الأحد, فبراير 16, 2025

إضاءة سريعة حول حل القضية الكردية في سوريا

بير رستم

لا خلاف أن لا يثق شعبنا من أي مسؤول؛ وزير خارجية ولا حتى من السيد الشرع نفسه وذلك لم عاشه شعبنا من تجارب مريرة بحيث كل حكومة جديدة في كل الدول التي تغتصب أجزاء من كردستان وهي تعطي الوعود الجميلة للكرد بحل قضاياهم، من أتاتورك للسيد الشيباني ومؤخراً تغريدته باللغة الكردية مروراً بالخميني، ولكن وبعد أن يثبتون أرجلهم في الحكم، تجدهم ينقلبون على كل تلك الوعود المعسولة وبالتالي لا ثقة بأي كلام معسول من مسؤول، وهذه نفهمها ونقدرها وخاصةً مع جماعة سلفية جهادية عقائدية كالتي تحكم دمشق حالياً، لكن وبالرغم من هذه الحقيقة المؤسفة بخصوص الوعود وعلاقة شعبنا مع كل تلك الحكومات ووعودهم الخلبية، يمكننا القول: بأن دمشق مع حكومتها الحالية أو القادمة، كون الحالية ما زالت انتقالية وليست شرعية دستورياً، هي مجبرة على حل القضية الكردية.

طبعأ هي مجبرة لأسباب عديدة تتعلق بالظروف والمناخات الدولية والإقليمية وبالأخص الكردية حيث شعبنا وقضيتنا لم تبقى قاصرة على ملف في درج ضابط أمني، بل باتت قضية إقليمية وربما دولية والأهم هو أن الكردي ليس بذاك الكردي الساذج يلي جاي من الجبل ليحطوا راسو باللبن، كما كانت تقول كلمات الأغنية الحلبية التي كانت تسخر من أجدادنا عندما يأتي بحلبة (سطل) لبنه وجبنته من الجبل؛ جبل الكرد (كرداغ) لكي يبيعها بحلب، بل باتت الكردية تحضر حفل مراسم تنصيب رئيس أقوى وأعظم دولة بالعالم أمريكا ولذلك اطمنوا بأن؛ تغريدة الوزير شيباني ليست “وعود خلبية”، بل هو مجبر على حل القضية الكردية والتغريدة هي بمثابة خطوة أو مبادرة طيبة لبداية ذاك الحل وتهيئة مناخات ودية وذلك بالرغم من كل التحريض والضغط التركي بخلق صراع كردي عربي أو على الأقل بين الإدارة الذاتية والإدارة الجديدة في سوريا!

بإيجاز ولم تقدم، يمكننا القول؛ بأن القضية الكردية في سوريا نحو الحل وما علينا إلا المزيد من الضغط على القوى السياسية الكردية بتشكيل وفدها المشترك والعمل على إعداد ورقتها التفاوضية، وربما يكون الحلفاء قد جهزوها أساساً، ومع دعم الأخوة في باقي أجزاء كردستان وبالأخص في إقليمنا الكردستاني الفيدرالي وكذلك دعم الأصدقاء الأوروبيين والأمريكان والإسرائليين، وحينها لن يكون هناك أي خوف من انتكاسة سياسية جديدة للقضية ولشعبنا وذلك مهما حاول الأعداء أن يبعدوا الكرد عن المشاركة السياسية في سوريا القادمة كدولة ديمقراطية لا مركزية تحقق العدالة الاجتماعية والسياسية لكل مكوناتها وفي المقدمة منها حل القضية الكردية.

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية