” علاءالدين و المصباح السحري ” من قصص ” ألف ليلة و ليلة “، إلا أن خاتمتها مختلفة. ففي الوقت الذي تنتهي تلك نهاية سعيدة، تنتهي هذه نهاية حزينة، إذ يفقد الشاب ما حصل عليه، و ما صار إليه من غنى، لكأن ما كان لم يكن أبعد من حلم، استيقظ منه بطل القصة على الحقيقة.

إن هذه الحكاية تمثِّل مرحلة متوسطة بين الأسطورة والحكاية الشعبية، وقد رأينا سابقاً أن قصص الأساطير الكردية تنتهي دائماً بانتصار البطل في صراعه ضد قِوى الشر، وهي تعكس بذلك الفلسفة الكردية تجاه الكون الذي لا بد أن ينتصر فيه الخير على الشر. بينما انتهت هذه القصة بفشل البطل، أو بالأحرى بإعادته من عالم الأحلام إلى الواقع، لكأنها تقول لا تتحقق الآمال بالأحلام. و رغم هذه النهاية، يمكننا القول إنها لا تدفع القارئ أو السامع إلى اليأس، بل تحفِّزه على العمل و الكد، و هي من هنا تهدف إلى غاية تربوية، كغيرها من الحكايات الشعبية، ” التي هي في الواقع وسائل تربوية فعَّالة “([12])، و خاصة بالنسبة للأطفال.

و إذا كانت الأسطورة بنت مرحلة طفولة البشرية، فإن الحكاية نتاج بلوغ البشرية مرحلة متقدمة من الوعي، و تعكس أحلاماً لم يكن تحقيقها ممكناً في تلك المرحلة، فانطلق العقل البشري إلى تصويرها أو تحقيقها عن طريق الخيال، و من هنا تعكس الحكاية الشعبية صراع الإنسان مع الطبيعة بغية إخضاعها لسيطرته، أو صراع الإنسان مع الإنسان من أجل الحياة.

ثمة في آداب و فولكلور أمم كثيرة، حكايات صِيغت على ألسنة الحيوان، و لها غايات تربوية أو توجيهية، و لعل قصة ( كليلة و دمنة) المشهورة تشكل مثالاً بارزاً لتلك الحكايات، فنحن نجد فيها أسداً هو رمز أو صورة للسلطان الظالم، و ثعلباً هو رمز للبطانة الفاسدة المحيطة بالسلطان الجائر، يدله على طريق السوء. ثم نجد أن كل حكاية في هذا الأثر الرفيع تنتهي بما يمكن أن يكون حكمة، تحثُّ على العمل النبيل، أو تُظهر نتائج الظلم و الأعمال الجائر.

تشغل الحكاية أو القصة الشعبية حيِّزاً واسعاً في أدب الفولكلور الكردي، و ” هي مستمدة من التراث الكردي القديم الذي لم يدوَّن منه إلا النزر اليسير، رغم أن تاريخه يمتد إلى ما قبل الإسلام “([13]) بقرون. و منذ أن بدأ الكرد بتدوين أنواع أدبهم الشفاهي قبل ما يزيد على قرن و نيِّف من الزمن، أصبح بين أيدي قرَّائه كماً كبيراً من الحكايات الشعبية، التي يمكننا أن نصنِّفها، تبعاً لشخصياتها، في ثلاث مجموعات:

المجموعة الأولى:تكون شخصيات هذه المجموعة من الحيوانات. و غالباً ما تتوجَّه إلى الأطفال، أي يمكن اعتبارها من قصص الأطفال. يحرص الرواة في حكايات هذه المجموعة على أن يصيغوها على ألسنة الحيوانات،و يجتهدون في انتقاء هذه الحيوانات من البيئة المحيطة بالأطفال، لئلا تكون غريبة عنهم، و هي بيئة زراعية و جبلية، تكثر فيها الحيوانات الداجنة و المفترسة و الطيور،و هذا يعني أن هذه القصص تعود إلى زمن تحوُّل المجتمع إلى مرحلة تدجين الحيوان و الرعي و الزراعة، و هي مرحلة متقدمة في مسيرة التطور البشري.

يمكننا أن نذكر من هذه القصص قصة ” شَنْكلو و مَنْكلو “([14]) مثلاً، و هي مروية على لسان معزاة توصي صغارها الثلاثة بعدم فَتْح باب الحظيرة في غيابها إلا بعد أن يسمعوا منها أغنية ترددها لهم، ثم تخرج للرعي. يتكرر هذا الأمر عدة أيام، فيسمعها ذئب في أحد الأيام، كان يمر في الجوار، و بعد ابتعادها عن صغارها، يأتي الذئب متقمصاً دور المعزاة الأم، و يردد الأغنية نفسها ليفتح الصغار له الباب، وبعد أخذٍ و ردٍ بينه و بين الصغار، يتمكن من خداعهم، بعد أن يقنع أحدهم، فيفتح الصغار الباب، فيفتك بهم. و حين تعود المعزاة، و لا تجد صغارها، تتحرًّى الذئبَ في الغابة، فتجده وتقاتله إلى أن تقضي عليه، و تُخرِج الصغار من جوفه([15]). كذلك حكاية أخرى بعنوان ” كيف أُرعِبَ الذئب؟ “([16]). تدور أحداث هذه الحكاية حول حصان خرج قاصداً مرعى ما، فالتقى في طريقه ديكاً رافقه، ثم التقى كبشاً ثم أرنباَ، فترافق الأربعة، و إذ كانوا في المرعى، رأوا عن بُعدٍ قطيعاً من الذئاب، تقدم أحدها نحوهم، فسأله الحصان: ماذا تريد؟ قال: أريد أن تعطيني الكبش لآكله. فقال الحصان: تعال كُلْني أولاً. فلما تقدم نحوه، أطبق الحصان قائمتيه على رأسه، و ضغط عليه بكل قوته، و راح الكبش يضربه، و الديك ينقر الأرض بحثاً عما يأكله، و أما الأرنب، فقد لاذ بالفرار. و إذ تمكن الذئب من الإفلات، فرَّ هارباً نحو قطيعه، فسأله أصحابه عما حدث، و لكنه لم يُجِب، بل قال: اتبعوني، ففي الأمر هلاكنا. و لما ابتعدوا عن المكان، وقف وقال لاهثاً: عندما وصلت إليهم، وضع أحدهم رأسي بين قطعتَيْ خشب، و ضغط ضغطاً شديداً، و راح آخر يضربني ضرباً مبرحاً، و الثالث أخذ يحفر لي قبراً، بينما الرابع مضى مسرعاً إلى طلب مزيد من القوات.

لا يحتاج السامع أو القارئ إلى كبير عناء، ليستنتج أن لكلتا القصتين غاية تربوية و توجيهية،فهما موجهتان للأطفال،و تستطيعان بحبكتيهما أن تجذباهم نحو متابعة الاستماع أو القراءة، و الحثِّ على التضامن، و العمل بروح الفريق. أما إصرار المعزاة، في الحكاية الأولى، على البحث عن صغارها و قتل الذئب، فيوجِّه نحو التسلُّح بالأمل حتى في أحلك الظروف، و الإصرار على متابعة السعي نحو الهدف، و أما الثانية، ففضلاً عن أنها تحثُّ على التعاون و العمل بروح الفريق أيضاً، فإنها تنمِّي البداهة في الأطفال، و عدم الارتباك في مواجهة خطر ما، فالحصان رغم معرفته أنه و أصحابه ليسوا قادرين على مواجهة قطيع من الذئاب، فإنه يبتكر في الحال طريقة أو أسلوباً للدفاع عن نفسه و عن أصحابه الضعفاء.

ثمة حكاية أخرى شبيهة بها، و ذات مغزى تربوي، و تنمي البداهة في الأطفال. إنها حكاية ” المعزاة و الشاة و الثور “.([17]) تتعرض هذه الحيوانات الأهلية ( الداجنة ) لمحنة، حين كانت ترعى معاً بعيداً عن أصحابها، الذين رحلوا و تركوها في مرعاها، و حلَّ الليل، فبحثت عن مكان تبيت فيه، و أثناء البحث وجدت جلود دبٍّ و ذئبٍ و ثعلبٍ، فلفَّت تلك الجلود حول أجسامها و نامت. ولما استيقظت عند الصباح، لمحت دبّاً و ذئباً و ثعلباً غير بعيد عنها. فذعرت الشاة و خاف الثور، إلا أن المعزاة بدأت تغني: ” اليوم قتلت ذئباً، و أكلته، ثم لففت جسمي بجلده “. لما سمع الذئب ما قالته المعزاة، و كان على ظهرها جلد ذئب آخر، تمالكه الذعر. و تبع العجلُ المعزاةَ مغنياً: ” اليوم قتلت دبَّاً في الغابة و أكلته، ثم جعلت جلده لي ثوباً شتوياً “. ثم تبعته الشاة مغنِّيةً: ” ألا تعلم أيها الثعلب أن هذا جلد أبيك، و سوف ألحقك به الآن “. عندئذٍ هربت تلك الحيوانات المفترسة، و نجت الحيوانات الداجنة الثلاثة.

هذه القصة كسابقتيها موجَّهة للأطفال، و هي ذات مغزى تربوي. فالمعزاة كالحصان في القصة السابقة، تعرف أن لا طاقة لها و لا لصديقيها في مواجهة الدبِّ و الذئب، و لكنها ابتكرت حيلة و استطاعت أن ترعب عدوَّها، و تبعها صديقاها، فنجا الجميع من الهلاك. و يمكن القول إن هذه القصص تتجاوز المغزى التربوي إلى غاية فكرية أيضاً، من خلال تركيزها على العمل بروح الفريق، إنها تقيِّم العمل الجماعي تقييماً عالياً و تدعو إلى الاتحاد.

و ثمة حكاية ” الذئب و الثيران الثلاثة”([18])، و هي معروفة في الموروث العربي أيضاً، باسم حكاية ” الأسد و الثيران الثلاثة “، و قد أُثِر عنها، في الثقافتين الكردية و العربية، المثل القائل “أ ُكلتَ يوم أُكِلَ الثور الأبيض”. تدور أحداث هذه الحكاية حول ثلاثة ثيران، أبيض و أحمر و أسود اللون، ترافقت في أحد المراعي الخصبة، و ذات يومِ رآها ذئب ( في الرواية الكردية، و أسد في الرواية العريية )، فسال لعابه، إلا أنه لم يتجرَّأ أن يهجم عليها و هي مجتمعة معاً، فلجأ إلى الحيلة، و أقنعها ببقائه معها كأصدقاء أربعة. و إذ رأى الذئب الثورَ الأبيض ذات يوم و قد ابتعد عن الثورين الأحمر و الأسود، مضى إليهما و أقنعهما بالخلاص منه، لأن لونه الأبيض يثير انتباه الأعداء من بعيد، فيكون سبباً في هلاكهم، و من جهة أخرى فإن الخريف الذي بدا قدومه قريباً سيقضى على قسم كبير من المرعى، و قد لا يكفيهم ما يبقى منه. و إذ ضمن موافقة الثورين الأحمر و الأسود، مضى إلى الأبيض و أجهز عليه.

بعد مضيِّ بضعة أيام استغل الذئب ابتعاد الثور الأحمر عن الثور الأسود، فمضى إلى الأسود، و أقنعه أيضاً بالخلاص من الثور الأحمر، لأن لونه ملفت للنظر، و أن الشتاء على الأبواب، سيقضي بصقيعه على قسم كبير من المرعى، فلا يكاد يكفيهما ما يبقى منه حتى قدوم الربيع. و بهذه الحيلة استمال الثور الأسود إلى جانبه، و تأكد من أنه لن يقف إلى جانب الثور الأحمر، فأجهز عليه و قتله، و اتخذه طعاماً له لبعضة أيام أخرى.

و إذ بقي الثور الأسود وحيداّ، لا صديق و لا معين له، تقدم الذئب منه، و صرّح له علناً، أنه يريد قتله و أكله. فراح يتوسل إليه، و يذكِّره بالصداقة التي تعاهدا عليها، إلا أن كل ذلك لم يفده، و لم يثن الذئب عما عزم عليه، بل وضعه أمام الحقيقة التي ساهم فيها بنفسه، فقال له ” أُكِلْتَ يوم أُكِل الثور الأبيض “، و أجهز عليه، وراحت هذه الخاتمة مثلاً سائراً.

