تقرير: عفرين تحت الاحتلال (202).. استيلاء على ممتلكات وسرقة الآثار وتجدد الاعتقالات
أصدر المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) فرع عفرين تقريره عفرين تحت الاحتلال (202) الذي يوثق الانتهاكات التي ارتكبتها فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا في المنطقة.
ننشر النص الكامل للتقرير:
تستمر الانتهاكات بحق أهالي بلدة شيه/شيخ الحديد وقرى تابعة لها الواقعة تحت سيطرة ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” ومتزعمها المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة”، بل وتتجدد، بعد أن بقي “الجاسم” في موقعه بحماية الاستخبارات التركية بعكس القرار الذي صدر بنفيه من قبل “لجنة شرعية”؛ إذ تعرّض العشرات منهم خلال أشهر لحالات اختطاف على أيدي “العمشات” وفرض فدى مالية كبيرة لقاء تركهم أو لاعتقالات تعسفية لدى الاستخبارات التركية و”الشرطة العسكرية” التي تأسست في البلدة بعد ذاك القرار مع السجن وفرض غرامات مالية وإن اعتقلوا في مرّات سابقة، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة أو لـ”تسوية أوضاع” العائدين، ترافقاً بالإهانات والتعذيب وترهيب الضحايا وذويهم بعدم التحدث عمّا يتعرضون له، لدرجة أننا نحصل على الأخبار بصعوبة، لاسيما وأنّ الضحايا يمتنعون عن التواصل مع الخارج ولا يرغبون بنشر الانتهاكات التي تطالهم خشية التعرّض لعقوباتٍ أشد، خاصةً بعد أن جاءت “تحقيقات وزيارات” ما تسمى بـ”لجنة رد الحقوق المشتركة” بنتائج عكسية على الأهالي.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “زيتوناكه- Zêtûnakê“:
تتبع ناحية شرّا/شرّان وتبعد عن مركزها بـ/18/ كم، مؤلفة من حوالي /70/ منزلاً، وكان فيها حوالي /500/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /35 عائلة= 125 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /30 عائلة = 175 نسمة/ من المستقدمين فيها وحوالي /35 عائلة= 200 نسمة/ من المستقدمين مربي الأغنام في خيم نُصبت ضمن قلعة نبي هوري المجاورة للقرية.
ونتيجة قصف القرية أثناء الحرب، تهدّم منزل المواطن “خليل أحمد هورو” وتضرر عدد من المنازل بشكلٍ جزئي، ونفق أكثر من عشرة أغنام وبقرتين، وبتاريخ 4/2/2022م استشهد المسن “أحمد محمد هورو /77/ عاماً”.
تُسيطر على القرية ميليشيات “جيش النخبة” التي يتزعمها المدعو “معتز رسلان”، وتتخذ من منزل “فائق حج أحمد زاده” مقرّاً عسكرياً، وقد سرقت بُعيد اجتياحها قسم من محتويات منازل العائدين وعفشت حوالي /35/ منزلاً مستولى عليها بالكامل بالإضافة إلى قلع أبواب ونوافذ بعضها، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات كهربائية وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وغيرها؛ وسرقت أيضاً جرار زراعي وسيارة بك آب لـ”شيخو فائق”، وجرار لـ”بشير قره محمد”، وشاحنة صغيرة سوزوكي لـ”رشيد هورو”، وجرار استعاده صاحبه بعد دفع إتاوة مالية، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) لـ”حجي منان فائق زاده”، وحوالي /10/ دراجات نارية، وحوالي /20/ مجموعة توليد كهربائية خاصة بالمنازل والآبار الارتوازية، ومحتويات مسجدي القرية والقلعة، اللذين أعيدا تجهيزهما فيما بَعد، وكامل آلات معصرة الزيتون لـ”منان فائق زاده” وتحويل مبناها إلى اسطبل للمواشي، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة، وعدادات مياه الشرب من المنازل والأنابيب الرئيسية لشبكته، ومحتويات محطتي ضخ مياه الشرب وتخريب مبنييهما والأنابيب الرئيسية المؤدية إلى /16/ قرية كانت تغذيها قبل الاحتلال.
واستولت على حوالي /6/ آلاف شجرة زيتون مع كرومٍ للعنب، منها لعوائل “قرمزه، موسى، قره محمد، حسيك، شاشك، حنان إيبو، فائق حج أحمد زاده، زكريا خليل، سليمان خليل، إسماعيل شيخو” الغائبة، وعلى مسمكة كبيرة عائدة لـ”منان فائق زاده”، بالإضافة إلى فرض إتاوة /50%/ على انتاج مواسم الغائبين الموكِّلين و /10%/ على مواسم المتواجدين؛ وكذلك الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية.
