الأحد, ديسمبر 29, 2024

خالد عيسى: حول الحركة الكردية في الوثائق الفرنسية -2-

نعرض لكم في هذه الحلقة ترجمة بعض الفقرات التي تتعلق بالشعب الكردي، الواردة في نشرة المعلومات التابعة للشعبة السياسية الفرنسية رقم 199 المكتوبة في 07/10/ 1926. نرفق صورة عن الصفحة الأولى والثانية من النشرة المذكورة. وفي الحلقة القادمة سنترجم فقرات أخرى من النشرة ذاتها.

****
الممثلية الفرنسية
لدولة سورية
————–
الشعبة السياسية
————–
المعلومات

دمشق في 7 تشرين الأول 1926
سري

نشرة المعلومات رقم 199
-:-:-:-:-:-:-:-
القسم الأول
-:-:-:-:-
لمحة عن الوضع العام

آ- الخارج:
تركية:

1)- الحركة الكردية:

أكراد العراق يقلقون الأتراك الذين يستشفون من تصرفاتهم آثاراً للدعاية الانكليزية.
تستمر الحكومة التركية في اتخاذ الإجراءات ضد الانتفاضة، كالتهجير والاعتقالات والإعدامات، وتسليح القرى الحدودية، ونقل الموظفين.

2)- ضد مصطفى كمال، لازالت المعارضة نشطة، تهدد الاضطرابات بالانفجار في قسطنطينوبل. تمت الإشارة مرة أخرى إلى تأسيس لجنة سرية ذي ميول إرهابية.
العراق:

يتم الحديث عن استشارة سكان سنجار من أجل تحديد جنسيتهم.
(…)
ب- الداخل: (…)
الفرات:

الوضع جيد حول نصيبين.
الجولة الاستطلاعية التي تم تنفيذها بين 18 و23 أيلول، في منطقة عاموده، خلقت أفضل الآثار السعيدة لدى الزعماء والعشائر.

السلطات التركية التي لا تزال تسعى لأن تجلب إلى مناطقها العشائر اللاجئة(1) إلى سورية، تبدو أنها تحتفظ بالضغينة للملّلين، بسبب رفضهم لعروضها، ويبدو أنها ستتخذ إجراءات ضد أموال ابن إبراهيم باشا.

آ)- أولاً- المعلومات السياسية الخارجية

تركية:

1- الحركة الكردية:

نشرة المعلومات رقم 199تاريخ 07/10/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات.الحسجة-24/09/26).
آ)- قد ينتظر الأتراك استئناف غارات كردية آتية من العراق. فالانكليز، بقصد عدم تطبيق البنود الاقتصادية للاتفاقية الانكليزية-التركية، قد تلجأ إلى إثارة الفوضى من جديد في كردستان. يعتقد بأنه توجه نحو الحدود التركية -العراقية 35000 رجل من القوات التركية.

ب)- (إدارة المخابرات. خيرو-24/09/26)
لازالت ديرسم هائجة. إن اللجنة التي أُُرسلت حديثاً من أنقره للبحث عن أرضية للاتفاق مع الزعماء الكرد، يعتقد بأنها قد فشلت . فالأكراد قد رفضوا تسليم أسلحتهم. تمت الإشارة إلى عدد من عمليات العصابات في مختلف المناطق.
2- التهجير:

نشرة المعلومات رقم 199تاريخ 07/10/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات. الحسجة-24/09/26)
ستون عائلة، التي توجد أفراد بعض منها في الإقامة الجبرية في أناضول، تركت ماردين والمنطقة المجاورة لها والتحقت بأقربائها في المنفى. بعد هذه الهجرة، ترى الحكومة في ماردين بأنها واثقة من سكان المنطقة.

3- تسليح القرى الحدودية:
نشرة المعلومات رقم 199 تاريخ 07/10/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات. خيرو- 24/09/26)

تمت الإشارة أيضاً، بأن إعلانا رسمياً قد تم نشره في ماردين، يُسمح بموجبه لسكان القرى الحدودية بشراء السلاح. حتى الآن، كانت عمليات نزع السلاح مستمرة بنشاط .

4- الدعاية الانكليزية:
نشرة المعلومات رقم 199تاريخ 07/10/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات. الحسجة-24/09/26)
مبعوث اللجنة الكردية-الأرمنية في الموصل، الدكتور أحمد صبري، تمت الإشارة إلى تواجده في منطقة عاموده. ويعتقد بأنه قبل مغادرته، كان قد أخذ التعليمات من رئيس إدارة المخابرات الانكليزية في بغداد. وقد يتواجد عند حاجو أعضاء آخرون من اللجنة الكردية الأرمنية. (2)
آندرس هو في سنجار حيث قد يكون مكلفاً من قبل إدارة المخابرات الانكليزية.

5- حول الحركة الكردية:
نشرة المعلومات رقم 199تاريخ 07/10/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات. جرابلس)
تلقى أحد سكان أليف أوغلو رسالة من أخيه العسكري الذي يتواجد في حوالي دياربكر. حسب هذه الرسالة، تم في هذه الأيام شنق الشيخ شمس الدين وعمه(أو خاله-المترجم) اللذَين كانا في سجن دياربكر منذ عشرة أشهر. سجن دياربكر مليء بالمساجين الكرد، ويتم شنق من اثنين حتى ثلاثة منهم في كل أسبوع.

6)- الموظفون الأتراك:
نشرة المعلومات رقم 199تاريخ 07/10/1926 –القسم الأول (إدارة المخابرات. الحسجة-24/09/26)
آخر من تبقى من الموظفين الماردينيين في مكاتبهم الإدارية في الولاية، سيتم استبدالهم قريباً بالأناضوليين.
هذا الإجراء يزعج الكثير من الناس، لكن لا أحد يتجرأ على التعبير عن رأيه علنياً.

ملاحظات المترجم:
(1)- يستعمل الفرنسيون عبارة “الأكراد اللاجئون إلى سورية” للإشارة إلى بعض زعماء العشائر الكردية الذين كانوا يتنقلون في المناطق الكردية على طرفي الخط الحديدي، بعد أن قسمت هذه الخطوط العشائر الكردية وأملاكها. وجدير بالذكر بأن المناطق الكردية الملحقة بالدولة السورية، كانت عامرة بالقرى الكردية قبل مجيء الفرنسيين، وهذا ما تؤكده الوثائق الفرنسية نفسها. كانت تركية تسعى في تلك الفترة، أن تستدرج إلى شمال الحط الحديدي أكبر قدر من زعماء العشائر الكردية لكي تضعهم تحت سيطرتها. ملاحظة من المترجم.

(2)- كانت ولازالت القوى التي تقتسم كردستان، تعقد الاتفاقات وتنسق فيما بينها بهدف النيل من وجود الشعب الكردي وحقوقه، و تتهم أي تحرك كردي بالارتباط والعمالة لقوى أجنبية أخرى. وتعتبر هذه القوى من يحاول اتقاء شرها بالمهادنة مطيعاً خضوعاً، وتعتبر من يثور عليها أو من يعارضها مجرما و إرهابياً. وهذا ما سيلاحظه القارئ على طول وعرض صفحات وثائقها السرية. المترجم.

* نود أن نكرر بأن ما يرد في الوثائق التي نترجمها من آراء تعكس وجهة نظر من كتبوها، ونحن من جانبها نأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار. وعندما نترجم وننشر بعض الوثائق الفرنسية لا يعني بالضرورة أننا نوافق على الآراء المكتوبة فيها.

ونذكّر بأن السلطات الفرنسية كانت تأخذ في الحسبان المعلومات الوارد في هذه الوثائق أثناء رسم وتطبيق سياساتها في المنطقة، ومن هذا المنطلق نرى من الأهمية بمكان الاطلاع عليها ودراستها من قبل المهتمين بالقضية الكردية.
يتبع
****
مادة منشورة بتاريخ
01/09/2008

شارك هذه المقالة على المنصات التالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *