مقتل مدنيين اثنين إثر هجوم أرضي لقوات النظام السوري شمال غرب محافظة حلب

محمد عبد العزيز الجويني، وعلي سليمان علك، قُتلا في 4-8-2023، إثر قصف مدفعية تابعة لقوات النظام السوري بصاروخ مضاد للدروع رافعة سطحية كانا يستقلانها أثناء محاولتهم سحب سيارة فان كانت قد تعرضت لقصف مدفعية تابعة لقوات النظام السوري بصاروخ مضاد للدروع أيضاً قبلها بساعات، ما تسبب بإصابة سبعة مدنيين كانوا يستقلون السيارة، بين قريتي فافرتين وبرجكة سليمان التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب.

تخضع المنطقة لسيطرة فصائل الجيش الوطني السوري، وتشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن النظام السوري قد ارتكب بشكل لا يقبل التَّشكيك خرقاً لقراري مجلس الأمن رقم 2139 و2254 القاضيَين بوقف الهجمات العشوائية، كما انتهك قواعد القانون الدولي الإنساني الخاصة بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين؛ ما يؤدي لنشر الذعر بين المدنيين واقتلاعهم من أرضهم وديارهم، ودفعهم نحو التشريد القسري، حيث يقدر عدد المشردين داخلياً بقرابة 6.5 مليون مواطن سوري. وعلى المجتمع الدولي الضغط على النظام السوري وحلفائه لتعويض الضحايا المشردين وترميم المنازل والمراكز الحيوية، ودعم عملية الانتقال السياسي والضغط لإلزام الأطراف بتطبيق الانتقال السياسي ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر كي يتمكن ملايين المشردين من العودة الآمنة والمستقرة إلى منازلهم.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 

مقتل 5 أطفال و 3 نساء بانفجارات ألغام في شمال سوريا

فقد ثلاثة أطفال من أبناء ظافر الزكية وطفل آخر من أبناء البرغوث، بعد أن انفجر لغم من مخلفات المعارك بالقرب من مدرسة المعري في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.

في الرقة الريف الغربي، شهدت منطقة الجرنية (قرية بصراوي العامر) حادثًا مماثلًا، حيث قُتلت 3 سيدات وطفل جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات المعارك. وأسماء الضحايا هي : فطيم الابراهيم العيسى، خديجة الحاج علي، حليمة العيسى، ومحمد عبد القهار الابراهيم الحاج الذي كان عمره 12 عامًا.

تتسبب مخلفات المعارك، بما في ذلك القنابل العنقودية والصواريخ غير المنفجرة والألغام الأرضية، في مقتل وجرح العديد من المدنيين بينهم الأطفال في مناطق وسط وشمالي سوريا بشكل خاص. ويرجع غياب الجهات والمنظمات الدولية والمحلية المختصة في إزالة الألغام إلى تفاقم الوضع الإنساني وانعدام الأمان في تلك المناطق.

هذه الحوادث المأساوية تُسلط الضوء على أهمية العمل المشترك بين المجتمع الدولي والمنظمات المحلية لمساعدة سوريا في تطهير المناطق المتضررة من الألغام وتوفير الدعم والمساعدة اللازمة للمتضررين للتغلب على هذا الوضع الكارثي.

وتشكل مخلفات المعارك خطرًا جسيمًا على السكان المدنيين المتضررة مع استمرار النزاعات والحروب. تتضمن هذه المخلفات الألغام الأرضية، والذخائر غير المنفجرة، والقنابل العنقودية، والقذائف المتفجرة.

تؤثر مخلفات المعارك بطرق عديدة، منها:

الخسائر البشرية: يتعرض المدنيون والأطفال والمزارعين والعمال والنازحين للخطر عند التعرض للألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة. يؤدي التفجيرات المفاجئة إلى وفيات وإصابات خطيرة ويسبب ذلك أيضًا في فقدان أعضاء أو أطراف للضحايا.

تأثير على البنية التحتية: تسبب المخلفات الحربية أضرارًا جسيمة للبنية التحتية للبلدان المتضررة، مثل الطرق والجسور والمباني والمدارس والمستشفيات والمرافق العامة. هذا يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للمدنيين والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

تأثير على الزراعة والبيئة: تمنع مخلفات المعارك الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم ومزارعهم ويعوقون في زراعة الأراضي، مما يؤثر على الأمن الغذائي. بالإضافة إلى ذلك، تسبب الذخائر الغير منفجرة تلوثًا بيئيًا وتهديدًا للحياة البرية والطيور.

النزوح والتهجير: تعتبر مخلفات المعارك عائقًا رئيسيًا أمام عودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم، حيث تجعل المناطق المتضررة غير آمنة وغير صالحة للسكن.

يتعين على الحكومة السورية والحكومات المحلية والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي العمل المشترك لإزالة وتطهير المناطق الملوثة بالألغام وتوفير الدعم للضحايا والمتضررين. يجب أيضًا تعزيز التوعية وتدريب المجتمعات المحلية للتعامل مع هذه المخلفات بأمان والتبليغ عنها للجهات المختصة.

مع استمرار سقوط الضحايا نناشد جميع الجهات المعنية والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري واتخاذ إجراءات عاجلة لإزالة مخلفات المعارك والألغام التي تهدد حياة المدنيين في مناطق وسط وشمالي سوريا ومناطق أخرى تضررت جراء النزاعات.

إن الوضع الإنساني الكارثي الذي نعيشه يتطلب التعاون والتنسيق الفعال بين الجميع لتوفير الدعم اللازم لإزالة هذه المخلفات الخطيرة وتأمين المناطق المتضررة للسكن الآمن والعودة الآمنة للنازحين واللاجئين.

نطالب بتوفير التمويل الكافي لأنشطة إزالة الألغام وتدريب الفرق المختصة وتوفير المعدات اللازمة لهم، وكذلك تعزيز الجهود لتوعية المجتمعات المحلية حول خطورة هذه المخلفات وكيفية التعامل معها بأمان.

يجب ضمان حماية الأرواح والحد من الخسائر البشرية الناجمة عن هذه المخلفات المدمرة.

نحن ندعو جميع الأطراف ذوي العلاقة والمعنية بالأمر إلى التحرك السريع والتعاون من أجل إزالة مخلفات المعارك وتوفير الأمان والأمان للمدنيين الأبرياء الذين يعانون من هذه الكارثة الإنسانية.

لا يمكن أن نستسلم للغياب الدولي ولا نستطيع أن نتجاهل هذا التحدي الإنساني العاجل.

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

قوات الجيش الوطني تعتقل مدنياً شرق محافظة حلب

جعفر عثمان، مدير شركة التوليب للإنترنت، من أبناء مدينة الباب في ريف محافظة حلب الشرقي، اعتقلته عناصر تابعة لقوات الجيش الوطني في 4-8-2023، قرب مسجد الإيمان في مدينة الباب، واقتادته إلى جهةٍ مجهولةٍ.
تُشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنه تمّت مُصادرة هاتفه ومنعه من التواصل مع ذويه، ونخشى أن يتعرّض لعمليات تعذيب، وأن يُصبح في عداد المُختفين قسرياً كحال 85% من مُجمل المعتقلين.

تطالب الشبكة السورية لحقوق الإنسان بتعويض الضحايا وذويهم مادياً ومعنوياً، وإيقاف كافة عمليات الاحتجاز التعسفية التي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع، وابتزاز الأهالي، كما نطالب بالكشف عن مصير الآلاف من المُختفين قسرياً لدى جميع فصائل المعارضة/ قوات الجيش الوطني.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

 

