الحياة تسير دائمًا على قواعد، وأي اختلال فيها يخل النظام السائد، ومن أهم تلك القواعد، أن الطيور على أشكالها تقع، وكما يدين الإنسان يدان، فلو فكر أحد في إيذاء الغير، عليه أن ينتظر وقوع الأذى، لأن الله سبحانه وتعالى لا يجبر أحداً على فعل الظلم، وإن يرد له ظلمه.
وعلى نفس الوتيرة فاعل الخير يجد الخير، فإن كنت صديقًا مخلصًا للآخرين سيكونوا معك أكثر إخلاصًا وودًا، فنحن نجني ما نزرعه فقط، لذا يجب علينا دائمًا أن نفعل الخير حتى نجنيه، ولكي نحظى بأصدقاء لا بد أن نتسم نحن بصفات الصداقة كما يقول المثل الإنجليزي.
قصة المثل: كان هناك نسر يعيش هو وعائلته على شجرة كبيرة، مع بعض القرود، التي تعيش أيضًا في الشجرة نفسها، وكان الجميع يحيا في سعادة وسلام، وفي ليلة من ليالي الشتاء العاصف جاء الأرنب، وهو يرتجف من شدة البرد، وطلب منهم السماح له ولعائلته البقاء معهم في جحر أسفل الشجرة.
رحبت عائلة النسر والقرود بعائلة الأرنب، فشكرهم الأرنب بالنيابة عن أسرته، واستقر معهم في الشجرة نفسها، وبمرور الوقت أصبح الجميع أصدقاء، حتى أتى اليوم، الذي زار فيه الصقر صديقه النسر، ورأى في الشجرة التي يقطن بها مجموعة من الأرانب الصغيرة؛ فأخذ الصقر يحرض صديقه النسر على خطف صغار الأرانب، وأخذ يخبره كم أن مذاقهم لذيذ، فدارت تلك الأفكار الشريرة في عقل النسر، ووافق على خطة صديقه الشرير، فلما خرج الأب الأرنب، والأم الأرنبة لجلب الطعام لصغارهم، تسلل النسر، وخطف الصغار.
ولكن الأب الأرنب رأى النسر يتسلل إلى جحره، ويخطف صغاره، فذهب بغضب شديد إلى النسر يطلب منه إعادة الصغار، ولكن النسر كان مغروراً بقوته واعتقد أن الأرنب الضعيف، لن يستطيع إيذاءه أو تحديه، فرفض إعادة الصغار إلى أبيهم.
عندما سمعت عائلة القرد بما حدث غضبت غضبًا شديدًا من النسر، وطلبت منه إعادة صغار الأرانب إلى حضن أبيهم، ولكن النسر أصر على موقفه؛ فاجتمعت الأرانب مع القرود، وثاروا على النسر، وهددوه بإشعال النار في الشجرة؛ فأدرك النسر أنه أخطأ على الفور وقرر إعادة الأطفال، وبعدها ندم على ما فعل ولكن بعد فوات الأوان، فقد قررت الأرانب والقرود مقاطعته، والابتعاد عنه، فقام النسر بطرد الصقر، الذي تسبب في خسارته لأصدقائه الحقيقيين.
الثقافة – صحيفة روناهي
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=13255