مؤيد عبد الستار

يتداول الظرفاء مقطوعات شعرية تحمل بين ثناياها شيئا من الفكاهة والمرح والمزاح و النقد والتهكم احيانا وعلى الاخص التهكم على البخلاء الذين  ألف الجاحظ  عنهم كتابه الشهير البخلاء ، والذي ظل يتنقل بين ايدي هواة الفكاهة والسخرية حتى اليوم .

ومثل هؤلاء ما سطره الشعراء والكتاب عن اخبار الحمقى والمغفلين ، أمثال هبنقة والبهلول وجحا.

ومن شعراء جيلنا من له باع في شعر التهكم والسخرية والفكاهة الشاعر الراحل زاهد محمد الذي ترك لنا العديد من القصائد التي تحمل بين ابياتها النقد الساخر والتهكم المرح والعتاب المغلف بالابتسامة الخفيفة وكشف صفات المنقود دون جرح وايلام .

ومن بين تلك القصائد ما نشره في ديوانه الاخوانيات ، قصيدة الشاي الذي طلبه من صديقه الفنان صادق الصائغ ، يقول فيها:

طلبنا الشاي منك وماعلمنا        بان الشاي عندك جــد ُّ غالي

كحسناء تلوح لخاطبيها           مواربة وتخطر في دلال

طلبناه وقد جئناك عصرا         فعز الشاي منك على النوال

وكررت السؤال وقلت علي      أفوز به بتكرار السؤال

فلم أظفر به حتى أطلت           تباشير الصباح من الليالي

ثم قال بعد أن أحظر له الشاي وذاقه :

متى أعددت هذا الشاي قل لي      وأصدقني الحقيقة في المقال

فاني قد شممت له عطورا           تعود به الى العصُر الخوالي

فهل أعددته من عصر ( نوح )     فهذا الشاي معدوم المثال

ومن طوافنه حصلت ماء         عملت الشاي منه بارتجال

ورحت بغفوة  عنه قرونا         وعهدي فيك أنك ( لا أبالي )

وأنك إن سرحت فلست تدري     يمينك في يمين أم شمال

ولست تميز ثورا عن بعير       ولا فحل الاتان عن الغزال

شارك هذه المقالة على المنصات التالية