استمرار الاستيلاء على أملاك الكرد في عفرين ومصير قاصر كردي مجهول بعد 42 يومًا من اعتقاله

رغم مغادرة قادة ومتزعمي فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا من منطقة عفرين بعد سقوط “النظام السوري البائد” بتاريخ 8 كانون الأول 2024، لا تزال الانتهاكات مستمرة بحق المواطنين الكرد، وفق تقرير صادر عن “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا”. أفادت المنظمة أن متزعمي الفصائل يواصلون الاستيلاء على أملاك وأراضي المهجرين قسرًا، مطالبين بتقديم وكالات وأوراق ثبوتية للأملاك للتعامل معها “كأصحابها”.

في هذا السياق، قام المدعو “أبو المعتصم”، أحد متزعمي فصيل “السلطان محمد الفاتح” سابقًا، بإرسال تسجيلات صوتية إلى مخاتير قرى ناحية معبطلي (صاريا، كوركا، عرب أوشاغي…)، طالباً وكالات الأملاك بحجة طلب “اللجنة الاقتصادية للمنطقة”. لكن المنظمة نفت هذا الادعاء، مؤكدة أن “اللجنة الاقتصادية المشكلة حديثًا” على تواصل مع المخاتير والمؤسسات المعنية و”ليس بحاجة” للتعامل مع مكاتب الفصائل السابقة.

استمرار نهب ممتلكات الكرد في ناحية بلبل رغم سيطرة الأمن العام

رغم دخول “الأمن العام” إلى عفرين، لا تزال عوائل المستوطنين و”اقتصاديات الفصائل” المدعومة من تركيا تستوليان على ممتلكات المهجرين الكرد قسرًا في ناحية بلبل، وفق “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا”. أفادت المنظمة بأن المستوطنين غادروا المنطقة بشاحنات محملة بأغراض المهجرين، بينما يواجه العائدون الكرد “صعوبات كبيرة” لاستعادة منازلهم، حيث تُفرض عليهم “اتاوات مالية” مقابل التسليم.

وأضافت المنظمة أن “اقتصاديات الفصائل” تطالب العائدين بأوراق ثبوتية وتمنع جني زيتونهم، بينما يرفض المقربون من الفصائل تسليم الأملاك “إلا بعد جني الموسم”. وذكرت أمثلة تشمل:
– “أبو كاسر” (متزعم فرقة الحمزات) يستولي على “أكثر من 10 آلاف شجرة زيتون” في شرقيا والقرى المحيطة.
– “ربيع” (متزعم الحمزات في عبله) يسيطر على “أكثر من 8 آلاف شجرة”.
– “عبد السلام حمود” (متزعم فرقة المعتصم في بيباكا) ينهب “آلاف أشجار الزيتون”.
– فرقة “السلطان مراد” بقيادة “عدنان الخويلد” تستولي على آلاف الأشجار في باليه، قورنه، قورطا، وكوتانا.

وتؤكد المنظمة أن “مكتب الأمن العام الاقتصادي” في عفرين، رغم تلقيه شكاوى، فشل في ردع المتورطين الذين “يضربون بعرض الحائط” قراراته.

إغلاق سجن “تبة الإسكان” في الغزاوية بعد انتهاكات جسيمة بحق الكرد

كشفت “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا” عن إغلاق سجن “تبة الإسكان” المحيط بقرية الغزاوية بناحية جنديرس، الخاضع لسيطرة فصيل “فيلق الشام” (منضم حاليًا ضمن هيكلية “وزارة الدفاع السورية المؤقتة”)، في مارس 2025.

وُصف السجن، الذي كان يشرف عليه المسؤول الأمني “صلاح السامرائي” (عراقي الجنسية)، بأنه “منفردات ومكان للتعذيب”، حيث تعرض الشبان والبنات والأطفال الكرد لـ”كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي” بتهم “التعامل مع الإدارة السابقة أو خلايا قسد”.

وأضافت المنظمة أن الهدف كان “الضغط على السكان الأصليين الكرد للتهجير القسري” و”استكمال سياسة التغيير الديموغرافي الممنهج” من قبل “الاستخبارات التركية” لـ”محو هوية عفرين الكردية”. وذكرت مصادر محلية أن معظم المعتقلين تم نقلهم إلى سجن “سلفري” بإسطنبول، بينما أُطلق سراح آخرين بعد 8 كانون الأول 2024. وأشارت المنظمة إلى أن ذوي المعتقلين حُرموا من زيارتهم “خشية كشف الفضائح”.

مصير قاصر كردي مجهول بعد 42 يومًا من اعتقاله

أفادت “منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا” بأن مصير الشاب الكردي القاصر “جودي محمد عمر” (من قرية خليلاكا – ناحية بلبل، مقيم بحي الشيخ مقصود بحلب) لا يزال مجهولًا بعد 42 يومًا من اعتقاله بتاريخ 15 تموز 2025. وأوضحت المنظمة أن عناصر “حرس أمن الحدود” في مفرق قرية زعرة – ناحية بلبل اعتقلوه بعد زيارته لبلدة بلبل برفقة جدته، دون تحديد تهمة.

وأشارت المصادر المحلية إلى أن “جودي” نُقل من مقر حرس الحدود في بلبل إلى سجن “الراعي”، حيث يخضع لـ”احتجاز تعسفي” وسط “مصير مجهول”. وتناشد عائلته “جهاز الأمن العام” بالتدخل لمعرفة مصيره وإطلاق سراحه “لعدم ارتكابه أي جرم”.

Scroll to Top