قراءة موجزة في الاتفاق الكردي الكردي؛ ماذا لو كان المجلس الكردي في موقع القوة بدل الإدارة الذاتية؟!
بير رستم
يوم أمس وأنا استمع لحديث الأخ نشأت زازا؛ عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني (سوريا)، يحاوره الأخ الإعلامي؛ دلبخوين دارا، على قناة رووداو حول عدد من الملفات، وذلك بعد اجتماعهم مع الجنرال مظلوم عبدي؛ قائد قوات سوريا الديمقراطية، واتفاقهم بشكل أولي مع الطرف الكردي الآخر؛ إن كانت قسد وقائدها أو أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والإدارة الذاتية -أو بشكل أدق؛ حزب الاتحاد الديمقراطي PYD- وذلك على مختلف الملفات تقريباً والتي طبعاً ما زالت تحتاج إلى بعض الرتوش لكي يخرجوا ببيان حول الاتفاق الكردي الكردي وإعلان وفدهم المشترك للحوار مع الإدارة الجديدة في دمشق.
نعم وأنا استمع للحوار، تبادرت لذهني فكرة؛ ماذا لو كان النظام البائد قد تم اسقاطه بيد جماعات تركيا وأن بدل حكومة الإنقاذ والجولاني، كان اليوم “عبدالرحمن مصطفى” والإئتلاف الإخواني هم الإدارة الجديدة في دمشق، وكان معهم جماعة المجلس الوطني الكردي، ولو بدور لقلوق، كما كان حالهم دائماً داخل ذاك الائتلاف العفن، هم من يديرون العملية السياسية، يعني وباختصار أن المجلس الكردي هو الذي في “موقع قوة”، ولو وهماً، فهل يا ترى كان سيقبل بالحوار والتفاوض والقبول بشراكة قوات سوريا الديمقراطية، بل هل كان سيجرؤ أن يطرحه، ناهيك عن قبوله من رفضه أساساً؟!
طبعاً لست هنا بوارد رفض ما يتم اليوم من اتفاق بين الطرفين الكرديين، بل كنت وما زلت وسأبقى أحد أكثر الداعمين لتلاقي كل القوى والأطراف الكردية -ليس حباً بهم وإنما لأجل مصالح شعبنا- ومن ثم السورية عموماً، للتلاقي والحوار والاتفاق معاً على مشروع وطني سوري يحقق لنا جميعاً مصالحنا المشتركة، وأولهم القوى والأطراف الكردية في روژآڤا وسوريا، وذلك مهما كانت ملاحظاتنا على هذا أو ذاك الطرف حيث بالأخير مصالحنا الكردية والمرحلة تفرض تلاقي كل قوانا السياسية والمجتمعية والاتفاق على ورقة عمل مشتركة لتحقيق تلك المطالب والحقوق الكردية في سوريا ديمقراطية اتحادية لامركزية.
لكن فقط أردنا القول؛ بأن يجب على أولئك الذين كانوا يزايدون على الإدارة الذاتية وأحزابها وعلى قوات سوريا الديمقراطية بالكردايتي، أن يعيدوا حساباتهم ومراجعتهم لكل تلك السياسات الغبية في محاربة أحد أهم، بل أهم قوة على ساحتنا والتي يجب أن تنعقد عليها أمال شعبنا بدل محاربتها ومحاولات الكثير منهم بوضعهم على لوائح الإرهاب.. نعم كان سؤالً لا أكثر وجّهناه لضمائر بعض الناس، إن كانوا ما زالوا يملكون بعض الضمير والأخلاق الكردوارية، كما يدعي الكثيرين منهم، وهم الذين كانوا يحاربوننا، فقط لكوننا ندعم هذه القوات؛ قوات سوريا الديمقراطية، ولأننا وجدنا فيهم وفي تضحياتهم وتحالفاتهم أملنا في الخلاص من الاستبداد!
مجدداً نطالب بالمزيد من الاتفاق بين الأطراف والقوى الكردية وبالموفقية لشعبنا الكردي والسوري عموماً وذلك في تحقيق غد أفضل وفي بلد حر ديمقراطي اتحادي يحقق حقوق كل مكونات سوريا!
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=61811