8 قتلى وعشرات الانتهاكات.. اتحاد الإعلام الحر يصدر تقريره السنوي الخاص بعام 2024
أصدر اتحاد الإعلام الحر في سوريا، الخميس، تقريره السنوي الخاص بتوثيق الانتهاكات التي تطال الصحفيين في كل عام حيث بلغ عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم خلال العام 2024 ثمانية صحفيين
وعشرات الانتهاكات الأخرى من (اعتقال – وتهديد – ومصادرة ممتلكات – ومصادرة معدات العمل) وغيرها.
وأعلن التقرير بشكل موثق فقدان ثمانية صحفيين لحياتهم خلال العام 2024 بعد التوثيق وتم التأكد من هوياتهم وكيفية استهدافهم وكان غالبية القتلى الصحفيين قد قُتلوا في مناطق سيطرة النظام السوري المخلوع (نظام بشار الأسد)، في حين أن اثنين منهما فقدا حياتهما بقصف تركي في مدينة كوباني شمالي سوريا.
كما تطرق التقرير إلى حالات الاعتقال التي طالت عدد من الصحفيين وبعض المضايقات والتهديدات التي طالت صحفيين وصحفيات أيضاً لإعاقة عملهم الإعلامي.
وتحدث عن عمل لجنة تقصي الحقائق التي أصدرت نتائجها العام الفائت والتي عملت على كشف أسباب وكيفة استهداف تركيا لصحفيين في شمال وشرقي سوريا أثناء تغطيتهم الإعلامية.
وخلُص التقرير في نهايته باستنتاجات عدة ومن ثم خرج بمجموعة من التوصيات للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية من أجل الدفاع عن الصحفيين وتخليصهم من الانتهاكات التي يتعرضون لها بشكل أصبح شبه اعتيادي.
فيما يلي النص الكامل للتقرير:
يصدر اتحاد الإعلام الحر في سوريا في كل عام تقريراً يتضمن حصيلة الانتهاكات ضد الصحفيين من قتلى وجرحى ومن حالات اعتقال ومضايقات وغيرها من الانتهاكات حيث سقط هذا العام (2024) مالا يقل عن ثمانية صحفيين قتلى واعتقال مالا يقل عن ستة صحفيين ناهيك عن حالات التهديد ومنع العمل والمضايقات الأخرى وغالبيتها في مناطق النظام السابق المخلوع (نظام بشار الأسد).
وإذا ما قسنا حجم الانتهاكات في العام 2024 بالعام الذي سبقه نجد أنها ازدادت عن العام الفائت وخصوصاً حالات قتل الصحفيين.
كما نود أن ننوه بأن سوريا كانت خلال العام 2024 مقسمة إلى ثلاثة أقسام حسب الجهة المسيطرة ولكل منطقة انتهاكاتها الخاصة بها بحق الصحفيين وهي: مناطق حكومة النظام السوري السابق (نظام بشار الأسد) ومناطق كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة الموالية لتركيا ومناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا.
حصيلة الصحفيين القتلى:
قُتل ثمانية صحفيين خلال العام 2024 بعد التوثيق والتأكد من هوياتهم وكيفية استهدافهم وكان غالبية القتلى الصحفيين قد قُتلوا في مناطق سيطرة النظام السوري المخلوع (نظام بشار الأسد)، في حين أن اثنين منهما فقدا حياتهما بقصف تركي في مدينة كوباني شمالي سوريا.
-ففي تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير من بداية العام 2024 عُثر على جثة الصحفي السبعيني محيي الدين عزيز الحسن مقتولاً خنقاً في منزله بمدينة حمص وسط سوريا، وفقاً لمصادر محلية من المدينة.
-كما قُتلت الصحفية السورية صفاء أحمد، في اليوم الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، حياتها بغارة جوية إسرائيلية استهدفت موقعاً بحي المزة وسط العاصمة السورية دمشق.
-وفي بداية كانون الأول/ ديسمبر الفائت قُتل ثلاثة صحفيين سوريين جراء استهدافهم من قبل قوات نظام بشار الأسد.
حيث أدى قصف جوي على المستشفى الجامعي بمدينة حلب نفذته طائرات حربية تابعة لنظام بشار الأسد، إلى مقتل الصحفيان أحمد العمر وعلاء الأبرش، خلال تغطية التطورات في المدينة أثناء معارك واشتباكات بين هيئة تحرير الشام والنظام المخلوع.
كما قُتل الإعلامي مصطفى الساروت ببداية كانون الأول أيضاً في حي الأشرفية بحلب بعد أن تعرّضت سيارته لإطلاق نار من قوات الأمن.
وفي الخامس من كانون الأول/ ديسمبر، قتل المصور الصحفي السوري أنس الخربوطلي الذي يعمل لصالح وكالة الصحافة الألمانية “د ب أ”، جراء المعارك والاشتباكات المحتدمة قرب مدينة حماة بين قوات النظام السابق من جهة وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى.
وبتاريخ التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر، فقد الصحفيان ناظم داشتان وجيهان بلكين حياتهما، بقصف مسيرة تركية جنوبي كوباني، استهدفتهما بشكل مباشر ومقصود، كما أُصيب سائق السيارة الذي كان برفقتهما في ذات القصف وهو عزيز حج بوظان بجروح خطيرة، وقامت السلطات التركية كذلك بمنع إدخال جثماني الصحفيين التركيين داشتان وبلكين إلى أهلهم وذويهم في تركيا ليتم بعدها دفنهما في مدينة قامشلو شمال شرقي سوريا.
اعتداءات ضد صحفيين بالقصف والضرب:
تعرض بعض الصحفيين لاعتداءات واستهدافات متنوعة أيضاً في عدد من المناطق في سوريا لم تؤدي إلى قتلهم ولكنها أدت إلى ترويعهم وتخويفهم مما تسبب بعرقلة عملهم الصحفي.
ففي الـ24 من تشرين الأول/ أكتوبر استهدفت المسيرات وسلاح الجو التركي، صحفيين في مدينة عامودا غرب القامشلي كانوا يغطون قصفاً تركيا على إحدى محطات توزيع الكهرباء في ذات المدينة مما أدى لإصابة بعضهم وتخويفهم للهروب من التغطية.
والصحفيون المستهدفون هم: جميل عمر من راديو أوركيش، وسيماف محمد من وكالة هاوار، وأوصمان بولوت وفواز محمد وجوانا جمعة من فضائية روناهي.
وبتاريخ 12 آذار/ مارس تعرض الناشط الإعلامي جلال التلاوي، للاعتداء من قبل عنصرين من مجموعة مسلحة تدعى “أحرار عولان” الموالية لهيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً”، بعد أن اعترضوا طريقه مع عائلته في مدينة الباب شمال شرق حلب، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها.
كما ادعى عدد من الصحفيين ومنهم الصحفي كمال شيخو تعرضه للضرب في مناطق الإدارة الذاتية بمدينة الحسكة بالتحديد، وبعد التواصل مع الجهات المعنية أنكرت الجهة التي اتهمها شيخو بالضرب حصول هذا الفعل.
وتعرضت الصحفية جوانا جمعة لموجة من التهديدات عبر منصات التواصل الاجتماعي وتم تهديدها بالتصفية والقتل عبر منشورات تداولتها صفحات تركية وصفحات موالية لسياستها.
كما تلقت تهديدات مماثلة كل من الصحفية سيلفا الابراهيم وزينب خليف الطريف الأولى من صفحات موالية لتركيا والثانية قالت بأن التهديدات وردتها من خلايا تتبع لتنظيم داعش وجميع التهديدات التي وردتهما عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
اعتقال صحفيين
لم تقتصر أمور الانتهاكات ضد الصحفيين على القتل والاستهدافات المباشرة والغير مباشرة أو الاعتداء بالضرب عليهم فحسب بل كانت هناك العديد من حالات الاعتقال لبعضهم فقط لتغطيتهم للأحداث الجارية على الأرض السورية ومحاولتهم نقل الواقع كما هو.
فقد اعتقلت هيئة تحرير الشام يوم 15 تشرين الأول/ أكتوبر الناشط الإعلامي عبد العزيز الحصي في مدينة إدلب.
واعتقل النظام السوري المخلوع، بتاريخ 19 أيلول/ سبتمبر من العام الفائت 2024، الصحفي وعضو مجلس مدينة حمص وحيد يزبك وذلك على خلفية كشفه لوثائق تثبت عمليات التزوير في الانتخابات البرلمانية الفائتة.
وبتاريخ 28 آب/ أغسطس الفائت اعتقل أحد الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة في شمالي سوريا بريف حلب المصور الصحفي بكر القاسم وسلمته إلى الاستخبارات التركية وسط مخاوف على مصيره.
وبتاريخ 27 فبراير/ شباط اعتقلت الأجهزة الأمنية في حكومة دمشق الصحفي السوري محمود إبراهيم أثناء استدعائه إلى قصر العدل في مدينة طرطوس الساحلية بعد ملاحقته لعدة شهور بسبب تأييده للاحتجاجات المستمرة في السويداء منذ أكثر من ستة أشهر على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
تهجير ومصادرة ممتلكات لصحفيين
تعرض عدد من الصحفيين في منطقة الشهباء بريف حلب إلى التهجير ومصادرة ممتلكاتهم بعد سيطرة فصائل موالية لتركيا على بلدات وقرى تلك المنطقة إثر سقوط نظام بشار الأسد بداية كانون الأول/ ديسمبر، وكان منهم كل من الصحفي ادريس حنان وفريدة حمكة وروكان علوطو وجميعهم يعملون في وكالة فرات للأنباء، بالإضافة إلى فريدة زادة والتي تعمل في شركة نفل للإنتاج الإعلامي، وزكريا شيخو في فضائية روناهي، وغيرهم من العاملين في مجال الإعلام سواء بالمونتاج أو التصوير أو غيرها من الوظائف داخل المؤسسات الإعلامية.
