تمر اليوم الذكرى الثالثة عشرة لانطلاق شرارة الحراك الثوري في سوريا، والتي فجرها السوريون ثورةً ضد الظلم والاستبداد والنهج البعثي الذي حكم سوريا لعقود طويلة، لم تشهد فيها سوريا أي انفتاح ديمقراطي، بل على العكس من ذلك تمادى النظام البعثي في التعسف والقهر الذي مارسه تجاه معارضيه، متجاهلاً حجم التحولات التي شهدها العالم وتأثير ذلك على المجتمعات والدول، وأصر النظام البعثي على سلوكياته بالرغم من موجات الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة، وتركت أثرها في نفوس جميع الشعوب التواقة لنيل حريتها واستعادة كرامتها.

إن شعبنا السوري وبعد ثلاثة عشر عاماً لازال يعاني أسوء ظروف الحياة في الداخل، ويواجه أخطر تحديات الهجرة والاغتراب في المهجر، وإن قيم مبادئ العيش المشترك وأسس الوحدة الوطنية باتت تستهدف بشكل شديد الخطورة من قبل القوى الاقليمية المتدخلة بشكل مباشر وعبر وكلائها وعملائها، وفق أجندات صريحة ومعلنة تعوق وتمنع سوريا من الوصول إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي والانتقال الديمقراطي، وإن ما يرتكبه نظام البعث والمعارضة وفصائلها العميلة لتركيا من جرائم تركت آثارها العميقة التي يحتاج علاجها أولاً لمسؤولية كبيرة يتحلى بها السوريون الاحرار ومبادرات وطنية شجاعة وخلاقة، ورعاية ومساندة من المجتمع الدولي لتمكين جميع السوريين من استعادة قرارهم الوطني.

‎إن الثورة السورية ورغم مرورها بالعديد من المخاض وخروجها في بعض المناطق عن مسارها نتيجة فشل القيادة التي لم تتمكن من إبقائها على مسارها الصحيح‫، الا انها تابعت نهجها السلمي في مناطق اخرى مثل السويداء حتى الآن، كما تطور الحراك في بعض المناطق الى بناء منظومة حوكمة على شكل الادارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والتي مثلت بديلاً تاريخياً لمنظومة الاستبداد وإرهاب داعش، وأملاً لكل السوريين، من اجل تحقيق اهداف الثورة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

إننا في مجلس سوريا الديمقراطية، نجدد التزامنا الثابت بقضية شعبنا السوري ومطالبه المحقة وندين بشدة جرائم النظام البعثي التي استهدفت الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ على مدى ثلاثة عشر عاماً، ونستذكر بوفاء وألم شديد أطفال درعا الأبرياء الذين أصبحت طفولتهم المنتهكة دافعاً لكل السوريين الطامحين للحرية للنهوض في وجه آلة القمع والاستبداد.

كما أننا ندين بشدة استهداف الكرامة المتأصلة للسوريين وحقهم في الحياة الآمنة والكريمة من خلال الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها فصائل المعارضة التابعة للاحتلال التركي بحق المواطنين في المناطق المحتلة، وتلك التي تهدف إلى زرع الفتنة بين مكونات الشعب السوري، وآخرها الجريمة المرتكبة بحق الطفل أحمد خالد مده الذي قتل بدم بارد في جندريس على يد مجرمٍ قامت تركيا بتوطينه في عفرين، وما هذه الجرائم إلا تعبير صارخ عن سياسات التطهير العرقي بحق سكانها الكرد الأصليين، وممارسات ممنهجة لاستكمال التغيير الديمغرافي.

نبارك للسوريين الأحرار هذه المناسبة، وندعوهم للتكاتف وتوحيد جهودهم وتنسيقها، والعمل لأجل التغلب على التدخلات والتحديات التي تواجه العمل الوطني، ونؤكد في هذا الصدد بأننا ماضون في عملنا على تحقيق التحول الديمقراطي مع مختلف القوى والأحزاب الوطنية الديمقراطية السورية بهدف تشكيل جبهة عريضة هدفها قيادة الثورة السورية وإعادة تصحيح مسارها وفق مصلحة الشعب السوري.

١٥ آذار ٢٠٢٤

مجلس سوريا الديمقراطية

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية