جرائم طائفية واعتداءات تستهدف الأقليات في سوريا

متابعة كورد أونلاين

شهدت عدة مناطق في سوريا خلال الأيام الماضية سلسلة من الجرائم والاعتداءات التي استهدفت أفراداً من الأقليات الطائفية، وسط اتهامات لعناصر هيئة تحرير الشام بالمسؤولية عن هذه الأعمال.

مقتل رجل علوي في ريف حماة
في قرية العزيزية بسهل الغاب بريف حماة، قُتل السيد عبد الهادي المحمود، وهو من الطائفة العلوية، برصاص عناصر تابعة لهيئة تحرير الشام داخل منزله أمام زوجته وأطفاله. ووفقاً لمصادر محلية، جاء الحادث بعد أقل من 24 ساعة من نشر صورته على صفحات تحريضية دعت لقتل وتهجير العلويين وباقي المكونات السورية. وفي السياق ذاته، شهدت القرية قبل عشرة أيام جريمة أخرى تمثلت بإلقاء قنبلة على منزل مختار القرية، مما أدى إلى مقتل زوجته أميرة ناصوري (77 عاماً) وإصابته بجروح بالغة.


اعتداء على شاب مسيحي في حمص
في حمص، تعرض الشاب (ش.ل) من الطائفة المسيحية لاعتداء خطير ليلة 10 أيلول/سبتمبر، وفقاً لما نشره الخورأسقف ميشيل نعمان. وأوضح أن عنصراً من عناصر الأمن العام التابعة لهيئة تحرير الشام اعترض الشاب أثناء عودته من زيارة عائلية، حيث تم تكبيله ونقله إلى منطقة نائية. هناك، تعرض للضرب المبرح والشتائم الطائفية، مع سرقة مبلغ 200 ألف ليرة سورية وإجباره على تحويل 5000 دولار أمريكي إلى محفظة إلكترونية تحت تهديد القتل. وكان الخورأسقف نعمان نفسه قد تعرض لسرقة تحت تهديد السلاح في 2 أيلول/سبتمبر في قرية زيدل بريف حمص.

ضغوط للتستر على جريمة اغتصاب
في قرية حورات عمورين، أفادت مصادر محلية بأن وفداً من “لجنة السلم الأهلي” وآخر من “العمشات” يمارس الضغط على عائلة الفتاة روان الأسعد لتسجيل حادثة اغتصابها ضد “مجهولين”، في محاولة للتستر على الجريمة وتجنب محاسبة المسؤولين. وأثارت المصادر استياءها من تجاهل بعض القنوات الإعلامية للجريمة، مشيرة إلى أن التعامل مع مثل هذه الحوادث يختلف باختلاف طائفة الضحية.

اختطاف وفقدان الاتصال بشبان من الأقليات
في قطنا بريف دمشق، فُقد الاتصال بالشابة رشا كامل منصور (30 عاماً) من الطائفة العلوية منذ صباح 13 أيلول/سبتمبر، بعد خروجها من منزلها في مساكن رأس النبع متجهة إلى عملها.

وفي دمشق، اختُطف الشاب سامي إبراهيم فواز من الطائفة الشيعية في منطقة عقربا مساء 14 أيلول/سبتمبر، حيث اعترضته مجموعة مسلحة وصادرت متعلقاته قبل اقتياده إلى جهة مجهولة.

كما فُقد الاتصال بالشاب يونس رشيد أسد من الطائفة العلوية في ريف جبلة بعد مغادرته مدينة جبلة باتجاه اللاذقية ظهر 13 أيلول/سبتمبر.

حريق متعمد في قرية مسيحية
في وادي النصارى، أشعلت عناصر هيئة تحرير الشام حريقاً في قرية كفرا المسيحية، واعتبر نشطاء أن ذلك جاء عقاباً على نشر أخبار عن مقتل السيد ميلاد عزيز الفرخ، أحد أبناء القرية، تحت التعذيب في سجون هيئة تحرير الشام. وأشارت مصادر إلى أن استخدام الدرونات لإشعال الحرائق يُعدّ سياسة عقاب جماعي تستهدف قرى الأقليات، حيث التهمت الحرائق آلاف الدونمات في مناطق العلويين والمسيحيين غربي سوريا خلال الأشهر الأخيرة.


إحصاء سكاني يستهدف العلويين في دمشق
في دمشق، أجرت هيئة تحرير الشام إحصاءً سكانياً في حي الورود ذي الغالبية العلوية، شمل تصوير السكان وجمع بياناتهم مع فرض قيود على حريتهم. وكشفت وثيقة عن عزم الهيئة إجراء إحصاء مماثل في حي المزة 86. وأثارت هذه الإجراءات مخاوف بين السكان، حيث قارنت مصادر محلية هذه السياسة بإحصاءات النظام النازي لليهود قبل الهولوكوست عام 1933.

مطالبات بحماية الأقليات
تثير هذه الحوادث مخاوف من تصاعد العنف الطائفي في سوريا، وسط اتهامات لهيئة تحرير الشام بتشجيع هذه الأعمال من خلال عدم محاسبة مرتكبيها. وطالب ناشطون بضرورة حماية الأقليات وضمان العدالة للضحايا، محذرين من تداعيات استمرار هذه السياسات.

Scroll to Top