رأى، الكاتب والمحلل السياسي التركي طه عودة أوغلو، أن العلاقات التركية الأمريكية هي الآن في نفق مظلم بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، توقعه بوصول منظومة (إس-400) الروسية إلى تركيا في النصف الأول من الشهر المقبل وأيضا تأكيده مضي بلاده في إتمام صفقة شراء منظومة (إس-400) رغم مهلة البنتاغون له شهرين لإلغاء الصفقة.
وأشار أوغلو في حديث مع تموز نت “أن التوتر بلغ ذروته خلال الأيام الأخيرة في ظل سعي الإدارة الأمريكية إلى منع تركيا من تمرير الصفقة التي وقعتها مع موسكو نهاية عام 2017”.
وأضاف “يمكن القول بأن العلاقات التركية الأمريكية أصبحت رهينة الخلاف فهي تعاني توتر ليس وليد اللحظة وإنما منذ فترة طويلة ويتضح هذا الخلاف خلال الانقلاب الفاشل في 2016 وفي القضايا الخلافية في الإقليم خصوصا في الملف السوري”.
ورأى أوغلو أن “التعقيدات الراهنة في الأزمة التركية-الأميركية المتصاعدة قد تتجاوز الخسائر الاقتصادية وتمتد إلى الخسائر والمميزات العسكرية الدفاعية واللوجستية التي تتمتع بها أنقرة”.
وكان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان، قال الأسبوع الماضي، في رسالة إلى نظيره التركي، إن تدريب الطيارين الأتراك سينتهي في 31 يوليو، وأنه لن يُسمح لتركيا بالحصول على 4 طائرات من طراز إف- 35 كانت قد اشترتها.
وأوضح الكاتب طه عودة أوغلو “إجمالا، يمكن القول إن أنقرة في مأزق كبير ومع قرب استلام تركيا الدفعة الأولى من منظومة (إس- 400) الشهر المقبل فإنها تسعى للبحث عن صيغة للخروج من هذا المأزق من دون خسارة موسكو خاصة أنها تعلم أن إدارة الرئيس ترامب جادة في فرض مزيد من العقوبات على تركيا حال الحصول منظومة (إس- 400)”.
ولفت أوغلو “الظاهر للعيان أن الرئيس التركي أردوغان لن يتراجع عن صفقة (إس-400) وأسباب عدم تراجع تركيا عن تلك الصفقة برأي هي عدم حسم واشنطن معها القضايا المتعلقة بالأمن القومي التركي كقضية استمرار الدعم للأكراد إضافة إلى سداد تركيا لجزء كبير من قيمة الصفقة التي تقدر بـ2.5 مليار دولار”.
وقال أوغلو في نهاية حديثه “الصفقة حال تمريرها قد تؤدي إلى توترات واضطرابات في مسارات العلاقة بين أنقرة وواشنطن بالإضافة إلى عدم إمكانية التنبؤ بردود أفعال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ويبدو أن شكل العلاقات بين أمريكا وتركيا وتطورات الأزمة سوف تتضح معالمها مع نهاية المهلة الممنوحة لها من أمريكا”.
تموز نت