( مركز التوثيق )، تحدثت معتقلة سابقة خرجت من السجون بعد احتجازها (878 يوما) " />
الأربعاء, نوفمبر 6, 2024

الجيش التركي شارك في التعذيب وصور حالات الاغتصاب: شهادات مروعة عن ما عاشته “نساء مختطفات” في سجون عفرين

في لقاء مع ( مركز التوثيق )، تحدثت معتقلة سابقة خرجت من السجون بعد احتجازها (878 يوما) بشكل غير قانوني، عن حالات التعذيب والاغتصاب.

روت معتقلة في سجون الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا ، والتابعة لائتلاف والحكومة السورية المؤقتة في مدينة عفرين السورية ما تعرضن له من فظائع شملت أنواعا شتى من التعذيب والاغتصاب وتصويرهن عراة بحضور ضباط من جهاز الاستخبارات التركي.

وفي لقاءات مع ( مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا ) جرى توثيقها بملفات ( صوتية ) من ( الضحية /الضحايا )، تحدثت الضحية البالغة من العمر 24 عاما بكل جرأة وشجاعة بعد احتجازها بشكل غير قانوني، عن حالات التعذيب والاغتصاب في سجون فرقة الحمزة ، و المخابرات التركية.

وقالت ( ..نتحفظ عن ذكر الأسم لأسباب تتعلق بسلامتها )، وهي من أهالي منطقة عفرين بريف حلب ، التي احتلتها القوات المسلحة التركية في اذار 2018، وقالت إنّها تلقت رسالة صوتية من هاتف زوجها المعتقل من قبل ( فرقة الحمزة ) واسمه ( أحمد رشيد عارف رشيد ( 26 عام ) يطلب منها زيارته ، وأنّ الرسالة الصوتية وصلتها عبر ( الواتس آب ) بتاريخ 2 آب 2018 بصوت زوجها يطلب فيه أن تجهز نفسها ، لزيارته وأنّ المسلحين سمحوا له بزيارات من عائلته. أضافت (…)” بالفعل وصلت سيارة للمسلحين بعد ساعة تقريبا، كان أحد أصدقاء زوجها أيضا فيها ، اخبرني إنّه تلقى نفس الرسالة ….”.

وأحمد رشيد عارف ، من أهالي قرية بيباكا التابعة لناحية بلبلة/ بلبل في عفرين اختطف من قبل الجيش الوطني السوري بعد اقتحام منزله، بتاريخ 25 أيار 2018.

وقالت (…) إنّ كل شيء تغيير بعد ذلك …. حيث تبين أنّ الرسالة الصوتية كانت لاستدراجها وصديق زوجها لخطفهم، حيث تم اعتقالها، ولم تلتق زوجها أبدا…

وذكرت (…) إنها تعرضت للضرب في مركز الاعتقال وبعد استجوابها 25 مرة، تم زجها في غرفة صغيرة منفردة، ولاحقا تم نقلها لسجن أكبر فيه حوالي 40 معتقل ومعتقلة وثم احتجزت في سجن مع 11 امرأة وطفلين ( رضيع عمره سبعة أشهر و طفل عمره سنة ونصف).

وأردفت أنّ آثار التعذيب كانت بادية على وجوه النساء المعتقلات ، وأن ضابطا تركيا أخبرها بقدرته على انقاذها إن قبلت الزواج منه ، وانه قال لها … نعلم ببرائتك يمكنني تخليصك بسهولة إن قبلت الزواج بي وساقوم بتهريبك الى تركيا ….” وقالت أنها رفضت ذلك ليبدأ بتعذيبها.

احدى المعتقلات في سجون الميليشيات الموالية لتركية ( فرقة الحمزة ) في عفرين ، ترسم مشهد تخيلي كيف جرى التحقيق معها ضمن السجن من قبل الضباط الأتراك :
حولونا لسلعة بين أيديهم ونجوم لأفلام إباحية بينما يقومون بتدخين الحشيش وأقراص لا ندري ماذا كانت ومادة بيضاء يتم وضعها ع الطاولة ومن ثم إستنشاقها فيما بعد كان يردون ؛ أنتم سبايا لنا وبإمكاننا فعل ما نشاء بكم… وبعدها يقومون باغتصابنا مرارا.