أوهام ساطعة – كفاح الزهاوي

كان النهار يحتضر، والغيوم المنخفضة التحفت السهول والوديان، وجعلت من البحر رماديا، ووسعت المسافة بينها وبين السماء، فحظي جسد الطائرات بدفء الشمس الساطعة.
كانت المدينة ترزح تحت ضباب كثيف، ولم تكن الشمس قد انبلجت بعد. الخريف غزا الفصول وشرع في تعرية الأشجار من أوراقها الواهنة، التي تكدست في الأزقة والشوارع صابغةً الأرض بألوانها الزاهية. غرفتي الصغيرة شبه المظلمة، بابها مواجه للممر المؤدي الى الباب الخلفي للمنزل، نافذتها الوحيدة كانت متوارية خلف الستائر القاتمة. بدت الأجواء كضباب الليل.
كنت ألوذ بالصمت، فالصمت في تلك اللحظة كان غذاء الفكر والروح، مستلقيًا على الفراش منغمسًا في أوهامي، كانت تلك الأوهام تهاجمني في الظلمة والمطر والريح، متناسيا الفوضى العارمة داخل الغرفة، حيث الأوراق المبعثرة فوق المنضدة والصورة المعلقة على الحائط على وشك السقوط، والساعة المنضدية قد سكتت للأبد بعد ان اقلقتني يوم أمس ورميتها بعيدًا. وفجأة ترامى إلى مسمعي في الممر الذي يفضي الى باب غرفتي خطوات سريعة، جعلتني انتفض من سريري، كما لو كنت في نوبة حراسة أيقظني رنين الخطر.
هبط صمت لا يحتمل عدَّة لحظات، شرع مقبض الباب بالدوران، اندفع الباب الى الداخل بقوة فأصدر صريرًا صاخبًا، بعد أن استفاق الصدأ من غيبوبته.
امتطت المشاعر وجهي وبانَ الذهول في نظراتي، سرعان ما أماط اللثام عن هواجسي معبراً عن خفايا غامضة، حالما وجدتها واقفة قبالتي فجأة كقطرة ندى نقية لا تمسها الريح، بقامتها المتزنة، وخصرها النحيل، وخطواتها الرشيقة.
دَخَلتْ الغرفة، تاركة الباب شبه مفتوح، فتخللت خيوط الضوء الرقيقة من خلاله لتتكسر على وجهها بنقاء ملحوظ، علت وجهها جهامة لا شعورية، كما لو أن كل تفاصيل حياتها بدت لي في لحظة من فوضى الحواس العارمة. اكتشفت على الفور خفايا المخبأة على امتداد حافات شواطئ ذكرياتها.
اجتاحني السهد كتيار جامح يندفع بسرعة رهيبة. طفقت الأسئلة تنهمر عليّ كمطر الصيف في زخة قوية. تجول في رأسي مفردات الطفولة، هل من المعقول ان أحظى بفرصة اللقاء؟ هل انا في حلم أم ارى شبحا؟ في هذه اللحظة خالجتني مشاعر كثيرة كانت تجرفني كطوفان نوح. لم أنبس بكلمة، بل كنت أحدق إليها فقط. انتابتني قشعريرة في اوصالي. والتوتر نال من مظهري، لم أدرك مغزى الحدث.
هيمن على أجواء الغرفة كليا سكون مطبق. نعم انها فتاتي التي أغرمت بها في شبابي. راح قلبها يخفق بشدة حتى تناهى نبضاته الى مسامعي. خطوت نحوها بأناة. بدأت احنو على شعرها وأداعب بأناملي شحمة اذنها. بدا للبصر شعرها اسود اللون أول الوهلة، ولكن عندما انكسرت خيوط الضوء عليه بدا لونه مائلا الى البني. حاولت ان أمسك بها بقوة كي لا تهرب بعيدًا.
على حين غرة أخذت الظلمة تكتنف الإرجاء، والضوء المتدفق عبر شق الباب تلاشى الى ما لا نهاية.
وفجأة أصبحت وحيداً في عالم الآخذ بالاندثار بعد ان غاب طيفها عن ناظري. خاب أملي وطغى التجهم القاتم على وجهي، عندما اكتشفت ان ما رأيته للتوّ، لم يكن سوى أوهام.

الكرد ولوزان بعد قرن

فارس عثمان

مجلة الحوار – العدد /81/ – السنة 30- تموز 2023م

تقوم السلطات التركية منذ فترة بالحديث المتكرر عن معاهدة لوزان والذكرى المئوية للتوقيع عليها وتنشر وسائل الإعلام التركية بين فترة وأخرى معلومات غير دقيقة ومضللة عنها بقصد التأثير على الرأي العام التركي وحتى العالمي، علما أن المعاهدة والتصديقات عليها أودعت في باريس، وقد قام المعهد المصري للدراسات بترجمة المعاهدة ترجمة كاملة إلى اللغة العربية عام 2020.

وقد ثار جدل كبير خلال السنوات الماضية حول الاتفاقية ونصوصها، والموقف التركي والكردي منها، فالأتراك يطالبون بالعودة إلى الميثاق الملي، الرافض لحدود تركيا الحالية، والقول إن “تركيا فقدت مساحات شاسعة من أراضيها ولا بد من استعادتها”. أما الكرد فينظرون إليها نظرة سلبية وأنها حرمت الكرد من تأسيس دولتهم القومية كردستان كما وردت في اتفاقية سيفر.

وقد تم توقيعها في مدينة لوزان السويسرية في الرابع والعشرين من شهر تموز عام 1923، بين الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا، من جانب؛ وحكومة الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا برئاسة كمال أتاتورك، من جانب آخر، التي تم من خلالها تسوية أوضاع الأناضول والقسم التركي الأوروبي من أراضي الدولة العثمانية، والديون المترتبة على تركيا، وأخطر ما فيها هو إلغاء معاهدة سيفر.

تتألف معاهدة لوزان من 143مادة وخمسة أجزاء ((الجزء الأول: البنود السياسية، الجزء الثاني: البنود المالية، الجزء الثالث: البنود الاقتصادية. الجزء الرابع: الاتصالات والمسائل الصحية، الجزء الخامس: أحكام متنوعة ))[1] وكل جزء يتألف من عدة أقسام.

تعتبر اتفاقية لوزان 1923 من أخطر الاتفاقيات الدولية التي اثرت على الوضع الكردي والكردستاني، بعد تقسيم كردستان لأول مرة إثر معركة جالديران 1514 بين الدولتين العثمانية والصفوية، وتثبيت ذلك التقسيم نهائياً بموجب معاهدة قصر شيرين (زهاو) 1639. التي أُبرمت بين الإمبراطوريتين المذكورتَين. التي منحت الفرصة لإعادة إحياء الدولة العثمانية بعد انهيارها في الحرب العالمية الأولى باسم الدولة ” التركية “، ووضعت العراقيل أمام الآمال الكردية بتطبيق بنود اتفاقية سيفر، وإنشاء دولة كردية باسم كردستان.

جاءت اتفاقية لوزان إثر تطورات دراماتيكية شهدتها المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918 ومن ثم مؤتمر الصلح في باريس 1918 – 1920، واتفاقية سيفر 1920 التي دعت إلى استقلال كردستان عن الدولة العثمانية وتأسيس دولة كردية باسم كردستان. فبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى واستسلامها في مودرس 1918، دعت الجمعيات والصحف الكردية إلى استغلال ذلك وإعلان الاستقلال وتأسيس دولة كردية، وقد ساعد على ذلك استقلال البلاد العربية بعد ثورة الشريف حسين، ووعود الحلفاء خاصة بريطانيا التي طالبت: «بتحرير الشعوب الخاضعة للدولة العثمانية»، ووصول الضابط الإنكليزي نوئيل إلى كردستان، والاتصال بالزعماء ورؤساء العشائر الكردية. لمعرفة موقف الكرد من العرض البريطاني بفصل كردستان عن تركيا، وتأسيس دولة كردية، الذي كان يردد وبحماس: ((بأن على الكرد الاعتماد على وعود بريطانيا العظمى))[2]. وعزز ذلك الدعوة لعقد مؤتمر عام للسلام «مؤتمر الصلح» في باريس 1918 – 1920، لإعادة تقسيم تركة الإمبراطورية العثمانية والألمانية.

مؤتمر الصلح:

انعقد في باريس بمشاركة 32 دولة ووفود غير رسمية في 18 كانون الثاني 1918 واستمرت أعماله لغاية  21 كانون الأول من عام 1920، وقد ساد المؤتمر جو من التنافس الاستعماري بين الدول المنتصرة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة لتقسيم ممتلكات ألمانيا والدولة العثمانية، وجاءت معظم قرارات المؤتمر لصالح كل من بريطانيا و فرنسا، وقد حاول الكرد تحقيق أمانيهم القومية بالاستقلال والانفصال عن الدولة العثمانية، من خلال هذا المؤتمر، معتمدين على وعود بريطانيا ومبادئ الرئيس الأمريكي ولسون: “حق الشعوب في تقرير مصيرها[3]∗ “.

