الفيليون و الشعر / ق 3/2023م

احمد الحمد المندلاوي

نواصل بحثنا في القسم الثالث :
الكورد الفيليون علامات مضيئة في ركب الحضارة الإنسانية،وشموع تنير دياجير الجهل أينما حلّوا وارتحلوا،عمّروا البلاد،وأسعدوا العباد،عاملون بلا كللٍ و لا مللٍ..للعراق، للإنسان،يسحبون الخير؛والخير يتبعهم.
و هم أصحاب مواهب في كل المجالات لا سيما الثقافية ، و هنا نذكر عدداً منهم في مجال الشعر فقط في هذا القسم.لنلقي الضوء عليهم بايجاز مقتضب؛ و ليطلع على مواهبنا الآخرون عن كثب،بعد هذه المقدمة القصيرة نأتي على ذكر عدد منهم:

10- محمد البدري
… هو الشاعر محمد نوري جاسم البدري ولد في مدينة بدرة /محافظة واسط “الكوت”سنة 1937م ،حاصل على شهادة البكالورويس في علم النفس/الجامعة المستنصرية ببغداد عام 1977م،كتب الشعر باللغتين الكوردية والعربية،وصدرت له عدة مجاميع شعرية بهما،و ترجمت الكثير من قصائده الى اللغات العالمية منها الانكليزية و التركية و الفارسية و الرومانية و السريانية،وترجم أربع روايات للروائي المهندس خسرو الجاف الى اللغة العربية.
ترأس تحرير مجلة الأديب الكوردية “نوسه رى كورد “في عام 1985م ولغاية 1998م والصادرة من قبل الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق،كما شغل منصب رئيس تحرير جريدة التآخي الى يوم وفاته عام 2006م،تاركاً لنا 18 كتاباً مطبوعاً في ميدان الشعر والترجمة باللغتين الكوردية والعربية.و من مجاميعه الشعرية التي صدرت له باللغة العربية:
1. رذاذ الصدأ – عام 1969م.
2. أجنحة الصمت – عام 1969م.
3. كلمات من كوردستان – 1870م.
4. أغنية حبّ لنوروز – 1979م.
5. شذرات جبلية متوهجة – 1998م.
6. ترجمة رباعيات بابا طاهر العريان (الهمداني) – 1969م.
و أما المجاميع التي صدرت له باللغة الكوردية :
1. كم أنا أُحبّك – 1979م.
2. أغاني بابا طاهر 1993م.
3. و آخر مجموعة شعرية له باللغة الكوردية كانت بعنوان (حين تبكي الأحزان تورق الأزهار),طبعت من قبل دار الثقافة و النشر الكوردية – بغداد 2005م.
التقيته (رحمه الله) قبيل وفاته بأشهر قليلة في مقر عمله في جريدة التآخي فرأيته إنساناً مهذباً راقياً،وأديباً رائعاً،و شاعراً كبيراً يحمل بين جنبيه ثقافة عالية،وتحدثنا عن أمور ثقافية لا سيما الكوردية ، فأبدى سروره حين تحدثتُ عن بعض ما أريد إنجازه من الأعمال الثقافية في هذا المجال(126).
كان محمد البدري أحد روّاد الفكر الكوردي المعاصر،ويحتل أيضاً مكانة مرموقة في الأدب العربي،وكان ينبوعاً من العطاء لا ينضب،يعمل بصمت و بلا ضجيج..كما رحل عنّا بصمت و هدوء (127)،في 14 أيلول /سبتمبر عام 2006م،و سجل اسمه في سفر الخالدين.
*****
11- محمد تقي جون
… هو الأستاذ المساعد الدكتور محمد تقي جون في كلية الآداب- جامعة واسط ،مؤلف جيد من إصداراته المطبوعة:
1. لدنا و الحب / شعر. العروض الرقمي / كتاب منهجي.
2. سلطة الشعر الجاهلي على الشعر العباسي /نقد .
3. المتنبي مؤرخاً /دراسة.
4. شعر الثورات العلوية بين الأرخنة و الفن / دراسة.
5. منامات ابن سينا /نص مفتوح.
6. أنا الشعر دراسة في أساسات الشعر الجاهلي و صلاحيتها لعصر الشعر العربي /دراسة/مطبعة الطيف/الكوت 2011م.
7. قصة الكورد الفيليين – محنة الإنتماء و إعادة البناء /دار الضياء للطباعة /النجف 2012م(128).

12- محمد دارا سلمان المندلاوي
… هو الشاعر محمد دارا سلمان الأركوازي،من مواليد باب الشيخ/بغداد عام 1920م،ووالده مـن أبناء مندلي المعروفين،نزح من مندلي الى بغداد للعمل،وكان رجلاً محبوباً بين الناس وصاحب كراج في بغداد، قرأ قصيدة كوردية في مهاباد أمام القاضي محمد و البارزاني الخالد،أثناء قيامة جمهورية مهاباد الكوردية،والتقى بالزعيم عبد الكريم قاسم،ورافق شعراء العراق المعروفين الجواهري والبياتي و السيّاب في بعض رحلاتهم ،وشارك مع ثوارأندنوسيا ضد الهولنديين والإنكليز .
بدأ بكتابة الشعر عام 1942 في جريدة الكرخ،وجريدة صوت الأحرار،وبعدها في جريدة البلاد، و يكتب باللغتين العربية و الكوردية،وتوفي شاعرنا في 22/11/2008م،وهو يحمل أشعاره في حقيبة له (129).
******
13- منى محمد غلام
… هي الفنانة منى محمد غلام، من مواليد بغداد لعام 1971م،حاصلة على شهادة الدبلوم في الإدارة سنة 1993م،وحالياً طالبة في المرحلة النهائية في كلية الفنون الجميلة / قسم التصميم،تخصص طباعي/جامعة بغداد،عملت مصممة و رسّامة و كاتبة في دار الثقافة و النشر الكوردية منذ عام 1993م،و لغاية إعداد هذا الكراس.
صممت العديد من مطبوعات الدار و منها:مجلة روشنبيري (المثقف الجديد)،وبيان،و رنكين،نجمة مجلتي للأطفال ،والأديب الكوردي بالإضافة الى الكتب و الأغلفة.
الفنانة منى و هي أيضاً أديبة تكتب القصة و الشعر و سيناريوهات الأطفال،و مقالات عامة منذ عام 1993م،و لها بصمات واضحة في المجلات و الصحف العربية و الكوردية.اختصت لفترة ليست بالقليلة برسم الكاريكاتير،و رسوم الأطفال،و لها خصوصية واضحة في ذلك،أقامت أكثر من عشرة معارض تشكيلية بين شخصية و مشتركة مع الفنانين الكورد و العرب بين عامي 1995م – 2011م .
حصلت على الكثير من الشهادات التقديرية و من عدّة جهات رسمية و غير رسمية تقديراً لفنها و جهدها الإبداعي و الصحفي.كما أنّها عضوة في عدد من النقابات و الجمعيات العراقية،منها:
1. عضوة في نقابة صحفيي كوردستان.
2. عضوة في نقابة الصحفيين العراقيين.
3. عضوة في الإتحاد العام للأدباء و الكتاب العراقيين.
4. عضوة في جمعية الفنون البصرية.
5. عضوة في إتحاد الصحفيين العرب.
هذا كان جزءاً من مقابلة أجرتها معها الإعلامية روناك بكر أحمد (131)،(132).
*****
14- مؤيد عبد الستار
… هو الدكتور مؤيد عبد الستار،ولد في مدينة الكوت عام 948م،حاصل على شهادة دكتوراه آداب، درس ببغداد و الهند والسويد،وعمل في العراق و الجزائر و ليبيا و السويد،اضطر الى مغادرة وطنه العراق عام 1979م،الى الهند،وأقام هناك ست سنوات غادر بعدها الى الجزائر عام 1984م، وعمل في جامعة تيزي وزو ،ثم غادر الى ليبيا،وعمل في جامعة ناصر بطرابلس عام 1988م لغاية 1990م،هاجر الى السويد عام 1990م،عضو نادي الكتاب السويدي.له سبعة إصدارات ثقافية متنوعة،كما له كتابات و منشورات و تراجم عديدة نشرت في الصحف العراقية و العربية،من إصداراته :أجراس الرحيل عام 1987م،و حكايات لبغداد عام 1993م،ونستطيع أن نسمّيه بـ (السندباد الفيلي) لكثرة حلّه و ترحاله بين البلدان،و يقيم حالياً في السويد.

*****

15- نامدار التيموري
… هو الشاعر الملا نامدار بن حسن التيموري من عشيرة قره آلوس منطقة النفطجي،ولد في مندلي سنة1898م،أو 1907م،ودخل كتاتيبها وبعد أن تعلم أوليات القراءة والكتابة،إنصرف بكليته لدراسة اللغة الفارسية،وآدابِـها،و الكوردية،والتركية،وكان له شغف شديد في قراءة الكتب الأدبية الفارسية،ويتصل دوماً بشعراء زمانه،و يجتمع بهم أمثال السيد ظاهر عبد الواحد البندنيجي،والسيد سليمان الجنِي،وناصر حسين آغا،و الملا أحمد،وله آراء خاصة بالشعر،حيث يقول:(إنّ إلـهام الشعر يتأتى للشاعر من أمرين إثنين :أما من الغرام المبرح،وآهاته،وأما من الفقر والحاجة، وأنا بالذات قد صبتُ على كلتيهما،و تلوعت بلوعتيهما )،و أول شعر قاله في صباه،كان غزلاً باللغة الفارسية،وبعدما أنغمر بنظم الشعر الفارسي،و انغمس في تياراته المختلفة،قال قصائد كثيرة، وأشعاراً جزيلة،حتى عُرف في هذا مجال الإبداع الشعري ،و أيضاً قال قصائد وطنية كثيرة،و من جراء ذلك إتصل بكثير من الشعراء المجيدين للشعر الفارسي في العراق،وهجر بلدته مندلي وسكن بغداد سنة 1950م،وبدأ يشتغل في التجارة،وجميع أشعاره مخطوطة في ديوان كبير غير مطبوع،محفوظ الآن لدى أبنائه،وله أشعار في كل باب من أبواب الشعر الفارسي وشعره جيد وجزل،لطيف العبارة بليغها.
ويقول الأستاذ عمران موسى البياتي في كتابه الموسوم مندلي عبر العصور: قد تمكنت من إيجاد بعض أبيات له في الشعر التركي، وقد قالها بمناسبة ذهابه بمعية السيد ظاهر البندنيجي لزيارة الشيخ علي الطالباني في تكيتهم (التكية المندلاوية) في باب الشيخ ببغداد.
وكان الملا نامدار معمّراً ورجلاً مرحاً و نكّاتاً ومحبوباً لدى أهالي مندلي و الكورد الفيليين في بغداد عموماً، وقد نشر بعض قصائده الكوردية في الجرائد المحلية،كما كان له برنامج في القسم الكوردي في إذاعة بغداد،يتلو فيه أشعاره باللغة الكوردية ( اللهجة الفيلية) .
وقد توفي شاعرنا التيموري يوم 14تشرين الأول من عام 1983م،و قد ذكر أحد أنجاله إنَّ له ستة عشر جزءاً مخطوطاً من أشعاره باللهجة الفيلية – اللرية (136).

******
16- ا ملا يحيى
و الشاعر الملا يحيى خضر خادم الإمام الحسين(ع)،ولد في مندلي– محلة قلعة جميل بيك(السوق الصغير) سنة 9 تموز/ يوليو 1931م،حيث نشأ في منزل كانت لغة القرآن سائدة فيه،وصوته مألوفاً فيه حيث كان والده الملا خضر حافظاً للقرآن،ومقرئاً له،وعندما تعلم القراءة وختم القرآن وهو في سن السابعة من عمره.كانت تلاوة القرآن وتأليف القصائد الحسينية، وقراءتها ديدنه،و إشتهر بهذا الإبداع،وعُرف على مستوى البلاد بصوته الرخيم و شعره الجميل،حتى غدا علماً في هذا المنحى، و كان محبوباً لدى الأهالي،توفي في 2 شوال 1429هـ المصادف 3 تشرين الأول/اكتوبر 2008م،و دفن في وادي السلام في النجف الأشرف،تاركاً وراءه ذرية طيبة فيهم أدباء وشعراء سائرون على نهجه،منهم الأستاذ الشاعر عباس،و الرادود الحسيني عقيل،كما ترك ديوانينِ ضخمينِ جمع فيهما جميع أشعاره كافة (145).

*****
17- إبراهيم جهان بخش
.. هو الشاعر إبراهيم جهان بخش من مواليد نفط خانه /خانقين لعام 1948م،نزح والده من مدينة مندلي طلباً للرزق ،حيث استقر في منطقة النفط خانه ،وواصل دراسته في معهد المحاسبة لمدة ثلاث سنوات،ليهاجر بعد ذلك الى مملكة السويد،و مازال هناك يعيش مغترباً و بعيداً عن الوطن.مارس كتابة الشعر و باللغتين العربية (فصحى و شعبي)،وباللغة الكردية – اللهجة الفيلية الكلهورية،يكتب في جميع أغراض الشعر الوجداني منه و السياسي و في الغزل أيضاً.و له ديوان شعر (يانه خه م – بيت الحزن),و قد سخّر القسم الأكبر من شعره في بيان مظلومية شريحة الكورد الفيلية .
*****
18- إبراهيم حيدر الخياط
.. هو الأديب إبراهيم حيدر عزيز نصيف الخياط، من مواليد محافظة ديالى/ مندلي لعام 1960م،أكمل فيها دراسته الأولية،و بعد إنهائه المرحلة الإعدادية،دخل كلية الشريعة / جامعة بغداد.
عمل في مجال السياسة منذ كان طالباً متبنيّاً الأفكار اليسارية، وقد طاردته السلطة الحاكمة آنذاك بين الإعتقال والسجن و الهروب ،منذ السبعينات و حتى سقوط النظام البائد عام 2003م، لذا لم يتمكن (صاحب السيرة)من الحصول على وظيفة ما،وهو الآن الوجه الإعلامي للإتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق،له أربعة مؤلفات ثقافية لحد الآن،و هي :
1- جمهورية البرتقال – ديوان شعري-2007م.
2- قراءة في قصيدة المجرشة.
3- بعقوبة طبوغرافيا تقاليد و عادات أهلها و مهنهم.
4- محكم دواوين شعبية في جريدة الصباح.
5- مقالات عن “أبو سعيد و أبو كاطع ” (4) .
*****

شارك هذه المقالة على المنصات التالية