الإثنين, ديسمبر 30, 2024

شفان شيخ علو: آذارنا الكوردي

لآذارنا الكردي طعم آخر، رائحة طيبة أخرى، جمال معنى آخر، قيمة أخرى غير كل الشهور الأخرى في السنة. هو آذارنا الكوردي، كما يستحق أن نشير إليه. فيه مآسينا الكثيرة” وهل ننسى مأساة ” حلبجة “، هل ننسى ما خطط له أعداء الكرد في اتفاقياتهم مع بعضهم البعض، في العراق وخارجه، للنيل من شعبنا الكوردي ” ماذا نفذوا في 11 آذار1970 ؟ ” ماذا قدمت الحكومة العراقية للكورد حينها، وفي شخص البطل الكوردستاني الخالد ملا مصطفى بارزاني؟ ليس هناك ما يستحق الذكر.. كل وعود الأعداء للكورد حبر على ورق وأكثر، غير أن هذه الوعود أثبتت وإلى الآن أن هناك شعباً يقاوم، وأن مطالبته بحقه في تقرير مصيره، وعلى أنه قومية مستقلة، لم تتوقف أبداً؟ لا ننسى كل ذلك، إنما بالمقابل، آذارنا الكوردي شاهد من أول يوم منه إلى آخر يوم، على أن هذا الشعب العريق بأبطاله وقادته وزعمائه السياسيين، لم يستسلم يوماً لجبروت الأعداء أو تهديدهم، ولم يتمكن الأعداء رغم محاولاتهم المستمرة كيفية إيذائه، من أن يتجاوب مع رغباته، أن يحني الرأس له. الكورد شعب عريق في التاريخ بصموده، بدماء أبنائه الزكية إلى الآن، وهناك دائماً من نتفاءل بوجوده وزعامته ” وهل ننسى بسالة الرئيس مسعود بارزاني ؟ ” هل ننسى تحدي شعبنا الدائم لمخططات الأعداء ؟
وهل يستطيع الاعداء تجاهل أن كوردستان باقية وستبقى رغم تجزئتها، ولواقع يثبت ذلك ؟
أن نتحدث عن آذار، آذار الذي يضم نوروز المبارك والمقدس لدينا نحن الكورد، لأنه، منذ آلاف السنين عبّر عن كبريائه، عن تصديه لمشاريع الأعداء التصفوية، وفشل الأعداء ويفشلون دائماً في مخططاتهم العنصرية المكروهة، وهم يرددون: لا يوجد شعب اسمه الكورد، لا توجد لغة اسمها الكوردية، لا توجد قومية اسمها القومية الكوردية، والأحداث تثبت أكثر فأكثر أن الكورد شعب وقومية، ولهذا الشعب لغته الخاصة، وأن لهجاته تشهد على ظلم الأعداء وتجزئتهم لوطنهم كوردستان، ولكنهم لم يستطيعوا أن يمحوا شعورهم القومي الواحد، أن يبعدوهم عن بعضهم البعض. فأي كوردي يشتكي ظلم العدو، يتجاوب معه كل الكورد في الجهات الأخرى .
نعم، نحن نعاني من خلافات، ولكن روح الشعب الكوردي واحدة، وطامحة إلى الاستقلال بوعي.
ما أجمل آذار ونحن نحتفي به، ونحن نظهر فيه أكثر من غيره، من خلال مناسباته الكثيرة، أننا الشعب الواحد، أن نوروز شعلة هذا الشهر العريق والعظيم، وأننا في نوروز نثبت للعالم أجمع أننا مثل هذا اليوم العظيم نبقي تاريخنا مضيئاً، ونفرح بالحياة، وندافع عنها، ونحرص على أن يبقى أطفالنا سعداء، وندافع عن بيوتنا، وعن لغتنا، وعن تراثنا، فيكون نوروز عيدنا القومي.
وفي آذار لا نكتفي بالاحتفال بيوم محدد، إنما نجدد عهدنا للذين غادرونا، وأصبحوا في ذمة الخلود، أننا سائرون في الطريق الذي يقودنا إلى غايتنا المشتركة، أن نحقق حلمنا الكوردي، أننا شعب واحد، ونستحق وجود كيات سياسي يضمنا جميعاً، مثل الآخرين .
في آذارنا الكوردي، يظهر الكورد في كل مكان : في الوطن المجزأ وخارجه، أنهم رغم تباعدهم يتواصلون مع بعضهم البعض، وينشدون النشيد القومي الواحد ” أي رقيب ” ويلبسون الزي الكوردي الذي يوحدهم معاً، ولهم العلم التاريخي العظيم بأخضره وأحضره وأصفره، وليس هناك أي قوة قادرة على نزعها من أيدينا، أو الضغط علينا لأن نتراجع عن حقنا القومي المشروع.
سلامات يا آذارنا الكوردي.
تحية لأولئك الأبطال الذين يدافعون عن حدودنا.
سلامات لقادتنا وزعمائنا الذين يحرصون على تقوية الصف الكوردي.
وألف تحية لشعبنا الكوردي في آذاره الجميل وبمناسبة نوروزه المبارك .
وكل عام وأنتم جميعاً بخير.

شارك هذه المقالة على المنصات التالية