الاعتذار في المسرح المنزلي

كوردأونلاين

in
وليد عمر_
 كثيراً تحدثت، وأكدت في لقاءاتي التلفازية ببرامج الأطفال، أن مسرح الأطفال، بأفكاره، بنصائحه، يلتصق بذهن الطفل ووجدانه، ويصبح سمة ترافقه طيلة حياته؛ لأن المسرح فن مباشر وحيوي، ويعتمد على الفعل ورد الفعل، ومن خلال المتعة التي يتبناها مسرح الأطفال، ويقدمها لهم تتغلغل، وتسكن عقولهم وأذهانهم، وكمثال الكثير من الناس يعدّون الاعتذار من الآخرين عيباً، أو يقولون نحن فوق الاعتذار، ويصفون الاعتذار، بأنه إهانة لشخصيتهم، والكثير من الناس لا يتقبلون الاعتذار، ويرفضون ذلك تماماً… لذلك آثرت أن أقدم لكم مقطعاً مسرحياً عن الاعتذار، تقصوه على أطفالكم وبطريقة تمثيلية، وتقلدون شخصياته، أو إذا كان بالإمكان تشخيصه، أو مسرحته لهم بالمنزل:
الحمار (صديق جحا) بصراحة يا أطفال أنا تعبت كثيراً، كل يوم أذهب إلى السوق، وأحمل أثقالاً، وأدوات الزراعية، وأعود من الحقل حاملاً أكياساً ثقيلة من الخضروات، ماذا أفعل؟ يجب أن أجد حلاً لهذه المشكلة (النفسية)، فكّر أيها الحمار، فكّر، فكّر (يروح ويأتي) فكّر، شغّل مخّك، ها، ها جاءتني فكرة رائعة، سأقول لجحا بأنني بقرة، نعم بقرة فالبقرة يا أطفال لا تتعب كثيراً، وتأكل دائماً هم، هم /صوت جحا يناديني/ لقد جاء جحا.
جحا: مرحباً يا صديقي الحمار.
الحمار: /يقلد صوت البقرة/.
جحا ما بك يا صديقي، لماذا تقلد صوت البقرة؟
الحمار: أنا لا أقلد صوت البقرة؛ لأنني فعلاً بقرة.
جحا: /مستغرباً/ بقرة لكنك حمار، /جدال/ بقرة، حمار، /يلحق وينطحه كالبقرة حسناً، حسناً، لقد صدقتك، خذي هذه التفاحة، وسأذهب لأجلب لك الماء، /يذهب/ الحمار: يا لك من غبي! لقد صدق أني بقرة، الآن سأكل هذه البرتقالة!
الأطفال: هذه ليست برتقالة، أنها تفاحة!
الحمار: ماذا تفاحة! التفاح مفيد يا أطفال، يبعد عنا الأمراض /يأكل/.
جحا: مرحباً يا حماري. عفواً يا بقرتي الجميلة، /حاملاً سطلاً فارغاً/.
الحمار: شكراً، ما هذا يا جحا / يشير للسطل/.
جحا: سطل!
الحمار: وماذا ستفعل به؟
جحا: سأملأه بالحليب.
الحمار: حليب! يا سلام أنا أحب الحليب كثيراً.
جحا: وأنا أيضاً لأنه مفيد /للأطفال/ ماذا نضع من الحليب يا أطفال؟
الأطفال: إجابات مختلفة /لبن، جبن، زبدة، الخ).
الحمار: ولكن من أين تأتي بالحليب؟
جحا: منكِ طبعاً، ألستِ بقرة؟
الحمار: صحيح، ولكن البقرة لا تعطي حليباً!
جحا: بل تعطي، سأسأل الأطفال /يمنعه الحمار/ ماذا تعطينا البقرة يا أطفال؟
الأطفال: الحليب.
جحا: الحمار يهرب يلحقه جحا، أريد حليباً تعالي أيتها البقرة، أريد حليباً /يمسك الحمار/.
الحمار: بصراحة يا جحا، أنا لست بقرة.
جحا: وماذا أنت إذن ههه؟
الحمار: أنا صديقك الحمار.
جحا: /معاتباً الحمار/ أنت لست صديقي، ولا أعرفك.
الحمار: أنا أعتذر منك يا جحا، أعتذر منك.
جحا: اعتذارك غير مقبول.
الحمار: للأطفال أرجوكم يا أطفال، أقنعوه؛ كي يقبل اعتذاري.
جحا: هل أقبل اعتذاره؟
الأطفال: نعم.
جحا: حسناً سأسامحك هذه المرة من أجل الأطفال.
 الحمار: وأعدك يا جحا، أنني لن أتخلى عن عملي، /يتعانقان/ ولن أتخلى عن أصلي.

​الثقافة – صحيفة روناهي  

شارك هذه المقالة على المنصات التالية