وروت أنّها كانت معتقلة مع 11 امرأة وطفلين ، وكان يتم رش مياه باردة عليهم وعلى الطفلين في الشتاء القارس وأنًهم كانوا يتمددون على أرضية الغرفة بلا غطاء ولم يتم إعطاءهم بطانيات أو إسفنجات وتم حرمانهم من المياه ، ومن الطعام وكان يقدم الطعام كل 3 أو 4 أيام مرة واحدة وحرم الطفل الرضيع من الحليب.

ولفتت (…) إلى أنّهم قاموا بتعذيبها، وتصويرها وأنّها ذاقت التعذيب في بادئ الأمر، ومن ثم الاغتصاب مرات عدة.

وذكرت إنّ حالات الاغتصاب طالت نساء أخريات، وقالت إنّها كانت شاهدة على وفاة شخصين تحت التعذيب.

وأفادت إنّها أحيلت إلى زنزانة انفرادية بعد أن حاولت الانتحار للخلاص، وعاشت على مدار أشهر على رغيف خبز وبعض الجبن يقدم لها كل 3 أو 4 أيام مرة واحدة؛ ما أدى إلى مرضها وانهيارها عصبيا، كما وتحدثت عن حرمانها من الذهاب إلى ( التواليت ) وحرمان من معها في السجن، وأنّهم كانوا يقومون بتجميع الفضلات في أكياس حتى يفتحوا لهم الباب كل 3 أو 4 أيام مرة واحدة، ويتم منحهم نصف دقيقة فقط لتفريغ الأكياس، وجرى تعذيبها بطرق عدة منها «بَلانكو\بَلانكا» وغرس الإبر في الأصابع والأظافر وغمسها في خل التفاح والملح ، وقلع الأظافر وأساليب أخرى إضافة للاغتصاب والتحرش والشتائم…

وأردفت (..) أنّ كل امرأة من النساء اللاتي كنّ محتجزات معها لاقى صنوف متعددة من التعذيب وأنّ النساء تتعرض للتحرش والاغتصاب، وقالت إنّ أصوات التعذيب مازالت عالقة في ذهنها ولا يمكن نسيانها، خاصة من الغرف الأخرى ضمن السجن حيث كان هنالك شباب ورجال وأطفال وكان أصواتهم قاسية ولا يمكن وصفها….

وذكرت (..) إنّه تم نزع ثيابها مرارا، أثناء الاستجواب، وبعده وعندما رفضت التهم المنسوبة إليها، جرى نقلها إلى غرفة التعذيب وتعليقها إلى السقف ويديها مكبلتان من الخلف، وتم ضربها وضرب نساء أخريات بالخرطوم ، والكبل ، والحديد ، وتم تعريضها جسدها الهزيل للصعق بالكهرباء ، وأوضحت أنّها بعدما تعرضت لأنواع عدة من التعذيب الجسدي، كان يغمى عليها، إلا أنّهم كانوا ينزلونها إلى الماء ويوصولونه بالتيار الكهربائي كي تصحو.

تفاصيل ترويها (…) موثقة بملفات صوتية :
قالت المختطفة السابقة من قبل ميليشيات ( فرقة الحمزات )، (..) إنّها تعرضت للاغتصاب عدة مرات داخل السجن السري الذي كانت مختطفة فيه بحي المحمودية في مدينة عفرين ، وفي شهادة جريئة وقوية أكدت بالفعل تعرضها وتعرض نساء أخريات للاغتصاب من قبل مسلحي الميليشيات المدعومين والموالين لتركيا، وقالت إنّها وأخريات تعرضن للتعذيب بطرق شتى أمام وبمشاركة جنود و عناصر من المخابرات التركية، حيث ظلوا مدة 4 أشهر محتجزين في سجن لا يعرفون مكانه ليتم نقلهم بعد ذلك إلى سجن ( فرقة الحمزة ).

وروت (..) التي تمكنت من النجاة بصعوبة بالغة ، ووصلت إلى مكان آمن ( خارج عفرين ) قصة اعتقالها وتعذيبها المتكرر وتعذيب نساء وشبان وكبار في السن وأطفال، وقالت إنّ التعذيب طال حتى طفلين أحدهم رضيع يبلغ 7 أشهر، والآخر يبلغ عام ونصف خطفوا مع أمهاتهم، وكان يتم اغتصابهم امام أطفالهم كما وأكدت أنّها تعرفت على الأقل مقتل شخصين تحت التعذيب في سجون ( فرقة الحمزة ).

