موجة من الانتهاكات والجرائم تطال السكان الأصليين وخاصة الكرد في عفرين

وفقًا لتقارير صادرة عن “منظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا”، تشهد منطقة عفرين، شمال سوريا، موجة من الانتهاكات الحقوقية والجرائم التي تطال السكان الأصليين، وخاصة الكرد، على يد مسلحين ومستوطنين مرتبطين بفصائل ما كان يُعرف سابقًا بـ”الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا”. التقارير تسلط الضوء على حالات الاعتداء، الاختطاف، السرقة، والاستيلاء على الممتلكات، وسط غياب المساءلة والعدالة.

قرية جويق: فلتان أمني واعتداءات مستمرة على السكان

تتعرض قرية جويق (جوقه)، التابعة لمركز مدينة عفرين، لـ”كافة أنواع الانتهاكات والجرائم”، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا، على يد عناصر من “فرقة الحمزات التركمانية”، إحدى تشكيلات “الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا سابقًا”، ومستوطنين موالين لهم.

في 1 أغسطس 2025، أطلق مستوطن يُدعى مازن، من ريف حلب الجنوبي، الرصاص الحي على الشاب الكردي غيفارا حسن بعد مطالبته بدين مستحق له، مما تسبب في إصابته بطلق ناري في فخذه، وأدى إلى “عاهة دائمة في رجله”، كما ورد في التقرير.

وفي حادثة أخرى ليلة 4 سبتمبر 2025، أطلق مستوطن يُدعى أبو اليمان أحمد، من بلدة عنجارة بريف حلب الغربي، الرصاص الحي على طفل كردي معاق ذهنيًا وعاجز عن النطق، لمجرد خروجه إلى الشارع أثناء قدوم المستوطن إلى منزل مستولى عليه من شقيقته في القرية. الطفل نجا من الإصابة، لكن المستوطن هدد بقتل شقيقه إذا ظهر الطفل مجددًا في الشارع، مما أثار “حالة من الغضب والسخط” بين أهالي القرية.

هذه الحادثة أدت إلى شجار بين عائلة المواطن موسى حسن، من المكون العربي المقيم في القرية منذ زمن طويل، وبين المستوطنين، استخدمت فيه العصي والسكاكين وأُطلق الرصاص في الهواء. ووفقًا للتقرير، اتصل أبو اليمان بجهاز الأمن العام مدعيًا وجود “خلايا لقسد” في القرية، مما استدعى وصول رتل عسكري يضم حوالي 50 عنصرًا وأكثر من 10 عربات عسكرية. الأهالي خرجوا في تظاهرة ليلية للمطالبة بخروج المستوطنين والمسلحين، لكن قوات الأمن العام اعتقلت عددًا من الأهالي، بمن فيهم:
1. محمود حسن موسى
2. حكمت حسن موسى
3. موسى حسن موسى
4. شاهر محمد موسى
5. موسى أحمد موسى
6. حسين موسى
7. أحمد موسى
8. محمد إبراهيم علاوي
9. حسن إبراهيم علاوي
10. الشيخ نديم، إمام جامع القرية

في اليوم التالي، 5 سبتمبر، أطلق سراح أربعة من المعتقلين، بينما بقي ستة آخرون، هم: حكمت حسن موسى، موسى أحمد موسى، محمد إبراهيم علاوي، محمود حسن موسى، حسن إبراهيم علاوي، وأحمد موسى، قيد الاحتجاز. وأشار التقرير إلى أن “حالة من الذعر والخوف” تسود القرية بسبب التهديدات المستمرة.

اختطاف شاب كردي واشتباكات في جويق

في 3 سبتمبر 2025، اختطف عناصر من القوة المشتركة (الحمزات-العمشات) الشاب الكردي بوطان قازقلي حسن (30 عامًا) من قرية يلانقوز، ناحية جنديرس، فور وصوله إلى قريته برفقة زوجته. كان حسن قد هُجّر قسرًا من القرية بعد احتلال عفرين في مارس 2018، وعند عودته، تم اختطافه بتهمة “التعامل مع الإدارة السابقة”، واقتيد إلى أحد مقرات القوة المشتركة في جنديرس، حيث لا يزال قيد الاحتجاز التعسفي وسط “مصير مجهول”، وفقًا للتقرير.