كما تستمر عشرات الحالات الأخرى من التهجير ومصادرة الممتلكات في كل من مدينة عفرين وتل أبيض وسري كانيه منذ أكثر من خمسة أعوام.
لجنة لتقصي حقائق انتهاكات ضد الصحفيين بشمال شرقي سوريا تكشف نتائج عملها:
كشف اتحاد الإعلام الحر ومنظمة حقوق الإنسان في مقاطعة الجزيرة، في اليوم الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، نتائج لجنة تقصي الحقائق حول استهداف صحفيين في مناطق شمال شرقي سوريا، وجاء هذا التقرير بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
وكشف تقرير اللجنة أمام مؤتمر صحفي غطته العديد من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية من المتواجدة في المنطقة، والذي أُعلن في حديقة القراءة بمدينة القامشلي.
انتهاكات وتهديدات ضد سكان سوريين باسم الصحافة
انتهك عدد من الأشخاص ممن يرتدون سترات صحفية أثناء المعارك بين النظام السوري السابق وهيئة تحرير الشام وبعد سيطرة الأخيرة على مناطق سيطرة الأولى انتُهكت حقوق عدد من السكان المدنيين من خلال الضرب المباشر كما فعل أحد الصحفيين ضد سكان في حلب أو تهديدات قام بها أحد الناشطين الصحفيين وممن يرتدون سترات صحفية بتهديد مكونات معينة مما أثار موجة من الاستهجان ضده كون ذلك يثير النعرات الطائفية والقومية والمذهبية.
ونلاحظ قبل أن ننهي هذا التقرير ومع مطلع العام 2025 ازدادت الانتهاكات بحق الصحفيين وخاصةً في شمالي سوريا، حيث أُصيب أربعة صحفيين/ات بقصف تركي أثناء عملهم الإعلامي في منطقة سد تشرين وهم: ليلى عبدي ودجوار علي شير هيفدا هبون ومهند إبراهيم.
استنتاجات التقرير
استنتج التقرير استناداً إلى ما سجله خلال عام 2024 أن هناك أطراف من القوى المسيطرة على بعض المناطق، انتهكت العديد من قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها، وبشكل خاص حرية الرأي والتعبير، مثل المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة (19-2) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
كما انتهكت العديد من قواعد وقوانين القانون الدولي والإنساني، وفي مقدمتها القاعدة 34 من القانون العرفي التي توجب احترام وحماية الصحفيين في مناطق النزاع ما داموا لا يقومون بجهود مباشرة في الأعمال العدائية.
التوصيات
في نهاية التقرير قدّمَ اتحاد الإعلام الحرّ مجموعة من التوصيات التي من شأنها أن تساعد الصحفيين/ات على النهوض بالإعلام ونقل الواقع كما هو ومحاولة تخليصهم من العوائق والمصاعب التي تواجههم ومن هذه التوصيات:
-على كافة أطراف النزاع في سوريا بالإفراج الفوري عن الصحفيين/ات والعاملين/ات في مجال الإعلام والمعتقلين/ات تعسفياً.
– كشف مصير المختفين/ات قسرياً بمن فيهم الصحفي فرهاد حمو الذي اخُتطف بتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر من عام2014 على طريق قامشلو – تل كوجر من قبل “داعش”، والسماح بدخول كافة وسائل الإعلام والتوقف عن التحكم بعمل الصحفيين/ات وفقاً لمدى موالاتهم للجهة المسيطرة.
– إبطال جميع “القوانين الأمنية” التي تقمع حرية الرأي والتعبير على كافة الجغرافية السورية.
– عدم تسخير الإعلام لخدمة القوى المسيطرة وتبرير انتهاكاتها، وتزييف الحقيقة.
-تطبيق المادة “19” من الإعلان العالمي لحقوق الانسان، التي تنصّ أنَّه “لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار، وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت، دون تقيّد بالحدود والجغرافيا”.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، بلغ عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في سوريا نحو 766 صحفياً وناشطاً إعلامياً أو عاملاً بهذا المجال، نتيجة الصراع الحاصل على الأرض في سوريا منذ اندلاع الأزمة وحتى تاريخ اليوم، كما أنّه بلغ عدد المعتقلين بالعشرات، ناهيك عن المفقودين والمختطفين.
اتحاد الإعلام الحر 30 -1-2025
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=61444