الوفد الكردي في مؤتمر باريس:

شارك الكرد في المؤتمر بوفد غير رسمي برئاسة الجنرال شريف باشا، (( الذي انتخب لرئاسة الوفد الكردي من قبل جمعية تعالي وترقي كردستان، وحزب استقلال الكرد ، والجمعية الكردية، والحزب الديمقراطي الكردي، لتمثيل الكرد في المؤتمر.))[4]، وضم الوفد فخري عادل بك، وعادل بك المارديني، وصالح بك حسني مدير شؤون شريف باشا، وغالب علي بك سكرتير شريف باشا. وحاول الشيخ محمود الحفيد حاكم السليمانية إرسال وفد خاص إلى باريس للالتحاق بشريف باشا[5]∗، إلا أن الإنكليز حالوا دون وصوله.

لعب الوفد الكردي رغم صغر حجمه، دورا بارزا في المؤتمر، رغم العراقيل التي وضعت أمامه من قبل الدولة العثمانية التي سعت لمنع مشاركة الكرد في المؤتمر، كذلك لم ترتاح بريطانيا وفرنسا، لوجود وفد يمثل الكرد في المؤتمر، لأنها ارادت الانفراد بحل المسألة الكردية وفق مصالحها الخاصة.

وفور وصول شريف باشا إلى باريس أتصل بممثلي أغلب الدول المشاركة في المؤتمر، لشرح القضية الكردية. خاصة ممثل بريطانيا وعرض عليه: «وضع كردستان تحت الانتداب البريطاني». ونسق الجهود مع الوفد الأرمني الذي شارك في المؤتمر بوفدين. أحدهما برئاسة أواديس أوهانيسيان رئيس وفد الجمهورية الأرمنية، والثاني برئاسة الوزير بوغوص نوبار باشا الوزير المصري السابق الذي كان يمثل المقاطعات الأرمنية في الأراضي التركية.

في 29 كانون الثاني من عام 1919 جرى الحديث لأول مرة عن كردستان والقضية الكردية في المؤتمر من قبل ممثل الوفد البريطاني الذي دعا إلى فصل (( أرمينيا وسوريا وميزوبوتاميا وكردستان وفلسطين وشبه الجزيرة العربية عن الامبراطورية التركية فصلاً تاماً…))[6].

موقف بريطانيا:

كانت من أكثر الدول اهتماماً بكردستان، بسبب موقعها الهام في قلب الشرق الأوسط: «التي تسعى بريطانيا للسيطرة عليه برمته». ولقربها من منطقة الخليج ومنابع النفط العربية والإيرانية. وازداد اهتمامها بكردستان بعد اكتشاف النفط فيها وبكميات كبيرة.

موقف فرنسا:

اهتمت فرنسا بكردستان، لأن السياسة الفرنسية كانت ترتكز بشكل رئيسي على السيطرة الاقتصادية والمالية على الدولة العثمانية، وبسط سيطرتها على شرق المتوسط، خاصة «سوريا ولبنان». وكان النفوذ الفرنسي واضحا في كردستان من خلال البعثات التبشيرية، والمدارس الفرنسية، والمشاريع الاقتصادية.

وجهة النظر الكردية:

ورداً على فكرة تقسم كردستان أرسل شريف باشا رئيس الوفد الكردي في المؤتمر رسالة إلى رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو بوصفه رئيساً للمؤتمر، طالب فيها باستقلال كردستان وعرض وجهة النظر الكردية على ” المجلس الأعلى للمؤتمر ” من خلال مذكرتين الأولى باللغة الفرنسية في 22 آذار من عام 1919 وهي تحمل توقيع الجنرال شريف باشا رئيس الوفد الكردي إلى مؤتمر باريس، وقد طبعت على شكل كراس خاص يقع في 14 صفحة. وتضمنت ((المطالب المشروعة للأمة الكردية))، وطالب بتأسيس دولة كردية مستقلة، وفق مبادئ ولسون «حق الشعوب في تقرير مصيرها» وفي المذكرة معلومات عن الكرد ومناطق سكناهم، ووضعهم، ونضالهم، ومطالبهم. وعلاقتهم مع الأرمن. مرفقة بخارطة لكردستان ضمت كردستان تركيا، وجزءً كبيراً من ولاية الموصل.

وقدم المذكرة الثانية في 1آذار 1920، شدد خلالها على ضرورة فصل الأراضي الكردية عن الدولة العثمانية، وتأسيس دولة كردية مستقلة على غرار الدولة الأرمنية. بحدود على كل من بحر قزوين والبحر المتوسط، لتصدير الثروات الكردستانية إلى الخارج. ودعا فيها إلى تشكيل لجنة دولية تشرف على ضم الأراضي التي يؤلف الأكراد فيها الأكثرية إلى الدولة الكردية المستقلة «كردستان».

وحاول الرئيس الامريكي ولسون من خلال جلسات المؤتمر تقليص النفوذ البريطاني – الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط ، بطرح فكرة الانتداب[7]∗ على الشعوب والمناطق التي يتم فصلها عن الامبراطورية العثمانية. إلا أن انسحاب الوفد الأمريكي من المؤتمر، وتشابك مصالح بريطانيا وفرنسا، أديا إلى الإسراع بالبحث عن تفاهمات واتفاقيات لتقاسم التركة العثمانية «الغنية»، واستمرت المفاوضات حتى توصلت بريطانيا وفرنسا إلى اتفاق أولي على تقاسم التركة العثمانية في مؤتمر سان ريمو في 24 تموز 1920 بالاعتراف بالانتداب البريطاني على العراق وفلسطين، والانتداب الفرنسي على سورية ولبنان. والتمهيد لاتفاقية سيفر.

معاهدة سيفر 10 آب 1920

تتألف من 13 باباً و433 بنداً، أعدتها خمس لجان خاصة تفرعت من مؤتمر الصلح في باريس. وقد جاءت وفق مصالح الدول الاستعمارية ولا سيما إنكلترا وفرنسا. وقد سميت هذه المعاهدة بمعاهدة سيفر نسبة إلى مدينة سيفر الفرنسية القريبة من باريس، وتم التوقيع عليها في 10 آب 1920 بين إنكلترا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبلجيكا واليونان ورومانيا وبولونيا والبرتغال وجيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا والحجاز وأرمينيا من جهة، والإمبراطورية العثمانية من جهة أخرى.

احتلت القضية الكردية مكاناً بارزاً في معاهدة سيفر اذ خصص القسم الثالث من الباب الثالث من المعاهدة لمعالجة المسألة الكردية وحمل هذا القسم عنوان: «كردستان» ويتألف من البنود 62,63,64 ((التي هدفت إلى انشاء دولة كردية مستقلة في تركيا، يمكن أن ينضم إليها أكراد كردستان العراق «ولاية الموصل» إذا ارادوا ذلك. كما تطرقت المعاهدة إلى القضية الكردية أكثر من مرة خلال مناقشة المسألة الأرمنية ومسألة الأقليات داخل تركيا. كالفصل الرابع الذي هدف إلى حماية الاقليات. والفصل السادس الذي حمل عنوان « أرمينيا »، والفصل السابع الذي حمل عنوان « سوريا، ميزوبوتاميا، فلسطين.))[8].

البند 62:

تقوم لجنة مؤلفة من ثلاثة أعضاء معينين من قبل الحكومات البريطانية والفرنسية والايطالية مركزها اسطنبول، خلال ستة أشهر من تاريخ تنفيذ مفعول هذه المعاهدة، بإعداد مشروع حكم ذاتي محلي للمناطق التي يشكل فيها الأكراد الأكثرية والتي تقع إلى الشرق من الفرات وإلى الجنوب من الحدود الجنوبية لأرمينيا، كما تحدد فيما بعد، وإلى الشمال من الحدود التركية مع سوريا وميزوبوتاميا بشكل متوافق مع الوصف الوارد في ” 11,3,2 ” من البند السابع والعشرين من المعاهدة.

وفي حالة حدوث اختلاف في الرأي حول موضوع ما، يعرض الاختلاف من قبل أعضاء اللجنة على حكوماتهم المعنية ويجب أن تتضمن هذه الخطة الضمانات التامة لحماية الآشوريين – الكلدان وغيرهم من الأقليات العنصرية أو الدينية الداخلة في هذه المناطق. ومن أجل هذا الغرض تقوم لجنة مؤلفة من ممثلين بريطاني وفرنسي وايطالي وإيراني وكردي بزيارة الأماكن لدراسة التغيرات التي يجب اجراؤها، عند الحاجة في الحدود التركية حيثما تلتقي بالحدود الإيرانية، ولتقريرها، بحكم قرارات هذه المعاهدة.

البند 63:

تتعهد الحكومة التركية من الآن بالاعتراف بقرارات اللجنتين المذكورتين في البند 62 والقيام بتنفيذها خلال ثلاثة أشهر من تاريخ ابلاغها بها.

البند 64:

((إذا راجع الأكراد القاطنون في المناطق الواردة ضمن البند 62، مجلس عصبة الأمم خلال سنة من نفاذ هذه المعاهدة، مبينين أن أكثرية سكان هذه المناطق يرغبون في الاستقلال عن تركيا.

وإذا وجد المجلس آنذاك أن هؤلاء جديرون بمثل ذلك الاستقلال وإذا أوصى – المجلس- بمنحهم إياه، فإن تركيا تتعهد من الآن أن تراعي تلك الوصية، فتتخلى عن كل مالها من حقوق وحجج قانونية في هذه المناطق، وتصبح تفاصيل هذا التنازل موضوع اتفاق خاص بين الدول الحليفة الرئيسة وتركيا.

وإذا وقع مثل هذا التخلي، وفي الوقت الذي يحدث فيه، فان الدول الحليفة الرئيسة لن تضع أي عراقيل بوجه الانضمام الاختياري للأكراد القاطنين في ذلك الجزء من كردستان الذي مازال حتى الآن ضمن ولاية الموصل، إلى هذه الدولة الكردية المستقلة))[9].

رغم هذه الوعود بضمان حقوق الكرد حتى الاستقلال، إلا أن كل الدلائل كانت تشير إلى أن الحلفاء لم يكونوا جادين في تنفيذ بنود المعاهدة بالقوة، إذ لم تصادق عليها من بين جميع الدول الموقعة عليها سوى ايطاليا. نتيجة تغير موازين القوى وتعزيز موقع الكماليين في أنقرة الذين لم يعترفوا بحكومة فريد باشا التي وقعت على معاهدة سيفر.

رغم وعود الحلفاء بضمان حقوق الكرد حتى الاستقلال، إلا أن كل الدلائل كانت تشير إلى أنهم لم يكونوا جادين في تنفيذ بنود المعاهدة بالقوة، إذ لم تصادق عليها من بين جميع الدول الموقعة عليها سوى ايطاليا، نتيجة تغير موازين القوى وتعزيز موقع الكماليين في أنقرة الذين لم يعترفوا بحكومة فريد باشا في إستانبول التي وقعت على معاهدة سيفر. وخارجياً بفضل إقامة علاقات وطيدة مع الاتحاد السوفياتي، وإبرام معاهدة موسكو «معاهدة الأخوة والصداقة» مع روسيا الاتحادية في 1921/3/16، التي ((تضمنت التعاون المشترك بين البلدين، وتقديم الدعم المادي والعسكري لتركيا، بالإضافة إلى إعادة ترسيم الحدود بين البلدين واقتسام بعض الأراضي. ))[10]. وأبدت الحكومة السوفيتية (( رغبتها بإقامة علاقات دبلوماسية وقنصلية مع حكومة أنقرة، واستعدادها للقيام بدور الوسيط في المحادثات بين تركيا وأرمينيا وإيران ))[11]، واعترف الاتحاد السوفييتي بحكومة المجلس الوطني الكبير برئاسة كمال أتاتورك. وبذلك كانت أول دولة تعترف بالحكومة الحكومة الجديدة في أنقرة. وأدى ذلك إلى تغيير موقف الدول الغربية من تركيا

على الصعيد الكردي:

عززت اتفاقية سيفر الآمال بإنشاء دولة كردية مستقلة، وعندما تأكد لهم أن حكومة كمال اتاتورك لا تعترف بهذه المعاهدة، وترفض منح الكرد اي حق من حقوقهم حتى ((الحكم الذاتي)) تحرك الزعماء الكرد لتنفيذ ذلك. وقام خالد بك جبري بالتعاون مع عبد القادر النهري وعبد الرحمن حكاري ويوسف زيا بنشاط واسع والعمل من أجل تطبيق ما جاء في معاهدة سيفر على أرض الواقع.

وأرسلت جمعية انبعاث كردستان عدة مذكرات لعصبة الأمم ((لتنفيذ ما ورد في معاهدة سيفر، وتم ارسال برقية إلى مجلس الأمة التركي للمطالبة بدولة كردية في ولايات: ديار بكر، العزيز، وان، بتليس. كما ورد في معاهدة سيفر، وإلا سيضطر الكرد إلى انتزاع هذا الحق بقوة السلاح))[12]. وحاولت حكومة أنقرة شق الصف الكردي والادعاء بأن الحكومة تدرس مطالب الكرد، وستتخذ قرارات لصالح الكرد. ففي مؤتمر أرزروم 1919 ( 23 تموز – 4 آب 1919 ) أعلن كمال اتاتورك أن على الكرد والاتراك محاربة الأعداء معا، وأن الاتراك والاكراد شركاء في هذا الوطن، لكن في مؤتمر سيواس ( 4-11 أيلول 1919 ) غيره موقفه من المطالب الكردية واتهم الصدر الأعظم بالخيانة لأنه وافق على منح الكرد الحكم الذاتي وقد (( بالغ اتاتورك في صداقة وعلاقة الكرد مع الإنكليز، واتهمهم بالعمالة للإنكليز.))[13].  تمهيدا لضرب حركاتهم.

إلا أن ذلك لم يقنع الزعماء الكرد، وعندما تأخر الرد التركي على المطالب الكردية، اندلعت ثورة كردية عام 1921 شملت مناطق واسعة من كردستان، تم اخمادها بوحشية. ومن مجريات الأحداث على الأرض، ونظرا لتغير الموقف الدولي من الكرد ومعاهدة سيفر، توجه الجميع إلى إعادة النظر في سيفر. فكان مؤتمر لندن.

مؤتمر لندن: 21- شباط ولغاية 14 – آذار عام 1921:

عقد في العاصمة البريطانية لندن بين الحلفاء وتركيا «بمشاركة وفد تركي موحد برئاسة أول وزير خارجية تركي بكر سامي بك». وفي 26 شباط 1921 جرى بحث المسالة الكردية بصورة خاصة ومنفردة، وألمحت دول الحلفاء إلى أنها (( تعتزم تقديم تنازلات أمام تركيا وإعادة مناقشة مستقبل كردستان وأرمينيا.))[14].

وقد رفضت تركيا مناقشة وضع الكرد وكردستان في المؤتمر وأصرت على أن الوفد يمثل تركيا وكردستان أيضاً، وأن المسالة الكردية مسألة داخلية، وطالبت بإلغاء بنود معاهدة سيفر المتعلقة بكردستان. وتمسكت بريطانيا بالملف الكردي وبدت وكأن بريطانيا وحدها معنية بالحفاظ على معاهدة سيفر وتطبيق بنودها المتعلقة بالقضية الكردية، وأخذت فرنسا بمغازلة كمال اتاتورك الذي حسن وضعه الداخلي بالتحالف مع الاتحاد السوفياتي، والانتصارات المتتالية على القوات اليونانية. وعندما وجدت بريطانيا أن حكومة انقرة ثابتة على موقفها ألمحت إلى أنها: على (( الاستعداد لتعديل معاهدة سيفر ))[15]، دون المساس بجوهرها العام. وتخلت بريطانيا عن الاستقلال والدولة الكردية وطلبت من الحكومة التركية (( منح الاستقلال الذاتي للولايات التي يعيش فيها غالبية كردية، وتحديد حدودها بدقة ))[16]. فرد وزير الخارجية التركية بكر سامي: (( بأن الاستقلال الذاتي لن يمنح للأكراد وحدهم، بل بوجه عام لجميع الولايات، وسيتم تطبيق لا مركزية واسعة.))[17]. وعلى هامش المؤتمر وقعت فرنسا مع حكومة أنقرة اتفاقية عسكرية، سياسية، اقتصادية عززت من خلالها مصالحها في تركيا. وقامت بتعديل حدود الانتداب الفرنسي على 1921 سوريا.

وبعد أن ضمنت بريطانيا سيطرتها على « ولاية الموصل » تحسنت العلاقات البريطانية – التركية، فأعلن وزير الخارجية التركية: ((أن ميزوبوتاميا ثمن بخس مقابل الصداقة البريطانية.))[18]. هكذا كان مؤتمر لندن أكثر من خطوة إلى الوراء بالنسبة للقضية الكردية، وتكريس لتجزئة كردستان، تخلت فيه بريطانيا وبقية حلفائها عن كردستان لأنقرة عدا كردستان الجنوبية التي تقع ضمن ولاية موصل.

