………………………………………………………
صوت 321 نائباً من الكونغرس الأمريكي، ضد 103 نائبا. على عرض النائب الجمهوري المحافظ (مات غايتس) والذي طلب فيه من الرئيس (جو بايدن) سحب القوات الأميركية المنتشرة في سوريا خلال 6 أشهر. وعلى الأغلب أن زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي للمنطقة في (البعد الداخلي) كان رد عسكري- سياسي على الطلب، ودعم للنواب الذين رفضوها.
النائب من المقربين للرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) والذين كانوا وراء إقناعه بسحب القوات الأمريكية من سوريا، تحت تأثير اللوبي التركي. العملية التي أدت إلى احتلال تركيا لمنطقة سري كانيه وكري سبي، ويدفع الأمريكيون ضريبتها اليوم، من خلال ظهور المنافس الروسي لهم في المنطقة، وزيادة مراكز النظام، وصعود نشاط الخلايا النائمة لداعش والمليشيات الإيرانية في المنطقة.
د. محمود عباس
……………………………….

طبعاً اللوبي التركي يعتبر أحد أهم اللوبيات في أمريكا ورغم ذلك هو غير قادر أن يميل كفة القوة والميزان لصالح تركيا، كما كان الأمر في عهد ترامب القذر والذي كان يربطه علاقات شراكة اقتصادية من خلال الأصهر؛ بين صهره وصهر أردوغان بحيث كان أردوغان يملي عليه ما يريده، بل كان المهرج ترامب يرفع سماعة التلفون، حتى وهو في الحمام، إن كان المتصل أردوغان ولكن ورغم ذلك فقد أوقفه الكونغرس الأمريكي وإلا كان أمر بإخراج كل القوات الأمريكية من المنطقة وسلم كل مناطق الإدارة الذاتية لتركيا وربما يكون عدم نجاحه في منافسته أمام بايدن هو فاتورة الحساب التي دفعه العررررص ابن العر.ص ترامب وأعذروني على استخدام تلك اللغة، فإن كان هناك من هو أكثر قذارة وأكثر من أضر بالقضية الكردية، من أردوغان نفسه، فهو ترامب الkلب.

ولذلك يمكن القول؛ بأن الشعب الأمريكي وعبر ممثليه في الكونغرس لم ينسى تضحيات شعبنا؛ بدليل إنه يقف مع إرادة شعبنا وذلك بالرغم من كل المصالح الأمريكية مع تركيا والتي راهن عليها الكثير -ومنهم بعض الكرد السفلة- بأن “أمريكا سوف لن تترك تركيا لأجل الأكراد” ولكن وجدنا بأن الأمريكان خذلوا أردوغان وحكومة العدالة في الكثير من المواقف والمحطات وذلك بالرغم من كل المصالح التي تربط البلدين وكذلك بالرغم من ضغط اللوبي التركي في أمريكا، بل وبالرغم من تهديدات تركيا بالانتقال للحلف الروسي الإيراني، لكن ورغم كل ذلك بقيت أمريكا على موقفها الداعمة للكرد وهذا ما يؤكد قراءتنا؛ بأن أمريكا تلعب دور إنكلترا والتي دعمت للعرب في حروبهم الاستقلالية، وها هي أمريكا تلعب الدور نفسه مع الكرد بعد قرن كامل، وبالتأكيد ليس لأجل خاطر عيوننا، بل لها مصالحها الإستراتيجية في ذلك وقد أشرت له سابقًا في عدد من المقالات.

حيث هناك أولاً الواقع المجتمعي الكردي الغير متطرف دينيًا وقد لمسوا ذلك من خلال المشاركة القوية للمرأة الكردية في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والعسكرية ولذلك نرفض مشاريع بعض الجهات والمنظمات لدعشنة المجتمع الكردي وليس لأسلمته، كما نقع في خطأ الاصطلاح أحيانًا حيث مجتمعاتنا هي بالأساس ذات ثقافة إسلامية ولا يحتاج لأحد لأسلمته. كما أن للغرب الأوروبي المسيحي وأمريكا مصلحتها أن لا تتشكل كتلة سياسية لما يمكن أن يكون تزاوج بين القومية العنصرية والإسلاموية المتشددة تحت قيادة الإخوان والمتمثلة في حكومة العدالة والتنمية وأردوغان ولذلك دعم الكرد في هذه المناطق وحتى داخل تركيا لأجل خلخلتها هي من مصلحتهم ومصلحتنا بطبيعة الحال.

وبالتالي على القوى والأطراف الكردستانية أن لا تفوت هذه الفرصة وتوحد جهودها على مشروع سياسي يتوافق مع الرؤية الغربية والتنسيق مع قيادة قوات التحالف الدولي والكف عن المهاترات الداخلية حيث تفويت هذه الفرصة التاريخية سيعني ضياع الحقوق ربما لقرن آخر .. نعم هذا القرن سيكون قرنًا كردياً إذا عرفنا أن نلعب السياسة بشكل صحيح وعلى أصولها!

​ 

بير رستم

شارك هذه المقالة على المنصات التالية