رئيس المجلس الوطني الكردي المهندس  سليمان أوسو في لقاء مع صحيفة كردستان  العدد 937.    تاريخ. ا.   11. 2024 حول الاحداث التي تمر بها المنطقة.

س1-كيف تؤثر التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على توازن القوى الإقليمي والدولي؟ وما هي الأبعاد الاستراتيجية لهذه التحولات بالنسبة للقوى الكبرى؟ وما هو تأثير الدعم الأمريكي لإسرائيل على استراتيجية إيران في المنطقة؟

ج١-ان جوهر الصراع في المنطقة هو اقتصادي، بين أمريكا وإسرائيل وحلفائهم في الشرق الأوسط من طرف ، وروسيا والصين وحلفائهم من طرف اخر ، وأن نجاح الخطط الاقتصادية الاستراتيجية طويلة الأمد، تستوجب الكثير من التغيرات الجيوسياسية على الأرض.

من الجدير ذكره بأن إيران أخطأت في حساباتها وتجاوزت المهام الموكلة إليها أمريكياً واوربياً

وباتت تشكل خطراً على الاستراتيجية الغربية في الشرق الأوسط من خلال تحالفها مع روسيا والصين وباتت تتدخل في الصراع الدائر في أوكرانيا بين روسيا والحلف الأطلسي. هذا بالإضافة إلى سعيها في السيطرة على العديد من دول المنطقة ( العراق، سوريا، لبنان، اليمن…).

كما أخطأت في تقديراتها في التخطيط لتفجير الوضع في إسرائيل من خلال دعم حماس اللامحدود ، وتوهمت بأنها قادرة على  تأليب الشارع العربي ضد انظمتها لإيقاف محاولات التطبيع العربي مع إسرائيل لعرقلة مشروع

( الممر الاقتصادي) لربط الهند باوربا مروراً بدول الخليج والاردن وإسرائيل. كما توهمت في تقديرها لحجم لقوة العسكرية الإسرائيلية، متناسية بأن أمريكا والغرب لن تترك إسرائيل فريسة سهلة تسقط بيد إيران واذرعها في المنطقة.

س2-ما هي الخطوات العملية التي يمكن أن تتخذها مصر والخليج لتحقيق الاستقرار؟

ج٢- بعد أن اعادت أمريكا النظر في سياستها  مع مصر كدولة محورية في الشرق الأوسط، باعتبارها اول دولة عربية طبعت العلاقة مع إسرائيل بموجب اتفاقية كامب ديفد. بدأت مصر تعيد هذا الدور عربياً وذلك بالتنسيق مع الدول العربية الخليجية التي تريد أن تحذو حذوها في التطبيع مع إسرائيل.

وتطورت حرب غزة ضد حماس لتطال حزب الله وجميع الاذرع الإيرانية في المنطقة. بات مشروع حل الدولتين قاب قوسين أو أدنى، وبالتالي تطبيع جميع الدول العربية مع إسرائيل، وتحجيم إيران ضمن حدودها السياسية، ودعم الشعوب الإيرانية المطالبة بحقوقها ضمن إيران.

س3-ما هي تداعيات عدم انجرار إقليم كوردستان العراق إلى الصراع على مستقبله السياسي والاقتصادي؟ وكيف يمكن أن تسهم هذه السياسة في تعزيز أمن الإقليم؟

ج٣- تعرض إقليم كردستان العراق، في الفترة المنصرمة، إلى العديد من الضغوطات المتعددة الجوانب، الأمنية والاقتصادية تهديدات إقليمية شتى، وكان أبرزها :

– اتخاذ المحكمة الاتحادية جملة من القرارات القرقوشية والمجحفة  بحق إقليم كردستان العراق.

-إيقاف ضخ نفط الإقليم بمؤامرة متعددة الأطراف، كردياً وعراقياً، واقليمياً، ولا يزال عالقاً.

-عرقلة دفع مخصصات الاقليم من ميزانية الدولة، وبالتالي عرقلة دفع رواتب موظفي الاقليم

بهدف تأليب الشارع على السلطات الشرعية في الإقليم

-تعطيل عمل برلمان الإقليم وبالتالي عرقلة إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد، بهدف تشكيل فراغ تشريعي.

– التهرب من تطبيق المادة ١٤٠ من الدستور العراقي حول المناطق المتنازع عليها وتخلي الإتحاد الوطني الكردستاني عن كركوك بموجب اتفاق موقع عليه من قيادات الحزب السياسية والعسكرية بالتنسيق مع ب ك ك.

-عرقلة تطبيق اتفاقية شنكال بين سلطات الإقليم والحكومة الفدرالية، بهدف ابقائها بيد

ب ك ك  وبدعم مباشر من الحشد، بهدف تأليب المكون الإيزيدي ضد قيادة الإقليم.

-التهديدات الإيرانية المستمرة باجتياح الإقليم بحجج وذرائع شتى، بالإضافة الى استهداف الإقليم عدة مرات بصواريخ بالستية.

-التهديدات المستمرة ل pkk على الإقليم ومحاولاتهم الاخلال بالوضع الأمني فيه، بالإضافة إلى اعطائهم المبررات لتركيا باجتياح واحتلال العديد من مناطق الإقليم وإنشاء قواعد عسكرية فيها. وبالتالي خروج هذه المناطق من سيطرة الإقليم .

-الغاء نسبة غوتا الاقليات في انتخابات الإقليم بهدف أضعاف نسبة الديمقراطي الكردستاني في البرلمان.

4-ما هي احتمالات نجاح محور السلام في إقليم كوردستان العراق في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية؟ وكيف يمكن للإقليم تحقيق التوازن بين المصالح الداخلية والخارجية؟

ج٤-لقد نجح الإقليم بقيادة الرئيس مسعود بارزاني، وبحكمة منقطعة النظير، ودبلوماسية عالية، في عدم الانجرار الى مواجهات داخلية كردياً وعراقياً واقليمياً، وتعامل بحزم مع التهديدات الأمنية، وحافظ على أمن مواطني الإقليم، وتوج هذا النجاح بإجراء انتخابات برلمان  إقليم كردستان في أجواء ديمقراطية، ومشاركة شعبية واسعة وصل في بعض المناطق الى ٧٩٪، حصل فيها قائمة الحزب الديمقراطي الكردستاني على الأغلبية في البرلمان . واشادت كل الجهات والمنظمات الدولية التي راقبت العملية الانتخابية، بنزاهة الانتخابات، اعتبروها نموذجاً يحتذى به في العراق والمنطقة.

ومن المفيد ذكره بأن الحكمة التي تعاملت بها قيادة الإقليم في المرحلة المنصرمة، قادرة على تجاوز الاستفزازات التي مُورست في مرحلة الدعاية الانتخابية. والاسراع في تشكيل حكومة قادرة على حماية المكتسبات حققها شعب كردستان بفضل تضحيات البيشمركة الأبطال.

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية