أرشيف الوسم: خدر الياس

مشورات ابيار الإيزيدية “دراسة تحليلية” (1)

داود مراد ختاري

دراسة حول ((مشورات بيرانية الايزيدية))

فهرست

– المقدمة
– ما هو المشور
– المعوقات والجهود المبذولة في الاطلاع على المشورات
– أسباب ضياع وتلف المشورات
– كيفية استنساخ المشورات
– الهدف من هذه الدراسة
– الاستنتاجات
– مشور بير سين البحري الداريني (الداراني)
– مشور بير ختيب بسي بن بوتار
– مشورة عمر خالان
– مشورة عمر قبيص
– منشور عبد الرحمن ومام شوان
– مشورا ملك شيخ حسن
– مشورة / بير موسى الدنبلي

المقدمة:

بني النظام الديني والدنيوي للايزيديين في زمن الشيخ حسن بن الشيخ عدي الثاني، وفق تقسيم لمهمات تربية وارشاد طبقة المريدين وغيرهم، ولمبادئ دينهم وامور دنياهم فيما يتعلق بأمور الحياة، بحيث يتربى ابناء الأسرة وفق مبادئ وأسس الديانة الإيزيدية.ولتأمين ذلك فقد وزعت هذه المهمات على طبقات البير، والشيوخ، والمربين، إضافة الى طبقة القوالين التي تكون مهمتها تربية أبناء هذه الديانة بشكل اقرب ما يكون الى النظام المدرسي. وفي مناسبات عديدة في كل سنة، تقوم باصطحاب الرمز الديني او التمثال النحاسي لطاؤوس الملائكة لكل قرية من قرى الإيزيدية،حيث خصص كل سنجق او رمز لمنطقة معينة من مناطق الإيزيدية، وكان عددها بداية سبعة سناجق. وفي كل مناسبة يتجمع ابناء ورجال القرية المعنية بالزيارة في دار كبير القرية او غيره ممن يتبرعون لوجه الله وطاؤوس ملك تكاليف الزيارة هذه، وضيافة القائمين عليها من رجال الدين وعموم اهل القرية، عدا ما يتبرعبه أهل القرية او المنطقة المعنية، ليتم خلالها ترتيل مجموعة من النصوص الدينية مقرونة بالضرب على الدف. مع تقادم الزمن وزيادة عدد الايزيديين وتوسع مناطق وجودهم، وجد المعنيون بالتربية الدينية إضافة للمراجع الدينية العليا، خصوصاً بعد تحول المنظومة الادارية للايزيديين الى إمارة، أن الامر يتطلب توفير مبالغ مالية لإدارة الامارة والقائمين على تلقين تعاليم الدين لأفراد المجتمع الإيزيدي من مريدين وغيرهم، عبر ضرورة تأمين مستلزمات حياة المعنيين في التربية والتوجيه من خلال تبرعات أو خيرات باسم الله تقدم لهم بشكل مباشر أو بمختلف الصور التي هي خارج سياق هذه الدراسة.

في بدايات ترتيب الشؤون الدينية الإيزيدية فيما يعرف بالحد والسد؛ فإن طبقة الأبيار بمختلف انحدارات عوائلهم الدينية، كان لهم نفوذ ودور كبير في الشؤون الدينية وغير الدينية.

مما يتناقله الايزيديون من تراث شفاهي وديني حول بدايات علاقتهم مع الشيخ عدي الاول والثاني والشيخ حسن، وأيضا مما بحوزتهم من مشورات بخصوص جمع الخيرات او الرسوم من مريديهم، وعليه ومنذبدايات تقسيم أفراد المجتمع الايزيدي الى طبقات، يبدوا انه قد اعطي لطبقة الأبيار اهمية دينية ودنيوية خاصة، كونهم يشكلون الهيكل الرئيسي للقائمين على الأمور الدينية قبل مجيئ الشيخ عدي الاول الى معبد لالش في القرن الحادي عشر الميلادي. ومع هذه الاهمية منحت كل عائلة من عوائل الأبيار ومن بعدهم اولادهم واحفادهم وعددهم بداية كان يبلغ اكثر من مائة عائلة، منطقة خاصة بهم ليؤدوا فيها واجب التربية والتوجيه الديني لأفراد عوائل هذه المناطق، ويتلقوا منهم لقاء اتعابهم ومجهودهم مبالغ نقدية أو عينية كمبالغ خيرية ونذور تقدم لهم باسم جدهم الأعلى بوصفه يتميز بشفاعة ويحمل قدسية و اجلال خاص كأحد رموز الإيزيديةالأوائل المؤسسين للديانة الإيزيدية في مراحلها الرئيسة.

واستبعد هنا تلك المعلومات المنقولة عن الإيزيديةحول عائدية هذه المناطق بالأصل لطبقة الأبيار الثمانين المشار لهم، والتي كانت تأخذ الرسوم من اتباعها المريدين ثابتة ومفروضة، وكأن الامر نظام اقطاعي وليس منظومة دينية لكل منتسب فيها ما له وما عليه

ويبدو انه مع مرور الزمن قد حصل اختلاف او خلاف في احقية هذا البير المنحدر من هذه العائلة او ذاك المنحدر من عائلة أخرى سواء كان من أقربائه أو من نسل أبيار ينحدرون من عائلة أخرى (حيث تقسم طبقة الأبيار الى ثمانين عائلة، كل واحدة منها قد انحدرت منبير مختلف، شكل احفادهم مع الزمن 40 آل يحرم الزواج بين غالبيتها، مثلما يحرم الزواج بين طبقات الشيوخ التي تنحدر كل واحدة منها من شيخ معين لتشكل كل واحدة منها مع الزمن طبقة معينة.

والخلاف بين طبقات الأبيار يعود اصله كما يبدو على تبعية هذه المنطقة وافراد عوائلها لهذه الطبقة او لغيرها او لهذا الحفيد ام لغيره من نفس العائلة، من حيث تقديم الخيرات او الرسوم المفروضة على كل عائلة من عوائل الإيزيدية في تلك المنطقة، ولهذا حاولت كل عائلة تأكيد احقيتها سواء من بدايات تقسيم مناطق الإيزيدية على الأبيار او بعد ذلك، ولذلك وجدوا ضرورة توثيق ذلك عبر اصدار ((منشور)) مشور باللغة الكوردية وسأشير لها لاحقا هكذا بكلمة مشور اينما وردت في هذه الدراسة) معززا بشهادة وتوقيع مجموعة من الرجال الذين يتمتعون بتأثير ديني او دنيوي يؤكدوا فيه ما جاء في نص الوثيقة المشور المعني. وبالمناسبة فإن لكل شيخ مريديه الخاصين به، وفي نفس الوقت له شيخه الخاص بعائلته وبضمنهم عائلة الأمير، ويستثنى من ذلك عائلة الشيخ حسن التيليس لها شيخ خاص بها اي أنها تمثل شيوخ المشايخ، ولكن لكل عائلة من عوائل الشيوخ بيرها الخاص ومربيها الخاص، مثلما لكل عائلة بير شيخها الخاص. وارى ان هذا النظام قد اعتمد بداية لضمان سير التعليم الديني بأفضل ما يكون، مع ما يوفره ذلك من ضمان لإعالة الاسر المعنية من طبقات رجال الدين عند تأديتها لمهماتها الدينية والدنيوية وقدر تعلق الامر بموضوع هذا البحث، فإن اغلبية هذه المشورات قد كتبت باللغة العربية الفصحى (مصحوبة بحكم ما وصلنا منها مستنسخاً منقولاً عن الأصل بداية وبالكثير من التشويه وبالكلمات العامية)

وكباحث لم أتمكن من التوصل الى سبب الكتابة باللغة العربية غير ان عائلة الشيخ حسن كانت تجيد العربية كون اجدادهم قادمين مع الشيخ عدي الأول من منطقة بيت فار في سوريا وان هذه العائلة كانت مؤكلةبالكتابة والقراءة دون بقية الطبقات .

ويمكن ان نضيف ان مناطق الإيزيدية في العراق منذ زمن بعيد كانت تابعة لإدارات مختلفة مركزها مدينة الموصل التي يتكلم اهاليها باللغة العربية، القريبة في لكنتها من لهجة ابناء بعشيقة وبحزاني الايزيديين. لقد كتبت هذه المشورات لتثبيت احقية البير المعني دون غيره بتلقي الخيرات او ما تعرف بين الإيزيدية بالرسوم من كل عائلة من عوائل العشائر الإيزيدية في المناطق التي تم تثبيت احقيته بتلقي الرسوم منها، وفي نفس الوقت وجوب دفعها له من قبل العوائل المعنية، وبخلاف ذلك يتحمل من يمتنع امام الله وزر امتناعه عن تقديم هذه الخيرات كرسوم للبير المعني ولأحفاده من بعده فقط. وهنا يمكن القول ان اصحاب هذه المشورات انحصر همهم و اهتمامهم بجمع الخيرات والرسوم اكثر بكثير من جمع وتوثيق النصوص الدينية للمعتقد الايزيدي التي يتم تناقلها شفاهيا بين اجيال الإيزيديةوتعرضت مع الزمن مع تناقلها بين الاجيال الى الكثير من الفقدان واحيانا التغيير بفعل النسيان وانحصار تناقلها بين رجال الدين المعنيين، اضافة الى ما فعلته فرمانات الابادة التي بلغت لحد كتابة هذه السطور أكثرمن مائة حملة، بما فيها من إبادة للنفوس والعقول الحاملة لهذا الارث الديني وما بحوزتهم من معلومات ومخطوطات سرية اجبروا على خزنها في اماكن لا تصلح لذلك، او اجبروا على اتلافها كي لا تقع بأيادي الغزاة. ولكن مع ذلك يمكن القول ان هذه النصوص التي لو تم الحرص على توثيقها بمستوى الحرص على توثيق احقية الأبيار المعنيين بجمع الرسوم فإنه لكان بحوزة الايزيديين عشرات اضعاف المعلومات المتوفرة حاليا عن معتقدهم، وبالنتيجة لوفر على الباحثين الكثير من الاجتهادات والتأويلات، ولحصل الفرد الايزيدي المؤمن والمهتم بتراثه وتاريخه ودينه علىالمعلومات التي تجعله لربما في غنى عن الرجل الديني.

لفهم ما ورد بالمشورات، وقدر تعلق الامر بمضامينها اشير الى ان ذلك الزمان لم يكن فيه نظام للجباية كإمارة ايزيدية او مصدر للزرق كواردات لعوائل الأبيار غير هذه الرسوم. ان الرسوم او الخيرات او بشكل ادق نظام الخمس لا يزال متبعاً ويعمل به عند ابناء الشيعة بما يقدمونه للسادة من عوائل آل البيت وفق هذا النظام المشرع دينياً.

الجدير بالذكر، مع اختلاف الأسباب عن ما ورد في اعلاه، أشير إلى ان الدولة العثمانية كانت تقتطع مساحات واسعة من منطقة معينة وتمنح لأحد الولاة او المتنفذين لقاء خدماتهم ومساهماتهم بأعداد من مقاتلي عشيرته او منطقته او لقاء دفاعه عن ولايته ضد غزو قادم من دولة اخرى، كما حصل في توزيع الالاف من القرى الإيزيدية والكوردية بارضها ومياه عيونها من قبل الدولة العثمانية على متنفذين وامراء عساكر ورؤساء عشائر، كما حصل كنموذج في منح السلطان العثماني منطقة قرقوش الى والي الموصل محمد الجليلي واحفاده، لقاء صموده ضد غزو جيش الشاه الايراني في اواسط القرن الثامن عشر واستمر ذلك حتى حدود سنة 1950 بعد شكاوى اصحابها ومحاكمات ومرافعات طويلة استمرت اكثر من عشرين سنة .

كما اشرت فإن طبقة الأبيار تضم من البدايات ثمانين عائلة، ولكل عائلة عدد من المريدين الخاصين ومناطقهم الخاصة بتحصيل الرسوم التي تأخذ طابعاً دينياً بحتاً، ويتم توزيع وتناوب وتناقل افراد كل عائلة من هذه العوائل لأسماء ومناطق مريديهم وذرياتهم، ومن الطبيعي مع تقادم الزمن ان تحصل خلافات واختلافات بين أفراد ذرية هذه العوائل، ليتم تأكيد ذلك لاحقاً في مشور موثق بشهادة شهود من متنفذين او رجال دنيا ودين معروفين. ولعل هذا السبب ادى لقيام بعض أفراد عوائل الأبيار بإصدار مشور خاص بهم ويتناقله احفاده لضمان حقوقهم بداية وبعدها تحول الى وثيقة او مخطوطة دينية سرية ليحفظوه بعد مرور زمن طويل سرا بعيدا عن اعين الناس لما قد يتوقعوا انه يحمل سراً دينياً ايزيدياً خاصاً يتوجب الحرص عليه.

وفي لقاء مع الإعلامي (أيوب نسري) يوم 13 كانون الثاني 2024 ذكر: بخصوص مشورة (مخطوطة) بير همد الموجودة لدى عائلة في القرية / شمال أتروش قضاء شيخان، لكنها لا تقبل باطلاع الناس عليها ومحفوظة لديهم، ويقيم أهل قرية نسرا المسلمة سنويا وليمة (طرشك – الكبة الكوردية) وتذبح كل عائلة ذبيحة (ويفضل من الجدي أو الماعز) ويتبركون بهذا المشور ويجتمعون عند مزار (ﭘير همد) ويتناولون الزاد ومن ثم توزع على دور القرية كافة. أما كيفية الحصول على نسخة فاعتقد أن الامر صعب، ومثلها ابناء عمومة شاه الميران الذين يقطنون في قرى جنوب غرب بعشيقة ،كانوا يطوفون بالطاووس في قراهم الى منتصف التسعينيات من القرن العشرين، ويعدون وليمة بهذه المناسبة.

ما المشور؟

الإيزيدية كانوا طبقة واحدة، وكانت هناك عوائل تعلم الأطفال التعاليم الدينية يسمونهم (بير) أي الرجل الذكي، ويأخذ من العوائل حصة سنوية مقابل اتعابه وخدماته التعليمية الدينية، والزواج كان محللاً بين جميع الإيزيدية، ولكن بمرور الزمن ولكونهم في سلك التعليم الديني حاولوا ان يكون الزواج بين تلك العوائل فقط، فاصبحوا طبقتين، في زمن الشيخ أدي وحفيد ابن أخيه الشيخ حسن كان هناك أكثر من ثمانين ﭙيرا ، لكل ﭙير مريدون تابعون به. وكتب الشيخ حسن لكل عائلة مشور (مخطوطة تبين مريديها وقبائل الإيزيديةوجغرافيتها والتعاليم الدينية)، واحتفظوا بها، ومنهم ﭙير هسن مم في حرير، ﭙير بوال في قرية سيدهر في جبل ﮔاره، ﭙير محمد رشان في جبل مقلوب، ﭙير بازيد في مقاطعة بازيد في كوردستان الشمالية، ﭙير جروان في باسكى شيخ بقضاء الشيخان و ﭙير همد في قرية نسرا الحالية شمال ناحية اتروش .

وكتبت المشورات لتتعرف كل عائلة على مريديها وواجباتهم؛ لأن الرؤساء والشيوخ في أيامه كانوا دوما في خصام مستمر؛ من أجل عقاراتهم وإنماء ثرواتهم،فشرع في بث روح الفضيلة فيهم وصار يزهدهم في المال والعقار حتى تمكن من حملهم على ترك الدنيا وما فيها من عز زائل، والسعي وراء الآخرة وما فيها من نعيم دائم، فتنازلوا لمريديهم عن أملاكهم وعقاراتهم، وجعل الشيخ أدي لهم نسبا معينة في غلال هذه الأملاك، يدفع المريد إلى شيخه وﭘيره هذه النسبة في كل سنة و يتوارثها الأبناء عن ابائهم.

وأضاف طبقتي الشيوخ والمربين ورتب حقوق وواجبات كل منها بشهادة شهود في وثائق مدونة اسماها ((مشور)) وأكمل خلفاؤه على الطريقة من بعده هذا التنظيم الطبقي.

وفي البداية كتبت المشورات على جلد الغزال، ولكن بمرور الزمن ما تبقى منها استنسخت على ورق سميك .

