البيان الختامي للقاء التشاوري النسوي السوري الأول
برعاية مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، عقدت لجنة متابعة الحوار الوطني النسوي السوري اللقاء التشاوري الأول تحت عنوان “سوريا ما بين تغيير الواقع السياسي ومستقبل المرأة”، وذلك في مدينة الرقة بتاريخ 13/1/2025.
وشاركت في اللقاء ما يقارب مئة سيدة من مختلف المحافظات السورية ومن مختلف المكونات، وتنوعت المشاركاتُ بين ناشطات مدنيات، مدافعات عن حقوق المرأة والإنسان، صحفيات، شخصيات نسوية سياسية واجتماعية، وممثلات عن المجتمع المدني، بالإضافة إلى مؤسسات نسوية وحركات شبابية. كما حضرت ممثلاتٌ عن الإدارة الذاتية الديمقراطية.
وجاء هذا اللقاء التشاوري بعد سقوط نظام الاستبداد بتاريخ الثامن من كانون الأول عام 2024، حيث يعتُبر هذا الإنجاز الكبير ثمرة إصرار الشعب السوري على المُضي قُدماً نحو الحرية والكرامة والمساواة، رغم سنوات طويلة من القمع والتنكيل.
لقد خلّفت الثورة السورية، التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان، آثاراً مدمرة على حياة السوريين بشكل عام، وعلى النساء بشكل خاص. فقد عانت النساءُ السوريات معاناة مضاعفة نتيجة الأوضاع الإنسانية القاسية، حيث تحمّلن أعباء إضافية جراء النزوح والتشرد، والفقر، والانتهاكات الجسيمة لحقوقهن الإنسانية. ورغم هذه الظروف الصعبة، أظهرت النساء السوريات شجاعة استثنائية، وأثبتن دوراً حيوياً في الحراك الثوري، حيث لعبن دوراً محورياً في السعي نحو السلام والحرية، متحديات التهميش والعوائق التي فرضها الواقع.
إن المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها سوريا اليوم تتطلب توحيد الجهود بين جميع السوريين والسوريات. يجب الاستفادة من الأخطاء السابقة ومعالجة التهميش الممنهج الذي طال المرأة السورية. إن بناء سوريا المستقبل لا يتحقق إلا من خلال ضمان مشاركة المرأة الفعّالة في جميع المجالات. في هذا السياق، يجب أن تكون هذه المرحلة الانتقالية فرصة لتمكين المرأة، ليس فقط لتجاوز الماضي المظلم، بل أيضاً لبناء مجتمع سوري جديد يقوم على العدالة والمساواة.
ولتحقيق ذلك، نؤكد ومن خلال هذا الملتقى وبعد النقاش المستفيض والتأكيد على دور المرأة السورية في الثورة والإنجازات التي حققتها على مختلف الأصعدة، إضافة إلى التحديات التي تواجهها في المرحلة القادمة ودورها في سوريا الجديدة، أنه تم التوافق على جملة من المخرجات، وهي:
1- ضرورة توحيد الرؤى والجهود والصف النسوي، والتوافق في الأهداف الاستراتيجية لضمان المشاركة الفعالة للمرأة في كافة مراحل العملية السياسية، التي تُعد شرطاً أساسياً لإنجاح العملية التفاوضية والتغيير في البلاد.
2 – استمرار الحوار النسوي الوطني السوري، وترسيخ مفهوم الديمقراطية كحل أساسي لبناء سوريا الجديدة.
3 – تضامن النساء السوريات هو ركن أساسي لتضامن جميع أفراد الشعب السوري، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ووحدة الصف والمسار والمصير ضد أي نوع من الاحتلالات. كما تم التأكيد بالإجماع على ضرورة خروج جميع القوات الأجنبية من سوريا، وإنهاء الاحتلالات.
4 – التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، مع التأكيد على وحدة السيادة السورية وحماية حقوق جميع المواطنين السوريين.
5 – إنشاء لجنة خاصة للعمل على ملف المعتقلات السوريات المفقودات في السجون السورية، بالإضافة إلى المطالبة بالكشف عن مصير المعتقلات المحتجزات في سجون الاحتلال التركي، والعمل على ضمان حقوقهن وحريتهن.
6 – ضرورة إشراك جميع النساء من مختلف المناطق السورية في مؤتمر الحوار الوطني، لضمان تمثيل شامل ودور فاعل للمرأة السورية في صناعة القرار وبلورة مستقبل البلاد.
7 – مشاركة المرأة في صياغة دستور سوريا الجديدة يُعدّ شرطاً أساسياً لضمان حقوق المرأة والمجتمع بشكل عام، وتحقيق العدالة والمساواة بين جميع فئات المجتمع.
8 – ضرورة مشاركة المرأة في كافة مراحل العملية الانتقالية وحكومة تصريف الأعمال، لضمان تمثيلها الفعّال في اتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية، والعمل على تعزيز مكانتها في مرحلة البناء والتغيير التي تمر بها البلاد.
9 – تكثيف ورشات العمل والندوات واللقاءات والملتقيات النسوية من أجل تعزيز دور المرأة في سوريا الجديدة، وتحقيق التوعية والتمكين لها في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولضمان مشاركتها الفعّالة في عملية البناء والإعمار.
10 – بناء العلاقات والتعاون مع النساء السوريات والتنظيمات النسوية السورية من أجل تعزيز التضامن النسوي وتنسيق الجهود في مختلف المجالات، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، بهدف ضمان تمثيل المرأة بشكل قوي وفعّال في جميع مراحل العملية السياسية والبناء الوطني.
11 – التواصل وتفعيل العلاقات مع كافة المنظمات النسائية الدولية والإقليمية، لتعزيز التعاون والتنسيق في قضايا حقوق المرأة، ولحشد الدعم الدولي في مواجهة التحديات التي تواجهها المرأة السورية، ولتعزيز مشاركة النساء في مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في سوريا المستقبل.
وبناءً على ما ذُكر، نؤكد أن المرأة هي نواة المجتمع، وهي الركيزة الأساسية في بنائه، وهي القوة التي تدفع نحو تحقيق الوحدة الوطنية السورية. إن تمكين المرأة ودورها الفعّال في مختلف المجالات هو السبيل لبناء سوريا التعددية الديمقراطية اللامركزية، التي تتسع لجميع مكوناتها وتسهم في تحقيق السلام والاستقرار والعدالة.
المصدر: مجلس سوريا الديمقراطية “مسد”
الآراء الواردة في المقالات لا تعكس بالضرورة رأي صحيفة كورد أونلاين
رابط مختصر للمقالة: https://kurd.ws/?p=60174