أثناء زيارةٍ له إلى عفرين، بتاريخ 13/2/2024م، أشار عبد الهادي البحرة رئيس الائتلاف السوري- الإخواني المعارض ضمن لقاءٍ بخيمةٍ في قرية “جوقيه/جويق”، إلى وجود “مؤسسات وقضاء مدني وقضاء عسكري وشرطة عسكرية وشرطة مدنية”، متناسياً أنّ الاستخبارات التركية هي التي تدير هذه المؤسسات وتتعامل مع الكُـرد أهالي المنطقة الأصليين على خلفية سياسية وعنصرية وتُساق ضدهم ممارسات وإجراءات عدائية وتغيير ديموغرافي، بالإضافة إلى انتهاكات وجرائم مختلف تشكيلات ما يسمى “الجيش الوطني السوري” التي تقتسم المنطقة وفق قطاعات عسكرية، وتحكمها بسطوة السلاح، وهي فوق القانون وخارج إطار المحاسبة.
كما أشار البحرة إلى “لجنةٍ لرد المظالم” وتشكيل “لجنةٍ خاصة لمن يرغب بالعودة إلى عفرين” ووضع “آلية لضمان عودة أي شخص” دون اعتماد هذه التصريحات رسمياً من قبل إعلام “الائتلاف”، فيما أعلن عبد الله كدو عضو الهيئة السياسية ممثلاً عن المجلس الوطني الكردي- ENKS عبر مقطع فيديو منشور بصفحة الائتلاف الفيس بوك 16/2/2024م إقرار “تفعيل لجنة تقصي الانتهاكات وتمكين المهجّرين من العودة إلى ديارهم“، بعد ستة أعوامٍ من المآسي؛ وذلك على غرار “لجنة رد الحقوق المشتركة في عفرين التي تشكلت في 8/11/2022م” و وثيقة «الآلية الإنسانية» الموقعة بين”ENKS” و”الائتلاف” في إسطنبول بتاريخ 15/1/2020م والتي نصت على “فتح معابر آمنة أمام عودة نازحي مدن وبلدات رأس العين بالحسكة، وتل أبيض بالرقة، وعفرين بحلب”، اللتين كان مصيرهما الفشل.
وَعَدَ البحرة في قرية “جوقيه/جويق” بحلّ مشكلة مياه الشرب، ولكنه لم يسأل عن حال شبكة الكهرباء العامة التي سُرقت كافة كوابلها وتجهيزاتها من قبل ميليشيات “فرقة الحمزات” بُعيد سيطرتها على القرية عام 2018م، أو عن قطع وقلع مئات أشجار الزيتون العائدة لأهاليها وكيفية تعويضهم ومحاسبة الفاعلين!
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= مقتل مسن دهساً:
ظهيرة الجمعة 9/2/2024م، تعرّض المسن “محمد إبراهيم سَوْران /75/ عاماً الملقب بـ”سَوْرك- Sewrik” من أهالي قرية “فيركان- Vêrganê”- شرّا/شرّان القريبة من مدينة أعزاز، لعملية دهس من آلية ثقيلة لتسوية الأتربة والطرقات (كريدر)- يقودها سائق من مستقدمي بلدة تل رفعت/أعزاز- التي خرجت عن الطريق العام لتدخل حقل زيتون عائد للمغدور، عندما كان في استراحة بالقرب من شجرةٍ تبعد حوالي /10/ أمتار عن الطريق، فيما ولداه كانا يقومان بتقليم شجيرات العنب في الحقل؛ فتوفي إثر إصابات بالغة ونُقل إلى مشفى بأعزاز، ليُسلم جثمانه إلى ذويه ويدفن في مقبرة القرية مساء ذات اليوم.
إن جملة عوامل (وضوح الرؤية وسهولة المكان، عدم وجود حالة ظرفية طارئة، بُعد المغدور عن الطريق، آلية ثقيلة تسير بسرعة بطيئة ويمكن إبعادها ولو قليلاً أو إيقافها بالمكابح أو بإنزال السكين على الأرض…) تُرجح الاعتقاد بأن استهداف المغدور كان متعمداً، خاصةً وأنه قد تعرّض للضغوطات والتهديدات خلال سنوات سابقة لأجل بيع ذاك الحقل بسعر رخيص لجماعة من أعزاز (باعتبار كان الحقل مرهوناً لها لسنوات، أنهاها المغدور بدفع ديونه)، حيث اختطف مرّةً وحاولت الجماعة تبصيمه على عقود البيع، وفق مصدرٍ خاص أخبره المغدور عن تلك المعلومات قبل أسبوعٍ من مقتله.
يُذكر أن ذوي المغدور لا يجرؤون على اتهام أحد بجريمة القتل، أو الحديث بشفافية عن ملابساتها لوسائل الإعلام، خوفاً من التعرّض لجرائم أخرى، حيث تُسيطر على القرية ميليشيات “الجبهة الشامية” التي لها امتداد إلى منطقة أعزاز.
= قصف قرية “بينيه/أبين” واستشهاد مدني وعسكري:
ليلة 12-13/2/2024م، قصف الجيش التركي والميليشيات السورية الموالية له قرية “بينيه/أبين- Bênê”- جبل ليلون الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري بحوالي عشرة قذائف، فتضررت منازل وسيارات، منها منزل المواطن “أحمد مصطفى الغباري”، واستشهد المواطن “جوان عزت أسود– مواليد عام 1988م” وعنصر من قوات الجيش السوري، وأصيب المواطن “عدنان عيسى كتو /36/ عاماً” بجروح، فيما أصيب والده “عيسى” بجروح في قصفٍ سابق؛ يُذكر أن “أسود” كان يعيل أسرته وأسرتي شقيقيه المفقودين منذ سنوات وسط البلاد في خضم الحرب الأهلية.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ أكثر من شهر، المواطن “محمد مصطفى ݘرو /30/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا”، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي في سجن ماراته المركزي بعفرين؛ وذلك بُعيد عودته من لبنان وجهة النزوح إلى حلب وعفرين بغية الالتحاق بأسرته في البلدة.
– بتاريخ 30/1/2024م، المواطن “كاوا نعسو بن عبد الرحمن/عائلة آبو /29/ عاماً” من أهالي قرية “كفردله فوقاني”- جنديرس ومقيم في مدينة عفرين، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في أعزاز/مكافحة الإرهاب” لدى وصوله برفقة زوجته وطفليه إلى أعزاز بقصد الزيارة، بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، وبقي مخفياً قسراً لغاية الإفراج عنه في 12/2/2024م، حيث تعرّض للتعذيب الشديد، علماً أنه اعتقل مرةً سابقة في آب 2019م من قبل “شرطة عفرين” أيضاً.
– بتاريخ 9/2/2024م، المواطنة “رولا حمدو /40/ عاماً” من أهالي بلدة راجو وتعمل لدى منظمة بهار، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية في أعزاز/ مكافحة الإرهاب”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، لدى وصولها إلى مدينة أعزاز بقصد الزيارة، وأطلقت سراحها في 12/2/2024م.
– بتاريخ 11/2/2024م، المواطن “صبري محمد حموش /55/ عاماً” من أهالي قرية “كوليان تحتاني”، و”عبدو عزت رشيد /40/ عاماً” من أهالي قرية “كوليان فوقاني”، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو”، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزالا قيد الاعتقال التعسفي؛ وذلك ضمن حملة اعتقالات تطال أبناء القريتين من رجال ونساء.
= فوضى وفلتان:
– مساء الأربعاء 14/2/2024م، حاصرت مجموعة مسلّحة ملثّمة منزل المهجر قسراً “محمد حسن عثمان/حمو مختار” في قرية “كورزيليه”- شيروا الذي استولى عليه المدعو “مصطفى الرحمون/أبو رحمون” أحد متزعمي ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” وهاجمت عليه فأردته قتيلاً، علماً أنّ “العمشات” سيطرت على القرية إثر طرد ميليشيات “الجبهة الشامية” من عفرين في تشرين الأول 2022م، وأن محمد الجاسم متزعم “العمشات” قد عزل القتيل منذ شهر من منصبه كمسؤول عن القرية، وهو الذي تلقى تهديدات قبيل مقتله، فأبعد أسرته إلى مكان آخر.