مؤتمر شؤون الشرق الأوسط المعروف باسم مؤتمر لوزان 1923

تمت الدعوة لعقد مؤتمر شؤون الشرق الأوسط المعروف باسم (مؤتمر لوزان) في مدينة لوزان بسويسرا في20 تشرين الثاني من عام 1922 الذي استمر لثمانية أشهر، مع انقطاعات بلغت حوالي 3 أشهر. وكان هدف المؤتمر التفاوض على معاهدة جديدة مع الحكومة التركية في أنقرة التي رفضت الاعتراف بمعاهدة سيفر،  وبعد مفاوضات شاقة وطويلة تم تسوية الخلافات بين بريطانيا وفرنسا من جهة، والحكومة التركية الجديدة برئاسة كمال اتاتورك (( رفض بشدة الحقوق القومية والسياسية وحتى الإنسانية للكرد.))[19]من جهة أخرى، وقد ترأس الوفد التركي عصمت إينونو بمشاركة الحاخام اليهودي ناحوم حاخام استانبول، مع افتتاح الجلسة الأولى للمؤتمر لوحت « بريطانيا وفرنسا » إلى أنها مستعدة للوصول إلى حلول وسط في القضايا الخلافية. ورضخ الحلفاء للشرط التركي برفض ((مشاركة أي وفد كردي في المؤتمر، ومنع مناقشة القضية الكردية في كردستان تركيا بشكل خاص. ))[20].

وكانت بريطانيا وفرنسا على استعداد للتنازل عن بعض امتيازاتهما في تركيا، خوفا من ارتماء كمال اتاتورك في أحضان الاتحاد السوفياتي، بذريعة أن ذلك يشكل خطرا على مصالحهما في المنطقة. لذلك وافقت على الشروط التركية، وبذلك تعززت مواقع تركيا في المنطقة وعلى الساحة الدولية، وتغيرت موازين القوى لصالح حكومة أتاتورك في أنقرة التي انفردت بالحكم في تركيا، حيث قامت بإلغاء السلطنة العثمانية وحكومة الباب العالي، ونقل العاصمة من إستانبول إلى أنقرة، وإلغاء الخلافة وإعلان النظام الجمهوري 1923، مقابل الاعتراف بالجمهورية التركية.

وبناءً على التفاهم التركي مع الحلفاء لم تطرح القضية الكردية في لوزان، فقد تجاهلت القوى المتصارعة خاصة بريطانيا وفرنسا مصير الشعب الكردي، ووعودهم بإنشاء دولة كردية، وقد استُخدِمَ اسم الكرد وكردستان من قبل الجميع للابتزاز والمساومة، والانطلاق منه لتحقيق مصالحهم الخاصة.

في لوزان تم إلغاء معاهدة سيفر وتسوية أوضاع منطقة الأناضول، والقسم التركي من القارة الأوروبية، والاتفاق على كيفية تسديد الديون الأوروبية، وآليات المرور في المضائق التركية. بالإضافة إلى بعض الحقوق التي وردت في بعض مواد الاتفاقية التي يمكن تأويلها بأكثر من معنى، كـ:

المادة: 38

تتعهد الحكومة التركية بضمان الحماية الكاملة والتامة للحياة والحرية لسكان تركيا من غير تمييز بين المولد أو الجنسية أو اللغة أو العرق أو الدين. يحق لجميع سكان تركيا أن يمارسوا بحرية، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، أي عقيدة أو دين أو معتقد لا يتعارض احترامها مع النظام العام والأخلاق الحميدة.

المادة: 39

يتمتع المواطنون الأتراك الذين ينتمون إلى أقليات غير مسلمة بنفس الحقوق المدنية والسياسية التي يتم يتمتع بها المسلمون. وجميع سكان تركيا، دون تمييز ديني، هم سواسية أمام القانون. ولا تخل الاختلافات في الدين أو العقيدة أو الاعتراف بحق أي مواطن تركي في الأمور المتعلقة بالتمتع بالحقوق المدنية أو السياسية، مثل القبول في الوظائف العامة والوظائف والأوسمة، أو ممارسة المهن لصناعات.

ولا يجوز فرض قيود على الاستخدام الحر لأي مواطن تركي لأي لغة في اللقاءات الخاصة أو التجارة أو الدين أو الصحافة أو المطبوعات من أي نوع أو حتى في الجلسات العامة. وعلى الرغم من وجود اللغة الرسمية، يجب توفير التسهيلات الكافية للمواطنين الأتراك الذين يتحدثون بلغات غير تركية، لاستخدام لغتهم شفويا أمام المحاكم.

المادة: 42

وبالمثل فإن الحقوق الممنوحة بموجب أحكام هذا القسم بشأن الأقليات غير المسلمة في تركيا. سيتم منحها بالمثل للأقلية المسلمة في أراضيها[21].

وفي 24 تموز 1923 تم طي صفحة سيفر، ولم يرد ذكر للكرد في بنود المعاهدة الجديدة الـ 143 «معاهدة لوزان» التي تم التوقيع عليها في المدينة السويسرية الهادئة، التي شهدت تحطم أماني الشعب كخزف مدينة سيفر

النتيجة:

الدول الكبرى تبحث عن مصالحها، دون الالتفات إلى القيم الأخلاقية، أو مصائر الشعوب. ففي عالم السياسية، هناك المصالح، والقوة. وإن الدول التي تقتسم كردستان ومهما كانت خلافاتها، تضع تلك الخلافات جانبا وتتفق معاً لمواجهة القضية الكردية، وخير مثال على ذلك اللقاءات الثلاثية خلال حرب الخليج بين تركيا وإيران وسوريا التي أصبحت الآن رباعية بانضمام العراق إليها.

والنتيجة الأهم من خلال هذه الدراسة هي ضرورة قيام الحركة السياسية الكردية في كافة أجزاء كردستان والمهجر وبالتعاون مع النخبة الثقافية الكردية بإجراء تقييم دقيق لكافة التجارب الكردية والتوقف عند الإخفاقات الكردية واسبابها الموضوعية والذاتية، واستخلاص العبر منها.

××××

المصادر:

(أبو بكر)، د. أحمد عثمان، كردستان في عهد السلام. رابطة كاوا للثقافة الكردية، ط1،
(النعيمي)، د. أحمد نوري، العلاقات الروسية التركية، دراسة في الصراع والتعاون. زهران للنشر، عمان، ط1،
(جعفر)، د. مجيد، كردستان تركيا. مطبعة أميرال، بيروت، ط1،
(شركوه)، د. بله ج. القضية الكردية (ماضي الكرد وحاضرهم). دار الكاتب. بيروت. ط 1986.
(رفيق) عادل، النص الكامل لمعاهدة لوزان 1923، المعهد المصري للدراسات، القاهرة، ط1،
(لازاريف)، م. س، المسألة الكردية، ترجمة: عبدي حاجي، دار الفارابي ط2،
(مظهر)، د. كمال أحمد، كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى. ترجمة: محمد ملا عبد الكريم. بلا.
(مكدول)، ديفيد، تاريخ الأكراد الحديث، ترجمة: راج آل محمد، دار الفارابي – بيروت، ط1،
(نيكيتين)، باسل. الكرد. ترجمة: صلاح برواري. بلا.
(هسرتيان)، م، أ. كردستان تركيا بين الحربين، ترجمة: سعد الدين ملا – بافي نازي، رابطة كاوا للثقافة الكردية، ط1،

[1] – (رفيق)، عادل، النص الكامل لمعاهدة لوزان 1923، ص 3. المعهد المصري للدراسات، القاهرة، ط1 2020.

[2] – (مظهر)، د. كمال أحمد، كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى. ص 337.

[3] – مبادئ ولسون: وضعها الرئيس الأمريكي وودر ويلسون عام 1918، وتتألف من 14 مادة ، ترتكز على مبدأ الاهتمام بمستقبل السلم والأمن في الشرق الأوسط.

[4] – (شيركو) د. به له ج، القضية الكردية. ص 82.

[5]– الجنرال: شريف باشا: هو محمد شريف بن سعيد باشا بن حسين باشا الخندان، من عائلة بابان الكردية المشهورة، التي تسنمت الكثير من الوظائف العليا في الدولة العثمانية، فكان والده وزيراً للخارجية ثم رئيساً لمجلس شورى الدولة. عين عام 1898 وزيرا مفوضا للدولة العثمانية في استوكهولم وظل في منصبه حتى اعلان الدستور العثماني 1908، ثم عاد إلى تركيا وانخرط في صفوف الحركة الكردية وساهم في تأسيس جمعية تعالي وترقي كردستان مع أمين عالي بدرخان.

[6] – (أبو بكر) ، د. أحمد عثمان، كردستان في عهد السلام. ص 8.

[7] – الانتداب: حسب ميثاق الأمم المتحدة هو تمكين دولة تدعي مساعدة البلدان الضعيفة المتأخرة على النهوض وتدريبها على الحكم، حتى تصبح قادرة على أن تستقل وتحكم نفسها بنفسها. بشرط أن تراعى رغبة البلد المشمول بالانتداب في اختيار الدولة المنتدبة.

[8] – (مظهر)، د. كمال أحمد، كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى. ص 344

[9] – (مظهر)، د. كمال أحمد، كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى. ص 346.

[10] – (نيكيتين)، باسيل، الكرد، ص 190.

[11] – (النعيمي)، د. أحمد نوري، العلاقات الروسية التركية، ص 26.

[12] – (حسرتيان)، م، كردستان تركيا بين الحربين، ص 35.

[13] – (لازاريف)، م، س، المسألة الكردية 1917-1923م، ص 214.

[14] – (لازاريف)، م. س، المسألة الكردية، ص 434.

[15] – (مظهر)، د. كمال أحمد، كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى. ص 349.

[16] – (أبو بكر)، د. أحمد عثمان، كردستان في عهد السلام. ص 227.

[17] – (أبو بكر)، د. أحمد عثمان، كردستان في عهد السلام. ص 227.

[18] – (لازاريف)، م. س، المسألة الكردية، ص 434.

[19] – (جعفر)، د. مجيد، كردستان تركيا. ص 285.

[20] – (لازاريف)، م. س، المسألة الكردية، ص 472.

[21] – 4- (رفيق) عادل، النص الكامل لمعاهدة لوزان 1923، ص 17 و 18.

مقتل وإصابة 3610 سوريا من قبل الجندرما التركية

ارتفع عدد السوريين الذين قتلوا برصاص الجندرما التركية إلى 561 سورياً، بينهم (103 طفلاً دون سن 18 عاماً، و67 امرأة)، وذلك حتى 30 تموز 2023 وأصيب برصاص الجندرما 3049 شخصاً وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين، وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرما بالرصاص الحي.

ومنذ بداية العام الجاري (2023)، قتلت الجندرما التركية 18 شخصاً فيما تجاوز عدد الذين أصيبوا خلال محاولة اجتياز الحدود إلى 98 شخصاً، بينهم إصابات بإعاقة دائمة نتيجة الضرب الوحشي بالعصي والبواريد والركل والقاءهم خلف الساتر الحدودي وهم ينزفون.

وخلال عام 2022 قتلت قوات حرس الحدود التركية 46 مهاجراً سورياً بينهم 5 أطفال وامرأتين ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعلى الحدود مع تركيا، كما أصابت 906 مدنياً بينهم 36 طفلاً و 40 امرأة عبر استهدافهم بطلقات مميتة من قناصين مدربين يستهدفون المهاجرين، أو سكان القرى القريبة من الحدود بشكل متكرر.

وتتكرر حالات استهداف “الجندرما” للسوريين سكان القرى الحدودية، كما قامت تركيا ببناء جدار عازل على طول حدودها الذي يبلغ طوله 911 كم لمنع دخول اللاجئين، ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين بشكل مستمر.

وبات السوريون على اليقين بأنّ تركيا خذلتهم، على كافة المستويات. ليس فقط العسكري، أو السياسي، وإنّما أيضاً على المستوى الإنساني…. فتركيا من كانت طرفا في الحرب الدائرة في بلدهم سوريا، وهي من فتحت الحدود لعبور السلاح، والمسلحين، ودعمت ولاتزال تدعم العشرات من الجماعات المسلحة التي تتقاتل فيما بينها، في مناطق من المفترض أنّها باتت آمنة. كما أنّها التي تتلق باسمهم المساعدات الدولية والأموال المقدمة من دول الاتحاد الأوربي ومن الولايات المتحدة. لكن لا يصلهم شيء كما يؤكد النازحون.

كما يجد الآلاف من النازحين الذين اضطر غالبهم لمغادرة منازلهم والنزوح من مدنهم، بناء على صفقات واتفاقيات عقدتها تركيا مع كل من روسيا وإيران، بلا مأوى ومستقبل، وأنّ حياتهم وحياة أطفالهم انتهت، وأنّ الأمل يتبدد يوما عن آخر، في ظروف قاهرة، لا عمل، ولا أمن أو أمان، فهم أمام خيار أن يتحولوا لمرتزقة، ترسلهم تركيا إلى ليبيا أو أذربيجان أو أن يموتوا قهراً وجوعاً.

 

​المصدر: مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا

بيان: الذكرى الثامنة والخمسون لانطلاقة الحزب اليساري الكردي في سوريا

أيها العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون..

أيها الوطنيون والتقدميون والديمقراطيون..

يا أبناء وبنات شعبنا الكردي العظيم..

في الخامس من شهر آب من هذا العام يكون الحزب اليساري الكردي في سوريا قد طوى /58/ عاماً من النضال الدؤوب على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، قدم خلاله كل الجهود والتضحيات من أجل انتزاع الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي، ولضمان الحياة الحرة الكريمة لكل السوريين من العرب والكرد والسريان والأرمن وغيرهم، وتحسين ظروفهم المعيشية.

وبهذه المناسبة السعيدة تتقدم اللجنة المركزية للحزب بأحر التحيات والتهاني القلبية إلى جميع مناضلي الحزب ومؤيديه وجماهيره، وإلى من وضع لبنة في صرح هذا الحزب المجيد، وإلى جميع أبناء وبنات الشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان في الوطن والمهاجر وإلى جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم، وتعاهدهم بالاستمرار في طريق النضال الثوري من أجل حرية الشعب الكردي وانتزاع حقوقه القومية والديمقراطية، وإزالة الاضطهاد القومي والاجتماعي بحقه، ومن أجل سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية يعيش شعبها بحرية وكرامة.

لقد كانت انطلاقة /5/ آب 1965م، ولادة الحزب اليساري الكردي في سوريا، حاجة موضوعية لتطوير نضال الشعب الكردي وتحقيق حريته، إذ جاءت في معمعان النضال القومي والاجتماعي رداً على الأزمة العميقة التي كان يعانيها الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا، وانسجاماً مع تطورات النضال القومي والطبقي لشعوب المنطقة والعالم، والتي كانت تستدعي وجود تيار يساري مستقل تنظيمياً وسياسياً وفكرياً، وبهذا فقد شكلت هذه الانطلاقة انعطافاً حقيقياً في نضال الشعب الكردي.

ومنذ انطلاقته فقد واصل الحزب نضاله على كافة الصعد الوطنية والقومية والاجتماعية والثقافية، وقدم التضحيات اللازمة، وهو يحتل مكانه اللائق اليوم في خضم ثورة روج آفاي كردستان وكشريك مساهم في بناء الإدارة الذاتية التي حققت الكثير من الانتصارات والمكاسب، وقدم في سبيل ذلك الكثير من الشهداء من بين صفوف مناضليه، كما يحتل مكانته اللائقة بين أطراف حركة التحرر الوطني الكردستانية، والحركة الوطنية والديمقراطية السورية.

 يا أبناء وبنات شعبنا الكردي العظيم..

تأتي هذه الذكرى في ظل أوضاع دولية تتميز بالتصعيد والتوتر، خاصة بعد استمرار الحرب الأوكرانية والتي تتجاوز الحدود الأوكرانية إلى كل أنحاء العالم كحرب عالمية ثالثة دون إعلان تشترك فيها العديد من دول العالم وتعرض السلم والأمن الدوليين لمخاطر جسيمة، وستؤدي نتائجها إلى تغييرات كبيرة في النظام الدولي بقيام تكتلات اقتصادية وعسكرية عديدة وبروز أقطاب دولية جديدة، وإنهاء نظام القطب الأوحد، ويمكن القول أيضاً بأن تصعيد التوتر في العلاقات الدولية قد أصبح سمة هذه المرحلة التي يعيشها العالم.

وبالرغم من أن التوتر يسود العديد من مناطق العالم سواء في بحر الصين الجنوبي وحتى في أوروبا، فإنه يبدو أن الشرق الأوسط لازال يشكل بؤرة التوتر الرئيسة في العالم، إذ لا تكاد دولة فيها تعيش ظروفاً طبيعية، سواء بسبب موجة الإرهاب التي تضرب المنطقة بكاملها والحروب التي تشهدها، أو بسبب الأنظمة الدكتاتورية والفاسدة التي تقمع حريات شعوبها، أو بسبب سياسات التمدد والعدوان التركية والإيرانية، وملف إيران النووي والتدخلات الدولية في شؤون المنطقة ونهب خيراتها.