كما وتحدثت عن قيام المسلحين برفقة أشخاص يتحدثون اللغة التركية بتصويرهم عدة مرات، مرة وهم عراة، ومرة هم بلباس نظيف قدموه لهم ثم أخذوه، وفي الفيديوهات جعلوهم ينفون تعرضهم لأي تعذيب وأنّ حياة وظروف السجن مرفهة، وأجبروهم على شكر تركيا وأردوغان في أحد الفيديوهات ، وفي فيديو آخر جعلوهم يعترفون بالإكراه والضرب والتعذيب إنّهم إرهابيون تورطوا في تفجيرات او خططوا لها وعملاء لصالح ( قوات سوريا الديمقراطية ) و حزب العمال الكردستاني.

(…) روت كذلك إنّهم قرروا الإفراج عنهم بعد 878 يوما من الخطف، على أثر اكتشاف مكانهم بعد اقتحام السجن من قبل متظاهرين غاضبين من الغوطة الشرقية، على نتيجة خلاف بين أحد مسلحي فرقة الحمزات وقيامه بقتل \ إصابة مدني من الغوطة ، حيث جرى نقلهم لسجن في اعزاز من قبل الشرطة العسكرية، ولاحقا أعادت الشرطة العسكرية تسليمهم لفرقة الحمزة وأنّ قائدها المدعوة سيف أبو بكر اشرف بنفسه على تصويرهم عراة وتعذيبهم ولاحقا تم نقلهم إلى سجن في مدينة الباب ومنه لسجن في مدينة عفرين “معراته” ليتم عرضها لأول مرة على القضاء.

وقالت (…) كانت المحاكمة روتينية لم يسمح لنا بشيء لا محامي ولا توكيل، ورفضوا حتى الانصات لنا، ناديا قالت إنّها أخبرت قادة الفرد العسكري ( لم تتذكر اسمه ) و قاضي المحكمة واسمه ( احمد سعيد ) عن تعرضها ونساء أخريات للتعذيب والاغتصاب مرارا وأنّ القاضي ضحك وأستهزئ بهم وهددها وطالبها بكتم ذلك وعدم التحدث مطلقا لحماية نفسها وحماية شرفها، وأنّه أجبرها كما بقية قادة الميليشيات في السجون على توقيع أوراق باللغة العربية وأوراق باللغة التركي دون أن يسمح لها بقراءة محتوها، وجرى تصويرها مجددا وثم أطلق سراحها مع إبلاغها بأنّ تبقى في المنزل وأنّ لا تغادره أو تتحدث لأي وسيلة إعلامية أو تكتب شيئا على مواقع التواصل الاجتماعي.

(…) قالت إنّ عائلتها اتفقت مع مهرب على دفع مبلغ 300 دولار لإخراجها من عفرين، ووصلت لمكان آمن لكن مازال مصير زوجها مجهولا وهو الذي اختطف قبل اختطفها بأيام.

تقول (…) :
كنت عند صديقتي وصلتني رسالة على هاتفي من رقم زوجي ( أحمد رشيد عارف رشيد ) يطلب فيها مني زيارته في سجن بمدينة إعزاز ، وهي المرة الأولى التي نتواصل معه فيها …بتاريخ 2 \ 8 \2018 ، جاءت سيارة يقودها أناس لا أعرفهم ، لكن كان معهم أحد أصدقاء زوجي ، تبين لي لاحقا أنّهم أرسلوا الرسالة إليه كذلك من نفس هاتف زوجي ، دخلنا إلى منطقة عسكرية ، فصلوا صديق زوجي وأخذوه لمكان آخر ، تم أخذوني لغرفة وقاموا بالتحقيق معي ، تمت مصادرة هاتفي ، وحقيبتي اليدوية ، وتفتيشها، تم أخذوني لغرفة أخرى فيها عدة أشخاص ، واحد منهم يتحدث اللغة التركية ، تمكنت من معرفة أسم أحد المحققين وهو ( أبو الليث الحسكاوي ) ، أتهموني بالعمالة لأمريكا ولقوات سوريا الديمقراطية والنظام وروسيا ، كل مرة كانت التهمة تختلف، نكرت كل شيء ، أنا مدنية تبحث عن زوجها المختطف … تم زجي في غرفة صغيرة مظلمة ، حوالي منتصف الليل فتح الباب تم ربط عيني ويدي وجري لغرفة أخرى جلست على الأرض ، طلبوا مني فك قفل الهاتف ، كان هنالك أشخاص يتحدثون اللغة التركية ، وأحد ما يترجم كلامي …لم أتحدث بشيء كانوا يتهموني بكل شيء… أعادوني للمنفردة ، وتم نقلي لمكان آخر وآخر ، وبدؤا بضربي، ولكمي وركلي وحرماني من التبول ومن الطعام والماء …مضت أربع أشهر على هذه الحالة …