– إثر تفجير دراجة نارية، مساء 6 شباط 2024م، قرب دوار نـوروز وسط مدينة عفرين، قامت ميليشيات “الشرطة العسكرية” باعتقالات عشوائية بين السكّان في محيط موقع التفجير، من بينهم المواطن “جميل حنو عبدو /48/ عاماً” المنحدر من قرية “عرب شيخو- كمروك”- مابتا/معبطلي (أغلب سكّان “عرب شيخو” ما يقارب /40/ عائلة من المكون العربي/عشيرة العميرات)، والتي داهمها حوالي خمسين سيارة من المسلحين ليلاً، وتمّ تطويق القرية وتفتيش كافة المنازل واعتقال معظم الرجال والشباب وضربهم ضرباً مبرحاً، وكذلك اعتقلت الشرطة مواطنين من عشيرة العميرات في المدينة، لا سيّما وأنّ “إدارة الشرطة العسكرية” في صفحتها الفيس بوك بتاريخ 8/2/2024م أعلنت إلقاء القبص على “متزعم الشبكة الإرهابية التي نفذت معظم التفجيرات في الآونة الأخيرة في مدينة عفرين”، فيما نشرت قنوات إعلامية محلية في 8/2/2024م مقطع فيديو يعترف فيه قاصر بركون الدراجة قرب الدوار وباسم من أعطاه إياها، ولم نتمكن من حصر أعداد المعتقلين ومن تمّ الإفراج عنهم.
= انتهاكات أخرى:
– مؤخراً، في بلدة “بعدينا”، أقدم المدعو “شيخ حسين” شقيق عبد الكريم قسوم/أبو جمال متزعم ميليشيات “لواء 112” على هدم قسمٍ من جدار مبنى المعصرة القديمة المستولى عليه والعائد للمرحوم شكري خليل مصطفى، وفتح فيه باباً كبيراً، بغية توسيع أعماله فيه (حالياً مركز لبيع الحطب)، رغم خطورة حدوث تصدعات فيه أو انهياره، كونه قديم وعلى سقفه منزل كبير مستولى عليه أيضاً؛ وكان “شيخ حسين” قد فتح في الساحة الجانبية للمبنى مركزاً لبيع المحروقات، بالإضافة إلى مركز محروقات آخر قد فتحه ضمن منزل المرحوم خليل بري وأمام جزءٍ من بناء المسجد وسط البلدة؛ أما المدعو أسامة رحال/أبو حسن أوباما نائب “قسوم” فقد ألغى المسلك الغربي بالكامل من أوتوستراد مدخل البلدة منذ عام 2020م، رغم ازدحامه بالآليات، خاصةً في موسم الزيتون، لأنه يمرُّ أمام المنزل الذي استولى عليه منذ عام 2018م وتسكن فيه أسرته، والذي يعود لعائلة المرحوم مصطفى نشأت مصطفى المهجّرة قسراً.
زيارات عديدة لرؤساء الائتلاف من المصطفى والحريري والمسلط والبحرة إلى عفرين، دون أن تفيد في وقف الانتهاكات والجرائم المستمرة، سوى إطلاق وعود ومحاولات تجميل واقع الاحتلال التركي والتغطية على الواقع المزري لما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” والفوضى الذي تعيشه ما تسمى بـ”المناطق المحرّرة”.
17/02/2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– زيارة عبد الهادي البحرة رئيس الائتلاف السوري – الإخواني المعارض إلى قرية “جوقيه/جويق”، وتصريح عبد الله كدو عضو هيئته السياسة، وسرقة كوابل وتجهيزات شبكة الكهرباء العامة في جويق، وقطع أشجار الزيتون في سهول جويق.
– المغدور المسن “محمد إبراهيم سَوْران”.
– نموذج الآلية الثقيلة (كريدر) التي دهست المسن “محمد إبراهيم سوران”.
– الشهيد “جوان عزت أسود”.
– قصف منزل المواطن أحمد مصطفى الغباري، قرية “بينيه/أبين”- جبل ليلون، 13/2/2024م.
—————–
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:
عفرين-تحت-الاحتلال-278-17-02-2024
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=36588