وقامت بحفر واسع في موقع النبعة شرقي القلعة- السياحي الشعبي- وقطعت معظم الأشجار فيه، بغية إنشاء حوض لتربية الأسماك ترافقاً بالبحث عن الآثار وسرقتها، دون استكمال المشروع، لاسيما وأنّ المدعوان “معتز رسلان و أحمد الجمعة”- متزعمي “جيش النخبة” وتحت أعين الاستخبارات التركية قاما بتجريف وحفر كامل موقع قلعة نبي هوري ومقامه/مزار المدفن الهرمي الروماني- تحدثنا عنه في تقارير سابقة- بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها، حيث أكّد مصدر محلي على أن الحفر وصل لعمق /2-3/ م وأدى إلى قلع حوالي ألف شجرة زيتون وتخريب حوالي /20/ هكتاراً من الأراضي الزراعية عائدة لأهالي القرية.
هذا، وتعرّض المتبقون من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقالات تعسفية وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره.
يُذكر أن أحد متزعمي “جيش النخبة” المدعو “عبد الكريم يونس” تونسي الجنسية وداعشي سابق، قد تزوج فتاةً من القرية وبنى فيها فيلا للسكن فيه بعد أن طلّق زوجتيه السابقتين.
= اختطاف واعتقالات تعسفية:
بتاريخ 26/5/2022م، اختطف المواطن “محمد حميد حمو /55/ عاماً” من أهالي قرية “كورزيليه”- شيروا، من قبل مجموعة مسلّحة غير معروفة، ولا يزال مجهول المصير.
واعتقلت سلطات الاحتلال:
– بتاريخ 8/3/2022م، المواطن “عبد الرحمن كل أحمد /33/ عاماً” من أهالي قرية “بابليت” والذي كان يعمل حلاقاً في مدينة عفرين، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، وأفرجت عنه بتاريخ 8/6/2022م بعد فرض غرامة مالية عليه.
– بتاريخ 31/5/2022م، المواطنين “حسن حاج حنان بن محمد /30/ عاماً، فريد عبد القادر بن شمس الدين /33/ عاماً، عمر طاطوز بن محمد /32/ عاماً” من أهالي قرية “كفردلِه تحتاني”، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، واقتيدوا إلى جنديرس، علماً أنهم اعتقلوا سابقاً، وهناك قائمة باعتقال آخرين من ذات القرية.
– منذ عشرة أيام، المواطن “دلو عادل عربو /30/ عاماً” من أهالي قرية “جلمة”- جنديرس، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– بتاريخ 3/6/2022م، المواطنة “نسرين محمد وقاص /30/ عاماً” من أهالي بلدة “كاخري”- مابتا/معبطلي، وذلك لاستكمال باقي مدة عقوبة السجن الجائر المفروضة عليها بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، بعد الافراج عنها في وقتٍ سابق بكفالةٍ مالية إثر اعتقالها بتاريخ 30/12/2021م، والتي اعتقلت في مرّةٍ سابقة بتاريخ 21/9/2021م وأفرج عنها بعد مدة.
– بتاريخ 7/6/2022م، المواطن “أمين منان منان /53/ عاماً” من أهالي قرية “كمروك”- اعتقل مرّة سابقة، و” مسعود سامي معمو /37/ عاماً” من قرية “شوربة”، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة المدنية في معبطلي”، بحجة أنهما كانا يقلاّن بسيارتيهما الميكروباص المتظاهرين أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وأُطلق سراحهما في اليوم التالي بعد فرض غرامات مالية عليهما.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 25/5/2022م، عبث عنصر من أمنية شركة الكهرباء في ورشتها بمدينة عفرين بسلاحه، فأدى إلى إطلاق رصاصةٍ لتصيب العامل في الورشة المواطن “حكمت منان محمد /32/ عاماً” من أهالي قرية “كوندي مزن” بإصابة خطيرة، حيث أسعف إلى مشفى في مدينة أنطاكيا التركية وأعيد إلى مشفى “ابن سينا” في عفرين دون إجراء أية عملية جراحية هناك؛ لاسيما وأنّ الفاعل هارب ولم يتم اتخاذ الإجراءات القانونية من قبل السلطات المحلية، ولم يقدم ذوي المصاب أي شكوى!
– بتاريخ 5/6/2022م، قرب مفرق قرية “عندريه” على الطريق العام عفرين جنديرس، وقعت اشتباكات بين مجموعة من ميليشيات “فرقة الحمزات” ومسلّحَين من عشيرة الموالي مقيمين في قرية “تلف”، بعد أن حاولت اعتقالهما على خلفية شكوى تقدّم به المواطن “شكري كنعان” ضدهما والذي تلقى منهما تهديدات ومطالبة بفدية مالية كبيرة بحجة أنه يدير أرضاً لمواطنٍ غائب؛ أدت الاشتباكات إلى إصابة أحد المسلّحين بجروح بليغة وهو قيد العلاج في مشفى بعفرين واعتقال الآخر، واستنفار مسلّحي “الموالي” في محيط القرتين.
