من النواحي القومية والاجتماعية والسياسية
المؤلف: الملازم محمد طلب هلال
رئيس الشعبة السياسية بالحسكة
عرض وتعليق: نعمت شريف
ملاحظات عامة:
ربما يستغرب البعض لماذا مراجعة كتاب قديم مضى على كتابته عقود، ولكن اولا في رأينا يمثل هذا الكتاب حجر الزاوية في فكر البعث تجاه الكرد وحركته التحررية، ورغم زوال البعث من دفة الحكم في العراق، لا يزال يحكم في سوريا ولا يزال لا يمتلك اي مشروع للاعتراف بالحقوق المشروعة للكرد، ولا يزال يامل في مستقبل يحلم فيه لحكم الكرد والاقليات الاخرى في سوريا بالحديد والنار. وثانيا لم نر في الاسواق لحد الان طبعة متوفرة للقراء ليقفوا على فكر البعث بانفسهم. انما الموجود هو نسخ متفرقة من الطبعة البعثية المحدودة التى نشرها لاعضاء البعث فقط. كل ما نراه هو اشارات محدودة لكتاب كرد او من المهتمين بالقضية الكردية. ولذلك ارتأينا كتابة هذه المراجعة السريعة وبضمنها برنامجه الذي يشتمل على اثنتي عشر نقطة بالنص لتعميم الفائدة للقراء والباحثين.
يعترف محمد طلب هلال في مقدمته للكتاب بان “المصادر الضئيلة التي حصل عليها، على قلتها، تقارير اكثر منها دراسة” وان خبرته الشخصية اقل، وهو نفسه يصف الكتاب بقوله ” واخيرا انها (اي الدراسة) انطباعات خاصة اكثر منها دراسة موضوعية ومركزة. على ان الحادي الذي حدا للاسراع بها هو الظروف الخاصة التي تمر بها محافظة الجزيرة اليوم وخطورة المرحلة الحالية لما للاحداث الجارية في شمالي قطرنا العراقي الغالي من اثر، ومدى تأثير تلك الاحداث على هذه المحافظة المجاورة من أثر.”
من الفقرات السابقة واضح وباعتراف الكاتب ان “دراسته!” تعوزها كل مقومات الدراسة العلمية الموضوعية. هذا من جهة، ومن جهة ثانية اعلن عن انحيازه التام والصريح، فهو بعثي صب جام غضبه في هذه الدراسة على الشعب الكردي ارضاءا لنزعته الفاشية العنصرية، وتملقا لاسياده بهدف الترقية (1) حيث ان لدراسته المزعومة اهدافا ومرام سياسية دنيئة، فالدراسة تبث سموما خبيثة لزرع الفرقة والشقاق والكراهية بين الكرد والعرب اولا، وتؤلب وتحض اسياده الفاشيين على ابادة الشعب الكردي المسالم في سوريا بشكل خاص والدول المجاورة بشكل عام ثانيا، والدراسة بحد ذاتها تمثل برنامجا متكاملا لابادة ومحو الشعب الكردي من الوجود ثالثا. وهذا ما سيتوضح بعد قليل، ولهذا يقدم هذا العرض فقرات من الكتاب بالنص، مع تبيان ملاحظاتنا عليها لنري القارئ الكريم فاشية وشوفينية الكاتب والحزب الذي ينتمي اليه.
نظرة الكاتب للكرد وكردستان:
يمر الكاتب مر اللئام (2) على اصل الكرد ووطنهم كردستان مجافيا كل الحقائق عنهم وعن تاريخهم ونضالاتهم ومساهماتهم في الحضارات الانسانية وخاصة الاسلامية منها (3) حتى يصل الى القول في الصفحات 4 و 5 “….بأنه ليس هناك شعب بمعنى الشعب الكردي ولا امة بكاملها بمعنى الامة الكردية …لانها فاقدة لمقومات الامة ويترتب على هذا انه ليس هناك وطنا قوميا للاكراد ايضا بل هناك اناس من سكان الجبال اعطتهم الطبيعة صفة خاصة كاي سكان لمنطقية معينة يمكن ان تعطي سكانها صفة خاصة… لا يتعدى الشعب الكردي هذا المجال حيث لا تاريخ لهم ولا حضارة ولا لغة حتى ولا جنس، اللهم الا صفة القوة والبطش والشدة وهذه ميزة سكان الجبال، فاذا سرنا على هذا المنطق لوجب ان نستبدل مقومات الامة التاريخية ومقاييسها بتلك وما اكثر الامم بعد ذلك وما اضيقها، ….” ونحن في هذا العرض الموجز سوف لا نحاول الرد على مهاتراته لان الحقائق شمس اسطع من ان يحجبها الكاتب بغربال غوغائيته. ولا يفوتنا هنا ان نلم لهذا الكاتب شتات افكاره وما يريد ايحاءه للقراء من دون التصريح به مباشرة وهو انه عندما يبدأ في الصفحة الاولى حديثه بقوله “هذه القطعة من وطننا الغالي – ويعني كردستان – …” وينتهي الى الاستنتاج اعلاه، يوحي بما يلي : ان كردستان جزء من الارض العربية وان الكرد “أناس” ولا يقر الكاتب باصل لهم او ان يرجعهم الى اية قومية مجاورة كما يفعل الاتراك لان ذلك سيجره الى الاعتراف بان اجزاء كردستان في العراق وسوريا بانها تركية او ايرانية في حالة نسب الكرد الى اي منهما ولذلك نجد ان خلاصة ما يوحي به الكاتب هو ان الكرد “عرب جبليين” (4) مسخت الطبيعة الجبلية شخصيتهم العربية (صفحة 5) “وكثرة الدول الفاتحة وتعاقبها على المنطقة ” (صفحة 4) افقدتهم معالم لغتهم، وهكذا بسبب استعلائيته القومية وشوفينيته يحجب اسم “عرب جبليين” عن الكرد اولا وليرضي غروره القومي ويبرر دعوته لابادة الكرد يعرفهم كما سبق ذكره بانهم “اناس من سكان الجبال” لا شئ لهم “اللهم الا صفة القوة والبطش والشدة”
ان فكر الكاتب الضحل وضآلة معلوماته واضحان في الضبابية التي تكلم بها عن اصل الكرد وتاريخهم كما اسلفنا، ويعود الكاتب في الصفحة 38 ليقر بان “الاكراد كجنس يختلفون تمام الاختلاف عن العرب كجنس ايضا فليس هناك اي تقارب نفسي او حتي فيزيولوجي او انثروبولوجي ايضا.” ان الاقرار بهذا لم يكن عفويا او حتى نتيجة نهائية لدراسته فضبابيته السابقة خير دليل على ذلك، ولكن اقراره هذا جاء كمبرر اساسي حسب نظرته لاتهام حركة التحرر الكردية بالشعوبية حيث يقول في الصفحة 38 “حيث الدين (ويعني الاسلام) لا يمكن ان نسميه دينا بالمعنى الصحيح انما هو بكامله بين الاكراد على وجه الخصوص، اكثره طرق صوفية حيث تنتشر تلك الطرق…..ونحن نعلم ما نعلم ان الشعوبية نفسها هي من انشأت تلك الطرق الدخيلة على الاسلام او تسترت وراءها لضرب القومية العربية.” ليس الكرد فقط بل حتى بعض الشخصيات العربية ايضا لم تنجو من تهمة الشعوبية (5) فمثلا يتهم الكاتب الرئيس جمال عبدالناصر في الصفحة 22 ب”الشعوبية والانتهازية والفردية” لا لشئ الا لتأييده حق الحياة للكرد، وقال نفس الشئ عن عبدالكريم قاسم لسماحه للبارزاني بالعودة الى العراق عام 1959م.
وفي الصفحة 39 يظهر لنا جليا معاناة الكاتب من الشعور بالعقدة الدونية حيث يشعر بان كل كلمة يتفوه بها الكرد طعنة خنجرحتى وان كانت الكلمة دعوة للصداقة والتآخي فيستشهد بالمادة الخامسة من منهاج الحزب الديموقراطي الكردستاني “البارتي” والتي تنص على “السعي من اجل تعزيز علاقات الاخوة والصداقة بين جميع القوميات المتآخية التي يتكون منها الشعب العراقي كالعرب والاكراد والتركمان والاشوريين والارمن وسائر الاقليات الاخرى في العراق …” ويفسرها كما يلي “واضح جدا من نص تلك المادة النزعة الشعوبية والشيوعية للحزب البارتي، فهذا الحزب عدا عن انه يعمل للقومية الكردية فهو من جهة اخرى يعمل لتهديم القومية العربية باحياء قومية جديدة وعلى نفس المنطق الشيوعي.” والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ماذا يريد الكاتب من البارتي ان يقول؟ يا ترى هل يريد ان يكون البارتي شوفينيا ينكر حق الحياة للاخرين كالكاتب نفسه! ولماذا يرى في احياء القوميات الاخرى هدما للقومية العربية؟ ان هذا هو خوف العنصري باجلى صوره، فهو من الجبن انه يخاف ظله الذي يرافقه انى ذهب. ولا يفوتنا هنا ان نشير الى الربط الغوغائي بين الشعوبية والشيوعية حيث يعتبر الاحزاب الشيوعية في المنطقة حركات شعوبية موجهه ضد القومية العربية بشكل خاص ونحن نرى بوضوح ان خوفه من الشيوعية ذو شقين: 1) ان تأكيد الفلسفة الماركسية على حق تقرير المصير للشعوب يطعن عنصريته واستعلائيته القومية في الصميم ولهذا ترتعد فرائصه من انتعاش حركات التحرر القومية ويتعمق عداءه للشيوعية. 2) ان تأكيد الماركسية على وحدة الطبقة العاملة يضاعف خوفه لانه يعلم علم اليقين ان وحدة كادحي العرب والكرد والاقليات الاخرى خطر على كيانه العنصري.