من هو البير ؟

يقول الدملوجي : معنى البير في الفارسية والكوردية (الشيخ المسن) وفي اصطلاح الصوفية يفيد معنى المرشد والمربي، وقد يطلق على زعماء الطرائق فيقال (بير طرقت) أي شيخ الطريقة وهذا الاصطلاح مستعمل عند الباطنية كافة في فارس، ويجوز انهم اخذوه من بعض أصحاب المذاهب في الهند ، والبيرة لم تكن منزلتهم الدينية عند اليزيدية أقل من المشائخ. وينسب بير سين البحري الى بير هاجيال ، البيرانية لهم سلطة واسعة على النفوس والارواح وقد يشفون المرضى والمجانين بالرقي والعزائم ويعالجون الملل والعاهات بالأتربة التي يأتون بها من أضرحة أوليائهم ومشايخهم

أسماء البيرانية :

1- بير هسن ممان
2- بير مهمد رشان
3- بير جروان
4- بير هاجيال
5- بير ممي شفان
6- بير ايسيبيا
7- بير بيرافات
8- بير هسنالكا
9- بير دَلي
10- بير حجي محمد
11- بير قضيب البان
12- بير الو بكر
13- بير اومر خالة
14- بير مهمد ربن
15- بير داود
16- بير قَرَجري
17- بير قَلندَر
18- بير مروان
19- بير بازيد
20- بير بووب
21- بير خوشافا
22- بير لبنا
23- بير بَيبون
24- بير اخا
25- بير ايزيد
26- بير حجي علي
27- بير خَتيب بسي
28- بير هَمالي
29- بير محمود
30- بير محمود
31- بير بؤز
32- بير موسى
33- بير دربيس
34- بير بوال
35- بير مهمدي بابي
36- بير حَسَن
37- بير رَشي حَيران
38- بير ميسوور
39- بير شاليار
40- بير منصور
41- بير قَرقوري
42- بير عبدالرحمن
43- بير بوتار
44- بير سين البحري
45- بير ئالي
46- بير بوك
47- بير كمال
48- بير كار
49- بير أيوب
50- بير عمر قبيس
51- بير حَسَن تَحلك
52- بير قائد
53- بير زَكَر
54- بير نيجيرفان
55- بير ادريس
56- بير بَدَو
57- بير جل ميَرا
58- بير حَلان
59- بير فاضل
60- بير صديق
61- بير خَنوق
62- بير بالووك
63- بير هسن جناري
64- بير أورا
65- بير موس
66- بير تووس
67- بير خدر الياس
68- بير شَمس
69- ك بير َركَر زوزاني
70- بير كَافانىَ زوزاني
71- بير هَسن بيرك
72- بير كَفاني رووت
73- بير همَدي بؤز
74- بير رَوال
75- بير نوح
76- بير حَكيم
77- بير سليمان
78- بير كَارم
79- بير نَرم
80- بير سينَ خالة
81- بير سيفدي جنيت
82- بير بات
83- بير آدي
84- بير جعفر داسني
85- بير باكوز
86- بير إبراهيم
87- بير حَمس
88- بير حنان
89- بير قَمَر
90- بير سَفَر
91- بير كَؤس
92- بير محبوب
93- بير قَدماني
94- بير تؤكل
95- بير رَشكار
96- بير جاك
97- بير باك
98- بير هَرهَر
99- بير طاووسي بير
وهناك عوائل أخرى

نموذج من مشور في العراق القديم (موشور سنحاريب)

المعوقات والجهود المبذولة في الاطلاع على المشورات :

لبيان كيفية الحصول او الوقوع على هذه المشورات وقراءتها واستنساخها، اشير الى انه

بعد الاستفسارات والبحث الدقيق عن هذه المشورات بين الإيزيدية، وتحديداً عند عوائل ذرية اصحاب هذه المشورات، وقعنا على مجموعة منها، وتبين ان اكثريتها اقرب ما يكون الى حالة التلف، مع ملاحظة ان أصحاب هذه المشورات يؤمنون بان ما كتب في مشوراتهم قد كتب من قبل الشيخ حسن بن آدي الثاني؛ وعليه فإن هذه المشورات تحمل قدسية خاصة؛ لذلك لا يمكن الاطلاع عليها من قبل عموم الناس وانما يتم فتح كل واحد منها مرة واحدة في السنة، بعد ان يتم تقديمقرباناً (عجل او ثور) ويأتي الناس للتبرك بالمشور وتناول غذاء الخير. لذلك كان من الصعب ان يتم فتح المشور المعني عندما كنا نقوم بزيارة اعتيادية الى تلك العوائل، ولكن نتيجة العلاقات التي تربطني مع افراد تلك العوائل، فقد تمكنت في احدى المرات من قراءة المضمون، ومن ثم الاستنساخ عندما تم فتح المشور المعني في ذلك اليوم الوحيد المحدد من السنة.

وترجع موافقة هذه العوائل (التي كانت في حوزة كلواحدة منها المنشور المعني بها) على استنساخ ذلك المشور إلى الأسباب التالية:–

1- قناعة الأبناء المتعلمين من العائلة انه لابد من الاطلاع على مضمون المشور داخل الدار على الأقل من قبل من لهم ثقة فيه وقناعة بأن ذلك سينعكس ايجاباً عليهم.
2- الحاح الناس على تلك العوائل للكشف عن مضمون المشور، لبيان إمكانية الاستفادة منه تاريخياً أو دينياً على المستوى العام الايزيدي.
3- رغبة أفراد العائلة المعنية في بعض الحالات لمعرفة أسماء القبائل العائدة له من حيث الرسوم، والذين لا يأخذون منها الرسوم والخيرات في الوقت الحاضر، ليساهم فتح المشور كدليل قاطع بتأكيد تبعية وعودة عوائل تلك القبائل لهم.
4- تمزق وتلف أكثر هذه المشورات داخل الصفائح والصناديق الصغيرة المحفوظة فيها، مما دفع بأصحابها لاستنساخها والحفاظ على مضمونها.

إن النقطة الثالثة في اعلاه توضح أيضا عدم معرفة أفراد هذه العوائل للقراءة والكتابة لسنين طويلة وحتى المتعلمين منهم؛ فإن تعليمهم حتى وقت متأخر (لحد الخمسينيات او الستينيات من القرن الماضي) لا يتجاوز فك طلاسم الحروف الابجدية. وهذا ايضا يفسر اعتماد أحد أجدادهم لأصدقائهم او معارفهم من متنفذين او رجال دين من غير الايزيديين في كتابة او تجديد محتوى هذه المناشير، وهذا ما يفسر الاضافات او التحريف القائم في مقدمة هذه المشورات.

كما يتوجب الاشارة الى وجود عوائل يمتلكون مشورالخودانهم (صاحبهم – جدهم)، ولكن بعض الافراد من العوائل لا يزالوان غير موافقين على الاطلاع على المشور المعني بل حتى فتحه بالطريقة التي اشرت لها سابقاً، وبالتالي سيكون مصيره التلف، وقد يحوي المشور على معلومات وتفاصيل تتجاوز ما وجدناه في المشورات المشار لها وتتعلق بالتعاليم الدينية وغيرها.

من المؤكد ان كل عائلة من عوائل الثمانين كانت لها مشورها الخاص بمناطق مريديها، ولكن وفق جهود ومعلومات الباحث (كما سيأتي ذكر تفاصيل ذلك لاحقا) فإن سبعة مشورات للبيرانية تتوفر في الوقت الحاضر وبأسماء هذه الأبيار (بير مم شفان – بير سين البحري – بير ختيب بسي – بير موسى الدنبلي – بير أومر خالا – بير عمر قبيص – شيخ بركات) مع ملاحظة ان المشور الاخير يعود لعائلة دينية من طبقة شيوخ الشيخ حسن بن الشيخ عدي الثاني .

تمثل هذه المشورات أقدم ما متوفر من مشورات للإيزيدية، والتي تمت كتابتها في مراحل زمنية مختلفة، كما يبان منها، ولكن محتواها بقي محتفظاً لجوهر ما تم تقسيمه لهذه المناطق بداية من قبل الشيخ حسن ابن شيخ آدي الثاني في بداية القرن الثالث عشر الميلادي على العوائل البيرانية كافة، يشار في اغلبها إلى بيان اسماء قبائل مريديهم ومناطق وجودها الجغرافية.

والجدير بالذكر انه تتم الاشارة في قسم من هذه المشورات الى رجال مجلس الشيخ آدي بن مسافر وكذلك رجال مجلس شيخ حسن بن شيخ آدي الثاني من الشخصيات الدينية والدنيوية في ذلك الزمان .

يبلغ طول ورقة أطول منشور متوفر حاليا (18) مترا،بينما يبلغ طول أقصرها (3) أمتار، والسمك نحو ملم والجميع بعرض 17-30 سم، ونحن بصدد البحث عن هذه الكتابات القديمة وطبعها في كتاب ضمن دراسة.

حاولت الاطلاع على مشور ﭙير هسنالكا المحفوظ لدى أحفاده في باعذرة عند عائلة (علي بير خلف بير قطو الهسنالكي)، وبذلت في سبيل ذلك جهوداً حثيثة، لكن دون جدوى، و مع ان ابناء عمومتهم جميعهم في محلتنا بمسقط رأسي في قرية ختارة التي لا أزال اسكنها، وهم لا يمتلكون نسخا منه أو ربما ليست لهم قدرة على التأثير على البير المحتفظ بالمشور. ذهبت مرتين الى احفاد أصحاب مشور ﭙير محمود في قرية ﻤﻤﺸﭬان في مجمع خانك/ سيميل، لكنهم في كلتا الزيارتين رفضوا حتى الحديث عن المشور، واختصروا الحديث بالقول: ان جميع أبناء الهويرية الساكنين قربنا وهم من مريدينا قد طلبوا منا مراراً وتكراراً فتحه، لكننا رفضنا أن يطلع عليه أي شخص، وبعدها علمت بأن المرحوم شيخ شامو شيخو قد تبرع بثور كي يتم فتح هذا المشور، وطلب من المرحوم الباحث بير خدر سليمان ان يطلع على المشور، لكن العائلة رفضت في الساعات الأخيرة أن يتم الاطلاع عليه وقراءته.

لم أجد اية مصاعب في استنساخ مشور ختيب ﭙسى من قبل العائلة التي تحتفظ به. وهنا تتوجب الاشارة الى ذلك مع تقديم الشكر لأصحاب هذا المشور المحفوظ لدى أحفاده في قرية كلبدري/ مجمع شاريا في ناحية فايده / دهوك لإزالة اية عقبات بغية تلبية طلبنا في الاطلاع على المشور ومن ثم استنساخه.

لكل عمل بحثي وتاريخي له معوقات معينة،وخاصة ذلك الذي يتعلق بالبحث عن المخطوطات القديمة والنادرة، والتي تأخذ طابعا دينيا يمنع التقرب منها عند بعض العوائل الدينية من الايزيديين، للاعتقاد بانه لا يجوز اطلاع الغرباء على ما يحتويه من معلومات دينية لا يجوز البوح بها لعموم الناس أو استنساخها او نشرها، لما تحمله من قدسية خاصة بهم.

وعلية بوجود هذه التحديات والموانع؛ فإنه قبل الاطلاع على المشور يتوجب على الباحث الحصول على موافقة رسمية من أصحاب المشور، وغالباً ماتتم عبر وساطات وعلاقات صداقة مع المقربين منهم،ليتم بعدها إبلاغه بإمكانية حضوره يوم الفتح وقراءة المشور أو استنساخه.

 

أسباب ضياع وتلف المشورات :

كما نوهنا في اعلاه الى احتمال وجود ثمانين مشوراً، كل منها يخص عائلة مبينة من عوائل طبقة الأبيار الثمانين، وعليه فإن فقدان أكثرها ووجود بعضها فقط في الوقت الحاضر وهي بحالة اقربالى التلف يعود الى الاسباب التالية:

1- حملات الابادة المتكررة على الإيزيدية، حيث سبق ان لجيش الفريق عمر وهبي باشا في حملته على الإيزيدية سنة 1892م نهب ما يعرف بين الإيزيدية بالنواشين او الرموز الدينية التي كانت محفوظة فيما يعرف بخزنة الرحمن في باعذرة ثم نقلها الى اسطنبول. ولم يتمكن الايزيديون من ارجاعها الا في سنة 1913معندما تم تعيين سليمان نظيف باشا والياً على ولاية الموصل حيث سبق له قبل ذلك ان التقى بالأمير اسماعيل جول في اسطنبول ووعده بجلب هذه الرموز معه، بعد ان كلف والياً من قبل السلطان العثماني الذي رفض ان يعيد هذهالنواشين الى الأمير كونه لا يحمل تخويلاً من الإيزيدية بذلك. ويمكن ان يقال عن نهب الكثير من الرموز الاخرى او الكتب والمخطوطات الاخرى عبر حملات ابادة وصلت مع حملة ابادة داعش سنة 2014 الى أكثر من 150 حملة اباده.
2- عدم معرفة أصحاب المشورات كيفية التخزين لضمان الحفاظ عليها من التلف.
3- ان معظم أصحاب المشورات كانوا أميين لا يجيدون القراءة والكتابة على امتداد الفترة بين كتابتها وحتى وقت متأخر، حيث بدأت الاجيال الجديدة بالذهاب الى المدارس، ولكن يمكن القول انه مازالت الكلمة العليا بقبول فتح وتدقيق هذه المشورات بيد الابيار من كبار السن فيهم.
4- يتم فتح المشور لمدة يوم واحد فقط في السنة، وفق مراسيم يتم فيها اعداد زاد الطعام barويذبح قربان ويفضل ثور بالمناسبة ويعملون زاد الخير (سماط)، وتأتي العوائل القريبة من نفس القرية لتتبرك بفتح المشور، ويتناولون السماط بهذه المناسبة .
5- عدم موافقة اصحاب المشورات على اطلاع الآخرين من ايزيديين وغير ايزيديين وخاصة الكتاب والرحالة الاجانب على المشور وقراءته، وانما يسمح فقط بتقبيل غلاف المشور، وبالتالي انهم لو كانوا يتمكنون من الاطلاع عليه وقراءته لعالجوا التلف البسيط قبل توسعه.
6- تحريم اصحاب المشورات باستنساخها بأي شكل من الاشكال، سواء عبر التقاط صور لها او كتابة محتواها في كراس او باي شكل اخر.

كيفية استنساخ المشورات

ولتوضيح ذلك سأشير الى بعض تفاصيل ما تم القيام به لأتمكن من خلالها من استنساخ المشورات المعنية:

1- في يوم الأول من شهر أيلول سنة 2005 م، قمت وبمعية الصديق المرحوم أمين إسماعيل بزيارة عائلة داي غزال كلبدري، حيث وافقوا على الاطلاع على المخطوطة التي بحوزتهم (مشور بير خطيب بسي بن بير بوتار) بشرط ان أحضر في اليوم المحدد الذي يسمى بيوم ((عيد الفتح))وبخلاف هذا اليوم لا يمكنهم القيام بفتح المشور.
سجلت تاريخ يوم عيد الفتح المحدد وكان المتبقي من المدة ستة أشهر، و حضرت بنفسي واشتريت (جهاز اسكنر للاستنساخ الملون)، وقد راعيت ان لا أحضر صباحاً لتوافد الناس اليهم للتبرك، اذ حضرت في دار عائلة داي غزال كلبدريبعد الظهر لأجد المخطوطة قد اعدت وقدمت لي لغرض الاطلاع عليها، ولكني طلبت منهم ان استنسخها خلال دقائق معدودة ومن ثم ابدأ بالاطلاع عليها، اذ ما يزال الناس يأتون للتبرك بالمخطوطة و لا اريد أن أخذ من وقتهم ووقت عائلة داي غزال، فوافقوا مشكورين . وكانت دقة الاستنساخ و جودته كالأصل تماما، لأكون بذلك أول شخص استنسخ المخطوطة بشكل واضح، اذ سبقني المرحوم بير خدر سليمان باستنساخ أجزاء منها ولكن نسخته كانت غير واضحة وغير ملونة.

2- في سنة 2008م طلبت من صديقي رجل الدين (بير خلات بير الياس) من مجمع مهد، توفير فرصة للاطلاع على مشور (ممى شفان)، فوافق في الحال مشكوراً ودون اي رفض لطلبي، وكنت بذلك أول شخص يتمكن من قراءة مخطوطة المشور، وبعد فتح المخطوطة تبين أن أجزاء منها قد تعرض للتلف، وقمنا بمعالجة ذلك ونقلنا طباعة نص ما جاء فيه الى ورقة أخرى، واحتفظ كل منا بنسخة في جهاز اللابتوب الخاص به. وذكر بير خلات لي وقتها انه حينما أصبح المشور من حصة اجدادنا وكذا الحال مع مجموعة من عوائل المريديين؛ فإن شقيقه اخذ مقابل ذلك الأراضي الزراعية الشاسعة في قرية مم شفان، لنصبح في الوقت الحاضر بلا حصة في تلك الأراضي .
والحق يقال هنا : كم هو كبير جد بير خلات في قيمه ومبادئه حين فضل امتلاك مشور (بما يحمله من معانٍ دينية وتاريخية) على امتلاك اراضٍ زراعية شاسعة.

3- لغرض الاطلاع على النسخة الأصلية لمشور (بير سين البحري الداراني)، قمت يوم الثلاثاء المصادف 26-6-2018 بزيارة خاصة لعائلة (بير شكري بير خليل بير نمر بير بيرؤ بير اوصمانبير ماموبيرا) التي تسكن حالياً في مدينة (فلمسهافن) الالمانية، اذ كان أجدادهم يسكنون في تركيا قرية (تابعة الى حمدونا / خالتا) قضاء بطمان/ دياربكر) من بيرانية (بير سين البحري الداراني)، وكانت الزيارة بمعية الأخ (شيخ فخري يوسف الذي يرجع في نسبه الى ذرية شيوخ شيخوبكر). تمت مناقشة ما جاء في مشور بير سين بشكل مستفيض، علماً كنت أمتلك نسخة من المشور هذا ولكنها كانت غير سليمة .
4- اما بصدد مشور ملك شيخ حسن، المسمى بمشور شيخ بركات والذي تحتفظ به عائلة سليمان خيرو ميرزا كندالي، فقد تمكنت من الحصول على نسخة منه كهدية منحها لي كبير العائلة الشيخ سليمان خيرو ميرزا كندالي عند زيارتي له في مجمع مهد يوم 7/7/2012 ،والجدير بالذكر ان الشيخ سليمان من اصدقائي ومن مواليد سنة 1968 ومتعلم ويفهم الغاية التي انشدها من حصولي على نسخة من المشور.