لهذه الحكاية مغزى فكري، هو إن الوحدة أو الاتحاد يرعب الأعداء، و إن التنازل عن الموقف الصحيح مرةً، يعقبه التنازل مرات أخرى، و إن على المرء ألا ينسى طبيعة العدو، فـ ” الطبع يغلب التطبُّع” كما يقال في العربية، و ” تبلغ اللحية شبراً، و لا يصبح العدو صديقاً ” كما يُقال في الكردية. ” Rih dibe bost, dijmin nabe dost „

مثل هذه القصص قد لا تُحكى للأطفال فقط، بل يتداولها الكبار أيضاً فيما بينهم، و ذلك في ظروف صعبة يمر بها الشعب، كأن يُبتلى بحاكم مستبد ظالم، يحسب على الناس أنفاسهم، أو عندما يُبتلى بقوى خارجية تغزو بلده و تحتل أرضه، و يصيبه منها ظلم شديد. عندئذ تلجأ الشعوب إلى مثل هذه القصص رمزاً للدعوة إلى الاتحاد و العمل في مواجهة الحاكم المستبد و القوى الغازية و المحتلة بروح الفريق.

 

المجموعة الثانية:تكون شخصياتها من البشر و من الحيوانات معاً. قصة ” الثعلب و العجوز “([19]) تكون مثالاً جيداً لحكايات هذه المجموعة. تدور أحداثها حول زيارة امرأة عجوز ابنتَها المتزوجة و المقيمة في قرية أخرى. تحمل العجوز جرّتين، إحداهما فيها عسل، و الأخرى فيها سمن، كهدية لابنتها كما جرت العادة في الزيارة الأولى. تلتقي العجوز في الطريق ثعلباً، يسألها عن مقصدها وعما هو في الجرتين، ثم يعرض عليها المساعدة، ليحمل عنها إحداها، وبعد أن يسيرا مسافة ما، يقول لها الثعلب إنه يريد أن يسبقها قليلاً، ثم يستريح منتظراً إياها. بعد أن يبتعد الثعلب عنها، يختبئ خلف شجرة في الغابة، و يأتي على ما في الجرَّة من السمن فيأكله، ثم يتغوَّط فيها و يُحكم إغلاقها، و يسبق العجوزَ، ثم يظهر أمامها و يسيران معاً. بعد السير مسافة ما، يطلب الثعلب من العجوز أن يتبادلا الجرتين، بدعوى أن الجرة التي تحملها العجوز أثقل من الأخرى. و بالطريقة نفسها يأتي الثعلب على ما في الجرة من العسل فيأكله، ثم يتغوَّط فيها، و يُحكم إغلاقها. و حين يقتربان من القرية، يتجنب الثعلب المتابعة مع العجوز نحو بيت ابنتها، بدعوى أنه يخشى أن تفترسه كلاب القرية.

و إذ تصل العجوز دار ابنتها، تفرح البنت بزيارة أمها لها، و عندما تفتح البنت إحدى الجرتين، تندهش مما فيها، و تفتح الثانية، فترى محتواها كمحتوى الأولى. و إذ تسأل أمها، تدرك الأم أن هذا من فِعل الثعلب، فتقص عليها قصتها معه. بعد أن تعود العجوز إلى بيتها، تفكِّر في حيلة للانتقام من الثعلب، فتضع على صخرة قريبة من القرية بعض القار، و عندما جاء الثعلب، و أراد أن يستريح قليلاً قبل الاقتراب من القرية، جلس على تلك الصخرة، و لما أراد النهوض، لم يستطع، إذ كان ذيله التصق بالصخرة. عندئذ أدرك أنه وقع في الفخ، و راح يتحرك يميناً و يساراً دون جدوى، و أعاد الكرة في التحرك مراراً، حتى قُطِع ذيله، و مضى إلى أصحابه من غير ذيل، فصار موضع سخريتهم. فاضطر إلى أن يقصد العجوز، منادياً إياها من بعيد، عسى أن تعيد له ذيله، و أنه يعتذر لها عما فعل. إلا أن العجوز ردت عليه قائلة: ” هذا هو جزاء من يخدع الآخرين و يسيئ إليهم “. بعد ذلك تتعدد طلبات العجوز، و لن تردّ له ذيله إلا بعد تنفيذها، و جميعها شروط تعجيزية تشترطها العجوز.

إن هذه الحكاية، فضلاً عن أنها تهدف إلى ابتعاد المرء عن خداع الآخرين، و أن الخداع لا بد أن ينكشف في يوم ما، و تكون نتيجته غير محمودة، فإنها تتوخى تربية الطفل على حسن المعاملة، و على السلوك السليم في حياته، و عدم الإساءة إلى الآخرين.