ليس في الامر ما يدعو للاستغراب فالبعثي محمد طلب هلال يقف موقفه البعثي بالكامل لانه يعي مبررات وجوده في ضرب حركات التحرر القومية من جهة، وفي العداء للشيوعية من جهة اخرى. وفي هذا المجال نتفق تماما مع ما ذهب اليه عزيزالحاج في ملاحظاته عن “الايدولوجية البعثية ومبرراتها التاريخية” (في الصفحة 118 من مجلة اصوات، العدد2) حيث يقول “ان المبرر التاريخي لظهور حركة البعث والايدولوجية البعثية هو الوقوف بوجة الحركة الشيوعية والافكار الماركسية اللينينية” وييستمر محمد هلال طلب ليبرر خوفه من وعداءه للحركة التحررية الكردية والحركة الشيوعية حيث يقول في الصفحة (40) “…فانهم –اي الكرد- قوم يحاولون بكل جهدهم وطاقتهم وما يملكون لانشاء وطنهم الموهوم، حيث يترتب على هذه النظرة كونهم اعداء ولا فرق بينهم وبين اسرائيل رغم الرابطة الدينية، فان يهودستان وكردستان صنوان ان صحت التعابير. اضف الى ذلك كل الاعتبارات الاستعمارية والعمل المركز من جانب الاستعمار ضد القومية العربية…، فاذا لا سمح الله تحقق حلمهم – ويقصد حلم الكرد في انشاء دولتهم- فهم مباشرة سيسفرون عن وجههم الحقيقي ويصبحون دولة شيوعية تابعة للاتحاد السوفيتي في المستقبل.” ويصل الكاتب الى “نبوءته!” هذه مرة اخرى في الصفحة 88 بعد دراسة مسهبة للمنهاج والنظام الداخلي للحزب الديموقراطي الكردستاني.
من مفارقات هذه “الدراسة” هو ان الكاتب يتهم الكرد بعمالة الدول الغربية مرة وبالشيوعية مرة ثانية (صفحة 14) لا لشئ الا لمقاومتهم حملات الابادة العنصرية ضدهم. وفي الصفحة (9) يستشهد بفقرات غير متسلسلة من “خلاصة تاريخ الكرد وكردستان” – الصفحات 274 و 276 مستغلا امانة وصدق العلامة المرحوم محمد امين زكي في وصفه لما يعانيه الكرد من جراء حرمانهم من كنزي “العلم والمال” ويتجاهل الكاتب ان حرمانهم من الاثنين هو نتيجة مباشرة للاستعمار سواء كان الاستعمار غربيا ام بعثيا. ان اتباع سياسة التجهيل وسيلة رئيسية تسهل على المغتصبين سرقة ثروات كردستان الغنية، ويتحقق الحرمان الثاني، وهو الحرمان من المال.