الهدف من هذه الدراسة :

تمكنا من الحصول على فرص الاطلاع والاستنساخ لسبعة من المشورات القديمة المتوفرة حاليا عند اصحابها من طبقة الأبيار في العراق المعروفة بعوائلها الثمانين بين الايزيديين، ورافق ذلك الكثير من المصاعب .

ان هدف البحث من ذلك هو توفير الفرص لكافة افراد المجتمع الايزيدي وغيرهم من المعنيين للاطلاع عليها ومعرفة فحواها، بالإضافة الى امكانية الاستفادة منها في عدة مجالات منها :

1- معرفة القبائل الإيزيدية الحالية وجذورها التاريخية والجغرافية.
2- معرفة القبائل ذات الجذور الإيزيدية وتركوا عقيدتهم نتيجة الحملات الظالمة عليهم في فرمانات الابادة التي طالتهم في القرون الأربعة الأخيرة خاصة.
3- تعريف واعلام العوائل البيرانية الحاليين كافة بمريديهم الأصليين، نظراً لوجود تغيرات طرأت عليهم، لعدة اسباب منها :
1- هجرة المريدين والأبيار من منطقة الى أخرى تبعاً لظروف الزمان والمكان وما رافقها من فرمانات وحملات ابادة طالت الجميع.
2- إبادة بعض العوائل البيرانية، الامر الذي أسفر عن تحول مريديهم الى عائلة بيرانية أخرى
3- اهداء بعض العوائل مريديهم الى عوائل بيرانيةأخرى نتيجة المصاهرة أو انقراض النسل.
4- لابد ان يطلع المجتمع الايزيدي على مخطوطاته القديمة وارثه الاجتماعي والديني.
5- بيان التسامح الديني بين الإيزيدية والمسلمين والمسيحيين، حيث لم تخل مجالس اولياء الإيزيديةمن متصوفي الاديان الاخرى في عهد (الشيخ عدي الاول والثاني ووالده ابو البركات وابنه الشيخ حسن).
6- اعلام القبائل الإيزيدية من هم ابيارهم الحقيقيون، واسباب التحول.

الاستنتاجات :

