نيويورك / وكالات– أكد رئيس السلطة المؤقتة في سوريا، أحمد الشرع (الجولاني)، أن دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن الجيش السوري يشكل خطوة أساسية لضبط السلاح وتوحيد المؤسسات العسكرية، مشدداً على أن السلاح المنفلت سيشكل خطراً كبيراً على مستقبل البلاد.
وقال الشرع خلال جلسة حوارية مع الجنرال الأميركي السابق ديفيد بترايوس في قمة كونكورديا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك:
“ينبغي أن تكون الأجهزة العسكرية والأمنية مركزية وموحدة وتخضع للقانون، أما السلاح الذي لا يخضع للقانون فسيأتي بأضرار كثيرة في المستقبل”.
وأضاف أن الحوار مع “قسد” منذ بدايته ركّز على “ضمان حقوق الأكراد ضمن الدستور السوري”، موضحاً:
“ذكرنا لقائد قسد مظلوم عبدي أن حقوق الأكراد مصانة، وإذا كان القتال لأجل هذه الحقوق فلا داعي لهدر الدماء، وإنما بالاندماج في الدولة السورية”.
تباطؤ في تنفيذ الاتفاق
أشار الشرع إلى تباطؤ في تنفيذ اتفاق 10 مارس الماضي بين الحكومة السورية و”قسد”، محذراً من أن بقاء التنظيم في شمال شرق سوريا “يعرض العراق وتركيا لمخاطر كبيرة، كما يعرض سوريا لمخاطر داخلية”.
وأكد ضرورة “استثمار اللحظة التاريخية لمصلحة سوريا وقسد معاً”، مشدداً على أن الأولوية هي “الوصول إلى حلول سلمية وسريعة التطبيق”.
الحوار مع بترايوس
في مستهل الجلسة، قال بترايوس:
“كنا على طرفي نقيض عندما كنت أقود زيادة القوات في العراق… أرجو مساعدتنا في فهم كيف انتقلتم من تنظيم القاعدة في العراق قبل عشرين عاماً إلى ما أنتم عليه اليوم؟”.
وأجاب الشرع:
“في وقت ما كنا في حالة قتال، والآن انتقلنا إلى الحوار. لا يمكننا الحكم على الماضي بقواعد اليوم ولا الحكم على اليوم بقواعد الماضي. من خاض الحرب يعرف أهمية السلام أكثر من غيره”.
أولويات السلطة المؤقتة
أوضح الشرع أن إدارته لا تستطيع حل جميع المشاكل دفعة واحدة، لافتاً إلى أن الأولويات تشمل:
- الاستقرار الأمني عبر وحدة الشعب والأراضي السورية.
- حصر السلاح بيد الدولة.
- التنمية الاقتصادية لإعادة إعمار بلد “مدمر ومهدم”.
كما رفض مبدأ “المحاصصة” في تشكيل الحكومة، مؤكداً اعتماد “التشاركية وحكومة كفاءات”.
العقوبات الأميركية والعلاقة مع الغرب
دعا الشرع الكونجرس الأميركي إلى رفع العقوبات المتبقية عن سوريا، معتبراً أن “سقوط النظام السابق جعل مرحلة القطيعة تنتهي”، وقال:
“لو أردنا أن نتكلم بلغة المصالح هناك الكثير مما يمكن البناء عليه بين سوريا والولايات المتحدة والغرب”.
وأشاد بخطوة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب برفع جزء من العقوبات، لكنه شدد على الحاجة إلى “فرصة جديدة للحياة” للسوريين الذين عانوا 14 عاماً.
العلاقة مع إسرائيل
وبشأن العلاقة مع إسرائيل، أكد الشرع أن الأخيرة “لا تزال تحتل الجولان وتقوم باعتداءات على الأراضي السورية”، لكنه شدد على أن دمشق تسعى “لتجنب الحرب لأنها في مرحلة بناء”، مضيفاً:
“يمكن معالجة المخاوف الأمنية عبر المباحثات، لكن السؤال: هل لدى إسرائيل مخاوف أمنية أم أطماع توسعية؟ هذا ما ستبينه المحادثات”.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd-online.com/?p=76581