مؤتمر بروكسل والمسارات العنصرية
بير رستم
بالرغم من ملاحظاتي على مؤتمر بروكسل الأخير؛ “المسار الديمقراطي”، وبالأخص في قضيتي “اللامركزية وحل القضية الكردية ” حيث تركا في ضبابية ودون توضيح لرؤية المؤتمر لهما وكيف السبيل إليهما كحلول سياسية يطرحه المؤتمر، هل في إطار دولة فيدرالية، أما اتحادية لامركزية على غرار ما يطرحه النظام من إدارات محلية.. أم غيرهما من الأطر والحلول السياسية في هذا الجانب، وكذلك بخصوص الرؤية المشتركة في حل القضية الكردية حيث ترك تحت مبدأ “الشرعية الدولية” الفضفاض، لكن وبالرغم من كل هذا وذاك وغيرها من القضايا، يمكننا القول: بأن المؤتمر وربما للمرة الأولى يحاول أن يجمع كل الأطراف السورية ويخرج بمشروع وطني علماني ديمقراطي.
وبأن كل هذا التهجم من البعض لا يأت إلا من قوى وأطراف قومجية، دينية راديكالية متطرفة، إن كانت لدى النظام أو المعارضة وبتحريك من استخبارات هذه الحكومات والدول الاستبدادية، لكن أن يصل الأمر بمن يعتبر نفسه “وطنياً وديمقراطياً”، مثل أصحاب الصورة المرفقة وغيرهم الكثيرين حتى على المستوى الأهلي والشعبي، كمن رفع لافتات في السويداء وهم يرفضون المشاركة تحت كذبة أن “قسد إرهابية”، يكشف عن حجم العنصرية المقيتة والتي يمارسونها ضد الكرد حيث لم يأت الرفض، إلا لكون الجهة المنظمة لها محسوبة على شعبنا الكردي؛ ونقصد الإدارة الذاتية متمثلةً بكل من قسد ومسد بحيث يصل الأمر بهؤلاء السفهاء الذين يدعون “الوطنية والديمقراطية”؛ أن ينكروا شيء اسمها “القضية الكردية”، مثلهم مثل بهجلي وكل عنصري آخر!
إن رفض هؤلاء الببغاوات العنصريين تحت مسميات وطنية وديمقراطية لوجود قضية كردية في سوريا، جعلني أكتب لهم التعليق التالي على بوستهم الغبي والعنصري المقيت حيث قلت وباختصار؛ ((..ما اسموه “قضية كردية”))؟!! يعني لا وجود لقضية كردية بمفهومكم الأخلاقي والسياسي.. لا خوش كتلة وطنية وديمقراطية بصراحة.. للأسف لا تختلفون بشيء عن البعثيين والناصريين وكل القوميين العنصريين إلا بالتسمية لا غير!!
وبالمناسبة لم أكن حاضراً ولا مشاركاً في ذاك المؤتمر كي لا يقول أحد بأنك تدافع عن “جماعتك” مع أن الواقع ليس كذلك، بدليل أن الجماعة -أي جماعتي في الإدارة الذاتية- لم توجه لي الدعوة أساساً ويبدو بأن لهم أسبابهم السياسية أعتقد وأحترم ذلك حيث بالآخير هم أحرار فيما يجدونهم من كتل وشخصيات يمكن أن يفيدوا مشروعهم السياسي، لكن ذاك لا ينفي ولا يلغي أن نقوم بواجبنا في الدفاع عن قضايانا حيث بالأخير دفاعي عن الإدارة الذاتية ليس لغايات أيديولوجية لهذا التيار أو ذاك، بل لأنني أراه منجز سياسي لشعبنا وبالتالي من واجبي الدفاع عنها وعما تحقق من مكاسب في هذه الإدارة الديمقراطية.
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=54265