أصدر المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) فرع عفرين تقريره عفرين تحت الاحتلال (201) الذي يوثق الانتهاكات التي ارتكبتها فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا في المنطقة.

ننشر النص الكامل للتقرير:

يعاود الرئيس أردوغان تهديداته باحتلال مناطق جديدة في شمالي سوريا، ويكرر مزاعمه عن “مناطق آمنة” أنشأها جيشه والميليشيات السورية الموالية له، ليبرر سياساته وممارسات حكومته العدائية تجاه الكُـرد في سوريا وإدارتهم الذاتية، منها خططه المفضوحة بتغيير الهندسة الديمغرافية لمناطقهم التاريخية، في الوقت الذي ينكشف فيه كلّ يوم مدى انفلات الأوضاع الأمنية وتدهور الأوضاع السياسية والعسكرية والخدماتية في مناطق ما تسمى بـ”درع الفرات، غصن الزيتون، نبع السلام” المحتلة من قبله؛ وتأكيداً على هذا، مساء الجمعة 3/6/2022م، وعلى خلفية رفع أسعار الكهرباء من قبل الشركة التركية المستثمرة وإطالة ساعات تقنينه، خرج المئات من المستقدمين في مدينة عفرين للتظاهر أمام مقرّ الشركة بحي المحمودية وقاموا باقتحامه وحرق مكاتبه وتكسير محتوياته، وتوجهوا إلى مبنى المجلس المحلي في حي الفيلات ليضرموا النار في كافة مكاتبه، فتوفى شخصٌ حرقاً، ثم إلى ساحة السراي القديم- مقرّ الوالي التركي، فاستقبلوا من قبل الحرّاس الأتراك ومسلّحي الشرطة بالضرب والرصاص الحي الذي أدى إلى إصابة أكثر من خمسة أشخاص بجروح متفاوتة؛ وكذلك في مدينة جنديرس تم إحراق مكاتب الشركة واصطدم المتظاهرون بعناصر الشرطة فأدى إلى مقتل شخص ينتمي إلى صفوف ميليشيات “جيش الشرقية” التي استنفرت اليوم وطوّقت مقرّ الشرطة مطالبةً بتسليم العناصر الذين أطلقوا النار على المتظاهرين، حيث توترت الأوضاع وتمّ قطع الطرقات؛ هذا ونتيجة ذلك انقطعت الكهرباء عن المدينتين وتوقفت أفران آلية عن انتاج الخبز، وسط استنفارٍ عسكري وفزع المدنيين؛ كما خرجت تظاهرات مماثلة ضد شركة الكهرباء التركية في بلدات ومدن صوران ومارع والباب وأعزاز خلال اليومين الفائتين، استمراراً لاحتجاجات سابقة ونتيجة تفاقم أزمة الكهرباء منذ شهور؛ علماً أنّ معظم بلدات وقرى منطقة عفرين الـ/365/ لا تزال محرومة منه، حيث أغلب شبكات الكهرباء العامة فيها تعرّضت لسرقة محوّلاتها وكامل كوابلها وقسمٍ من أعمدتها على أيدي الميليشيات.

فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:

= قرية “عين دارا- Endarê“:

تتبع ناحية مركز عفرين وتبعد عنها بـ/6/كم جنوباً، مؤلفة من حوالي /70/ منزلاً، وكان فيها حوالي / 350/ نسمة سكّان كُـرد أصليين (مسلمين وإيزديين) وثلاثة عوائل عربية، معظمهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /23 عائلة= 80 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /10/ آلاف نسمة من المستقدمين فيها وفي (1300 خيمة بالقرب من التل الأثري- غرب القرية، 700 خيمة شمال شرق القرية، 13 خيمة بالقرب من المدرسة جنوب شرقي القرية).

تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة الحمزات” ومتزعمها فيها هو المدعو “نجيب سرماني أبو علاء” المنحدر من خان شيخون والذي استولى على منزل المواطن “أحمد سفر حمكي” لإسكان أسرته، وتتخذ من منازل ومحلات “أنور و عبدو” أولاد رشو قاضي على طريق عفرين- باسوطة مقرّات عسكرية.

وإبّان اجتياح القرية سرقت معظم محتويات المنازل، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وغيرها، وحوالي /50/ غطاس ومجموعات توليد كهربائية لضخ مياه الري، وسيارة ميكرو هونداي عمومي لـ”أنور سيدو وأخوته”، ومقطورة جرار لـ”محمد حمي”، وتجهيزات ومحتويات معمل لصناعة الخراطيم العائد لـ”أولاد نجار”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة وكوابل شبكة الهاتف الأرضي، وقسم من أعمدتهما. وكذلك سرقت محتويات مقصف القرية العائد لـ”عبدو رشيد حمي” واتخذته في البداية مقرّاً وسجناً، إلى أن تحوّل إلى بقايا ركام ومنشأة مهجورة، بالإضافة لمحتويات محل له.

واستولت على كامل الحقول (رمّان، تفاح، أجاص وغيره) والأراضي الزراعية العائدة لثماني عوائل غائبة، منها لـ”نهاد حمكي، عبدو رشو، محمد حمكرو، عبدو رشيد، أحمد رشيد، محمد وحسين أولاد مصطفى شيخ حسن” من الإيزديين. بالإضافة إلى رعي قطعان المواشي بين الحقول والأراضي الزراعية بشكلٍ جائر، دون أن يتمكن أصحابها من المنع أو الشكوى.


هذا، وتعرّض المتبقون في القرية لمختلف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وإهانات وابتزاز مادي وغيره، حيث اضطرّت عائلتي “جمال و نوري نجار” الإيزديتين والميسورتي الحال للنزوح عن القرية والسكن في مدينة عفرين بسبب المضايقات المستمرة، فلم يبق من الإيزديين (70 نسمة قبل الاحتلال) في القرية سوى زوج وزوجة؛ وتعرّض معظم الرجال للاعتقال والتعذيب ودفع فدى وغرامات مالية، ومنهم لأكثر من مرّة، من بينهم “مظلوم عدنان عبدو /25/ عاماً، محمد صبحي إبراهيم /20/ عاماً من المكون العربي” اللذين اعتقلا أوائل صيف 2018م، بتهم الانتماء إلى حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وأخفيا قسراً في سجن بلدة الراعي – منطقة الباب لأكثر من عامين ونصف، إلى أن أطلق سراحهما بعد فرض غرامات مالية عليهما.

وقد استهدف القصف التركي في اليوم الثاني من العدوان على المنطقة 21/1/2018م بشكلٍ متعمّد، إلى جانب مواقع أثرية أخرى، تل “عين دارا” الأثري الذي يعود موقعه إلى /7/ آلاف سنة ق.م ومعبده إلى /1200/ ق.م- الإمبراطورية الحثية، وهو مدرج على لائحة التراث العالمي لدى منظمة “اليونسكو” الأممية، ولم يكن موقعاً عسكرياً؛ فتضررت أجزاء كبيرة من المعبد، وتحولت منحوتاته من الحجر البازلتي إلى ركام؛ وأكّدت مصادر محلية أن الميليشيات بعد احتلال المنطقة مباشرة في آذار 2018م قامت بسرقة لقى وآثار ذات قيمة كانت محفوظة بمبنى (متحف صغير) شرقي التل وكذلك الأسد البازلتي الكبير، وتم تحويل التل ومحيطه إلى منطقة عسكرية بعد تجريفه وحفره وسرقة كنوزه الدفية، لاسيما وأن شبكة “نداء سوريا” الإخبارية المعارضة قد نشرت بتاريخ 20/9/2019م مقطع فيديو يظهر إجراء تدريبات عسكرية بالقنابل والذخيرة الحية من قبل ميليشيات “الجيش الوطني” على التل.