– بعد الاطلاع على هذه المشورات ودراستها بشكل معمق واستقراء ما هو غير واضح كتابة وطباعة وللأسباب الواردة في ما سبق بيانه، يمكن استنتاج التالي:
1- كتبت المشورات بداية في عهد الشيخ حسن بن شيخ ادي الثاني في بداية القرن الثالث عشر الميلادي. يتم تجديد المشورات من قبل أحفاد وذرية الشيخ حسن، ولكنها تعرضت للتعديل والتغيير في بعضها بحيث تعالج تغييرات الزمان بما يتعلق بفحواها واسماء مناطق المريدين التابعة لكل عائلة بيرانية، وتبين ايضاًان بعض هذه المشورات قد حورت واضيفت لها مقدمات لا تخص فحوى وجوهر المشور من قبل من طلب منه استنساخها او كتابتها مجددا؛ كون اغلب العوائل التي بحوزتها هذه المشورات لا تجيد اللغة العربية مثلما لا تجديد القراءة والكتابة أصلا، ويبدو فيها ان الذي كلف بذلك غير ايزيدي، بدليل وجود نفس المشور وبنسخة اقدم عند عائلة اخرى في دولة ثانية غير العراق وهي غير محرفة او مضاف لها ما اضيف في النسخة المعنية من التي وقعت تحت يدي.
2- جميع العوائل البيرانية هم ايزيدية ويشرفون دينياً على مريديهم في المناطق كافة وفق ما خصص لهم او منح لهم من المريدين كتوزيع في المهمات وجمع الرسوم بين عوائل البير المعني،وذلك جاء على ضوء ما كتب لهم بالمشور من قبل الشيخ حسن بن شيخ ادي الثاني.
3- جميع القبائل المذكورين في المشورات كانوا يعتنقون الديانة الإيزيدية عند كتابة هذه المشورات. ولكن البعض من هذه القبائل تركوا عقيدتهم فيما بعد نتيجة الحملات والفرمانات الظالمة على الإيزيدية، مع حفاظهم على تراثهم ولغتهم وتمسكوا بأرض اجدادهم.
4- كتبت المشورات بداية لكافة العوائل البيرانية التي يبلغ عددها ثمانين عائلة، وكانت هذه العوائل تحتفظ بمشوراتهم، ولكن بعد نصف قرن من كتابتها، جاءت الحملة المغولية الشرسة على المنطقة وشملت كافة مناطق الإيزيدية فقتل من قتل وشرد الكثير من مناطقهم ويقال حينها فقدوا الإيزيدية أكثرية مشوراتهم، ونفس الشيء يمكن ان يقال على من تبقى منها في حملات وفرمانات ابادة لاحقة نتيجة الحملات المستمرة على الإيزيدية وخاصة في العهد العثماني، فقدتالعوائل ما تبقى من المشورات ولم يبقَ الا القليل .
5- أكثرية المشورات المتبقية اي التي تم الاطلاع عليها، غير سليمة وامتدت اليها ايادي التشوية والتغيير .
6- لا علاقة للشيخ آدي الأول ابن مسافر (المتوفى557 للهجرة) بكتابة هذه المشورات وتوزيع القبائل والمناطق الجغرافية على الأبيار، اذ قد يكون التوزيع هذا قد بدأ في زمنه ولكن ثبت التوزيع رسمياً في عهد شيخ حسن بكتابة هذه المشورات.
7- يبدو ان الدولة العباسية لم تكن تعارض الديانة الإيزيدية وكان لها العلم بالكتابات التي تخصها (مثل هذه المشورات التي اصدرت في ارض الخلافة وفي زمن الخليفة (أبو العباس ناصرالدين الله 1180 – 1225م). وقد يعود ذلك الى بعد منطقة لالش عن بغداد عاصمة الخلافة وقتها، مثلما يعود الى ما وصلها عن الشيخ أدي الاول من سمعة حسنة من كرامات وقدرات دينية عبر من زاره او احتك معه عن قرب من شيوخ متصوفة وكبار مثل الشيخ عبدالقادر الكيلاني وعقيل المنبجي وغيرهم الكثير. والامر هذا تغير مع مجي الشيخ حسن بن أدي الثاني الذي حورب من قبل ولاة الموصل.
8- الركاكة الكتابية والاخطاء النحوية والاملائية في جميع المشورات .
9- كتابة الأعوام في هذه المشورات كان يتم باتباع التقويم الهجري، وذلك يعود اولاً الى ان الكتابة السائدة حينها كانت باعتماد التقويم الهجري كما الان تكتب جميع التواريخ باعتماد التقويم الميلادي، وليس للدين الإسلامي علاقة بما كتب في المشورات. وقد يكون لمن استنسخها لأصحابها لاحقاً بغية الحفاظ عليها قد كتبها باعتماد التقويم الهجري كونه مسلماً واستعان به من بحوزته هذه المشورات من مالكيها الذين لا يجيد بعضهم القراءة والكتابة وقتها، بسبب الظروف التي احاطت بهم من فرمانات وويلات وما يقود ذلك الى التستر والتحفظ على ما يملكونه من مشورات وتعاليم .
10- وجود بعض الجمل والكلمات الإسلامية ليستلها علاقة بموضوع المشورات، وانما كانت الثقافة السائدة في تلك الفترة، ومازلنا حينما نكتب رسالة او طلبا نبدأ بعبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) وكلمات الزكاة، المريد، الشيوخ، كرامات.
11- كانت طريقة التصوف سائدة عند جميع الأديان في المنطقة، ولم تكن مقتصرة على المسلمين فقط، ولكنهم يتجالسون مع بعضهم ويتبادلون الارشادات، وهكذا كان رجال جلسة شيخ ادي الأول والثاني ومن بعدهما الشيخ حسن، اذ كان أكثرهم من المتصوفة المسلمين والمسيحيين.
12- يتبين لنا من خلال المشورات بان الإيزيدية فقدوا مساحة شاسعة من جغرافيتهم منذ كتابة المشورات الى يومنا هذا، ولم يتبقَ بحوزتهم منها سوى 10% او اقل من ذلك.
13- يتوضح مما ورد في المشورات ومقارنتها مع الواقع الحالي ان أكثر القبائل والمجموعات الواردة في المشورات تركوا العقيدة الإيزيديةنتيجة الحملات، ليتبين لنا منها حجم الحملات ومدى خطورتها على المجتمع الايزيدي .
14- تبين لنا المشورات بان الهيئة الدينية للايزيديةكانت تهتم بالقراءة والكتابة والمشورات والمخطوطات، وتفند ادعاء الكثيرين بان أولياء الإيزيدية حرموا عليهم الدراسة واقتصرت الدراسة لأحفاد شيخ حسن فقط.
15- الحفاظ على ما تبقى من المخطوطات دليل أكيد على حرص أصحابها على سلامة المشورات.
16- تؤكد المشورات بان الخيرات والرسوم هي بمثابة الزكاة وهي تمثل رخصة او اجازة من المراجع الدينية للبير وأحقيته في جمع الخيرات .
17- كاتب المشورات هو الشيخ حسن بن شيخ عدي الثاني وذلك في (معبد لالش) واكثرها كتبت عند (العين البيضاء) في بداية القرن الثالث عشر الميلادي.
18- العديد من المشورات كتبت في مجلس الشيخ عدي بحضور شمس قدس الله روحه وفي حضور ملك فخردين وناسردين وساجدين .
19- صدرت المشورات لمريدي البيرانية لجبي الخراج والضرائب من قبائل ومناطق أخرى المبينة فيه للخزينة الإيزيدية في معبد لالش ثم بقيت هذه الوظيفة في ذريتهم.
20- الذين قاموا باستنساخ المشورات كافة وبمراحل متعددة ، جميعهم من شيوخ شيخ حسن الساكنين في بعشيقة وبحزاني.
21- تشمل الضريبة على أغنامهم ودوابهم وبيادرهم وبساتينهم وزرعهم و ما يملكون.
22- كتب عند الاستنساخ (قدس الله روحه) وهذه العبارة تستعمل للأموات، أما (قدس الله سره) فتستعمل للأحياء والأموات .
23- ختم شيخ هادي الموجود على منشور ختيببسي ، دليل على أن النسخة لم تكن أصلية بدليل أن الختم ليس الختم الأصلي للشيخ عدي، و انما هو ختم حديث صنعه باسمه ولو كان أصليا لم حرف فيه اسم (عدي) الى (هادي).
24- أما طغيان اللهجة العربية العامية على المنشور واقترابه منها دليل أخر على التغيير الذي طرأ على النص الأصلي للمشورات وعدم المحافظة على سلامة صيغته أثناء إعادة كتابة المنشور مرارا فلو كانت الصيغة الأصلية لكانت العربية الفصحى تماما .
25- احترام الإيزيدية للمشورات لكونهم يعتقدون بقدسيتها وما كتب فيها كتبه شيخ حسن .
26- يظهر من خلال المشورات كنية هؤلاء البيرانيةواصولهم البيرانية العريقة، وهذا دليل على عراقة الإيزيدية وجذورهم التاريخية .
27- من خلال المشورات والنصوص الدينية للايزيديةيظهر لنا المستوى العلمي والفلسفي الديني للايزيدية في تلك الفترة وما سبقها، على سبيل المثال كيف استطاع هؤلاء العلماء من تدوين العشرات بل المئات من القصائد الشعرية الدينية، وفق السياقات العلمية الاكاديمية، وهذا دليل ان اساتذتهم كانوا سباقين في العلم والمعرفة .
28- معرفة الجغرافية القديمة للعديد من القبائل، وقد تغيرت الآن مواقعها الجغرافية .
29- يتبين أن الدولة الدينية للايزيدية في عهد شيخ حسن كانت ذات نظام اقتصادي قوي ومنتظم وكذلك من حيث تدوين النصوص الدينية .
30- يبدو ان لكل قبيلة منطقة جغرافية خاصة بها، فقد اعتمدت المشورات على النظام القبلي وليس المواقع الجغرافية .
31- هناك ارتباط قوي ومتماسك بين جميع القبائل والنظام الديني في معبد لالش بقيادة شيخ حسن بن شيخ عدي الثاني .
32- بما ان القبائل ملتزمة بدفع الضرائب، نستنتج بان الدولة كانت مسيطرة.
33- من خلال ورود كلمة سنجق في المشورات دلالة على المنطقة الجغرافية، وبذلك قد استعملوهاقبل الدولة العثمانية .
34- تظهر ظاهرة طوف السناجق في جميع المناطق الإيزيدية، إذ كانت قبل ذلك العهد الذي كتبت فيهالمشورات، ونستنتج بانها كانت قبل مجىءالشيخ عدي بن مسافر (ع).
35- من خلال المشور تبين ان نظام الإيزيدية كان دينيا ودنيويا وذا سيادة قوية.
36- عند الاستنساخ قد اضيفت بعض الكلمات والعبارات الاسلامية الدخيلة على بعض المشورات مبينة من خلال القراءة.
37- كتبت المشورات في البداية على جلد الغزال ومن ثم على الورق السميك.
38- اصحاب المشورات حافظوا عليها بدمائهم.
39- فقدان بقية المشورات نتيجة الحملات الظالمة،ومن جهة اخرى عدم معرفة التصرف مع الخزن والادامة وتسليمه من شخص الى اخر.
40- المشورات أصبحت مادة للباحثين والمؤرخين
41- لقد ذكر ولعدة مرات كلمة بارزان و بارزاني،وكتبت على جلد الغزال، وعلينا بالبحث عن اي منطقة مقصودة، منطقة بارزان الحالية ام قرية بحزاني التابعة لناحية بعشيقة ؟
42- يظهر التسامح الديني والتعايش بين الاديان عند المتصوفين.
43- لم تفتح المشورات للغرباء والرحالة، بالرغم من اغراءات الكتاب والرحالة لمن يمتلكون الوثائق القديمة.
44- تعتبر هذه الدراسة هي الاولى من نوعها على تلك المشوررات السبعة.
45- وردت اسماء للعديد من القبائل، التي لم نسمع بها لربما لم تكتب بشكل صحيح عند الاستنساخ، وبإمكان الباحثين بالبحث الدقيق عن هذه القبائل.
46- من خلال التوزيع الجغرافي المبين لربع او نصف منطقة ما، يمكننا استنتاج مدى الامكانيات الاقتصادية لتلك المنطقة من الثروة الزراعية والحيوانية والتجارة العامة .
47- عدم وجود عقبات أمنية لإيصال الخيرات من جميع مناطق الإيزيدية الى معبد لالش .
48- قبول جميع عوائل البيرانية لما كتب لهم شيخ حسن من التوزيع العادل للمريدين والمناطق الجغرافية .
49- رضا جميع القبائل لآلية توزيعها على تلك العوائل البيرانية دون معارضة .
50- يبدو ان تلك العوائل البيرانية كانت مجدة في الارشادات الدينية لمريديها ، لذا تم قبولهم منذ ذلك الوقت الى يومنا هذا .
51- قد تكون تلك القبائل كانت عائدة لأجداد البيرانيةفي عهد شيخ حسن ، لكنه جدد لهم بوثائق رسمية ومختومة، وهذا دليل آخر على ان البيرانية كانت سائدة منذ القدم عند الإيزيدية .
52- لم تتم كتابة الوثائق والمشورات.
53- قرر للبيرانية أخذ ((الفتو – رسومات مادية تأخذ من المريد)) وهناك نص ديني يقول (دا ده ستي شيخا بسك ومه قه سه…. و يى بيرا فتو وزكاته) بالإضافة اليهما هناك الجهات التاية يأخذون الفتوعلى شكل ضريبة سنوية ، ولهذا قال المؤرخ صديق الدملوجي الذي عاشر الايزيديين وكتب في كتابه (اليزيدية) المطبوع سنة 1949م، بان الإيزيدية كبقرة حلوب .
أ – جولة الطاووسين السبعة في القرى الإيزيديةثلاث مرات سنوياً.

ب- جولة بابا شيخ في القرى على الاقل مرة في السنة .

ج – جولة البيشمام في القرى.

د- جولة متولي مزار شيخ آدي (اومن ينوب عنه) نحو (16) مرة في السنة في القرى الإيزيدية .

54- ان طبقة البيرانية قديمة، اما طبقة الشيوخ فتم استحداثها في زمن الشيخ حسن بن عدي الثاني وما بعده .

55 – أصحاب المشورات لم يتم أخذ الموافقة منهم بالإغراءات المادية .

56 – البعض حاولوا تعميد المشور بماء العين البيضاء، وبذلك تلفت الورقة.

57 – تحفظ جميع النياشين والبرات والمشور ان وجدتفي زاوية او شباك مخصص في احدى غرف البيت وتسمى (ستيرك ). في الواقع لا أعلم عن معنى الكلمة هل المقصود النجمات الساطعة أم الستار أم ماذا؟

58- من خلال قراءتنا لمشور اومر خالان يتبين وجود 90عائلة للبيرانية وهناك (40) مشورا في حينها .

59- ذكرت لمرات عديدة كلمة سيدنا للشيخ عدي الأول والثاني وابنه شيخ حسن (ذكرت أربعين مرة سيدنا شيخ عدي ابن مسافر نور الله ضريحه، ذكرت أربعين مرة سيدنا الشيخ حسن صالح الزاهد العابد الورع التقي النقي العالم العامل العابد العارف أمام الموحدين ومذهب سُنة الدين أبا محمد شيخ حسن رحمه الله عليه أجمعين )

60- بالرغم ان بير سين البحري كان من قرية دارا بالقرب من ماردين ، لكن له مزار ونياشين في مناطق شيخان (مزار بجانب بير قضيب البان في معبد لالش، نيشان في دوغات و نيشان في مهدر بوزان )

مشور بير سين البحري الداريني (الداراني)

وصف المشور :

ورق ملفوف طوله نحو 18 مترا وعرضه 30 سم، محفوظ لدى عائلة (بير شكري بير خليل بير نمر بير بيرؤ بير اوصمان بير ماموبيرا) كان أجداده يسكنون قرية (حمدونا / إمارة خالتا) قضاء بطمان/ دياربكر) من بيرانية (بير سين البحري الداراني) وحالياً يسكنون في مدينة (فلمسهافن) مقاطعة نيدرزاكسن الألمانية.

بعد ان نشر ثلاثة اشخاص ملخصا عن هذا المشور في بجامعة كمبردج ببريطانيا سنة 2020 (Pirbari et al،2020، 20-23)، كتب أ.د. خطاب إسماعيل أحمد/ جامعة زاخو وهو من قبيلة موسرشان، تحقيقاً عن المشور في مجلة (روگه هـ) العدد 15،لعام 2022 بمركز الدراسات الكوردية في جامعة زاخو.جاء فيه :

أين تقع مدينة دارا

يقول ابن خورذابة في كتابه (المسالك الممالك) 1999، ص 95، تقع مدينة دارا على الحدود السورية التركية، المسافة من نصيبين الى دارا خمسة فراسخ ومن هناك الى كفرتوفا سبعة فراسخ، بينما يذكر ابن حوقل 1938/1/ 308 صورة الأرض، دارا مدينة بين آمد – دياربكر– وحران/ في طريق بين آمد الى جسر مدن ترعيد – ادرمة – نصيبين – دارا – كفرتوفا– رأس العين – تل بني سيار – حران والطريق من هناك نزولاً الى سروجى، وكانت مدينة دارا من المدن العظيمة والازلية القديمة للرومان، وذكرها المقدسي في كتابه (احسن التقاسيم في معرفة الأقاليم 1991/137) بان دارا مدينة تابعة الى إقليم ربيعة، بينما يذكر ياقوت الحموي : بان دارا هي في منطقة جبلية بين نصيبين وماردين تكثر فيها البساتين وتجري فيها نهر صاف، وكان قوباد شاه دارا إسكندر الكبير في معركة، ويتبين ان دارا تابعة الى الموصل ومعلتة – مالطا الحالية – في دهوك تلك القبائل موجودة في إقليم ربيعة (سنجار، تلعفر، موصل، مالطا) .

وزارها الرحالة جمس بكنغهام في تموز 1816م، وهي قرية صغيرة على بعد أربعة وعشرين ميلاً من مدينة نصيبين، كانت في أول عهدها حصناً منيعاً أنشأه الامبراطور الروماني انستاسيوس وأسكنه عدداً من الناس وكان يحيط بهذا الحصن سوران عاليان لهما أراج مرتفعة.

ولكن دارا التي تقع في منطقة الاناضول بين نصيبين وماردين بمسافة 20-30كلم ، قبل اثنيعشر الف عام كانت عاصمة للبارسيين وروما والاريين والميثرائية، وتم العثور على العديد من الاثار، ومنها اثار الإيزيدية كطير الطاووس، قبل فترة ليست بالبعيدة كانت تسكنها الإيزيديةونتيجة هجرتهم الى اوروبا أصبحت فارغة منهم، وتسكن حالياً (185) عائلة من الكورد المسلمين وبعض الاثوريين فيها .

المريدين الحاليين لبير سين البحراني

1- قبيلة ماسكي
2- قسم من قبيلة البلكان
3- قبية رشي

ما علاقة بير سين البحري بالمتصوف أبو سليمان الداراني الذي سبقه ؟

أبو سليمان الداراني : تكلم عنه ابن القيم في المدارج وقال : ( كان أبو سليمان الداراني مضرب المثل في العبادة من أهل الشام مثلما كان الحسن البصري بالبصرة وهو من أبرز علماء الصوفية الحقيقية في القرن الثالث الهجري وكان يلقب بعابد أهل الشام )، وقال ابن كثير: (وهو أحد أئمة العلماء العاملين أصله من واسط قدم دمشق وسكن في قرية غرب دمشق يقال لها داريا ،فنسبه بالداراني إلى داريا رحمه الله)، قال عنه الإمام الذهبي في سير الأعلام:الإمام الكبير ، زاهد العصر أبو سليمان ، عبد الرحمن بن أحمد وقيل : عبد الرحمن بن عطية . وقيل : ابن عسكر العنسي الداراني . من أهل داريّا، قرية من قرى دمشق في سوريا.ولد في حدود الأربعين ومائة للهجرة توفي سنة نيف وتسعين ومائة

 

ما جاء في المشور :

بعد ان علموا ان بيرسين الداراين رحمة الله عليه كانت له كرامات، ومنها انه يركب الخشب (مركب نهري بسيط مصنوع من الخشب) من الجبال ويصل منه الى البرية، نتيجة لكراماته وقدراته الخارقة وايمانه بالله وتقواه، اصبحت القبائل التالية من مريديه ومنحوه الخيرات (التي يطلق عليها محليا بين الايزيديين بالفتو) ومازال احفاد هذه القبائل يمنحون تلك الخيرات الى احفاد بير سين البحري :

أما فيما يخص بالقبائل الواردة في المشور فقد ذكرتهاالعديد من المصادر منها:

ذكر في دفتر تحرير مفصل واجمال ولاية أربيل سنة 1542م ضمن الوثائق الثمانية في القرن السادس عشر الميلادي، عن القبائل ومنها ( موسكان، لك، داسني، دونبلي ، بير خدر)

ياسين خيرالله العمري (ت 1817م) حول قبائل الإيزيدية في الموصل منها(الدنادية – – دنان – ، المهركان، القائدية، شيخاني)

المقريزي ت 1441م في كتابه الخطط المقريزية (ص 3 ، 403) العشائر الإيزيدية ( الروادية، الدنبلية، داسنية، هكارية، المروانية(

 

المصادر والهوامش :

1- وفق النصوص الدينية بان الشيخ ادي الثاني قد وضع الحد والسد للزواج بين الايزيدية .
2- ان المصادر العربية عندما تتناول الحديث عن جباية الضرائب من مناطق الجبال والموصل وغيرها تؤكد بانه تم في القرنين التاسع والعاشر جمع الخراج من تلك المناطق بشكل اساسي، والخراج بشكل عام يحتوي على ضريبة الارض والاتاوة وما شابه ذلك، ينظر: ارشاك بولاديان، الاكراد من القرن السابع الى القرن العاشر الميلادي وفق المصادر العربية، ترجمة مجموعة من المترجمين، دار التكوين، دمشق 2004، ص176.

3- داود مراد ختاري، الحملات والفتاوى على الكورد الايزيديين في العهد العثماني، دار سبيريز، دهوك 2012.
4- بكل ما يتبعها من اراض وبساتين وعيون ماء بل حتى حق اخذ الأتاوات عن الرعي في هذه الاراضي، رغما عن اصحابها الاصليين المالكين لها بسندات عثمانية رسمية سابقة.
5- كباحث أشكك في كل مشور من هذه المشورات، من منطلق الاحتمال الكبير لتعرضها للتغيير او للتشويه او تغيير الكتابة باللغة، نتيجة حملات الاضطهاد التي لاحقت الديانة الايزيدية في مختلف مراحلها التٲريخية، وايضا من قبل من اعادوا كتابتها لغرض استنساخها لاحقا، خاصة من قبل من كلفوا من غير الايزيديين من حامليها في الفترات التي عز فيها على الايزيدي القراءة والكتابة لأسباب لا مجال هنا للدخول فيها.
أشكر الزملاء الذين نصحوني بدراسة هذه المشورات وتقديم بحث مفصل، حضر الجلسة الأولى (40) كاتبا ومهتما بالشأن الايزيدي في قاعة لالش ختارة/ قضاء تلكيف سنة 2011م ، وفي الجلسة الثانية حضر (10) أشخاص من المهتمين بالتاريخ والشأن الايزيدي يوم 27 ك1 2023، وبعد نقاش مستفيض في الجلستين ، طلبوا منا تقديم بحث عن مشورات البيرانية، وهذا هو البحث الذي بين ايادي القراء الكرام ، أتمنى اني قد وفقت في بحثنا المتواضع هذا، وان يكون حافزا للباحثين عن الحلقات المفقودة من تاريخ الديانة الايزيدية قديماً وحديثاً ونصوصها الدينية وتراثها الشفاهي لإجراء المزيد من التقصي والتحليل وصولا الیالحقائق التي شوهت نتيجة الغزوات والفرمانات التي تعرض لها الايزيديون علی مر التاريخ، وأشكر الأستاذ الدكتور خالد خدر على مراجعته القيمة للبحث .

