الأحد, فبراير 16, 2025

الإدارة الذاتية: ما يجري من جرائم وإعدامات ميدانية يثير مخاوف كبيرة لدى السوريين

قال مجلس الشعوب الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا، إن ما يجري من ممارسات في المناطق الأخرى من سوريا من جرائم وإعدامات ميدانية يثير مخاوف كبيرة لدى السوريين، فاستمرار هذا الوضع سيؤدي إلى حرب أهلية وإلى نتائج وخيمة بالنسبة إلى مستقبل سوريا.

وأدلى مجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، اليوم، ببيان إلى الرأي العام جاء فيه:

إن ما تشهده الساحة السورية اليوم من تطورات متسارعة عقب سقوط النظام البعثي الأسدي، يحتم على السوريين المسارعة إلى اتخاذ خطوات عملية وجدية لانتشال بلدهم من براثن الفرقة والتشرذم والنهوض به إلى مرحلة من التماسك والتقدم والوحدة الوطنية التي باتت ضرورة ملحّة من أجل لمّ الشمل وتوحيد الصف، بعد أن قضى السوريون ما يقارب أربع عشْرة سنة من الحرب البينيّة التي أتت على الأخضر واليابس ومزقت النسيج المجتمعي، ومجمل ذلك عائد إلى سياسات النظام السوري البائد القمعية القائمة على الإقصاء والتهميش واتّباع سياسة كسب الوقت التي أدت في النهاية إلى سقوطه.

إن الثورة السورية التي بدأت في عام 2011 كان هدفها الرئيس تحقيقَ نظام ديمقراطي يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية لكل السوريين دون تمييز أيّاَ كانت هويتهم القومية أو الدينية أو الطائفية، وتحقيق المساواة بين المرأة والرجل. ومن أجل تحقيق ذلك، قدم السوريون تضحيات عظيمة.

وها نحن اليوم نشهد انتصار الثورة الذي يجب أن يكون انتصاراً لهذه المبادئ وليس انتصاراً لفئة على فئة أو تغييراً لسلطة إقصائية بسلطة إقصائية أُخرى؛ لذلك فإننا في مجلس الشعوب الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا نرى بأنّ ثَمَّةَ ثوابت يجب ألَّا يتمَّ غضُّ الطَّرْفِ عنها خلال هذه المرحلة الانتقالية الحساسة التي نراها على الشكل الآتي:

أولاً: الحفاظ على السيادة السورية: حيث يتم اليوم انتهاك هذا المبدأ من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، فالهجوم على منطقة سد تشرين واستمرارية احتلال تركيا لمناطق سورية هو منافٍ للقوانين الدولية واعتداءٌ صارخ على السوريين؛ لذلك ينبغي على حكومة دمشق أن تضطلع بمسؤولياتها وأن تضع حداً للاحتلال، وأن تبدي موقفاً تجاه الهجمات التي تتعرض لها الأراضي السورية. وأن يتم تحرير المناطق التي احتلت من قبل الدولة التركية وأن يتم ضمان عودة آمنة لسكان تلك المناطق الذين مازالوا منفيين مشردين من وطنهم وفي وطنهم ويقطنون الخيام في العراء.

ثانياً: إن ما يجري من ممارسات في المناطق الأخرى من سوريا من جرائم وإعدامات ميدانية يثير مخاوف كبيرة لدى السوريين، فاستمرار هذا الوضع سيؤدي إلى حرب أهلية وإلى نتائج وخيمة بالنسبة إلى مستقبل سوريا؛ لذلك فإن استتباب الأمن وحماية المواطنين هما مسؤولية حكومة دمشق. ويجب أن يتم اتخاذ التدابير اللازمة في أقرب وقت ممكن.

ثالثاً:

إن مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في الآونة المقبلة، يجب أن يعبر عن إرادة كل السوريين وأن لا يتم إقصاء أي مكون في سوريا، فتحقيق التمثيل العادل للتنظيمات السياسية والاجتماعية والمكونات الإثنية والدينية والثقافية لابد منه من أجل التوصل إلى صياغة عقد اجتماعي متكامل و شامل وهذا يقتضي التمثيل الإداري وليس تمثيل الأفراد؛ لذلك، تُعَدُّ مشاركة الأحزاب والمجالس الشعبية أساساً مبدئياً لنجاح هذا المؤتمر.

رابعاً:

لقد قادت المرأة السورية الثورة، و قدمت التضحيات الجمّة، و قاتلت في سبيل حماية الوطن، و تشردت، وعانت من الويلات خلال المرحلة الماضية، فيجب أن تكون مشاركة المرأة بشكل عادل ومتساوية مع الرجل في مؤتمر الحوار الوطني؛ فالمرأة اليوم تشكل أكثر من ٥٠٪؜ من عدد السكان في سوريا؛ لذلك من حق المرأة أن تمثّل بنسبة ٥٠٪؜ في مؤتمر الحوار الوطني و الحكومة الانتقالية واللجنة الدستورية التي سيتم تشكيلها مستقبلاً.

خامساً:

إنّ الشباب هم عماد وطننا وهم أكثر الفئات التي قدمت تضحيات خلال السنوات الماضية، فيجب أن تكون لهم كلمة الفصل في مستقبل سوريا؛ لذلك فإنّ مشاركة الحركات الشبابية وتحقيق التمثيل العادل للشباب أمر ضروري لضمان حقوق الشباب في سوريا المستقبل.

سادساً:

على هذا الأساس نرى أنه من الضروري تشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني بحيث تمثل القوى التي تم ذكرها في الأعلى كافّةً؛ لكي يتم العمل على تحضير محاور المؤتمر بشكل مشترك ورسم خريطة طريق، وألّا يتم حصره في فئة معينة واحتكاره من قبل طرف ما وألّا يكون وفق رؤية أحادية.

إننا في مجلس الشعوب الديمقراطي لإقليم شمال وشرق سوريا مستعدون للتعاون مع جميع الأطراف الوطنية السورية والمشاركة في الحوار والبناء نظراً إلى تجربتنا خلال المرحلة الماضية. لأن تجربة الإدارة الذاتية على الرغم من كل النواقص والأخطاء حازت قَصَبَ السبق في كل الميادين وهي تجربة ناجحة بامتياز حيث عبّرت عن حال كل السوريين، ويمكنها أن تشكل نواة لسوريا الجديدة.

ومن هذا المنطلق نود أن نعلن لشعبنا أنه من أجل تحقيق الاستقرار والسلام والحرية والعدالة والديمقراطية، فإننا سنقوم بتحمّل ما يقع على عاتقنا من مسؤوليات وسنعمل من أجل إنجاز دستور وطني ديمقراطي يضمن حقوق كل السوريين دون فرق أو تمييز.

وعلى هذا الأساس ندعو جميع الأطراف السورية إلى التعاون والتنسيق والحوار؛ لكي ننقل بلادنا إلى بر الأمان والاستقرار.

وفي نهاية المطاف، لا ننسى أن نُشيد ببسالة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، وأن نحيي مقاومتهم التاريخية وحمايتهم للأراضي السورية ضد الاحتلال التركي ومرتزقتها.

عاشت سوريا حرة أبية

عاش السوريون الأحرار

مجلس الشعوب الديمقراطي

الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا

شارك هذه المقالة على المنصات التالية