استيلاء على ممتلكات الكرد في عفرين

تواصل فصائل “الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا سابقًا”، عبر مكاتبها الاقتصادية، الاستيلاء على ممتلكات المواطنين الكرد المهجرين قسرًا أو فرض إتاوات على المتبقين في ريف عفرين. ووفقًا لمنظمة حقوق الإنسان عفرين-سوريا، تُمارس هذه الفصائل “إرهابًا اقتصاديًا” بحق السكان الأصليين دون رقيب أو حسيب.

في 27 أغسطس 2025، عقد المكتب الاقتصادي في ناحية راجو جلسته الأولى بزعامة أبو محمد أطمة، بحضور حيدر بعاج (الفرقة التاسعة)، أبو شلاش (فرقة الحمزات)، وأبو عمير (أحرار الشرقية). وفي اليوم التالي، عُقد اجتماع آخر حضره مخاتير قرى راجو، حيث أُعلن عن شروط تسليم الأملاك لأصحابها، تشمل تقديم أوراق ثبوتية ودراسة أمنية. وأشار التقرير إلى أن أي مالك أو أقرباء له يُثبت تعاملهم مع “قسد” سيُحرمون من أملاكهم، إلا بموجب وكالة رسمية من كاتب العدل.

خلال الاجتماع، أثار أحد المخاتير تساؤلات حول فرض إتاوات بقيمة 6 دولارات لكل شجرة على أصحاب الحقول، فرد أبو محمد أطمة قائلاً: “إذا الفصائل لصوص فنحن معلمي اللصوص”، وفقًا للتقرير. كما رفض الرد على تساؤلات حول التمييز ضد الكرد في عفرين مقارنة بمناطق أخرى، مثل حلب، حيث لا تُمس ممتلكات اليهود المهجرين.

في قرية علي جارو، ناحية بلبل، صادر المكتب الاقتصادي للقوة المشتركة (الحمزات والعمشات) موسم زيتون عائلة المرحوم بلال أوسو (حوالي 1000 شجرة) بذريعة تعامل أبنائه مع “قسد”، رغم عودة أرملته المسنة إلى القرية بعد سقوط النظام السوري في ديسمبر 2024.

اعتقالات تعسفية في كفرصفرة

في 2 سبتمبر 2025، اعتقلت إدارة الأمن العام ثلاثة شبان من قرية كفرصفرة، ناحية جنديرس، أثناء حضورهم مراسم عزاء الشاب نيازي حجي محمد (34 عامًا). الشبان هم: إدريس خليل ربحي كدرو (42 عامًا)، رشيد خليل ربحي كدرو (41 عامًا)، ومحمد حسين كدرو (34 عامًا). أُطلق سراح إدريس ورشيد لاحقًا، بينما لا يزال محمد قيد الاحتجاز التعسفي. كما يُلاحق الشاب ولات بشير كدرو، الملقب بأبو وليد، من قبل الأمن العام. التقرير أشار إلى أن الاعتقالات تمت دون توضيح الأسباب، مع ترجيحات بأنها ناتجة عن “وشاية” من أحد أهالي القرية.

سرقات مستمرة في عفرين

تواصل فصائل “الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا سابقًا” والمستوطنون الموالون لهم عمليات السلب والنهب بحق السكان الأصليين الكرد في عفرين، حتى بعد دخول جهاز الأمن العام التابع للحكومة السورية الانتقالية إلى المنطقة في أواخر 2024. في 3 سبتمبر 2025، اعتدى مسلحان ملثمان من فصيل أحرار الشرقية على الشاب الكردي رشيد مروان بكو (25 عامًا) في جنديرس، وسرقا دراجته النارية تحت تهديد السلاح.

في قرية جلمة، يضطر الأهالي للحراسة الليلية لحماية ممتلكاتهم من السرقات، حيث يستخدم المستوطنون “بخاخات التخدير” لدخول المنازل ونهبها.

Scroll to Top