تزداد التراجيديا التي لا تزال ترافق الشعب السوري في محنته منذ سبع سنوات من خلال ما يتعرض له, ونخص الجانب الإنساني منه الأمر الذي لم يمر على المنطقة بالشكل المشابه في حال تناولنا للحجم والتداعيات. إن تفاقم الأزمة الإنسانية خاصة في المناطق التي تشهد معارك ضروسة على داعش, والتي تشّنها القوى الديمقراطية المؤمنة بعملية التغيير الديمقراطي, وتثبيت دعائم العيش المشترك, والإرادة المجتمعية له جانب تقصيري كبير في الأداء الذي يقع على عاتق المؤسسات, والمنظمات الدولية والأممية ذات الشأن. فبالتوازي مع تحرير الجغرافيا من الإرهاب وإعادة الحياة الطبيعية للمجتمع السوري هناك أعباء تتحملها الإدارة الذاتية الديمقراطية والمؤسسات الخدمية والإدارية فيها تجاه الأزمة التي تسببها الحرب والمتمثلة بالتدفق الهائل من اللاجئين الفارين من ويلات الحرب والذين يتوقون للوصول إلى أية رقعة جغرافية أخرى تتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية بعد ما عانوه على يد تنظيم داعش المتطرف والنظام السوري والقوى التابعة لها بعدما تركتهم تحت رحمة الإرهابيين خاصة في مناطق دير الزور التي تشهد الآن حملة عسكرية هدفها إعادة تحرير الأطراف الشرقية وضمّها إلى المناطق الآمنة التي تديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية.
إن الإدارة الذاتية والمنظمات ذات الشأن وعلى رأسهم منظمة روج آفا للإغاثة والتنمية تقوم بجهود جبارة في العمل الإنساني والأخلاقي ولكن حدة التدفق الهائل من مناطق دير الزور تشكل الآن عبئاً كبيراً في ظل الإمكانات الضئيلة والمحدودة ووظيفتها منطلقة من جانبين، النهج الإنساني الذي تلتزم به في روج آفا والمساعي الجادة في استقبال عموم الفارين منطلقين من مبدأ أخوة الشعوب، هذه هي الأفكار التي تبنتها ثورة روج آفاي كردستان, وعملت منذ البداية على تحقيقها ولا تزال، وهناك إجراءات من قبيل تأمين الفحص الطبي و تأمين المواصلات وتوفير الخيم بالإضافة إلى المواد اللوجستية امام الكم الهائل, وضعف الإمكانات وهنا لابد من أن يبرز الدور الهام للمؤسسات والمنظمات الأممية حيث إن غيابهم عن أدائهم الإنساني, والأخلاقي ينذر بعواقب وخيمة وزيادة المعاناة خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن والنساء اللواتي يلدن في العراء.
العامل الأمني هناك أيضاً مهم فإن مرتزقة داعش ومن خلال التقصي تبين إنهم يعتمدون على التخفي بين الفارين من الحرب من أجل تحقيق أعمال إرهابية والدخول إلى المناطق الآمنة التابعة للإدارة الذاتية والعبث بأمنها وهذا عامل خطير آخر يُضاف إلى جملة العوامل التي تتحمل مسؤوليتها الدول والمنظمات المكافحة للإرهاب، روج آفاي كردستان تؤدي مهامها وتسعى بكل ما تملك لحماية اللاجئين وهو إجراء مهم من أجل الإفصاح عن حجم الجهود بالرغم من الشح الكبير في الإمكانات في دعم الثورة الديمقراطية، والجهود التي تقوم الإدارة الذاتية والمؤسسات التابعة لها تُصنف بأنها تتجاوز في الحجم والمسؤولية تلك المسؤوليات المترتبة على كاهل القوى التي تتحلى بإمكانات أضخم وأكبر من التي تملكها الإدارة الذاتية وما تؤديه تفوق بأضعاف تلك التي تدّعي القوى المذكورة من العمل عليها أو أدائها، يبقى هذا الموقف وهذه المسؤوليات جزءاً من الإيمان الكبير لدى شعبنا في تبنّيه للفكر الديمقراطي ولمشروع الأمة الديمقراطية وإن كان هناك نقد من أجل زيادة الدعم ورفع وتيرة المسؤولية من قبل الجهات المسؤولة إنما يأتي من قلة الإمكانات وليس تنصلاً من المهام والالتزامات، فما تم تحقيقه ولا زال يؤكد التوجه الجاد والمسؤول من قبل المؤسسات في روج آفاي كردستان والتي تنطلق من مبدأ الواجب والأخلاق قبل كل شيء، وشهدائنا خير برهان على أداء واجبنا بكل مسؤولية وقد سبق أن تعرض اللاجئين لإرهاب داعش بالسيارات المفخخة وكأن لعنة داعش أصبح خيالاً لا يفارقهم.
“روناهي”
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=1715