جددت الفاشية التركية منذ ثلاثة أيام عدوانها الآثم على روجآفاي كردستان بالطائرات الحربية والمسيرة، إذ قامت على نطاق واسع باستهداف البنية التحتية من نفطية وكهربائية ومطابع وورش صناعية وصيانة آليات ومستشفى الهلال الأحمر الكردي في كوباني، ومركز غسيل الكلية ومعمل إنتاج الأوكسجين حاجة المشافي، ومحيط سجن علايا الذي يأوي العديد من سجناء داعش ومعامل صناعة الأغذية، ومحطات الطاقة والوقود وحواجز مدخل مدينة كوباني وحاجز النعمتلي، وصوامع حبوب وأفران ومخابز، وغيرها من المنشآت المدنية، وقد امتد القصف من ديرك فتربه سبيه وقامشلو وعامودا وتل تمر، ومروراً بكوباني إلى أرياف مدينة منبج، وأدى هذا العدوان إلى استشهاد عدد من العاملين في تلك المؤسسات وإصابة عدد آخر بجروح.
لقد استغلت تركيا ظروف الحرب الدائرة في قطاع غزة، وخلط الأوراق الحاصل في المنطقة، كما استغلت الضربة القوية التي وجهتها الكريلا للقوات التركية في منطقة خاكورك والتي أسفرت عن قتل ما لا يقل عن /34/ ضابطاً وجندياً تركياً في قواعدهم المتواجدة في جنوب كردستان، وتهدف تركيا من شن هذه الهجمات إلى ضرب الأمن والاستقرار في المنطقة وإحداث أزمة في المؤن والخدمات التي يحتاجها شعب روجآفاي كردستان، كما تهدف إلى تصدير أزمتها الداخلية وبخاصة تدهور اقتصادها حيث هبطت قيمة الليرة التركية إلى مستويات قياسية، ودخلت فئات وشرائح واسعة من الأتراك تحت خط الفقر.
ومهما ادعت الفاشية التركية فإنها لا تستطيع إخفاء انتقامها من النجاحات التي حققتها وتحققها الإدارة الذاتية، وفي مقدمتها العقد الاجتماعي الجديد للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، والمؤتمر الرابع لمجلس سوريا الديمقراطية الذي أكد دخول نضال شعوب المنطقة إلى مرحلة أكثر تقدماً، وإحداثها خرقاً مهماً بإضافة قوى جديدة إليها من مناطق عديدة في سوريا وبما في ذلك قوى من داخل المناطق المحتلة من قبل تركيا، وأكثر من ذلك فإن تركيا أردوغان لا تستطيع قبول نجاحات قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش التي ترعاها تركيا، وكذلك ضد خلايا إيران والنظام السوري والفتن والمؤامرات التي تقوم بافتعالها، وكل هذه النجاحات تزيد في حقد تركيا وتشديد رغبتها في الانتقام.
إننا متأكدون أن طريق الكفاح الثوري للشعب الكردي ولجميع مكونات إقليم شمال وشرق سوريا ليس مفروشاً بالورود، ومتأكدون أيضاً أن تركيا وإيران والنظام السوري لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء النجاحات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي تحققها الإدارة الذاتية بنفس القدر الذي نحن متأكدون فيه أن عدوان تركيا أردوغان لن يرهب شعبنا الملتف حول قوات سوريا الديمقراطية، بل سيزيده صموداً، وسيقدم التضحيات الجسيمة، والشهيد تلو الشهيد.
إن استهداف البنية التحتية وقتل المدنيين جريمة حرب موصوفة بكونها جريمة حرب ضد الإنسانية، وفي نفس الوقت حرب إبادة ضد الإنسانية يدينهما القانون الدولي، وبهذه المناسبة نعيد إلى أذهان أردوغان وأركان حربه بأن قتل /182/ ألف كردي الذين دفنهم صدام حسين وهم أحياء في معارك الأنفال لوحدها لم تقضِ على القضية الكردية، وكذلك فإن قتل مئات الآلاف من الكرد الذين أبادهم أجداد أردوغان ورفعوا على مقابرهم الجماعية (هنا مقبرة كردستان) لم تقضِ على القضية الكردية، ونذكر أردوغان الآن بقول الصحفي غسان شربل: “لو سأل أردوغان أسلافه لأبلغوه أن قتل الكرد لا يقتل قضيتهم”.
إننا في الحزب اليساري الكردي في سوريا إذ نعزي ذوي الشهداء ونأمل الشفاء العاجل للجرحى، فإننا ندين في الوقت نفسه هذه الاعتداءات الوحشية، كما ندين الصمت الدولي إزاء جرائم الفاشية التركية، ونطالب كل الأحرار والشرفاء في العالم باستنكار هذه الجرائم، كما نطالب التحالف الدولي بالوفاء بالتزاماته في حماية المنطقة وردع العدوان التركي الغاشم وحماية المدنيين.
المجد والخلود لشهدائنا شهداء الحرية
الخزي والعار للفاشية الطورانية التركية
26/12/2023
المكتب السياسي
للحزب اليساري الكردي في سوريا
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=33434