تم نقلي مجددا لسجن آخر، ووضعوني في غرفة كنا فيها 11 امرأة ، وطفلين ( طفل بعمر 7 أشهر ، وطفل بعمر سنة ونصف ) ، أسماء من معي هي : لونجين عبدو، أختها روجين عبدو ، نازلي نعسان ، روشين امونى ، روكان ملا محمد ، فريدة حسين ، استير بان عبدو ، فالنتينا عبدو ، نيروز بكر وأسم آخر لم تتذكره …وانا ناديا سليمان. والطفلان أسمائهم ( عيد ، اورجان ).

كان التعذيب يومي ، بشكل فردي أو جماعي ، وتعرضنا للاغتصاب مرارا ، كانوا يعطونا حبوب مخدرة ، أحيانا يقوم برش المياه الباردة علينا جميعا ، حتى الأطفال الصغار لم يتم استثنائهم من التعذيب ، رفضوا إعطائنا أغطية ، أو سجاد الأرض ، في فصل الشتاء كدنا نعاني من المرض وكان الأطفال الصغار يبكون من المرض والبرد والجوع…أيضاً كانوا يغرزون إبر في الاصبع ، وتحت الاظافر ويرشون عليها خل التفاح ، بشكل متكرر ودائم ، وأحيانا يرشون الملح ويربطونا في السقف لنتدلى للأسفل.

تم التحقيق معي 25 يوم بشكل متواصل، ترافق مع التعذيب ، التهم متعددة مختلقة ، تم تصويري والزامي على الإقرار بأنّي مرتبط بحزب العمال الكردستاني ، وأنّي قيادية أخطط لتنفيذ عمليات تستهدف تركيا والجيش التركي ….لم نكن نستطيع رفض شيء ، سلبوا مننا إرادتنا وكل شيء…. كانوا يضربونني بخرطوم مياه ، وبقطع الحديد بأطراف حادة متل السيف ، كانوا يقوموا بوضع ملح الليمون تحت الأظفار ، وكانوا يهينوننا بشكل دائم ، ويستهزئون بنا على أنّنا سبايا وهم يملكون القرار في أن يفعلوا ما يشاؤون بنا ….مرة حاولت الانتحار للخلاص ، قاموا بضربي بأداة حادة على رأسي فقدت الوعي ، سالت دمائي من الانف والفم ، تركوني وسط الدم ونقلوني بعدها للمنفردة بقيت فيها مدة طويلة حتى فقدت الإحساس بالوقت … تم سحبي من المنفردة من شعري ، وتم سحلي مرارا ، وحرماني من الثياب من الماء من الطعام من الذهاب للتواليت …. كانت صلاتنا بالعالم مفقودة ، لا أحد يعرف أين نحن وكيف ولا نعلم نحن ماذا يجري في الخارج…

استمر وضعنا المأساوي مدة ستة أشهر داخل سجن فرقة الحمزات بحي المحمودية في مدينة عفرين ، حدثت فوضى وسمعنا بإطلاق نار وهتافات ، اقتحم مدنيون السجن ، كان البعض منا عراة بلا ثياب ، وأخريات في المنفردات وقد تعرضن للاغتصاب ، قاموا بإخراجنا على عجل ، هربنا وركبنا إحدى السيارات ، عرفنا لاحقا أنّنا أصبحنا في قسم الشرطة العسكرية ، وأنّ اقتتالا اندلع بين المستوطنين أدى لاقتحام متظاهرين غاضبين السجن الذي نحن محتجزين التابع ل فرقة الحمزات ، عرفنا إنّنا في ٢٩ مايو ٢٠٢٠ ، وهذا يوم لن أنساه…

بقينا ليومين فقط في أحد سجون الشرطة العسكرية ، يومان بدون تعذيب وقدموا لنا قليل من الطعام والماء ، لكن لم يسمحوا لنا بالاستحمام ، والذي كان حلما بالنسبة لنا ، لا أتذكر أخر مرة استحممت فيها …

بعد 48 ساعة ، قامت الشرطة العسكرية بتسليمنا مجددا لفرقة الحمزة ، نفس الوجوه السابقة ، تم نقلنا إلى منطقة اسمها ( قرية الكبيرة ) بريف عفرين، ومن هنالك تم تحويلنا إلى منطقة إعزاز ، ووضعنا في سجن ظروف أفضل نوعا ما ، تم أخذنا للتحقيق مجددا، وقاموا بتصويرنا فيديو والتقاط صورنا مرارا، أخبرونا إنّنا يجب أن نحفظ ماهو مدون في ورقة وأن نسجل ذلك أمام الكاميرات ، قرأت النص كان يتضمن أنّني إرهابية ، عميلة أعمل لصالح حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية ، وأنّني أقود مجموعة كانت تخطط لاستهداف الضباط الأتراك والجنود الأتراك وأنّني أخطط لتنفيذ عمليات تفجير في تركيا …. تم ضربنا مجددا ، ومنحونا ساعات لنحفظ محتوى الورقة … لم يكن أمامي أية فرصة لأرفض ذلك فقبلت تحت التهديد ، كان المشرف على التحقيق وتلقين المعلومات هو شخص اسمه ( سيف أبو بكر ) لاحقا عرفت أنّه أحد المقربين من المخابرات التركية، ويحمل الجنسية التركية ، ويقود فرقة الحمزة . تم إجبارنا في حضور أبو بكر على التوقيع والبصم على أوراق باللغة العربية والتركية بعد تصويرنا لعدة مقاطع فيديو تتضمن اعترافات إنّنا إرهابيون ، بدون أن نعرف على ماذا نبصم أو نوقع…

قام مجددا بتصويرنا عدة مرات ، مرة نحن نعترف فيها أنّنا إرهابيون نخطط لتنفيذ تفجيرات ، فيديو نحن نمدح فيه شروط وظروف اعتقالنا وأنّ المكان داخل السجن مخدم ومرفه ، مرة طلبوا منّا شكر تركيا وأردوغان والجيش الوطني والأجهزة الأمنية وأنّهم قاموا بحمايتنا وإصلاحنا …..رغم كل ما فعلوه بنا شكرناه وشكرناهم. حينما كنت أو كنا نرفض ذلك كانوا يقومون بنزع ثيابنا وإجبارنا على كل شيء وتصوير ذلك ، لم نكن الّا أن ننفذ أوامرهم أمام الفيديو شكرنا أردوغان وشكرناهم….

بعد ذلك تم تحويلنا الى سجن في مدينة الباب ، بقينا هناك مدة شهر ، تم تحويلنا من الباب الى سجن معراته في عفرين ، وفي كل مرة يتم إعادة التحقيق معنا والزامنا على الاعتراف اننا مذنبون ، وإرهابيون ، وأنهم يعاملوننا بطريقة جيدة وظروفنا في السجن مرفهة.

في سجن معراته لأول مرة تمت إحالتنا للمحكمة ، والقضاء ، في البداية كان القاضي العسكري ، لا أتذكر اسمه ، كان مستعجلا لإنهاء القضية ، وطلب مني ، كما طلبوا منّا في السجن الصمت وعدم الادلاء بشيء، وانتظار القاضي ليتحدث وأنّنا مقابل صمتنا سنحصل على إطلاق السراح ، ضمن عفو سيصدرونه ، لكن لم يكن يهمني شيء، تحدثت أمام القاضي عن التعذيب والاغتصاب والتحرش والضرب وظروف السجن وأنّنا مدنييون أبرياء تم إجبارنا على الإدلاء بتصريحات مصورة تحت التعذيب ، وانهم خطفوني وأنا متجه لزيارة زوجي المعتقل ، قاطعني القاضي وطلب إعادتي للسجن وهددني، بالفعل أعادوني للسجن وبدؤا بضربي مجددا في اليوم التالي أدخلوني قاعة المحكمة وتم إجباري على توقيع أوراق أجهل محتواها كانت باللغة التركية والعربية …

تضيف (…) ” تم إحالتنا لمحكمة أخرى ، بدا أنّها مدنية هذه المرة ، ورفضت التزام الصمت رغم تهديدهم بقتلي إن تحدثت ، لقد عرف القاضي عن نفسه وقال إنّ اسمه هو ( احمد سعيد ) ، سردت له كيف تعرضت للتعذيب والاغتصاب ، وكيف تعرضت بقية النساء معي في السجن ، وبقية المعتقلين للتعذيب واني شاهدة على مقتل شخصين تحت التعذيب ، الأول اسمه ( بلال عبدو ) والثاني ( العم حسن، اب لثلاث بنات )…. توقعت أنّ القاضي ينصت وسينصفني ، لكن تبين أنّه يود مني الحديث للتسلية ، كان يبتسم وأستهزئ بي ، هددني بأنّ لن أخبر أحدا بهذه القصص لحماية شرفي وعائلتي ولكي لا أتعرض للقتل والملاحقة والعودة لنفس الظروف ….

وقالت (…) : حسن كان والد 3 بنات تعرض لتعذيب شديد ، كان قد فقد صوته من التعذيب تأكدت من وفاته ، لقد مات في المنفردة التي نقلوها إليه ، والتي كانت قبرا …كنت أشاهد من فتحة صغيرة ، في الباب ، تم لفه ببطانية ونقله خارجا ، كذلك فعلوا ببلال عبدو.

أفرج عن ن(…) بعد قضاء 878 يوما في سجون الميليشيات الموالية لتركيا تنقلت خلالها ضمن 9 سجون ، في 4 مدن خاضعة لسيطرة الجيش التركي ، منها 90 يوم قضتها في سجون خاضعة لإشراف مباشر من أجهزة الاستخبارات التركية .

ولم تكن ( فرقة الحمزة ) ستكشف مصير هؤلاء النساء المختطفات ، ومصير أخريات لو لم يتم اقتحام سجن ( الحمزات ) من قبل متظاهرين غاضبين من ريف دمشق في عفرين بمدينة حلب ، حيث خرجوا في تظاهرات مطالبين بطرد ومحاسبة “فرقة الحمزات” وهي فصيل تابع لتركيا بعد اشتباكات عنيفة معها.

بتاريخ 28 مايو 2020 أثيرت ضجة عارمة بعد العثور على 11 امرأة ( بعضهن عاريات ) وطفلين أحدهما رضيع داخل سجن سري لفصيل ” فرقة الحمزة ” العامل ضمن ” الجيش الوطني” في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة مسلحين موالين لتركيا.

مسلحي ريف دمشق ومتظاهرين فوجؤ بوجود 11 امرأة وطفلين أحدهم رضيع ، بينهم نساء احتجزن وهن عاريات ، إضافة لمعتقلين آخرين لدى “فرقة الحمزات”.

وأصدر أهالي دمشق وريفها في شمال سوريا أصدروا بيانا يوضح الأسباب التي أدت إلى الاشتباك مع الفرقة، مطالبين قيادة “الجيش الوطني” المعارض والأتراك إزالة كافة مقرات فرقة الحمزة من مدينة عفرين.

وطالب الأهالي بتسليم جميع المتورطين ومحاسبتهم، بالإضافة إلى توضيح سبب وجود نساء عاريات في معتقلات الفرقة، حيث أكد البيان وجود عشرات النساء داخل السجن.

وأظهر مقطع فيديو، قيل إنه لحظة اقتحام مقر لفرقة الحمزات والعثور على نساء فيه.

وسبق اقتحام السجن اشتباكات عنيفة بين فرقة الحمزات من جهة، وعناصر أحرار الشام من أهالي غوطة دمشق. وتمكن مسلحو الغوطة من حركة أحرار الشام وجيش الإسلام والفرقة الأولى بالتعاون مع مسلحين آخرين من السيطرة على أحد مقرات فرقة الحمزات واعتقال عناصره.

الاقتتال جاء عقب محاولة مجموعة عسكرية تابعة لـ “فرقة الحمزات” السطو على محل تجاري، ينحدر صاحبه من منطقة عربين في الغوطة الشرقية ومحاولتهم أخذ بعض المواد الغذائية دون دفع ثمنها، وبعد رفض البائع قاموا باستهداف محله بقنبلة.

وتطور الأمر ليتحول إلى اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، بين أبناء الغوطة الشرقية وبمؤازرة بعض عناصر حركة أحرار الشام الإسلامية، ضد عناصر فرقة الحمزات.

وكانت والدة المختطف أحمد رشيد، زينب معمو نوري ناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتدخل والضغط على الحكومة التركية لكشف مصير ابنها وزجته، وقالت “بعد اختطاف ابني أحمد علمنا بأنه يتواجد في سجن سجو في منطقة إعزاز، حين حاولت زوجته ناديا سليمان زيارته اعتقلت هي الأخرى….”

https://twitter.com/vdcnsy/status/1270731620614639617

 

 

 

 

 

 

شارك هذه المقالة على المنصات التالية