هناك في هذه المجموعة من الحكايات ما يفصح عن دهاء الإنسان و قدرته على خلق الظروف المناسبة للخروج مما قد يلقاه من مواقف تهدد أمنه و حياته. لعل حكاية ” الحطَّاب و الأسد “([20]) تمثِّل هذا الاتجاه، إذ يرى بطلها نفسه وجهاً لوجه أمام أسد يتهيأ للقضاء عليه. تذهب الحكاية إلى أن رجلاً كان له قطة تلازمه أينما ذهب. أراد الرجل ذات يوم أن يحتطب، فحمل فأسه و قصد الغابة، فتبعته القطة، و بينما كان منهمكاً في الاحتطاب، مرَّ أسد، فرأى حيواناً يشبهه برأسه و قوائمه، و لكنه بالنسبة إليه صغير الحجم، فاندهش الأسد و سأله: ” لِمَ حجمك صغير إلى هذا الحد؟ “، فأجابته القطة: ” لو كنت أنت تحت سطوة مَن أنا بين تحت سطوته، لأصبح حجمك أصغر من حجمي “. و لما سألها الأسد عنه، أشارت إلى صاحبها المنهمك في الاحتطاب. تقدًّم الأسد نحوه، و طالبه بالمبارزة، فلجأ الرجل إلى الحيلة، و قال له: ” أنت في كامل الاستعداد للمبارزة، بينما أن أعزل، لا بد لي من إحضار عدتي و أدواتي، فهل تنتظرني، ريثما أذهب لإحضارها؟ “. و لما وافق الأسد على الانتظار، راح الرجل يثير فيه اعتداده بنفسه و بقوته قائلاً له: ” ولكنني أشك في أن تنتظر، ربما تهرب، لذلك أريد أن أربطك إلى الشجرة “. وافق الأسد، فربط رجليه الخلفيتين إلى جذع الشجرة بإحكام، و لكي يُحكم ربطه جيداً، احتال عليه، بأنه ربما يفك قيده بقائمتيه الأماميتين و يهرب، لذلك يجب ربطهما أيضاً، فوافق الأسد مغتراً بقوته. ثم أخذ الرجل قضيباً و انهال عليه ضرباً مبرحاً، فصار الأسد يئن و يسأل القطة: ” إلى متى سيستمر في ضربي؟ “، أجابته القطة: ” إلى أن يصبح حجمك مثل حجمي “. عندئذ التفت الأسد نحو الرجل متوسِّلاً أن يطلقه ” مهما ضربتني، فإن حجمي لن يصبح كحجم القطة، اطلقني و أنا أتعهد لك بأن أغادر أنا و كل الحيوانات الأخرى التي من شاكلتي الغابة و لن نعود إليها ثانية “.

ثمة حكايات من هذه المجموعة تُظهر لنا شغف الكر بالموسيقى، و تبيِّن في الوقت نفسه مدى تأثير ها في الحيوانات أيضاً. لعل حكاية ” الراعي “([21]) تكون مثالاً جيداً لها. الحدث في هذه الحكاية مبني على تجربة راعٍ تعرض له قطَّاع الطرق، و أخذوا قطيعه عنوة. فكَّر الراعي كيف يسترد قطيعه؟ فهو لا يستطيع مواجهتم و مقاتلتهم، فلجأ الراعي إلى نايه، و قال بينه و بين نفسه: ” إما أن أردَّ القطيع بالعزف على الناي، أو أنتحر”، و بدأ العزف، حتى صار القطيع كله يجري نحوه، مما جعل اللصوص يثورون، و صوَّب أحدهم بندقيته نحوه، و همَّ بقتله، إلا أن زعيمهم منعه من ذلك إكراماً لعبقريته في العزف و النفخ في الناي.

عاد الراعي بالقطيع إلى القرية عند المساء، و قصَّ لمالك القطيع و سكان القرية ما جرى، فاستنكروا عليه و كذَّبوه، فاقترح الراعي على مالك القطيع أن يحبسه في غرفة بحيث لا يراه القطيع، و ليرعاه شخص آخر لمدة ستة أيام دون أن يَرِدَه الماء، و في اليوم السابع عندما يقترب القطيع من الماء، يخرج الراعي و يعزف على الناي، فإن تراجع القطيع عن الماء، يكن صادقاً في كل ما قال، و إلَّا يكن كاذباً. ففعلوا ذلك، و في اليوم السابع، و إذ اقترب القطيع من الماء، خرج الراعي و نفخ في نايه عازفاً، فما كان من القطيع إلَّا أن يتراجع عن الماء و يجري نحوه.

و كثيراً ما تتشابه الحكايات الشعبية بين شعوب مختلفة عرقاً و لغة،و قد أشرنا إلي سابقاً إلى قصة ” الذئب و الثيران الثلاثة “. وهي تكون مثالاً واضحاً لهذا التشابه، الذي قد يكون نتيجة التواصل الثقافي بين الشعبين الكردي و العربي لقربهما من بعضهما، و لاشتراكهما في أمور كثيرة. سنتحدَّث عن هذا التشابه في دراسة أخرى حول الثقافة الكردية و الثقافات المجاورة.

البقية في الحلقة القادمة.

 

([1]) مريم حمدي: أصول الحكاية الشعبية. رسالة جامعية مقدمة في جامعة حمه لخضر بالوادي في الجزائر للعام الدراسي 2014 / 2015، ص 11.

([2]) Mehmet Bozkoyan: Beşek ji folklora kurdî. çîrok. Bingöl üniversitesi Yaşaya Diler Enstitüsü Dergisi, Kasim 2015, rû 146.

([3]) عادل أبو شنب: مدخل إلى دراسة الحكاية الشعبية العربية. مجلة المعرفة، السنة التاسعة عشرة، العدد 219، دمشق، أيار/مايو 1980، ص 85.

([4]) ميخايئل عيد: قضايا فكرية في بعض الحكايات. مجلة المعرفة، وزارة الثقافة، السنة 43، العدد 487، دمشق نيسان 2004، ص 154، 155.

([5]) مريم حمدي:مرجع سابق، ص 12، 13.

([6]) حنيف يوسف: نصوص من الفولكلور الكردي، إعداد و ترجمة. الطبعة الأولى، سپيريز دار للطباعة و النشر، أربيل 2007 ص 7، 8.

([7]) المرجع نفسه، ص 15.

([8]) فوزي العنتيل: التراث الشعبي و دور حملة التراث، مجلة الفنون الشعبية، وزارة الثقافة، المؤسسة المصرية العامة للتأليف و النشر، السنة الثانية، العدد السادس، القاهرة 1968، ص 9.

([9]) الدكتور عزالدين مصطفى رسول: دراسة في أدب الفولكلور الكردي، مرجع سابق، ص 15.

([10]) مريم حمدي: أصول الحكاية الشعبية. مرجع سابق، ص 12.

([11]) Rukiye Özmen: çîrokên şevbihurkan. Weşanên DOZ, çapa yekem, Istanbul 2002, rû 21-25

([12])د. عمر إبراهيم عزيز: القِيَم السائدة في القصص الشعبية الكردية و العربية للأطفال في العراق. الطبعة الأولى، مطبعة دارا، أربيل 2007، ص 5.

([13]) المرجع نفسه، ص 9.

([14]) Haciyê Cindî: Hîkayetên cimaeta Kurda. Çapayekem, weşanên Ronahî, Amed 2011, rû 8- 11. FettahTìmar: ÇÎrokên Lawiran. Çapa yekem Weşanên Ar, Akara 2017, û 21.

([15]) تُعتبر هذه القصة مثالاً جيداً لتواصل الثقافة الكردية و ثقافات جيرانهم من عرب و فرس و تُرك.

([16]) Haciyê Cindî: Heman jêder, rû 16-18 ترد هذه القصة بعنوان (الحمار و سبعة ذئاب) في العدد 9 من مجلة (روناهي)،دمشق 1942.

([17]) M. Xalid Sadînî: Çîrokêngelêrî. Çapaduyem, weşanên Nûbihar, Istanbul 2013, rû 88-89

([18]) Elî Cefer: Gotina mêrê Kurd gotin e.Çapayekem, weşanên Helwest, stockholm 2000, rû 8. M. Xalid Sadînî: Çîrokêngelêrî.Çapasêyem, Nû Buhar, Istanbul 2013, rû 90. Fettah Tîmar: ÇÎrokên Lawiran. Çapa yekem Weşanên Ar, Akara 2017, rû 41

([19]) Moustafa Rechid: Kurdische Märchen für Kinder. Verlag für Kultur und Wissenschaft, Bonn 2003, Seite 9.

([20]) Haciyê Cindî: Heman jêder, rû 32.

([21]) Hemanjêder, rû 54.