= اعتقالات تعسفية:

اعتقلت سلطات الاحتلال:

– بتاريخ 28/5/2022م، المواطنين “أحمد حسن حسن /47/ عاماً ونجله حسن /25/ عاماً من أهالي بلدة بعدينا، كنجو أمين إيبو /57/ عاماً من أهالي مدينة عفرين”، بعد مداهمة منازلهم في المدينة من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية”، بتُهم ملفقة “حيازة متفجرات”، علماً أن الأول لديه محل بقالية وبيع الدخان في حي الأشرفية- طريق ترنده، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.

– بتاريخ 29/5/2022م، المواطنين “سعد الله شيخ سيدي بن محمد /35/ عاماً، بانكين رشيد بن محمد /36/ عاماً” بعد مداهمة قرية “شيخؤتكا” من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة المدنية في معبطلي”، وتم الإفراج عنهما يوم الخميس 2/6/2022م بعد فراض غرامات مالية عليهما.

= انتهاكات أخرى:

– فرضت ميليشيات “أحرار الشرقية” مؤخراً إتاوة /200/ ليرة تركية على كل هكتار مزروع بالجلبان أو العدس من قبل أهالي قرى “مسكه فوقاني، مسكة تحتاني، جقلي جومه، برجكه، قيله، خالتا” – ناحية جنديرس، بحجة حراستها لتلك المحاصيل، حتى إذا كانت بمساحات صغيرة ولأجل تأمين مأكل مواشيهم، بعد أن قامت بحصر وإحصاء كافة المساحات، حيث أن الأهالي لا يجرؤون على الرفض وعدم الدفع خوفاً من عقوبات أشد؛ لاسيما وأن متزعمها في تلك القرى المدعو “أبو فواز الديري” قد زرع المحصولين لصالحه بين حقول الزيتون والرمّان المستولى عليها وبمساحة تُقدر بـ/50/ هكتاراً.

– أقدمت مجموعة من المسلحين مؤخراً على سرقة (تجهيزات للطاقة الكهرضوئية، غسالة ألبسة، أسطوانة غاز وراوتر وغيره) من منزل المواطن “حبش رشيد حبش” من أهالي بلدة “بعدينا”، في موقع “كتخ” المجاور للبلدة، أثناء انشغاله مع أهله بحفل خطبته في البلدة، حيث أن الموقع يخضع لسيطرة ميليشيات “أحرار الشرقية”.

– صباح الأربعاء 1/6/2022م، استهدف الجيش التركي وميليشياته بالقصف عيادة طبيب النسائية “خليل شيخ حسن بن محمد” من مُهجّري بلدة “ميدانكي”- عفرين، في بلدة “تل رفعت”- شمال حلب، فأدى إلى وقوع أضرار مادية دون إصابات.

– عصر الخميس 2/6/2022م، ونتيجة قصف الجيش التركي وميليشياته لقرية “تنب”- شيروا الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري، أصيب الطفل “حسن محمد مصطفى /13/ عاماً” بجروح بالغة، مع نفوق أكثر من عشرة مواشي.

– بتاريخ 3/6/2022م، ونتيجة قصف الجيش التركي وميليشياته لقرية “أم القرى”- شمال حلب المكتظة بمُهجّري عفرين، أصيب منزل بأضرار مادية والمواطن “يونس مصطفى داوود /32/ عاماً” من أهالي قرية “آفراز”- مابتا/معبطلي بجروح مع أضرار في سيارته.

إذا كانت المناطق الحالية من شمالي سوريا الخاضعة للسيطرة التركية تعاني هذا الكم من الأزمات والاحتقان والتوتر والفلتان والاقتتال وغيره، فكيف لأردوغان أن يحتل مناطق أخرى ويزعم أنها ستكون آمنة؟ فيما لا يردعه المجتمع الدولي عن أطماعه وتدخله السافر في الشأن السوري بشكلٍ جدي!

04/06/2022م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

تابعونا على غوغل نيوز
تابعونا على غوغل نيوز