– بعد توتر الأوضاع في مدينة جنديرس، إثر خروج مظاهرات مساء 3/6/2022 ضد شركة الكهرباء وحرق مقرّها؛ ليلة 5/6/2022م، تم استهداف غرفة “الوالي التركي” في مقرّ المجلس المحلي- بلدية الشعب سابقاً بصاروخ “آ ر ب ج”، في وقتٍ لا يوجد فيه موظفون، مما أدى إلى وقوع أضرار مادية ودون إصابات.
– بتاريخ 7/6/2022م، تم تفجير عبوة ناسفة بسيارة بك آب في حي المحمودية بمدينة عفرين، بالقرب من مدرسة الصناعة، أدى إلى إصابة شخص ووقوع أضرار مادية- حسب “الدفاع المدني في عفرين”.
= انتهاكات أخرى:
– بتاريخ 27/5/2022م، اعتدت عناصر حاجز مسلّح لميليشيا “الفرقة 21” وسط مدينة جنديرس- الشارع /16/ على المواطن الكردي “صبحي ككمان” وزوجته وثلاثة من أولاده وكنّتين بالضرب والإهانات، بعد أن طالب نجله الشاب “محمد” من الحاجز فتح الطريق أمام دراجته النارية للدخول إلى منزلهم المجاور؛ مع التهديد بطرد العائلة التي لم تتمكن ولم تجرؤ على الشكوى لدى أية جهة.
وبذات التاريخ في الحارة التحتانية بالمدينة، اعتدت مجموعة من مستقدمي “عنجارة”- غرب حلب على صبيٍ يافع ابن “فريد حُصين” بالضرب، بعد أن طالب أولادهم بإخراج أغنامهم من حقل زيتون لوالده جنوبي المدينة.
– بتاريخ 2/6/2022م، بعد أن اعترض المواطن “خليل مصطفى طوبال /45/ عاماً” من أهالي قرية “جلمة”- جنديرس على رعي مستقدمين من عشيرة الموالي لمواشيهم في حقل من بقايا حصيد الجولبان عائد له ومخصص لرعي أغنامه، انهالوا عليه بالضرب المبرح ووجهوا له الإهانات، ثم وقع عراك آخر في القرية بين “طوبال وشقيقيه” وأولئك المستقدمين، أدى إلى إصابة بعضهم بجروح، فقامت ميليشيات “فيلق الشام” ومتزعمها في القرية المدعو “عروة سويد” بالتدخل، إلى أن تم إعلان “مصالحة بين الطرفين” في اليوم التالي من قبل “مشايخ وشرعيين”- مقطع فيديو منشور، وفرض غرامة /4/ آلاف دولار أمريكي على “خليل طوبال” واجبة الدفع خلال عشرة أيام بحجة أن يد امرأة من عشيرة الموالي قد انكسر؛ وهكذا قد تحوّل المعتدى عليه والمتضرر من سكّان القرية الأصليين إلى “مجرم” وتم تغريمه بمبلغ كبير دون وجه حق!.
– بتاريخ 6/6/2022م، نتيجة قصف القوات التركية وميليشياتها لقرية “بينيه/أبين”- شيروا الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، أصيبت المواطنة “ندرت زكريا علي /21/ عاماً” من مُهجّري قرية “عين دارا” في يدها بشظايا قذيفة، وأصيب منزلي”عبدو حمادة، عبد السلام أحمد” بأضرار مادية.
– بتاريخ 6/6/2022م، اعتدى رجلان من المستقدمين المقيمين في مخيم راجو على الشاب “عثمان علي حمكي /22/ عاماً” من أهالي قرية “عتمانا” وبائع للمحروقات في بلدة “راجو” بالضرب والطعن بالسكين، بعد أن امتنع عن بيعهم لأن عملتهم الورقية كانت مهترئة.
– بتاريخ 9/6/2022م، أُضرمت نيران بموقع حراجي قرب قرية “بعرافا/علي بازان”- شرّا/شرّان، الذي تم قطع معظم أشجاره سابقاً، إذ أكّد “الدفاع المدني في عفرين” على إخماد فرقه للحريق.
إنّ حوادث التنمر والاعتداء اليومية وبأشكال مختلفة ضد السكّان الأصليين وممتلكاتهم، من قبل عناصر الميليشيات ومستقدمين كُثُر يستقوون بهم، لا تُعدّ ولا تُحصى، في ظلّ فوضى حمل السلاح وانتشار الميليشيات وتنازعها على المنهوبات ونطاقات النفوذ، تحت أعين الاستخبارات التركية؛ وما يُنشر إلاّ القليل منها.
11/06/2022م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– الشهيد “أحمد محمد هورو”.
– حفر وتجريف موقع قلعة نبي هوري، مركز آثار إدلب/المعارضة 13/7/2018م.
– مزار ومسجد نبي هوري قبل وبعد الاحتلال.
– المواطن “حكمت منان محمد”.
– تفجير سيارة بك آب في حي المحمودية بمدينة عفرين، 7/6/2022م.
– حريق في موقع حراجي قرب قرية “بعرافا/علي بازان”- شرّا/شرّان، الدفاع المدني في عفرين، 9/6/2022م.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=4380