مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا في /14/ أيار 2023، يقوم الطاغية رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية اللذين يحكمان تركيا منذ أكثر من /20/ عاماً ويحصران في أيديهما كل السلطات من خلال النظام الرئاسي الذي لا يلبي رغبة وإرادة جميع مكونات الشعب في تركيا، وإرادة أبنائها الأحرار بتشديد خطابهما الفج، خطاب الكراهية، خطاب التهديد ضد الحريات الديمقراطية وضد إرادة جميع الشعوب في تركيا في محاولة للفوز مرة أخرى، ما سيشكل كارثة لتركيا.
على الصعيد الداخلي أوصلت سياسات أردوغان وحزب العدالة والتنمية المستوى المعيشي للشعب إلى أدنى مستوياته، وأدت إلى تدني قيمة الليرة التركية بشكل خطير، وفشلت سياساتهما في حل جميع المشاكل الداخلية وبخاصة تجاه الكرد وباقي مكونات تركيا الأمر الذي سيؤدي الاستمرار فيه إلى خلق عدم الاستقرار والأمان الداخلي، وازداد في ظل حكم أردوغان وحزبه الهجوم على الهامش الديمقراطي، حيث مورست سياسات بوليسية، وفتحت أبواب السجون أمام المعارضين لسياساتهما ومواقفهما أمام الكتّاب والمفكرين والإعلاميين وأصحاب الرأي والضمير، كما مورست سياسة مواجهة نشاطات المرأة ونضالها من أجل حريتها، وسدت الآفاق أمام نشاطات الشباب.
وبدون أدنى أي شعور بالمسؤولية القانونية تم سجن برلمانيي حزب الشعوب الديمقراطي وحرمانهم من تمثيل ناخبين، كما تم تغيير مجالس البلديات وسجن رؤسائها المنتخبين بشكل شرعي، وتعيين مقومين (أوصياء) من جوقة أردوغان وحزب العدالة والتنمية عليها، وما سجن السيد صلاح الدين دمرتاش إلى هذه اللحظة إلا خير دليل على ذلك، كما مارس أردوغان وحكومة العدالة والتنمية سياسات التمييز والإنكار والاضطهاد الممنهج ضد الشعب الكردي، وضد باقي المكونات الاثنية والثقافية والاجتماعية، وحرمانها من ممارسة حقوقها القومية والديمقراطية المشروعة.
وعلى الصعيد الخارجي فقد فشلت معظم سياسات أردوغان وحكومة العدالة والتنمية، لقد خسر في شرق المتوسط، وفشلت تجاه مصر وليبيا والسعودية وغيرها من دول الخليج، ووضعت تركيا أمام مشاكل ومخاطر خارجية عديدة، لقد وضعت تركيا في عزلة دولية، وأوصلت الأوضاع في سوريا إلى حافة الهاوية من خلال دعمها للمجموعات الإرهابية، وتحتل حتى الآن قسماً من الأراضي السورية، ويعلن أردوغان الآن عن ندمه ويطلب المصالحة مع النظام السوري، ويلتمس الأعذار من قبل مصر والسعودية وغيرها.
والآن فإن حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بقيادة كل من أردوغان ودولت بخجلي يعملان على حشد القوميين الأتراك المتطرفين والمتدينين الأخوانيين، وعلى العمل من خلال أذرعهما مثل ما يسمى بحزب الهدى الذي ارتكب ما لا يحصى من جرائم القتل ضد المناضلين والمثقفين مثل العم موسى عنتر من أجل الاحتفاظ بالسلطة مرة أخرى في ظل شعارات ووعود كاذبة ومضللة مثل الخوف على وحدة تركيا من التقسيم ومن فقدان هويتها.
بهذه المناسبة، مناسبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا يتوجه الحزب اليساري الكردي في سوريا إلى:
– جميع الوطنيين والديمقراطيين واليساريين وجميع المكونات القومية والثقافية والاجتماعية في تركيا.
– جميع أبناء وبنات الشعب الكردي ومنظماته السياسية والاجتماعية والثقافية.
– جميع النساء والشباب.
ويدعوهم إلى الإقبال على هذه الانتخابات بكثافة، والالتفاف حول قائمة حزب الخضر اليساري، وحزب الشعوب الديمقراطي في الانتخابات البرلمانية والتصويت لمرشح المعارضة السيد كمال كليشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية، ونطالبهم بالعمل من أجل أن تكون انتخابات /14/ أيار 2023 هي انتخابات التغيير السلمي الديمقراطي وإسقاط الفاشية، وأن يشكلوا بأجسادهم جدراناً وحلقات لحماية صناديق الاقتراع ومنع التلاعب بها.
8/5/2023
المكتب السياسي للحزب اليساري الكردي في سوريا
محمد موسى محمد الأمين العام للحزب
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=23118