بالرغم من أن الأزمة السورية قد دخلت عامها الثالث عشر، فإنها لاتزال مستمرة دون أن تلوح في الأفق أية بوادر إيجابية لحلها، وتستمر معها معاناة السوريين بين تعنت النظام ومؤيديه من الدول الخارجية، وبين ما يسمى بالمعارضة الموالية لتركيا ولجماعة الأخوان المسلمين، والمعارضة المسلحة على غرار جبهة النصرة وداعش وغيرها.

يولي الحزب الأولوية لمسألة تحرير المناطق المحتلة وبخاصة عفرين وسريكانيه وكري سبي من احتلال تركيا ومرتزقتها الذين يمارسون كل الجرائم والموبقات في المناطق المحتلة بدءاً من سياسة التغيير الديمغرافي والتهجير القسري للسكان من مناطقهم مروراً بالقتل والنهب والسلب لممتلكات المواطنين العزل، واختطاف السكان وتعذيبهم، ونعتبر الدولة التركية مسؤولة عن هذه الجرائم باعتبارها دولة الاحتلال، وكذلك ما تسمى بالمعارضة السورية التي تحولت إلى مجموعات مرتزقة تستخدمها تركيا في سياساتها الإجرامية ليس فقط في سوريا، وإنما في جميع أنحاء العالم، وليبيا وناغورني قره باغ دليلان ساطعان أمام أنظار المجتمع الدولي، وتفقد هذه المعارضة الآن كل الشرعية بممارساتها الإجرامية التي حولتها إلى أداة بيد الدولة التركية التي تستخدمها من أجل تحقيق غاياتها الدنيئة بقيادة جماعة الأخوان المسلمين العالمية، ونرى أنه إذا كان قد بقي إلى الآن وطني وديمقراطي واحد في ما يسمى بالائتلاف السوري العميل فعليه مغادرته.

ويدين الحزب السياسات العدوانية للدولة التركية على مناطق الإدارة الذاتية وحبسها لمياه نهر الفرات وقطع مياه الشرب عن الحسكة وتل تمر وأريافهما عن الملايين من المواطنين وقيامها بالقصف اليومي على هذه المناطق وبأعمال الاغتيالات الجبانة بحق قيادات الإدارة الذاتية عن طريق المسيرات، كما تدين اعتداءاتها على مناطق باشور كردستان واحتلالها لمساحات واسعة من أراضيه، وإذ يدين الحزب أيضاً صمت المجتمع الدولي عن هذه الاعتداءات الرامية إلى إعادة أمجاد السلطنة العثمانية والعثمانية الجديدة فإنه يطالب جميع الأحرار في العالم بالعمل من أجل كبح جماح تركيا أردوغان، وإرغامه على الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية، كما يدين الحزب أيضاً سياسات التوسع الإيرانية في عموم المنطقة.

بتاريخ 24/7/2023م مرت مائة عام على معاهدة لوزان المشؤومة إثر قيام الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى بتقاسم تركة الرجل المريض وما نتج عنه من احتلال لكردستان الواقعة داخل السلطنة العثمانية، وجرى بموجبه إلحاق شمال كردستان بالدولة التركية وغرب كردستان بالدولة السورية في ظل الانتداب الفرنسي، وجنوب كردستان بالعراق العربي في ظل الاحتلال البريطاني، وشرق كردستان بإيران، وقامت حكومات هذه الدول بإنكار وجود الشعب الكردي، واتخذت الإجراءات والتدابير من أجل إذابة الشعب الكردي ضمن القوميات السائدة، وقد قاوم الشعب الكردي هذا الواقع المؤلم فخاض العديد من الثورات والانتفاضات، وقدم من أجل حريته أنهار الدماء ومئات الآلاف من الشهداء.

إن الدول التي تقتسم كردستان لازالت وإلى الآن توحد جهودها وتتعاون من أجل محاربة النهوض الكردي في جميع الأجزاء، وتقوم بعقد اجتماعات مشتركة لهذا الشأن، ولهذا فإنه من الضروري بذل كل الجهود من أجل وحدة نضال الشعب الكردي، وتعاون القوى الكردستانية في كافة أجزاء كردستان، ولذلك فإننا نرى أنه من الضروري الآن وخاصة بعد مرور مائة عام على معاهدة لوزان الإجرامية العمل من أجل عقد مؤتمر قومي كردي بهدف التوصل إلى استراتيجية قومية موحدة وبناء مرجعية كردية، والتغلب على العقبات التي صادفت هذا العمل في الفترات السابقة.

وفي هذه الظروف والمرحلة من الأزمة السورية يشدد محور أستانا من مواقفه المعادية للإدارة الذاتية ولقوات سوريا الديمقراطية، وكان اجتماعه رقم /20/ الذي تمخضت عنه عدة مواقف دليلاً ساطعاً على ذلك، إذ وصف الاجتماع الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بالانفصالية والإرهابية، وهو موقف غير مسبوق من روسيا الاتحادية التي كانت تتحاور مع الإدارة الذاتية وتستقبل وفودها، وتتوسط بينها وبين النظام السوري من أجل التحاور، ولذلك فإننا نطالب القيادة الروسية بمراجعة موقفها والعودة إلى الحوار مع الإدارة الذاتية.

بعد الانتخابات الأخيرة في تركيا وفوز أردوغان وحزبه فيها، يبدو أن هناك استدارة في الموقف التركي نحو تحسين علاقاته مع الناتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. إن أردوغان كشخص براغماتي يتميز بهذه الاستدارات وحتى في الانقلاب على رفاقه في الحزب، وقد نحتاج إلى بعض الوقت لمعرفة حقيقة هذه الاستدارة، إلا أن الوقائع تشير إلى أن أردوغان اضطر إليها بسبب وضع تركيا الاقتصادي المنهار، وإلى فشل معظم سياساته السابقة.

يرى الحزب أن الأزمة السورية قد خرجت من الإطار الداخلي السوري إلى الإطارين الإقليمي والدولي، وأن ما يجري في سوريا هو أشبه بحرب عالمية ثالثة بالنظر إلى عدد الدول المتدخلة فيها عسكرياً وسياسياً وهذا ما يعقدها أكثر فأكثر بالنظر إلى الخلافات والصراعات بين تلك الدول المتدخلة وأهدافها، وعليه فإننا نطالب كل السوريين على اختلاف انتماءاتهم بالعودة إلى الأساس، إلى العامل السوري الذي اغتصبه الغير، لأن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل الذي ينبع من حوار السوريين أنفسهم بشكل حر ودون تدخلات خارجية.

إن بناء الإدارة الذاتية وتحرير مناطق روج آفاي كردستان – شمال وشرق سوريا من قبل قوات سوريا الديمقراطية، ووحدات حماية الشعب والمرأة وبدماء آلاف الشهداء، يعتبر انجازاً تاريخياً كبيراً لثورة روج آفاي كردستان يجب حمايته بكل قوة من كافة الجهات المعادية الداخلية والخارجية، كما يجب تطوير هذه الإدارة باستمرار وتخليصها من الأخطاء والنواقص، وفي المرحلة الحالية يجب تعميق هذه التجربة الديمقراطية من كافة النواحي السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وتحسين الوضع المعيشي لجماهير الشعب والاهتمام بالزراعة وتطويرها والعمل على تحسين الخدمات من الماء والكهرباء والخبز والطرق، وتطوير التعليم والصحة والتصدي لكافة أشكال الفساد، والعمل من أجل تطوير القطاعات الإنتاجية وعدالة توزيع الثروة.

يناضل الحزب اليساري الكردي في سوريا من أجل الدفاع عن لقمة الشعب وتحسين مستواه المعيشي، ومن أجل عدالة توزيع الثروة ومحاربة الفساد والقطط السمان، كما يناضل من أجل دعم القطاع الزراعي وجميع القطاعات الإنتاجية، ومن أجل توفير مستلزمات الإنتاج من مازوت وأسمدة ومبيدات حشرية بأسعار مناسبة، ومن أجل تحسين الخدمات المقدمة للشعب من الماء والكهرباء ورغيف الخبز، والعمل السريع من تأمين المياه لمدينتي الحسكة وتل تمر وأريافهما، ويناضل الحزب من أجل محاربة الغلاء والاحتكار وربط الأجور بالأسعار وضبط الأسعار والعمل من أجل إيقاف الهجرة.

