قالت أربع نساء لـ هيومن رايتس ووتش إنّهنّ تعرّضن مع نساء أخريات محتجزات معهنّ إلى عنف جنسي في مواقع الاحتجاز التابعة لفصائل الجيش الوطني السوري وقسم الشرطة العسكريّة في عفرين.
قالت امرأتان إنهما لم تتعرّضا لعنف جنسي لكنهما شاهدتاه يحصل لنساء أخريات أو سمعتا بحصوله من محتجزات أخريات. قال رجل إن سجّانيه أجبروه على مشاهدة عمليّة اغتصاب جماعيّة لامرأتين كرديتين. جميع الحالات الموثقة حصلت في عفرين بين يناير/كانون الثاني 2018 ويوليو/تموز 2022، وارتُكبت ضدّ أكراد.
وصفت النساء كيف كان المحققون يطرحون عليهنّ أسئلة جنسيّة ويلمسوهنّ بشكل غير لائق، وكيف كان سجانوهنّ يراقبوهنّ عندما يستخدمن الحمّام أو أثناء الاستحمام. قالت امرأة، وكان زوجها مفقودا واعتقلت الشرطة العسكريّة والدتها معها، إنّه لم يكن لديها من يعتني بابنتها البالغة من العمر ستة أشهر، ولذلك توسلت إليهم والدتها للسماح لها بالبقاء معهما أثناء فترة الاحتجاز التي دامت 11 شهرا. قالت: “كانوا [السجانون] يجرّدوني من ملابسي ليلتقطوا صورا لي. ظلّ واحد يطلب مني إرضاع ابنتي أمامه، وأثناء التحقيق كانوا يهدّدون بإبعادها عني”.
قالت امرأتان إنّ رجلا يتحدّث التركيّة والعربيّة الفصحى، وقدّم نفسه لهما على أنّه ضابط في جهاز المخابرات العسكريّة التركيّة، تحرّش بهما جنسيا، جسديا ولفظيا، عديد المرات، ووعد كل منهما بشكل منفصل بأنه سيطلق سراحهما إذا وافقتا على الزواج منه. كما تلقت كلتا المرأتين عروض زواج من سجانين آخرين أثناء الاحتجاز.
وصفت إحدى النساء كيف اغتصبها رئيس أحد السجون التابعة لقسم الشرطة العسكريّة والمخابرات العسكريّة التركيّة بشكل متكرر:
في إحدى الليالي، عند الساعة 2 فجرا، عمد الرجل [السوري] الذي كان يُشرف على السجن في ذلك الوقت إلى عصب عينيّ، وقيّد يديّ، وأخذني إلى غرفة أخرى. لم أكن أعرف إلى أين أخذني، فقد كان المكان مظلما جدا، حتى بدون عصابة. لمس ثديي وأجزاء أخرى من جسدي، ولم تكن لديّ القوة على الردّ. ثم عرّى الجزء السفلي من جسدي واغتصبني. وبعد ذلك بدأ يأتي مرتين أو ثلاثة في الأسبوع. وذات مرّة، صوّرني وهو يغتصبني. لم أصرخ بصوت عال لأنني لم أرغب في أن يسمعني والدي الذي كان موجودا في زنزانة قريبة وأنا أبكي.
قالت المرأة إنّ رجالا آخرين في السجن اغتصبوها، وإنّ مدير السجن اغتصب امرأة أخرى (19 عاما) أمامها. قالت محتجزة سابقة إنها اغتُصبت أيضا من قبل أحد حراس السجن لم تكن تعرفه. قالت: “شعرت بالكثير من العار والاشمئزاز لدرجة أني حاولت قتل نفسي ذات مرّة في السجن”.
قال رجل احتُجز لمدة أربعة أشهر في 2018 إنّ المحققين الأتراك جلبوا شابتين كرديتين وقالوا له إنّه إن لم يعترف بالعمل مع حزب العمال الكردستاني فإنهم سيغتصبونهما أمامه. قال: “نفذوا ما قالوا. لم أكن أعرف المرأتين، لكني كنت أعرف أنهما كرديتين لأنهما بدأتا تصرخان طلبا للمساعدة بالكرديّة. كنت مقيّد اليدين، وأحد المسؤولين شدّ رأسي إلى فوق لإجباري على المشاهدة”. قال الرجل إنّه يعرف أنهم كانوا أتراك لأنه رأى علم تركيا على أزيائهم العسكريّة ولأنهم كانوا يتحدثون التركية فيما بينهم وكان معهم مترجم فوري”.
منذ يناير كانون الثاني 2020 على الأقل وحتى ديسمبر/كانون الأول 2022، وثقت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في سوريا حالات اغتصاب وعنف جنسي في حق المحتجزات الكرديات على يد عناصر مختلفة من الجيش الوطني السوري، ما يوحي بأنّ الفصائل المسلحة التابعة للجيش الوطني السوري تستخدم العنف الجنسي كسلاح حرب.
وثقت اللجنة أيضا أعمال عنف جنسي ضدّ أطفال ورجال أكراد ونساء أيزيديات. في حالة واحدة على الأقلّ، وثقت اللجنة اغتصاب امرأة كرديّة على يد “أفراد يحملون أزياء تركية ويتحدثون اللغة التركية”
*جزء من تقرير كل شيء بقوة السلاح
المصدر: هيومن رايتس ووتش
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=37396