مقترحات الكاتب بشأن الحركة الكردية:
فيما يلي مقترحات الكاتب محمد طلب هلال لحل المشكلة الكردية وتشمل الصفحات 46-48 من “دراسته” المزعومة ونقدمها بالنص كمثال حي للفكر الشوفيني تجاه الكرد بشكل عام والشعب الكردي في سوريا بشكل خاص:
“ازاء كل ما ذكر لا بد لنا في زحمة الاحداث من ان نعالج الامور ببرودة العقل ولهيب الايمان بعيدة كل البعد عن ان تكون المعالجة صدى الاحداث اليومية او الجانبية او ردة من ردود الفعل حتى لا نقع في الشرك والتخطيط الذي يرسمه الاغيار. علينا اولا ان نتجنب مواطن الزلق لنرسي اسس التخطيط على العلم والداسة الشاملة ضمن هذه المرحلة التاريخية التي نمر بها، حيث اصبح اليوم معلوما لدينا بشكل واضح وجلي اننا نخوضها في شمالي قطرنا العراقي العربي معركة عقيدة وسلاح. فلا بد ان نشرع وعلى الفور من الانسجام في التخطيط مع ما نقوم به من عمليات في شمالي العراق وفي هذه المرحلة بالذات، اذ ما الفائدة من ان تنتهي هناك وتبقى هنا على مستوى من الدلال او القريب من الدلال باسم المواطنة وقد بان وظهر كل شئ وانكشفت جميع الاوراق هنا وهناك وفي تركيا وايران ايضا بالنسبة للاكراد. لذا نقترح ان يوضع تخطيط شامل بالنسبة للجزيرة وجذري كي لا تعود المشكلة من جديد بعد فترة من الزمن او فترات. فالمنطقة كلها كما علمنا في تركيا والعراق وسوريا بل وحتى ايران ملتحمة مع بعضها على طول الحدود وعلينا استغلال موقف تركيا الان لانه قد يتغير في المستقبل وفق اهواء السياسة الاستعمارية حيث هم الان يهجرون كل عنصر خطر الى داخل البلاد لذا فاننا نقترح:
(1) ان تعمد الدولة الى عمليات التهجير الى الداخل مع التوزيع في الداخل ومع ملاحظة عناصر الخطر اولا فأول. ولا بأس ان تكون الخطة ثنائية او ثلاثية السنين، تبدأ بالعناصر الخطرة لتنتهي الى العناصر الاقل خطورة وهكذا.
(2) سياسة التجهيل اي عدم انشاء مدارس او معاهد علمية في المنطقة لان هذا اثبت عكس المطلوب بشكل صارخ وقوي.
(3) ان الاكثرية الساحقة من الاكراد المقيمين في محافظة الجزيرة يتمتعون بالجنسية التركية. فلا بد لتصحيح السجلات المدنية وهذا يجري الان، انما نطلب ان يترتب على ذلك اجلاء كل من لم تثبت جنسيته، وتسليمه الى الدولة التابع لها. اضف الى ذلك يجب ان يدرس كل من تثبت جنسيته دراسة ايضا معقولة وملاحظة كيفية كسب الجنسية لان الجنسية لا تكسب الا بمرسوم جمهوري. فكل جنسية ليست بمرسوم يجب ان تناقش، تبقى من تبقى، اي الاقل خطرا وتنزع من تنزع عنه الجنسية لنعيده بالتالي الى وطنه. ثم هناك تنازع الجنسيات فانك تجد احدهم يحمل جنسيتين في آن واحد او قل ثلاث جنسيات. فلا بد والحال هذه ان يعاد الى جنسيته الاولى وعلى كل حال فالمهم ما يترتب على ذلك الاحصاء والتدقيق من اعمال، حيث يجب ان تقوم فورا عمليات الاجلاء.
(4) سد باب العمل: لابد لنا ايضا – مساهمة في الخطة – من سد ابواب العمل امام الاكراد حتى نجعلهم في وضع غير المستقر المستعد للرحيل في اية لحظة وهذا يجب ان يأخذ به الاصلاح الزراعي اولا في الجزيرة بان لا يؤجر ولا يملك اكراد، والعناصر العربية كثيرة وموفورة بحمد لله.
(5) شن حملة من الدعاية الواسعة بين العناصر العربية ومركزة على الاكراد بتهيئة العناصر العربية اولا لحساب ما وخلخلة وضع الاكراد ثانيا بحيث يجعلهم في وضع قلق وغير مستقر.
(6) نزع الصفة الدينية عن مشايخ الدين عند الاكراد وارسال مشايخ بخطة مرسومة عربا اقحاحا. او نقلهم الى الداخل بدلا من غيرهم، لان مجالسهم ليست مجالس دينية ابدا وبدقة العبارة مجالس كردية، فهم لدى دعوتهم الينا لا يرسلون برقيات ضد البارزاني انما يرسلون ضد سفك دماء المسلمين، واي قول هذا القول.