بدل رفو: اغنية المهد .. بقايا من عطر الوطن

بقايا من عطر الوطن ،

والحلم القديم..

يزدان رونقاً،جمالاً،حقيقةً،

يواكب حنين الروح وفصول الحزن

في حضن العمر…

وانت يا وطني في شغاف الروح

شجرة باسقة..

اغصانها تتدلى كقصائد خاني* ونيرودا**!!

*** ***

متيم انا بالترحال..

كي لا تتكسر وتتشتت مواويل

شعراء الكورد..

لتبهج قلوب الشعوب..

ولأعبق الأمكنة بعطر تراث الأجداد ،

في ظل تاريخ

( اكل الدهر عليه وشرب)!!

*** ***

ايتها الروح المتجذرة في الوطن..

يا حلماً يتلاطم مع الامواج بألحانه..

هذا فؤادي يعاكسه غجري

غدت ايامه حرائقاً،

في ظل اربعينيات شتاء قارس!!

*** ***

يا وطناً..

حزنه تَسَيّدَ المكان والزمان..

وجذور عشقنا تشابكت ببطن الأرض ،

يا وطناً..

عتاباته تغزوا الحروف والكلمات والأشعار

تٌبكي العابرين،

حين نضمهُ

كزهر الروح!!

*** ***

آه ..يا وطناً

ما أقسى ان نولد من صلبك

لتصلبنا.. !

رغم الأوجاع والجراح،

وانكسارات احلام العمر،

لا غريم لك،

في الحل والترحال..

في الاشعار والأسفار..

واغاني الأقوام و الأزل.. !!

بقيت يا وطن دمعة تغزونا

واغاني المهد والجبل تخلدنا

وفؤاداً متيماً بين ركام الغربة

يعاكس الفصول..

يعزف لحن الترحال،

في حضن شدو المطر.. !!

*** ***

على سرج المدى..

غنت سيدة التراب اغنية المهد

لأطفال كوردستان،

كي لا يطفح الظلام

قناديل جبال الكورد..

لتصارع تيجان الطغاة

رغم قيود النار!!

ظلت تردد لغيمة العشق

أنغام رقصة السنابل..

قالت للفجر

لطفولة لم تعرف درب الدمع:

هنا سنحيا ونموت..

هنا خارطة الدنيا.. وطننا،

جواد فارسه مغرم..

بانتصارات العشاق رغم المنافي،

رغم النزيف والتباكي..

سنحفر وننقش في الصخر أحلامنا..

هنا عاشت حضارات قبل الميلاد

هنا للانسانية معنى

في كل العصور..

وستظل ابداً اغنية المهد

 

محراباً للوطن.. !!

هوامش: خاني ..ويقصد به (احمد خاني 1650 ـ 1707) الكاتب والشاعر والفيلسوف والمتصوف الكوردي ومن اهم اعماله ملحمة الحب الخالدة ( مم وزين)

نيرودا..ويقصد به( بابلو نيرودا 1904 ـ 1973)..الشاعر والسياسي والدبلوماسي التشيلي.

غراتس النمسا

بدل رفو

قسد تعلن فقدان مقاتلين اثنين لحياتهما في كوباني بقصف طائرة مسيرة تركية

اعلنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” فقدان مقاتلين اثنين لحياتهما في كوباني /عين العرب شمالي سوريا بقصف طائرة مسيرة تركية.

وقال المركز الإعلامي لقسد في بيان “في ليل الأربعاء، 20 يوليو/ تمّوز الجاري، وبحدود السّاعة “21:00″، وعندما كان اثنان من رفاقنا في طريقهم لزيارة إحدى العوائل، تَمَّ استهداف السيّارة التي يستقلّونها من قبل طائرة مُسيّرة “بدون طيّار” تركيّة”.

وأضاف البيان “أدّى الهجوم إلى استشهاد كُلِّ من رفيقينا (كندال روج آفا) و(برخدان كوباني)”.

وأشار البيان إلى نه “بعد الحادثة؛ وإلى الآن، لاتزال حركة الطائرات المُسيَّرة التُّركيّة مستمرّة في المنطقة، دون توقُّفٍ”.

​​​​​​​مسيّرة تركية تستهدف سيارة في قرية قيرا جنوب عامودا

واليوم الخميس استهدفت مسيّرة تركية سيارة في قرية قيرا نحو 50 كم جنوب مدينة عامودا شمالي سوريا.

كورد أونلاين

على مدار يومين يبدأ غداً الجمعة “الملتقى الأول لثورة المرأة في شمال وشرق سوريا” أعماله

%d9%85%d8%b8%d8%a7%d9%87%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%83%d8%a9

تحت شعار “بتضامن النساء سنحمي مكتسبات الثورة ونطورها” سيعقد “الملتقى الأول لثورة المرأة في شمال وشرق سوريا” على مدى يومين الـ 22 و23 من تموز/يوليو، لتقييم الوضع السياسي على المستوى العالمي والإقليمي، بحسب وكالة انباء المرأة JINHA.

وسيعقد الملتقى بمشاركة 7 مؤسسات نسائية منها مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا ومجلس المرأة السورية، اتحاد النساء السريانية، تجمع نساء زنوبيا، وحدات حماية المرأة، مؤتمر ستار.

وحول الملتقى الحواري، قالت العضو في مركز العلاقات الدبلوماسية لمؤتمر ستار منال محمد “بروح ثورة روج آفا وللحفاظ على مكتسباتها، رغم أننا في فترة حساسة إلا أننا رأينا أهمية عقد ملتقى حواري يجمع بين نساء شمال وشرق سوريا وسوريا والشرق الأوسط بشكل عام”.

وأشارت إلى أن الملتقى الحواري سيعقد “للنقاش حول المستجدات السياسية وتقييمها على المستوى الإقليمي والعالمي، ولتسليط الضوء على مقاومة المرأة في ثورة روج آفا والاطلاع على نظرة نساء الشرق الأوسط لنساء شمال وشرق سوريا باعتبارهن أصبحن القياديات لجميع نساء العالم وتركن بصمتهن في كافة المجالات”.

وأوضحت منال محمد أن المشاركة ستكون على مستوى الشرق الأوسط إذ ستنضم العديد من النساء إلى الملتقى عبر تقنية الزوم، وستناقشن مكتسبات ثورة روج آفا ونضال المرأة ومقاومتها، مشيرةً إلى أنه سيتم التطرق خلال الملتقى إلى هجمات الاحتلال التركي واستهداف مكتسبات ثورة روج آفا التي سميت بثورة المرأة.

ولفتت الانتباه إلى أن برنامج الملتقى الحواري متنوع وسيتم إلقاء العديد من المحاضرات “يتضمن الملتقى الحواري محاضرات لتقييم ثورة المرأة خلال عشر سنوات من ضمنها وضع النساء وكيف نظمن أنفسهن وإلى أي مستوى وصلن، وكيف أخذنا مكانهن ضمن الثورة وإنجازاتهن منها قانون المرأة ونظام الرئاسة المشتركة وانضمام النساء الأمميات إلى الثورة”.

أما المحاضرة الثانية فستكون تحت عنوان “نضال المرأة لحماية الثورة: ما هي الهجمات التي تقوم ضد مكتسبات وإنجازات المرأة؟”، سيتم التطرق خلالها إلى دور وحدات حماية المرأة في حماية “الثورة” وتطورها، وحقيقة المرأة في “المناطق المحتلة ومقاومتها” كما اشارت منال محمد، إلى أنه “سيتم التطرق كذلك إلى الهجوم الإيديولوجي، السياسي، الاجتماعي والاقتصادي والنضال في مواجهتها، المخاوف من أيديولوجية مرتزقة داعش على النساء الإيزيديات ومخيمات الإيزيديين وخاصة مخيم الهول”.

فيما المحاضرة الثالثة ستنظم تحت عنوان “من شمال وشرق سوريا إلى الشرق الأوسط: ما هو تأثير الثورة على مسيرة نضالات المرأة”، كما ستعقد ورش عمل استناداً على أربع مواضيع مهمة منها ريادة المرأة في التغيير والتحول المجتمعي، نضال المرأة في الساحة السياسية والحقوقية، ماذا نحتاج لتطوير وحماية وتطبيق حقوق المرأة، تطوير اقتصاد المرأة في مواجهة سياسة الترويض على الفقر.

واختتمت العضو في مركز العلاقات الدبلوماسية لمؤتمر ستار منال محمد حديثها بالقول “نأمل أن نصل إلى نتائج جيدة ومهمة لتطوير المرأة وتقوية العلاقات بين نساء الشرق الأوسط بشكل عام”.

وكالات