6- كانت هناك 80-90 عائلة من البيرانية واصبح بير هسن ممان بيراً لأربعين منها وبقيت 40-50 عائلة لم يكن بير هسن ممان بيراً لها 0 (وذكرنا أسماء جميع الابيار في منهاج الدراسة الإعدادية للصف الحادي عشر)
7- وفق ما منشور في المشورات التي في حوزتي
8 – – دبيَذمة وة شيَخان و ثير

هون د زانابن دلطير

دا ل ئاخرةتىَ بيضذنة وة ثير

المصدر : دلشاد نعمان ،البيرانية ، مجلة لالش العدد 22 سنة 2005، ص 95

9- صديق الدملوجي، اليزيدية ، الموصل 1949، ص 44.
10 – المصدر نفسه، ص 45.

11- المصدر نفسه، ص44.

12- جميع الشمسانيين والأديان الارية القديمة كانوا يقدمون قرابينهم لوجه الشمس عجلاً أو ثوراً وليس أي حيوان آخر، ومازال الايزيدية يقدمون ثوراً قرباناً لنور الشمس في اليوم السادس من عيد الجماعية في معبد لالش في شهر تشرين الأول من كل سنة وتسمى (مراسيم القباغ).

13– وفق السبقة الدينية من القول (النص الديني)

ثادشىَ من ب هوكمىَ خوَ خافوورة

ذ با وى هاتبوو دةستوورة

دا دةستىَ شيَخا بسك و مةقةسة

دا دةستىَ ثير زةكات و مشوورة

14- أ.د. خطاب إسماعيل أحمد تحقيقاً عن المشور في مجلة (روگههـ) العدد 15،لعام 2022 مركز دراسات جامعة زاخو.

15– جمس بكنغهام، رحلتي الى العراق، ترجمة سليم طه التكريتي، المجمع العلمي العراقي، بغداد 1968، ص 14و 27

16– لقاء قناة دنكي طورى (صوت الجبال) مع نصرالدين كيوخي و سنان دارا المشرف على عمال الاثار وهو من ابناء القرية يوم 26 سيبتمبر 2021م .

17- (المكتبة الإسلامية islamweb.net .https://tarajm.com/people/11778

18– د زرار صديق، القبائل والزعامات القبلية الكردية في العصر الوسيط، دار الزمان للطباعة والنشر، أربيل 2016، ص 242 .

19– ياسين خيرالله العمري، عجائب الأثر في حوادث القرن الثالث عشر، دار الوراق للنشر 2017، ص 40و 51

20- د زرار صديق، القبائل والزعامات القبلية الكردية في العصر الوسيط، دار الزمان للطباعة والنشر، أربيل 2016، ص 248 .

 

خدر الياس.. الإيزيديون يستعدون لإحياء طقوس عيد يعود تاريخه إلى أكثر من ٤ آلاف عام

يُعرف عن المجتمع الإيزيدي، وعبر مناسباته الدينية والاجتماعية، ارتباطه الوثيق بالطبيعة واعتماده على التقلبات الفصلية ومواعيد الزراعة والحصاد لتحديد مواعيدها، وفق التقويم الشرقي “الكرمانجي”.

وبحسب تقرير لوكالة هاوار الكردية، أن عيد “خدر الياس” أو “بي خوين”، واحد من الأعياد، يعود تاريخ الاحتفال به وفق الإيزيديين إلى أكثر من 4 آلاف عام قبل الميلاد، وتحيا طقوسه حتى يومنا هذا، بتحضيرات مميزة، تقوم بها النساء الإيزيديات ويتشارك فيها أفراد الأسرة الواحدة.

وخدر الياس شخصية سماوية خالدة وفق المعتقد الإيزيدي، حيث عرف قديماً كملاك للزراعة والمطر، لذا فإن للعيد علاقة بالزراعة والإنبات، حيث بحلوله يوشك موسم زراعة الحبوب والبذار على الانتهاء، وتبدأ دورة خصوبة الأرض ومد البذار التي وضعت في التربة جذورها.

وتبدأ طقوسه يوم الأحد، نهاية شهر كانون الثاني من التقويم الشرقي، ويخصص اليوم للطهارة والتنظيف، وتليه أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء، وفيها يصوم الإيزديون صوماً ليس بفرض، ويحضر خلالها “بي خوين”. ويحرم في هذا العيد ذبح الأضاحي وإراقة الدماء والصيد، ويحتفل بالعيد يوم الخميس.

تقول كلي جعفر، وهي إيزيدية مهجرة من عفرين المحتلة شمالي سوريا، تقطن في مقاطعة عفرين والشهباء: “إن العيد له دلالات على الارتباط الوثيق بين الإيزيديين والطبيعة”.

تحضير الـ “بي خوين” ودلالة الاسم

تجلس كلي جعفر ومعها العشرات من النساء الإيزيديات لتحضير بي خوين بعد تحميص 7 أنواع من الحبوب والبذار ليصنعن “القلاندوك”.

و”القلاندوك” كلمة كردية يطلقها الإيزيديون على مجموع 7 أنواع من البذور ويمكن التنويع فيها، وتكون في الغالب من “القمح، الشعير، الحمّص، السمسم، الذرة، دوار الشمس، والعدس” وتُقلى وتُخلط مع بعضها البعض، وبعد خلطها تُطحن بـ “الرحى” الحجرية اليدوية، لتشكل “الطحين”.

يقوم الإيزيديون بوضع قسم من هذا المزيج، في عشية العيد (يوم الخميس) أول خميس من شهر شباط الشرقي، قرب مقدساتهم الموجودة في المنزل، وتبقى هناك حتى انتهاء العيد، ويعود ذلك إلى إيمانهم بأن ذلك سيجلب الخير للأسرة.

ومقدسات المنزل هي كيس “مطرز” يحوي أشياء مقدسة لدى الإيزيديين أبرزها “البرات” الذي يجلب من معبد لالش النوراني، ويسمى “قولكي براتا”، ويفترض وجوده في كل منزل إيزيدي، ويعلق على أحد الجدران ويوجه باتجاه الشرق “جهة شروق الشمس”.

وعن ذلك تشير كلي “إن الإيزيديين يؤمنون أنه إذا استيقظ أفراد الأسرة ورأوا آثاراً على الصحن الذي وضع فيه المزيج فإن ذلك يعني أن خدر الياس قد بارك المنزل وأن الخير سيكون من نصيبهم”.

وفي اليوم التالي يُمزج “طحين القلاندك” مع مستخلص التمر “الدبس” ويُحضّر ما يسمى بالـ “بي خوين” أي الذي أعد من دون دم (باللغة الكردية)، إشارة إلى مكوناته من الحبوب الزراعية فقط.

يتناول أفراد الأسرة الواحدة هذا الـ بي خوين، وتوزع كميات منه على الجيران، مهما اختلفت دياناتهم.

ولهذا العيد طابع خاص لدى الشبّان والشابات، وحسب المعتقد الإيزيدي، فإنه على غير المتزوجين تحضير نوع خاص من العجين أو رغيف يسمى “قرصك” ويكون مالحاً جداً عشية العيد، وتناوله قبل النوم.

حيث يتم تحضير قطع صغيرة ومالحة كثيراً، ويفترض بكل شاب أو شابة تناول 3 قطع قبل النوم، وحسب المعتقد فإن كلاً منهما إذا حلم بقيام أحد الشبان والشابات بتقديم كأس من الماء له، فهذا يعني أنهما بعد فترة سيحبان بعضهما ويتزوجان.

وهناك مقولة يتداولها أبناء البيت الواحد بمناسبة هذا اليوم وهي:

(xidir eliyas û xidir nebî kesê ne li mala xwe bê behrewî tê de nebê)

وشرحها باللغة العربية “من ليس في بيته خدر الياس وخدر نبي، لا نصيب له فيه).