الحزب اليساري الكردي: في الذكرى الحادية والعشرين لانتفاضة 12 آذار المجيدة
بيان:
تمر اليوم الذكرى السنوية الحادية والعشرون لانتفاضة 12 آذار المجيدة التي بدأت من ملعب الجهاد (ملعب 12 آذار) في قامشلو حيث قام نظام البعث الدكتاتوري البائد بتدبير فتنة قذرة عبر دس بعض عملاء مخابراتها ضمن جمهور فريق الفتوة القادم من دير الزور للاعتداء على جمهور فريق الجهاد في الملعب بالحجارة والآلات الحادة، ورفع شعارات معادية لبعض الرموز الكردية ما أدى إلى خروج جمهور الجهاد من الملعب والاحتجاج خارجه على ما جرى.
وبدلاً من حل الخلاف الناشب بالأساليب المعروفة لحل مشاغبات الملاعب، أقدمت قوات النظام الساقط إلى إطلاق الرصاص على جمهور الجهاد ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء وعشرات الجرحى.
هدفت تلك المؤامرة إلى خلق فتنة بين العرب والكرد وبالتالي تمزيق النسيج الوطني للشعب السوري، لأن النظم الدكتاتورية ترى أن قوتها تكمن في خلق المشاكل بين أبناء الشعب، لتقوم هي بدور الحكم، وأيضاً بهدف توجيه ضربة إلى الشعب الكردي وحركته الوطنية.
ولكن الفتنة لم تمر بسهولة إذ انتفضت قامشلو عن بكرة أبيها، وسرعان ما انضمت إليها كل مدن وأرياف روج آفاي كردستان، وامتدت أيضاً إلى مدن حلب ودمشق واللاذقية وجامعاتها، وفتح شباب الكرد صدورهم العارية لرصاص القوات الحكومية ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء و/500/ جريح واعتقال /5000/ ناشط كردي، وتحققت وحدة فولاذية بين أبناء الشعب الكردي الذي هدم لأول مرة جدار الخوف.
وكان لإقدام القوات الأمنية التابعة لنظام البعث البائد تشجيع بعض العشائر العربية وعملاء أجهزتها على نهب منازل الكرد ومحلاتهم التجارية أكبر الأثر في تشحين الأجواء الأمنية بين المواطنين العرب والكرد والإساءة إلى مفهوم الوحدة الوطنية.
لقد أسقطت المقاومة الباسلة للشعب الكردي، ووحدته الواسعة أهداف تلك المؤامرة، ولقنت النظام الدكتاتوري درساً كبيراً تمثلت في تعزيز نضال الشعب الكردي، وزيادة وزنه السياسي على جميع المستويات.
إننا نعتبر نضال شعبنا الكردي في الحراك الثوري الذي بدأ في سوريا في 15/آذار/2011 امتداداً طبيعياً لتلك الانتفاضة الباسلة، ونعتبر ثورة 19 تموز 2012 خير ممثل لتلك الانتفاضة.
يصادف انتفاضة قامشلو في هذا العام حدثان مهمان على صعيد بلادنا والشرق الأوسط برمته، الحدث الأول هو الخطوة الشجاعة التي خطاها القائد عبد الله أوجلان باتجاه تشديد النضال على المستوى السياسي والقانوني والديمقراطي الذي نأمل عبرها دمقرطة تركيا وانتزاع الحقوق القومية والديمقراطية للشعب الكردي في شمال كردستان وانعكاساته على بقية أجزاء كردستان، وأما الحدث الثاني فهو سقوط نظام البعث الدكتاتوري الذي استمر في حكم سوريا /61/ عاماً من انعدام الحريات الديمقراطية وتعرض خلاله الشعب السوري إلى الكثير من التهميش ومختلف أشكال الاضطهاد، ولكن الحكم البديل ليس هو البديل الديمقراطي الذي ناضل الشعب السوري وقدم التضحيات من أجله، ويقف الشعب السوري اليوم وجهاً لوجه أمام مرحلة هامة من تاريخه.
وبهذه المناسبة أيضاً فإننا نرحب بالاتفاق المبدئي التاريخي الذي تم التوصل إليه بين الجنرال مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية، ورئيس الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، ونأمل أن نرى تفاصيله وتطبيقاته على الأرض، وأن ينعكس ذلك إيجابياً على وضع الشعب الكردي وعموم الشعب السوري بمختلف مكوناته، وأن يكون بداية مرحلة جديدة في البلاد، وتوقف العدوان التركي على كافة الأراضي السورية وفي مقدمتها المناطق الكردية.
كما قاوم شعبنا تسلط النظام البائد ومؤامراته فإنه يتصدى اليوم لجميع القوى الإرهابية، وفي مقدمتها داعش، ويتصدى أيضاً للاحتلال التركي المقيت لعفرين وسريكانيه وكَري سبي، وسيتمكن بروح مقاومة الشهداء تحريرها ودحر الاحتلال التركي ومرتزقته.
إن شجاعة شبابنا وشاباتنا في انتفاضة /12/ آذار وصمودهم اليوم في خنادق القتال ضد الاحتلال التركي ومرتزقته في إطار قوات سوريا الديمقراطية، وحدات حماية الشعب والمرأة حلقتان مترابطتان من حلقات نضال شعبنا الكردي من أجل الحرية.
المجد والخلود لشهداء انتفاضة 12 آذار
المجد والخلود لجميع شهداء الحرية
12 آذار 2025
اللجنة المركزية
للحزب اليساري الكردي في سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=64756