الكرد وما ينتظرهم من مستقبل سياسي
بير رستم
أرسل أحد الأخوة المتابعين بتغريدة إيدي كوهين على الخاص وهو يسألني رأي بالموضوع بحكم ثقته بآرائي وقراءاتي السياسية، مع تقديري له ولإشادته الكريمة، وبعيداً عن لغة المجاملات والديبلومسية وكذلك بعيداً عن منفخات كوهين في مثل هكذا مناسبات والتي سبق وأن قدم لشعبنا وعود خلبية في موضوع الاستفتاء على الاستقلال بإقليم كردستان (العراق)، إلا أن يمكننا الإفادة في هذا الجانب والقول: بأن كل المؤشرات تدل بأن المرحلة القادمة ستكون حقاً حقبة كردستانية، وقد سبق وأشرنا لذلك وأخذها البعض من باب السخرية وللأسف.
لكن ها هم الكثيرون من السياسيين والكتاب والمحللين يؤكدون على هذه الحقيقة ومن مختلف الملل حتى من بين الذين يعادون القضية الكردية حيث الجميع يؤكد بأن المرحلة المقبلة ستكون فعلاً لصالح الكرد وقضاياهم السياسية، طبعاً إن عرفت القيادات الكردية كيف تتصرف وتتعامل مع الظروف والمواقف والمعطيات السياسية وفي المقدمة منها الخروج من تحت عباءة المشاريع الإقليمية للدول الغاصبة لكردستان واستخباراتهم والتنسيق بجدية مع الدول الكبرى وفي المقدمة أمريكا والتحالف الدولي وإسرائيل دون معاداة الروس والآخرين من القوى الدولية الفاعلة في سياسات المنطقة.
نعم يبدو أن الفرصة التاريخية تتجدد لشعبنا ونأمل أن لا نضيعها، كما فعلها أجدادنا في بدايات القرن العشرين، بل أن نضيع الفرصة على من كان يهلل لوصول ترامب للبيت الأبيض وبانسحاب الجيش الأمريكى من سوريا والعراق، لكن يبدو أن ترامب في نسخته الجديدة يحاول أن يقدم صورة مغايرة عن ترامب الدورة الأولى؛ فها هو مع فريقه يعد قائمة بأسماء ضباط للجيش الأمريكى تمهيدا لمحاكمتهم بسبب انسحاب الجيش من أفغانستان، وهذه إشارة بأن لا انسحاب من المنطقة حيث سوريا أهم لها من أفغانستان.. طبعاًهذا لا يعني أن علينا رفض مساعدة أي صديق؛ كوهين أو حتى الحكومة الإسرائيلية، بل فقط للتوضيح وبالتأكيد سيكون يد شعبنا ممدوداً لكل الأصدقاء الطيبين
بالمناسبة زيارة الرئيس الإيراني لإقليم كردستان والتحدث بالكردي وقبله الرئيس التركي وكذلك حديث شريك أردوغان؛ بهجلي عن احلال سلام مع الكرد في الداخل وكذلك فريق ترامب والذي يضم عدد من أصدقاء شعبنا وغيرها من المؤشرات وكانت آخرها تصريح وزير خارجية إسرائيل بإقامة تحالف مع الكرد، كلها تشير لم نوهنا له مما ينتظر الكرد من دور سياسي كبير في المرحلة القادمة حيث استخبارات هذه الدول لديها من المعلومات بحيث تجعلها تتحرك بسرعة لاستيعاب القضايا والخروج منها بأقل الخسائر ويبدو أن هؤلاء لديهم من المعلومات ما يفيد بدور فاعل للكرد في مستقبل المنطقة وما يخطط له مشروع الشرق الأوسط الجديد والكبير!
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=55876