(7) ضرب الاكراد في بعضهم وهذا سهل وقد يكون ميسورا بأثارة من يدعون منهم بأنهم من اصول عربية على العناصر الخطرة منهم، كما يكشف هذا العمل اوراق من يدعون بانهم عربا.
(8) اسكان عناصر عربية وقومية في المناطق الكردية على الحدود فهم حصن المستقبل ورقابة بنفس الوقت على الاكراد ريثما يتم تهجيرهم، ونقترح ان تكون هذه العناصر من شمر لانهم اولا افقر القبائل بالارض وثانيا مضمونين قوميا مائة بالمائة.
(9) جعل الشريط الشمالي للجزيرة منطقة عسكرية كمنطقة الجبهة بحيث توضع فيها قطعات عسكرية مهمتها اسكان العرب واجلاء الاكراد وفق ما ترسم الدولة من خطة.
(10) انشاء مزارع جماعية للعرب الذين تسكنهم الدولة في الشريط الشمالي على ان تكون هذه المزارع مدربة ومسلحة عسكريا كالمستعمرات اليهودية على الحدود تماما.
(11) عدم السماح لمن لا يتكلم اللغة العربية بان يمارس حق الانتخاب والترشيح في المناطق الذكورة.
(12) منع اعطاء الجنسية السورية مطلقا لمن يريد السكن في تلك المنطقة مهما كانت جنسيته الاصلية (عدا الجنسية العربية…الخ). هذا وان هذه المقترحات ليست كافية بل اردنا منها اثارة المسؤولين بحسب خبرتنا لتكون تباشير مشروع خطة جذرية شاملة لتؤخذ للذكرى بعين الاعتبار.”
ان الجزء الاكبر من هذه المقترحات نفذت، ولا يزال حزب البعث في الحكم في سوريا، ولا يزال متمسكا بموقفه العنصري ازاء الحقوق القومية للكرد وربما سيعود للانتقام وتنفيذ ما تبقى منها اذا تنسى له الامر في المستقبل. والامثلة على ذلك كثيرة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: مشروع الحزام العربي المقيت الخاص بمحافظة الجزيرة السورية، واسقاط الجنسية السورية عن مائة الف كردي، وغيرها على مدى سنوات حكم البعث والى يومنا هذا، بالاضافة الى محاربة اللغة والادب والتراث الكردي.
ان الواجب يحتم علينا فضح هذا الكتاب باستمرار، ولم اجد خيرا مما قاله فقيد النضال الكردي عصمت شريف وانلي في مقدمته المضافة لهذا الكتاب “لكي يصار لمقاومة سمومه وتقويم هذا الاعوجاج في حق العروبة والكردية والانسانية.”
الملاحظات:
(1) يذكر المرحوم عصمت شريف وانلي في مقدمته الموجزة لهذا الكتاب “لم يجرؤ حكم البعث على نشره علنا في المكتبات مكتفيا بمحاولة تطبيق ما ورد فيه….لمحو اكراد سوريا من الوجود، وجاعلا من مؤلف هذا الكتاب محافظا لحماة اولا ثم وزيرا مسؤؤلا، ترقية له لابداعه.”
(2) اجزت لنفسي استعمال هذه العبارة لان دراسته ليست دراسة علمية موضوعية، بل “انطباعات خاصة” وهي هنا بالضبط انطباعات فاشية وشوفينية.
(3) ضيق المجال هنا لا يسمح لنا بالتفصيل في هذا الموضوع ولكن كتب التاريخ اغنى واكثر من ان يحصى، فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكرصلاح الدين الايوبي، حيث لم يكن هذا القائد الاسلامي الكردي “بعثيا” ولا شعوبيا، بل كان مسلما صادق الايمان، افنى حياته من اجل الاسلام والحضارة الاسلامية.
(4) الى هذا الحد يمكن للقارئ الكريم ان يرى بسهولة مطابقة نظرة الكاتب لنظرة العنصريين الاتراك تجاه الكرد حيث اطلقت تركيا على الكرد هناك اسم “اتراك الجبال” ولفظتا الكرد وكردستان كانتا محظورتين في تركيا حتى بداية تسعينيات القرن الماضي.
(5) الشعوبية: حركة سياسية ادبية تمتد جذورها الى صدر الاسلام، قام بعض الخاضعين للحكم العربي من غير العرب، من مسلمين وغير المسلمين، وكانت ترمي الى الحط من شأن كل ما هو عربي والى دك معالم السلطة المضطهدة (بكسر الضاد) وحكامها لما كانوا يلاقونه من ظلم وتعسف.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=30326