يرى حزبنا أن وحدة الصف الكردي مهمة رئيسية، وهدف يجب العمل بجدية على بلوغه، باعتبار أن قوة الكرد في وحدتهم، هذه الوحدة التي كانت على الدوام مستهدفة من قبل غاصبي كردستان، وفي نفس الوقت فإن وحدة مكونات شمال وشرق سوريا من الكرد والعرب والسريان وغيرهم مهمة رئيسية وهدف يجب العمل بجدية على بلوغه، وليس هناك أي تناقض بين الهدفين، وإنما تربطهما علاقة ديالكتيكية، وتكمل إحداهما الأخرى.

ويساند حزبنا نضال الشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان، ويدعو إلى توحيد نضاله وحل الخلافات بين أطراف حركته التحررية عبر الحوار السلمي الديمقراطي، وعدم الاعتماد على الأنظمة الغاصبة لكردستان.

يولي الحزب أهمية كبرى لدور الشباب والمرأة، ويعتبر ذلك من أولوياته، خاصة في ظروف ثورة روج آفاي كردستان، حيث يلعب فيها الشباب والمرأة دوراً رئيسياً.

في الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقته يجدد الحزب اليساري الكردي في سوريا نضاله على كافة المستويات الفكرية والسياسية والتنظيمية، من خلال مراجعة شاملة ومسؤولة لكل خططه وبرامجه وسياساته بهدف تفعيل جميع هيئات الحزب، فهو كحزب يهتدي بالنظرية الماركسية اللينينية ومنهجها المادي الديالكتيكي يجب أن يتابع عملية التجديد الفكري التي يجب أن لا تتوقف والتي يجب أن تستفيد من آخر منجزات الثورة العلمية ومن كل ما هو تقدمي وإيجابي وقيّم في تراث شعبنا الكردي وبضمنه تطوير إعلام الحزب ليستطيع مواكبة التطورات الجارية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، ويولي الحزب الأهمية الكبرى إلى تنظيم الحزب وتطويره وبناء مؤسساته، وتنفيذ شعار المؤتمر الخامس عشر للحزب نحو (حماية الحزب وتجديده وتطويره).

عاشت الذكرى الثامنة والخمسون لانطلاقة الحزب اليساري الكردي في سوريا

المجد والخلود لجميع شهداء الحرية وشهداء الحزب

عاش نضال حزبنا المجيد

4 آب 2023م

اللجنة المركزية للحزب اليساري الكردي في سوريا   

 

بدران جيا كرد يعلق على تصريح للخارجية الأمريكية حول عفرين “موقف سياسي وغير عادل”

قال بدران جيا كرد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إن التصريح الاخير الصادر على لسان الخارجية الامريكية القائل بأن عملية ترحيل اللاجئين الى المنطقة لا تشكل تغييراً ديموغرافيا في عفرين غير صحيح.

وأضاف في تغريدة عبر منصة “إكس” إنه “موقف سياسي وغير عادل ومناقِض للواقع   ويُساهِم في خلق المزيد من تعقيد الاوضاع في تناغم واضح مع المطالب التركية”.

https://twitter.com/BedranCiyakurd/status/1687364946005241856?t=_syZQeNQgSEMAAFQP6fm6w&s=19

 

 

وقال جيا كرد “الجميع يتذكر واقعة رفع الرئيس التركي رجب طيب ‎اردوغان، في إجتماع الجمعية العامة ‎للأمم المتحدة، خريطة أظهرت المناطق التي يراد اجبار ثلاثة ملايين سوري على الترحيل إليها”.

وتابع “كان الهدف الأساسي من تلك الخطة هو القضاء على الوجود ‎الكردي عبر  تنفيذ عملية تغيير ديموغرافي شاملة للمنطقة .وفي المرحلة الأخيرة يتحدث أردوغان عن إعادة مليون سوري مقيم في تركيا الى المناطق التي تحتلها  تركيا ومنها منطقة ‎عفرين، لاستكمال ما بدأت به تركيا منذ بداية احتلالها لمنطقة عفرين، حيث تم إنشاء العشرات من المستوطنات على أملاك المواطنين هناك. وثمة  دراسات وأبحاث ووثائق دامغة لدينا ولدى المنظمات الحقوقية تؤكد إجراء عمليات التغيير الديموغرافي  بهدف تغيير هوية المنطقة القومية والثقافية التاريخية الاصيلة”.

وقال جيا كرد “إننا في الوقت الذي نؤكد فيه على ضرورة العودة الآمنة والكريمة لجميع السوريين الى مناطقهم الاصلية التي هُجِروا منها طيلة أكثر من عشر سنوات، فأننا نعتبر ما تُمارسه تركيا اليوم بحق السوريين من خلال تهجيرهم قسراً، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ، ولحقوق اللاجئين”.

ودعا جيا كرد إلى “إتخاذ موقف رادع تجاه المماراسات التركية هذه، وإيقاف عمليات التغيير الديموغرافي في عفرين ، وكذلك وضع حد للقصف المستمر الذي تقوم به المُسيرات  التركية على المناطق الآمنة، وهو ما يتسبب في اشاعة حالة من اللااستقرار ، ودفع المدنيين الى ترك مناطقهم والهجرة الى الخارج”.

 

قوات الجيش الوطني تعتقل شقيقتين اثنتين شمال محافظة حلب

الشقيقتان هيفين ومريم يوسف جمعة، من أبناء قرية علكة التابعة لمدينة عفرين شمال غرب محافظة حلب، تبلغان من العمر 16-24 (حسب الترتيب)، اعتقلتهما عناصر تابعة لقوات الجيش الوطني في 1-8-2023، في مدينة عفرين، واقتادتهما إلى جهةٍ مجهولةٍ.

تُشير الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنه تمّت مُصادرة هاتفهما ومنعهما من التواصل مع ذويهما، ونخشى أن تتعرّضا لعمليات تعذيب، وأن تصبحا في عداد المُختفين قسرياً كحال 85% من مُجمل المعتقلين.
تطالب الشبكة السورية لحقوق الإنسان بتعويض الضحايا وذويهم مادياً ومعنوياً، وإيقاف كافة عمليات الاحتجاز التعسفية التي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع، وابتزاز الأهالي، كما نطالب بالكشف عن مصير الآلاف من المُختفين قسرياً لدى جميع فصائل المعارضة/ قوات الجيش الوطني.

المصدر: الشبكة السورية لحقوق الإنسان

الروائية ” گەلاوێژ” تثري مكتبة الأوقاف في السليمانية بمجوعة من الكتب

د. ژینۆ عبد الله

تزامنا مع الذكرى السنوية  لتأسيس ويب سايت الروائية گەلاوێژ galawzh.com ،وضمن إحتفالية في مكتبة أوقاف السليمانية، أهدت الروائية ” گەلاوێژ ” مكتبة تتضمن مجموعة من المصادرالثقافية لمكتبة الأوقاف في المدينة ، مع افتتاح مكتبة خاصة بالروائية گەلاوێژ .

وتم ذلك بحضور شاناز ابراهيم احمد  سيدة العراق الأولى، و هەتاو إبراهيم أحمد و ليلوز إبراهيم أحمد وپروين بابكر عضو المجلس القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، وكافية سليمان رئيسة اتحاد نساء كردستان، ومجموعة من الشخصيات والأدباء والمثقفين.

ومن جانبه، أشار د.ژینۆ عبد الله من ويب سايت گە لاوێژ galawzh.com   إلى أن هذه الإحتفالية هي لإثراء المصادر في مكتبة الأوقاف التي تزامنت مع تأسيس ويب سايت گە لاوێژ .

وفي المقابل بين أ.د. ظاهر لطيف كريم في ويب سايت گە لاوێژ galawzh.com  أهمية ثقافة القراءة كثروة وطنية تلقي الضوء على النتاجات الأدبية للروائية گە لاوێژ .

وفي ختام الإحتفالية دونت شانازابراهيم أحمد سيدة العراق الأولى التهنئة والملاحظات  للمكتبة في سجل الزيارات.

يشار إلى أن مكتبة الأوقاف في السليمانية، هي أول مكتبة في  إقليم كردستان وثاني مكتبة في العراق بعد مكتبة بغداد المركزية، حيث تملك 3800  مخطوطة وأكثر من 30 ألف كتاب باللغة الكردية والعربية و 3 آلاف مصدر باللغة التركية والعثمانية والفارسية .

المصدر: المسرى